دام برس - لميس حسين :

يحلق طير السعر فوق السوق السورية .. غير مبال لا بمواطن أنهكته محاولة اصطياده بأخف سلاح ... ولا بتاجر يستطيع بناء عش له بأدهى الحيل .. الأسواق السورية ساحة متعددة اللاعبين وكل يمتلك كرة خاصة فما من داع للعب اصلاً ..
وحده المواطن السوري حارس الساحة ..يترقب بفارغ أمل مرماه الكثير الضربات والأهداف محاولاً وقف اهتزاز شباكه ولو لبرهة .. هدف جديد يحاول الواقع الاقتصادي الحالي وضعه في شباك المغلوب على أمره وهو " موسم التنزيلات"
فهل يعتبر المواطن السوري هذا الموسم هدفاً له أم عليه؟؟ وهل تناسب هذه التنزيلات جيوب السوريين الفارغة المليئة بالهموم ؟

كان لدام برس هذا الاستطلاع في الأسواق السورية للوقوف على واقع التنزيلات الحالية وكانت البداية

مع السيد مهند عثمان _ صاحب محل الذي تحدث عن التنزيلات قائلاً : في كل سنة يوجد تنزيلات على الموسم الصيفي والموسم الشتوي وتكون التخفضيات على البضاعة الجديدة ( نيو كلكشن) تبدأ التنزيلات 50 % ثم 70%  وذلك على بعض البضائع وبعدها يبدأ العرض الخاص على كافة البضائع ، وحاليا يوجد تنزيلات على البضائع الصيفية الباقية من العام الماضي وجمعيها بسعر 2000 ليرة سورية ، والموسم الصيفي الجديد نقوم بافتتاحه بالشهر الرابع بتنزيلات تبلغ 50 %
وبالنسبة لحركة الأسواق تكون قوية بموسم التزيلات اكثر من من اول المواسم التي تتضمن البضائع الجديدة والتي تكون بأسعار مرتفعة بالنسبة لدخل المواطن .

وبالنسبة للسيد حمزة _صاحب محل كانت  التنزيلات شبه معدومة لأن الأسعار مرتفعة جدا تصل حتى 300 % أحيانا
ولكن مع ذلك حركة السوق تبقى جيدة بالنسبة للأوقات العادية مع أنها أضعف من سنوات سابقة
والتاجر لايخسر مهما كانت نسبة التخفيضات دائما يوجد ربح وذلك حسب سياسة كل محل بالنسبة للتنزيلات

انتقالاً للسيد احمد فلاحة _ موظف في شركة ملابس تحدث لنا أن :
موسم التنزيلات الحالي يكون على بضائع معينة اغلبها من الموسم الماضي على حسب البضائع المتوفرة
بالنبسة للماركات لها خصوصية معينة لان كل شركة لها سياسة معينة بموضوع التنزيلات حسب كمية البضاعة المتوفرة
هناك بضائع تحتوي على عيوب يتم تنزيلها بتخفيضات كبيرة جدا وهي تلقى قبول نوعا ما

وأضاف السيد محمد الخوام _ مسؤول ماركة pink women :
من تأثيرات  الأزمة  الحالية على السوق السورية خلق أسعار متساوية بين البضائع المستوردة والمحلية بسبب صعوبة التصنيع والاستيراد أيضا
وما نلاحظه حاليا عدم تناسب دخل المواطن السوري مع سعر المستهلك الذي يطرحه السوق
بسبب هذه الأسباب وغيرها يكون لدينا استقطاب أكبر للزبون خلال فترة التنزيلات  التي تحقق أهم نتائجها
عندما تكون بنسبة 50% أو 70%
حاليا تم طرح تشكيلة جديدة من الألبسة ( new collection) بسعر متناسب مع السوق السورية ويستطيع المستهلك أن يتحمله بحيث توجد قطع بسعر 1950 وهو سعر أعتقد انه مناسب جدا لحالة المواطن العادي
واعتمدنا بالتشكيلة على الثياب العادية اليومية التي تطرح بسعر أقل من الثياب التي تواكب الموضة .

كما توجهت دام برس بالسؤال للمواطنين السوريين حول واقعهم الشرائي خلال التنزيلات فقالت
السيدة وسام شيباني_ مواطنة :
خلال هذه الفترة من العام نلاحظ ازدياد حركة الأسواق عن باقي فترات السنة بسبب التخفيض المناسب غالبا لأحوال شريحة من الناس ...
أنا شخصياً أفضل التسوق بموسم التنزيلات وخاصة الملابس الصيفية في الموسم الشتوي مثلا
حيث تكون هذه الملابس بأسعار مخفضة مقارنة بالأسعار التي ستكون عليها العام القادم
كما أفضل الشراء من محلات "الماركات " لأنها بضائعها  أكثر جودة وغير متوفرة  في كل محلات السوق الشعبي

وأضاف السيد عمر عبد الحكيم _مواطن :
أفضل شراء ماهو رخيص وجميل بنفس الوقت .. لا أعتمد على فترة التنزيلات دائما فهي بنظري لاتشكل فرقا عن باقي فترات السنة وأيضا بضائعها تكون ذات جودة قليلة لان التجار يحاولون تصرف البضاعة الموجودة لديهم في المستودعات
انا كمواطن أفضل الشراء من الأسواق الشعبية التي تتسم على طول فترات السنة بالأسعار الرخيصة أما التنزيلات في الأسواق الغالية أساسا برأيي " متل قلتها "

السيد انس قبيقولي _مواطن أردف بقوله:
التنزيلات بشكل عام تكون مفيدة في بدايتها لتوافر القطع الجيدة والمناسبة لتطلبات المواطن فتزداد حركة السوق بشكل ملحوظ ثم تبدأ الحركة بالخمود مع بداية نفاذ القطع ذات الجودة العالية
لكن تبقى فترة التزيلات مهمة جدا فكثير من الناس لايملكون القدرة على شراء القطعة بسعرها الأساسي الذي يتراوح من 7000 الى 10000 الاف وهو سعر مرتفع للغاية مقارنة بدخل المواطن السوري
وبالتالي توفر فترة التنزيلات الحل للمواطنين بسبب تخفيض الأسعار حوالي 70 %
حركة السوق تكون جيدة جدا اجمالا لان المواطنين يشعرون بأنهم يحصلون على القطعة بسعر مناسب وليس بسعر يفوق تطلعات الكثيرين منهم .
أما  البضائع التي تطرح في فترة التنزيلات فهي بضائع تعود للموسم الماضي واحيانا تكون بضائع مخزنة بالمستودعات وهذه يكون التخفيض عليها  أكبر
وبالنسبة لي شخصياً اعتمد كليا عند شرائي للملابس على محلات " الماركات" لأنها أثق بها كجودة وكسعر حيث لايوجد مايسمى ب " المراعاة "
وانما الجميع يحصل على القطعة بنفس السعر

وكانت معنا السيد علاء خليل _ مواطن الذي كان رأيه أن :
أغلب الناس يترقب موسم التنزيلات بسبب الحالة المادية المضطربة جداً للمواطن السوري
وبشكل عام محلات " الماركات " تطرح بضائع بسعر معقول ولكن لاتتسم دائما بالجودة
السوق السورية توفر محلات شعبية للمواطن الغير القادر على الشراء من " الماركات " وهذه ميزة مهمة في أسواق البلد
بسبب الفرق المادي الكبير حاليا بين شرائح المجتمع السوري