Logo Dampress

آخر تحديث : الأربعاء 24 نيسان 2024   الساعة 03:02:43
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
حكايا غربة .. عيد كوسى لدام برس: الثقافة المجتمعية عنوان المرحلة المقبلة
دام برس : دام برس | حكايا غربة .. عيد كوسى لدام برس: الثقافة المجتمعية عنوان المرحلة المقبلة

دام برس - لجين اسماعيل :


هذي دمشق وهذي الكأس والراح ... إني أحب وبعض الحبّ دباح
كلمات يرددها المغترب السوري حنيناً واشتياقاً للعودة لوطنه، لأهله وناسه، أحبائه.. صحبته وأصدقائه.
وشخصيتنا لليوم شخصية مميّزة، أثبتت خلال الأزمة السورية تمسكها بتراب بلدها، شخصية دافعت عن سورية الدولة والمؤسسات رغم الحصار دون تردد، قالت كلمة الحق، وها هي اليوم تعود إلى حضن سوريتها مصممة على الاستمرار في التحدي وإثبات وجود المواطن السوري أينما كان.
الإعلامي عيد كوسى المغترب السوري في بلاد الإمارات عاد بعد ثماني سنوات من الاغتراب ليكون على تواصل مع المواطن السوري ويعانق همومه ويقف على تفاصيل حياته بابتساماتها وأحزانها، أفراحها وآلامها، ها هو اليوم وعبر "دام برس" يحدّثنا عن حكايا غربته وهواجس عودته


بدايةً ما هي التغييرات التي تمت على مسيرة حياتك ما قبل الحرب على سوريا وما بعدها؟
كانت حياتي بسيطة جداً بعيدة عن التجاذبات السياسية والاجتماعية، إلى أن بدأت الحرب على بلدي وبدأت اكتشف تباعاً دور الإعلام في هذه الحرب وكيف كانت تتم عمليات التضليل الإعلامي بحق السوريين، فكتبت ما يربو عن 1000 مقال في العديد من الجرائد والمجلات المطبوعة منها والإلكترونية، بالإضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي بعضها نشر في عدد من الصحف والمجلات السورية كجريدة تشرين ومجلة البلد وغيرها.


هل كنت راضيا عن عملك في دولة الإمارات؟
عندما تعمل في أي بلد خارج حدود بلدك فأنت مضطر للالتزام بقوانينه، وأنا شخصياً ومن خلال موقعي ومكان عملي، كنت مُلزماً أن ينصب جل اهتمامي لصالح القطاع الذي أعمل لديه، على الرغم من اهتمامي وشغفي بالأمور الإقليمية والمحلية السورية، ولكن بعد أن بدأت تباشير حرب واضحة على سوريا كان لزاماً بحكم السليقة أن يتخذ كل مواطن سوري موقفه بشكل واضح من هذه الحرب، لذلك وجدت نفسي ملزماً بأن ادافع عن بلدي مثلي مثل أي سوري سواء كان داخل البلد أو خارجه، وهذا ما حدث.


كيف كان غير السوريين ينظرون إلى الأزمة السورية؟
منذ اليوم الأول للحرب على سورية والخارج يترقّب سقوطها، ويراهنون على تشتت وتمزيق وحدتها، لكن الواقع أذهل الجميع، واليوم وبعد مضي أربع سنوات ما زالت سورية صامدة شامخة وهذا ما جعلهم يتساءلون بشغف عن سر صمودها وقوتها!
سورية بلد محوري، وكان من الأهمية البالغة إخضاعها لمحور مغاير للمحور الذي ينتمي إليه منذ عقود طويلة.
ورغم ما تعرضت له سورية من ضخ إعلامي استهدف اللاوعي عند متابعي بعض المحطات والقنوات العربية، واتّباع سياسة استجرار العاطفة للترويج لأفكاره وعمل على استحضار شخصيات و محللين أصحاب توجه معروف، صمدت سورية بشعبها وجيشها بكل بسالة وشموخ ومازالت صامدة، مما استدعى شرائح كثيرة من العرب وغير العرب أن يبدؤوا البحث عن أسباب هذا الصمود وبدأوا بالتشكيك بدقة المعلومات التي ترد من تلك المحطات، وهنا يمكن دورنا الاستراتيجي كسوريين في إيضاح وتأكيد أن كل ما تم ضخه على تلك المحطات ما هو إلا إضافات خيالية وغير واقعية أبداً وبعيدة عن الحقيقة بقصد استجرار وتحريض تلك الشعوب ضد سورية الدولة والمؤسسات.


كيف كنت تعرف عما يجري على الأرض السورية وما هي السبل التي كانت دليلك في استقصاء الحقيقة؟
العقوبات طالت سورية و بعض الشخصيات السورية بشكل هائل وخلال فترات قصيرة جداً بهدف الحيلولة دون معرفة ما يجري على أرض الواقع ولتدعم القنوات المضادة لتكون القنوات الوحيدة التي تزود المجتمع الدولي بالأحداث والوقائع، بهدف تشويه الحقيقة كلياً أو جزئياً، وعدم تمكن أي جهة مهما كانت من تقديم الدعم لسورية، ووأد أي محاولة لإظهار الحقيقة كما هي، وليست هناك حقيقة أنصع من التي تخرج من أرض الواقع، فكان لا بد من حرمان السوريين وغير السوريين خارج سوريا من هذه الحقائق، وعلى هذا فإننا في بلاد الاغتراب أيضاً كنّا محكومين بهذه العقوبات التي كانت تفرضها بعض الدول أو معظمها والتي اتسعت لتشمل القنوات التلفزيونية والتحكم بالترددات على الأقمار الصناعية، لذلك كانت وسائل التواصل الاجتماعي والجهود الفردية هي الرابط الذي يقرّبنا من المواطن في الداخل السوري.


في يوم الاستحقاق الدستوري والانتخابات، هل لك أن تصف أو تشرح لنا ما حدث؟
كما هو معلوم للجميع ، كان المواطنون السوريون  المقيمون في الخارج ملزمين بالتقيد بما تصدره حكومات تلك الدول من قرارات، وكما طلبت الحكومة السورية سجلنا جميع بياناتنا لدى سفارة الجمهورية العربية السورية لممارسة حقنا في انتخاب رئاسة الجمهورية العربية السورية، لكن فوجئنا في يوم الاستحقاق أن جميع الطرق المؤدية إلى السفارة أغلقت وتم منعنا من ممارسة حقنا في الانتخاب، طبعا دولة الإمارات كانت تسعى في سبيل أن يمارس المغترب السوري حقه الطبيعي في الانتخاب ولكن الظروف السياسية الاقليمية والدولية ونظراً للوضع الخاص لدولة الإمارات لم يتم ذلك .


كيف وجدت سورية بعد أربع  سنوات من الحرب، خاصة وأن قدمك لم تطأ أرض سورية منذ عام 2010؟
في الواقع الكثير تحدّث عن سورية وعن صمودها واصرار شعبها على الحياة، وحجم المعاناة التي يعيشها المواطن وهو تحت كل هذا الضغط .... إلا أن ما شاهدته على أرض الواقع أكّد لي بأن سورية مازالت بخير والسوريون تأقلموا مع حياة الحرب ولم ينجروا للأسوأ كما كان يخطط لهم ... وبرأيي سورية قوية وستبقى صامدة لأنها أنجبت رجالاً كرجال الجيش العربي السوري يدافعون عنها بكل ما يملكون ويبذلون الروح فداء لترابها.


ما سبب قدومك إلى سورية، وما مشاريعك المستقبلية للمساهمة في تطور سورية؟
من وجهة نظري فإن صلة الوصل الأولى بين الداخل السوري وخارجه في الوقت الحالي هي وسائل التواصل الاجتماعي فالناس وصلت لمرحلة سيئة من حيث الانطواء على الذات والقوقعة داخل البيئة المحيطة سواء كانت عائلة أو حي أو حتى ضمن قرية او مدينة من هنا انطلقت فكرة مشروع " الثقافة المجتمعية " وقد طرحتها على بعض المعنيين، ولاقت ترحيباً وإقبالاً ملموساً وسنشرع بتنفيذها في القريب العاجل.


هل لك أن توضح لنا الفكرة " الثقافة المجتمعية " ما هي؟ وماذا تقصد بها؟
جاءت الفكرة بهدف الخروج من مفهوم الأحلاف الذي بدأ يتشكل ما بين السوريين أنفسهم، فسورية للجميع وليست لجماعة أو لطائفة وليست حكراً على دين أو مذهب كلنا مواطنون وكلنا سوريون في البداية ومن هنا نبدأ، إن هذه الثقافة تقرّب المواطن السوري من حكومته ، فالحكومة جزء من الشعب وهي الأقدر على معرفة معاناته، والجمعيات الخيرية والأهلية الناشطة في تقديم الدعم للمواطن هي أيضاً بحاجة لمن يضيء على عملها ويتعرف الناس عليها ، وهنا أؤكد على ضرورة انطلاق الفرد من إصلاح نفسه معتمداً في ذلك على ثقافة احترام الذات و احترام الآخر قبل العمل على إصلاح المجتمع وهذا بدوره سيساهم في إعادة دمج المواطن بالمجتمع .


ما هي رسالتك للشعب السوري عبر مؤسسة دام برس الإعلامية؟
رسالتي هي: أحبوا سورية، سورية ورغم أنها دخلت عامها الرابع في حربها ضد الإرهاب وهي حرب ضروس ربما لن تنتهي في فترة قريبة وسيكون فيها الكثير من التضحيات، إلا أن هذا لا يبرر لنا كسوريين أن نغادرها، فمن يعتقد بأن المغترب يعيش في رفاهية هو مخطئ .... لكن لكلِّ منا ظروفه التي أجبرته على البقاء ليثبت نفسه ضمن الوسط الخارجي، هذا من جهة ومن جهة أخرى إن كنا سنتخلى عن سورية اليوم ... فلمن سوف نتركها غداً؟! هل نسمح لبضع إرهابيين قادمين من الخارج وبعد سنوات من الصمود أن يحصلوا على ما حلموا به؟
من هذا المنطلق أدعو المواطن السوري أن يتحلى بالثقافة المجتمعية ويساهم في نشرها وأؤكد مرة أخرى على أهمية استيعاب بعضنا كسوريين قبل أي اعتبار آخر.

 

الوسوم (Tags)

سورية   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2014-12-08 15:01:44   الوفاء لسورية
السوري الذي يحب بلده عليه أن يترك أثر يعبّر عن محبته لها بعيداً عن التصنيفات التافهة (معارضة أو موالات ) فالولاء للوطن حصراً لأن الأشخاص زائلون
جورج  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz