دام برس ـ طرطوس ـ سهى سليمان

يكتسب الطفل المناعة الطبيعية بالتعرض المتكرر للجراثيم، ابتداءً من وقت الولادة ويضاف إلى ذلك ما يكتسبه الطفل من أمه وهذا ما يوفر له مناعة موروثة تمنحه حماية مؤقتة، ولزيادة على هذه المناعة لا بدّ من لقاحات داعمة تساهم في تحصين صحته لمنع إصابته بعدد من الأمراض مثل الحصبة والتهاب الكبد والسعال والكزاز والسحايا وشلل الأطفال.

وفي هذا الإطار أطلقت وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونسيف أيام التلقيح الوطنية خلال الفترة 24 نيسان وحتى 28 نيسان 2016 تحت عنوان: "تحت وطنية ضد مرض شلل الأطفال"، والتي تستهدف الأطفال دون الخامسة من العمر لتحصِينهم من أمراض الطفولة الخطرة المشمولة ببرنامج اللقاح الوطني، وذلك بالتزامن مع أسبوع التلقيح الإقليمي والذي يستهدف الأطفال المتسربين باللقاح الروتيني.

وتنفذ أيام التلقيح الوطني في المراكز الصحية المنتشرة في المحافظات والمناطق كافة ومراكز الإقامة المؤقتة وفرق التلقيح الجوالة وتقدم اللقاحات مجاناً بعد تقييم الحالة التلقيحية لكل طفل.

وللاطلاع على سير عمليات اللقاح قامت مؤسسة "دام برس" الإعلامية بزيارة بعض المراكز الصحية في محافظة طرطوس وأجرت لقاءات عدة حول هذا الموضوع:

إقبال متميز ووعيي كبير عند الأهالي

رئيسة قسم التمريض في مركز برمانة المشايخ الصحي الممرضة ابتسام علي ذكرت أن الحملة تستهدف الأطفال من عمر اليوم ولغاية الخمس سنوات، وهي لقاحات ضدّ شلل الأطفال، في حين يتمّ إعطاء الأطفال من عمر السنتين ولغاية الخمس سنوات فيتامينات مقوية.

وعبرت عن ارتياحها لنسبة الإقبال من الأهالي التي تظهر ازدياداً ساعة بعد ساعة، كما أشارت إلى حملة لقاح السحايا في الفترة الماضية، والتي حضر خلالها إلى المركز 280 طفلاً خلال يوم واحد، رغم أنه تم تزويد المركز بـ 300 جرعة فقط.

وبينت أن هذا الإقبال إن دلّ على شيء فهو يدلّ على وعي الأهالي وخاصة الأمهات الحريصات على صحة أطفالهن ليساهموا في حصانة أولادهن من الأمراض.

لهذه اللقاحات أهمية كبيرة في تحصين الأطفال من الأمراض

الأم نديمة سليمان والتي أحضرت ولديها بهدف الحصول على لقاح الشلل إضافة إلى الفيتامينات المقوية، شددت على أهمية هذه اللقاحات والحملات المستمرة التي تساهم في القضاء على نسبة شلل الأطفال، كما وجهت الشكر الكبير لجميع القائمين على هذه الحملات من جهات محلية وعالمية.

وكانت السيدة نديمة قد اصطحبت أطفالها منذ فترة وجيزة لإعطائهم جرعات اللقاح ضد مرض السحايا مشيرة إلى تعاون جميع العاملين في المركز وتعاملهم الجيد.

إعطاء جرعات اللقاح تنعكس على صحة الأطفال

أما السيدة رشا عيود أم الطفلة آية حمدان أكدت على ضرورة إعطاء الأطفال اللقاحات كافة لتحصينهم من المرض، مضيفة أن هذه الحملة والحملات السابقة كان لها دور فاعل في وقاية الأطفال من المرض، وهذا ما سينعكس عليهم في المستقبل ليكونوا أصحاء وفاعلين في المجتمع.

وتمنت من جميع الأهالي إحضار الأطفال مع بطاقاتهم الصحية لاستكمال اللقاحات الروتينية وخاصة ضد الأمراض المنتشرة والخطيرة.

لا بدّ من اصطحاب بطاقة اللقاح لاستيفاء اللقاحات الناقصة

بدورها الممرضة حسناء خليل غانم والمسؤولة عن اللقاح أوضحت أن هذه الحملة والتي تأتي تحت عنوان: "تحت وطنية ضدّ مرض شلل الأطفال"، بهدف القضاء أو التقليل من نسبة مرض شلل الأطفال قدر الإمكان، من خلال إعطائهم اللقاح من عمر اليوم حتى 5 سنوات، مؤكدة أن اللقاح آمن ومجاني وموصى به من منظمة الصحة العالمية.

ووجهت رسالة إلى جميع الأهالي وخاصة الأمهات لإحضار الأطفال وإعطائهم جرعات اللقاح ضمن حملة "شلل الأطفال" العالمية ليستكمل الأطفال لقاحاتهم ضدّ الأمراض الخطرة، مع تذكير الأهالي بضرورة اصطحاب بطاقة اللقاح لاستيفاء اللقاحات الناقصة وسيتم تزويد من فقد بطاقة اللقاح ببطاقة جديدة.

الحملة تستهدف 126 ألف طفل

وكان مدير صحة طرطوس الدكتور أحمد عمار تحدث أن الحملة تستهدف 126 ألف طفل بينهم  1260 طفلاً متسربين، وتتضمن جميع اللقاحات الروتينية وذلك ضمن جميع المراكز الصحية والجوالة الموزعة في أنحاء المناطق والبالغ عددها 130 مركزاً و23 نقطة طبية إضافة إلى 9 نقاط طبية في مراكز الإقامة المؤقتة.

كما نوّه بنتائج الحملات الأخيرة التي تؤكد وعي العاملين في مديرية الصحة وإصرارهم على تحقيق أهداف الحملة وإيصال اللقاحات إلى جميع الأطفال لتحصينهم من الأمراض.

اللقاحات آمنة وموصى بها من منظمة الصحة العالمية

وقد أوضح وزير الصحة الدكتور نزار يازجي أن الحملة تستهدف تلقيح 2.8 مليون طفل تقريباً لتعزيز مناعتهم ضدّ الأمراض الخطرة التي قد تصيبهم، إضافة إلى استكمال اللقاحات السابقة للمتسربين وذلك بالتزامن مع حملة "تحت وطنية ضدّ مرض شلل الأطفال" في المراكز الصحية والمناطق صعبة الوصول بالتعاون مع منظمتي الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف".

وبيّن الوزير أن الوزارة وزعت اللقاحات على جميع المحافظات والمناطق وهي لقاحات موصى بها من منظمة الصحة العالمية وآمنة وتخضع لشروط مراقبة جودة عالية مشيراً إلى أن الوزارة حريصة على صحة الأطفال وسلامة نموهم وتطورهم بشكل طبيعي، وخاصة بعد عدم تسجيل أي حالة شلل أطفال جديدة منذ كانون الثاني عام 2014 وهذا ما يثبت فعالية الإجراءات التي اتخذتها الوزارة في تطويق المرض.