Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 25 نيسان 2024   الساعة 10:36:56
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
‘‘معكم نفكر... بكم نبادر‘‘... مبادرة من وزارة الأوقاف وطلبة سورية

دام برس ـ طرطوس ـ سهى سليمان

تحت عنوان: "معكم نفكر.. بكم نبادر" وبالتعاون بين وزارة الأوقاف والاتحاد الوطني لطلبة سورية استضاف المركز الثقافي بطرطوس فعاليات الملتقى الثاني لـ "دور النخب الشابة في صياغة خطاب ديني معاصر"، وذلك يومي 27 و28 كانون الثاني 2016، بمشاركة مدير وأعضاء من الفريق الديني الشبابي من وزارة الأوقاف، إضافة إلى عدد كبير من أعضاء الاتحاد الوطني لطلبة سورية، بهدف مناقشة سبل نشر الفهم الحقيقي للإسلام وتعزيز دور الشباب في بناء الخطاب الديني.

وقد بدأ الملتقى فعالياته بتكريم أسر 90 ضابطاً طياراً شهيداً إلى جانب تكريم اللواء منذر زمام قائد مطار كويرس العسكري، بحضور محافظ طرطوس صفوان أبو سعدى وأمين فرعها لحزب البعث العربي الاشتراكي غسان أسعد، ورئيس جامعة طرطوس الدكتور عصام الدالي ورئيس فرع اتحاد الطلبة همام كناج وفعاليات حزبية ورسمية ودينية.‏

الوزير السيد: الخطاب الديني يجب أن يبتعد عن الطائفية والتكفير

وتابع الملتقى مناقشاته في فندق برج شاهين حيث أشار وزير الاوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد أن الملتقى هو الثاني من نوعه، ويهدف إلى التواصل مع الشباب لمعرفة آرائهم، ووضع الصيغة الأفضل للخطاب الديني الذي يحتاجه الوطن، الخطاب البعيد عن الطائفية والحقد والتكفير، محذراً من خطورة الفكر التكفيري على المجتمع.

أما عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني لطلبة سورية دارين سليمان فقد تطرقت إلى أن الملتقى الأول الذي عقد في جامعة دمشق أسس لمنهج عمل لخطاب ديني معاصر، وشكّل منصة عبور بفكر متجدد بنور الإسلام الحقيقي، موضحة أن ملتقى طرطوس ستعقبه ملتقيات أخرى في المحافظات جميعها.

الحوار ومخاطبة العقل هو أفضل السبل لبناء المجتمع

وناقش الملتقى في محاوره عدداً من الموضوعات تركزت حول: (التكفير والتفكير في الإسلام، عدم تسطيح العقل البشري في فهم القرآن، إعادة الإعمار المعنوي، دور الشباب في الخطاب الديني المعاصر، أسباب التطرف وطرق علاجها، دور المنظمات والمجتمع الاهلي وأهمية الأخلاق مع الإيمان، إلى جانب دور وسائل الاعلام فيما يتعلق بالفكر الديني).

وأكد المشاركون على أهمية الحوار بين الشباب لترسيخ روح العلم والأدب والأمل والإيمان والمحبة، وإن الحوار هو أفضل الوسائل لبناء المجتمع ومواجهة الأزمات، إضافة إلى مخاطبة العقل بالتحليل وربط النتائج بالأسباب وصولاً للحقيقة المطلقة.

وركز الملتقى على تأسيس البيئة المناسبة لاستيعاب الإصلاح واستثمار ثورة الاتصالات لمخاطبة الشباب بلغتهم، وضرورة فرض رقابة على محتوى برامج الأطفال التي تعرض في وسائل الإعلام، ومحاولة توجيه الشباب إلى العلم والثقافة للحدّ من الفكر المتطرف.‏

تكريس الخطاب الديني العصري، وتعميق ثقافة المواطنة

وقدم الملتقى في الختام مجموعة من المقترحات والتوصيات تركزت حول تثمين الدور الوطني والبطولي لشباب وأفراد الجيش العربي السوري، وتكريس الخطاب الديني العصري الموجه لشرائح المجتمع كافة القادر على مواجهة التطرف والانفلات، والمحافظ على قيم المجتمع ومبادئه وتفعيل دور الشباب في صياغته من خلال التعاون والتنسيق بين وزارة الأوقاف بفريقها الديني الشبابي والاتحاد الوطني لطلبة سورية.

كما أكّدت التوصيات على نشر الخطاب الديني المعتدل والعصري بلغات عدة وتعميم التجربة السورية في محاربة الإرهاب إلى كافة دول العالم، من خلال ترجمة المراجع الفقهية والسلوكية التي أصدرتها وزارة الأوقاف مؤخراً "فقه الأزمة – فضيلة – وثيقة تطوير الخطاب الديني".

وركّزت مقترحات الملتقى على تعميق ثقافة المواطنة ومبدأ الولاء للوطن والدفاع عنه ودور الشباب في ذلك، وإقامة ورشات عمل في المحافظات والجامعات تنبثق عن هذا الملتقى بين مديريات الأوقاف وفروع الاتحاد الوطني لطلبة سورية، إضافة إلى فتح قنوات التواصل مع المنظمات والجمعيات والمؤسسات الأهلية الرسمية وغيرها والتشبيك معها ومع الوزارات المعنية والمنظمات الشعبية لتنفيذ استراتيجية الملتقى وتعميمها على كافة المحافظات.

تحويل الخطاب الديني من مصدر قلق إلى أداة بناء ودفع

ودعا الملتقى في توصياته وسائل الإعلام للتركيز على دور الشباب الوطني الفاعل والمبادر وتسليط الضوء على نشاطاتهم وآرائهم وأفكارهم والإصدارات الجديدة للفريق الديني الشبابي، وإظهار سماحة الدين الاسلامي وبعده عن التطرف.

كما شدّدت التوصيات على تحويل الخطاب الديني في المجتمع من مصدر خوف وقلق ومعول هدم كما يروج له المتطرفون إلى أداة بناء ودفع وصمام أمن للمجتمع بالتشارك مع كل قطاعات المجتمع، وتحصين الشباب والحفاظ على أفكارهم ووعيهم من أي خرق لصالح الوهابية وحركات الاسلام السياسي، إضافة إلى الاهتمام بموضوع إعادة الاعمار المعنوي من خلال الفكر والوعي والأخلاق، والحفاظ من خلال هذه الملتقيات على هذه الصورة الحضارية والرائدة التي تجلت من خلال الحوارات وتلاقح الأفكار وتبادل وجهات النظر التي تمت بين الفريق الديني الشبابي في وزارة الأوقاف وفريق الاتحاد الوطني لطلبة سورية، والتأكيد على أن هذه الصورة تمثّل بارقة أمل لسورية المتجددة بعد النصر الكامل الذي يتحقق بفضل تضحيات الشهداء ورباط أبطال الجيش العربي السوري على الجبهات.

تكريم لجرحى الجيش في مشفى طرطوس العسكري

وفي ختام فعاليات الملتقى توجه وفد من الفريق المشارك برئاسة وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد ويرافقه عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني لطلبة سورية السيدة دارين سليمان، ومدير الفريق الديني الشبابي مدير أوقاف طرطوس الشيخ عبد الله محمد السيد وعدد كبير من أعضاء الفريق إلى المشفى العسكري في طرطوس لزيارة الجرحى العسكريين وتكريمهم على تضحياتهم الكبيرة في سبيل الدفاع عن هذا الوطن.

التكفير هو تغييب للعقل، ورسالة الإسلام هي الأخلاق

وعلى هامش الملتقى مؤسسة "دام برس" الإعلامية كان لها لقاءات مع عدد من المشاركين في الملتقى:

فراس محمد سليمان ماجستير دراسات إسلامية عليا، أوضح أن التكفير هو نوع من تغييب العقل ولا يظهر إلا في حالة تغييبه، في حين أن التفكير هو إعمال العقل بكل مجالات الحياة، لأن الله سبحانه وتعالى عندما خلق الإنسان كرّمه وميّزه عن الحيوان بالعقل، كما أن آيات القرآن الكريم في أغلبها تركز على العقل الذي وهبه الله للإنسان، مضيفاً أن فحوى رسالة الرسول عليه الصلاة والسلام كانت الأخلاق، (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).

وتطرق إلى دور الشباب في هذا الحوار الديني المعاصر، لأنهم هم الأساس في بناء المجتمع، وترسيخ الحضارة الإنسانية، ومن هنا تنطلق جمالية هذا الحوار بين فئتين من الشباب الديني والطلابي ذوي الشهادات العلمية، بهدف إزالة الصورة السلبية التي كانت مرسومة عن الشيخ "البعبع" ويصور الشعب على أنه "ثورة ومعارض"، ويعمل على ردم الهوة بينهما بهدف ولادة أفكار خلاقة للارتقاء بهذا الوطن.

للإعلام دور كبير في نشر تعاليم الدين الإسلامي الصحيح

بدورها المشاركة أحلام عبد العزيز الغباري طالبة في كلية الآداب ـ قسم اللغة العربية، وكلية الحقوق، إضافة إلى عملها في المجال الإعلامي، تحدثت عن دور الإعلام الديني وأهمية تضمين البرامج التلفزيونية المفاهيم الصحيحة للإسلام، على عكس ما كانت تقوم به بعض الوسائل الإعلامية الأخرى التي شجعت على القتل والتدمير والطائفية والحقد.

وأعطت مثالاً قناة "نور الشام" القناة السورية التي تساهم إلى حدّ كبير في توعية الجيل الشاب ونشر تعاليم الدين الإسلامي الصحيح، إضافة إلى تركيزها في أغلب برامجها على رسائل الأديان السماوية الداعية إلى المحبة والسلام والخير.

واختتمت حديثها بالترحم على أرواح الشهداء الشرفاء في سورية، ووجهت تحية إكبار وإجلال لذوي الشهداء على صبرهم وصمودهم في وجه ما يتعرض له البلد من مخاطر وصعاب، داعية من الله تعالى أن يعود الفرح والسلام إلى أرض المحبة سورية.

من ملكّ الشباب ملكّ المستقبل

وأشار الطالب في الدراسات العليا ماجستير في التاريخ الإسلامي علي سلمان موسى إلى أن الهدف الأساسي من الملتقى هو تصحيح الفكرة السلبية عن رجال الدين وتحويلها إلى فكرة إيجابية فعالة، والعمل على نشر خطاب ديني متسامح، هو الخطاب الإسلامي الصحيح الذي جاء به الرسول الأكرم محمد "صلى الله عليه وسلم".

واستذكر قول الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي يؤكد أن من ملك الشباب ملك المستقبل، وأن هذا الملتقى إن استطاع استخدام الشباب بالجانب الصحيح فإنه سيخلق جيلاً متفهماً واعياً يعرف دوره في الأزمة إن طالت لا سمح الله، متطرقاً إلى أهمية الحوار بين رجال الدين والشباب، لضرورة احتواء الفكر الشبابي المنفتح والابتعاد قدر الإمكان عن تغيب الآخر وتسطيح آرائه، ومحاولة تطبيق تعاليم الإسلام السمح.

الشباب هم الطاقة الفعالة في المجتمع

وعبّر غدير شوكة عضو في الاتحاد الوطني لطلبة سورية، مشارك بصفة تنظيمية للملتقى، عن أهمية الحوار وتوعية الشباب والفهم الصحيح للدين، وعدم استخدامه للضرر بمصلحة الوطن، وضرورة التكاتف بين جميع الفئات على اختلاف أديانها من أجل حلّ الأزمة والتخفيف من أعبائها، مشدداً على أن الشباب هم الطاقة الفعالة في المجتمع ومن الواجب الاعتماد عليها بشكل أساسي لزرع الأفكار الإيجابية بمساعدة رجال الدين لإنتاج مبادرات نوعية مساعدة في إصلاح المجتمع.

أما إيفانا يوسف فذكرت أن الشباب هم بناة المستقبل وسيبرز دورهم في بناء هذا المستقبل، من خلال تقديم أفكار خلاقة قادرة على بناء سورية من جديد في ظلَ الأزمة التي تمر بها سورية، ومن الضروري توعية هذا الجيل بالدين الصحيح ومحاولة الفهم الصحيح للمصطلحات الدينية التي ظهرت خلال الأزمة، وبلورة أفكار الشباب وتفاعلهم وخاصة مع رجال الدين الواعيين بأهمية دورهم في بناء المجتمع.

في الختام مؤسسة "دام برس" الإعلامية تشكر جميع من كان له دور في تنظيم هذا الملتقى، كما تتمنى له التوفيق والنجاح في تنفيذ توصياته بهدف الارتقاء بالمجتمع وأبنائه.

ملاحظة: كان للمؤسسة لقاء خاص مع مدير أوقاف طرطوس ومدير الفريق الديني الشبابي في وزارة الأوقاف الشيخ عبد الله السيد، ننشره لكم في لقاء منفصل على الموقع الإلكتروني للمؤسسة.

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz