دام برس - لجين اسماعيل :
برعاية الأستاذ عصام خليل وزير الثقافة وتمثّلاً بأقوال الرئيس بشار الأسد " لنغرس في قلوبنا وعقولنا أن لا مكان في هذا العالم لغير الأقوياء ، والقوة تبدأ بقوة العقل و الإرادة والإيمان .. وهي أساس المقاومة والطريق الوحيد لتحقيق النصر "
وانطلاقاً من  إيمان عميق بدور الثقافة الأساسي في تعميق نهج المقاومة لدى المجتمع وإذكاء جذوته بكل الوسائل الثقافية المتاحة .. أقامت مديرية ثقافة ريف دمشق فعالية " المقاومة ثقافة و انتماء " وذلك في مكتبة الأسد على أمل أن يكون هذا الجهد مساهمة في تعزيز صمود الشعب وتكريس ثقافة المقاومة ووفاءً لأرواح الشهداء الطاهرة التي حاكت عباءة المجد ....
وأوضح معاون وزير الثقافة  توفيق الإمام خلال تصريح له أن المقاومة ليست فقط سلاح وإنما هي فكر وقلم وكتاب مشيراً إلى دور وزارة الثقافة في تنمية هذه الحالات وترجمة لخطاب السيد الرئيس عن ثقافة المقاومة ، مؤكّداً أن هذه الندوة  تأتي في إطار النشاطات المميزة التي تقوم بها الوزارة ، منوّها إلى ضرورة  تكريس ثقافة المقاومة لمواجهة ما تتعرض له الأمة من تحديات متحدثاً عن ثقافة المقاومة بفروعها المتعددة و أشكالها المتنوعة ,فسورية اليوم حاضرة  بتضحياتها في العملية الدولية والإقليمية المعقدة التي أدت إلى ظهور واقع ملموس أسهم بتحقيق النصر الكبير لمحور المقاومة .
وبدورها مدير ثقافة ريف دمشق ليلى صعب  بيّنت أن ملتقى المقاومة ينسجم و يتناغم مع موقف سورية المشرّف ، ومع خطوات الجيش العربي السوري التي تخطو على الأرض السورية وتحررها مع أبطال المقاومة ،لافتةً إلى أنه  يجب أن تكون الثقافة هي العنصر الأساسي والحاضر على ساحة المعركة .
والمدير العام للهيئة السورية للكتاب  الدكتور جهاد بكفلوني أشار إلى الانتصارات التي حققتها المقاومة على أرض الواقع من الصمود الأسطوري في الجنوب اللبناني في ال2006 بدحر العدو الصهيوني إلى ما جرى في غزة إلى ما يجري الآن في سورية ، مؤكّداً على أن سورية هي من يعطي المقاومة بعدها الاستراتيجي وهي من تشد أزر المقاومين مما جعلها محط أنظار الأعداء لتقويضها ، ومعرباً ختاماً عن تفاؤله  بالنصر القريب  المتمثّل بالمقاومة الشريفة .
ولعلّ أبرز أدوار الإعلام المقاوم دوره السياسي الساعي للمحافظة على المعنويات مرتفعة دون التخلّي عن تزويد الجمهور بالمعلومات الحقيقية مع الحفاظ على  وضوح الرؤية لطبيعة الصراع  في مستواه الاستراتيجي و التكتيكي ....  وهنا يحدّثنا الإعلامي حسين مرتضى عن أننا نعيش أجواء الذكرى السنوية  في انتصار حرب تموز عام 2006 انتصار محور المقاومة وسورية أساس في هذا الانتصار .
ولفت إلى أهمية الحركة  الثقافية في سورية من أجل ترسيخ مفهوم المقاومة  من الناحية الثقافية فالمقاومة تتجلّى في كل أشكالها الثقافية والإعلامية والاقتصادية ، وهذا ما جسّده معرض " رصاصة وكاميرا ... بندقية وريشة " إضافة إلى  الملتقى في محاولة تجسيد العمل المقاوم .
ويعتقد أن هذه الحرب التي تمرّ في تاريخ سورية هي استكمالٌ لحرب 2006 لأنها من أدوات  تلك الدول  التي موّلت المجموعات الإرهابية المسلحة بإمرة الكيان الإسرائيلي  الذي يسعى لتحقيق ما لم يحققه في حرب 2006  من خلال زرع الفتنة في الداخل السوري .
لكن مع هذا الصمود ، مرور خمس سنوات من الحرب المفتوحة على سورية نحتفل بعاصمة المقاومة وانتصاراتها و مات يصدره الجيش السوري اليوم استكمال لما حققته المقاومة في لبنان .
وأضاف : "نحن لا نتحدث عن الانتصارات إن كان على الصعيد السياسي أو الدبلوماسي و الصعيد الميداني ، فإذا أردنا أن نجري مقارنة بين الواقع قبل عام و الواقع العسكري الآن من خلال الانتصارات التي يحققها الجيش السوري مع المقاومة في كل المناطق التي تشهد اضطرابات هناك إنجازات عسكرية وتطورات ميدانية و هناك فشل في مشروع  المجموعات المسلحة المموّلة  ." ويتابع " كذلك يمكننا التحدّث عن الانتصارات السياسية من خلال ما جرى مؤخراً من الاتفاق النووي بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية و دول الخمسة + 1 هو انتصار لمحور المقاومة " لافتاص إلى أن هذا يعزز من صمود  محور المقاومة وها قد بدأنا  نلحظ كيف بدأ الآخرين بتغيير  سياساتهم و الانفتاح على الصعيد السياسي .
أما الإعلامي ناصر قنديل رأى أن تعزيز مفهوم ثقافة المقاومة يأتي من خلال استثمار الانتصارات ... انطلاقاً من أن المقاومة الأهم والأعظم تتجلّى فيما قدمته و ليس أن نكتفي بأنها مجرد  وصفة للعزّ والموت في كرامة .
كما تحدّث عن تاريخ المقاومة في جنوب لبنان و فلسطين التي عرفت الكثير من الانتفاضات المقاومة وهذا إن دلّ على شيء ..فهو تعبير عن الشعور المقاوم في ساحات الأمة بمقاتليها  ومجاهديها .
وأضاف " إن المقاومة عز وافتخار ، كبرياء وكرامة ، علاوة على ذلك هي أنها وصفٌ لصناع النصر ، الانتصارات التي  تعطينا السلاح الذي يحكي لشعوبنا صمودنا "... مشيراً إلى النصر صبر ساعة و ها هو يدنو  و بشائره تطل علينا ، فقليل من الصبر  ومزيج من التضحيات سوف نبلغ خط النهاية "  ويختم بقوله : أعتقد أن هذه هي الرسالة التي يحتاج منا الناس أن نقدمها اليوم ونقول أن ثقافة المقاومة التي كانت في مرحلة ما  عنوانها " نموت واقفين و لن نركع" ... عنوانها اليوم  "النصر صبر ساعة " .
بدوره أكد الشيخ عبد السلام الحراش رئيس التيار العربي المقاوم  على وجود ثقافة الحياة في دمشق ضد ثقافة الذبح والقتل ،  موضحا أن ما ورد إلى سورية لن يساكنه السوريون وسيتصدون له من خلال رجل سوري شجاع وقف إلى جانب الجيش السوري الذي سطر ملاحم البطولة في استرداد أمن المساجد والكنائس ، مؤكداً على اقتراب النصر بتضحيات الشعب إلى جانب الجيش  العربي السوري والمقاومة الشريفة .
الروائي حسن حميد أكّد على أن كافة شرائح الشعب معنيّة بجوهر المعركة والدفاع  عن سورية  ، موضحاً أن التفكير بموضوع المقاومة  فيه نوع من التظهير ، وذلك  لأن المقاومة تعيش في كل بيت سوري .
وبيّن أن الحياة في سورية مرهونة منذ بداية عهد الاستقلال بعيد الجلاء ، من أجل بلاد عزيزة اسمها فلسطين ، كل الحياة السورية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والعسكرية  ... هذه البلاد لا تحتاج إلى تزكية وشهادة داخل المجتمع السوري ، فهي تسكن كل بيت له علاقة بالمقاومة  .
وأشار إلى أن  هذا  الملتقى لأدباء وشعراء وباحثين من أجل إيجاد حالة تظهير أخرى  تقول أننا ما زلنا نلتف على المقاومة  ، وكلنا نعمل على حياة المقاومة ، فلا حياة لنا سوى المقاومة ما زالت هذه القدس مغتصبة .
وفي  ذات السياق تحدث الروائي والقاص والكاتب صحفي رشاد أبو شاور عن تعزيز مفهوم المقاومة والثقافة والانتماء لمحور المقاومة عن طريق ثقافة يؤسس لها لبناء إنسان واع وبتأسيس وطن حق للإنسان يمتعه بالكرامة بفصل الدين عن الدولة ،  ويترسخ ذلك بالانتماء لثقافة في مواجهة ثقافة النفط المفسدة التابعة ، و ثقافة تنطلق من أن سورية بانتصارها ستقدم نموذج مختلف عما سبق  .
مضيفاً أن هناك منعكسات للاتفاق النووي الإيراني على محور المقاومة بصمود سورية الذي أعطى لإيران فرصة و لروسيا والصين أيضاً فرصة  ، فمن صمد في سورية هو الذي يبقى  ، مشدّداً على  دور المثقفين في بناء الوطن .
والدكتور غسان غنيم  قال " لن  تقف الاعتداءات على الناس الضعفاء ما لم يقولوا "لا " وهنا تبدأ الخطوة الأولى في محور المقاومة ، لافتاً إلى أن  تعزيز ثقافة المقاومة تقتضي أن نعزز بداخل المرء المقولة و الجرأة التي تجعل من هذا الإنسان قادر على  الرفض والتصريح به.
وحول هذا الملتقى أوضح أنها تأتي في إطار تكريس مقولة المقاومة ، والرفض لكل عدوان و ضعف ، قائلاً بأن  المقاومة تبدأ بقول "لا " وعندما أعلنت  الشعوب الرفض  استطاعت أن تتحرر وتصل إلى حقوقها .