دام برس ـ طرطوس ـ سهى سليمان

واصل مهرجان الشيخ صالح العلي في دورته الـ 18 نشاطاته في مدينة الشيخ بدر، حيث تضمنت فعالية اليوم الثاني (في الساعة 12 ظهراً من يوم الأربعاء 15 نيسان 2015) حواراً مفتوحاً مع وزير الأوقاف السيد محمد عبد الستار السيد والشيخ د.محمد توفيق رمضان البوطي رئيس اتحاد علماء بلاد الشام ـ عميد كية الشريعة في جامعة دمشق.

وقد حضر الحوار كل من محافظ طرطوس السيد صفوان أبو سعدى، والشيخ د.شريف الصواف مدير مجمع الشيخ أحمد كفتارو والشيخ د.عدنان أفيوني مفتي دمشق وريفها، ود.بشير عبد الباري مفتي دمشق، والشيخ مأمون رحمة خطيب الجامع الأموي بدمشق، والشيخ سليم عبدو العقاد كبير قراء دمشق، والشيخ علاء الدين فرفور خطيب جامع بدر، والشيخ بدر النمر أستاذ معهد الفتح الإسلامي بدمشق والشيخ عبد الفتاح ريحاوي مدير أوقاف اللاذقية والشيخ د.نجم العلي مدير أوقاف حماة، وحشد كبير من الشخصيات الدينية والرسمية والشعبية..

بدأت الفعالية بآيات عطرة من القرآن الكريم، تلاها فضيلة الشيخ سليم عبدو العقاد، ورحب الشيخ مجد الدين يونس بكلمته بالحضور مؤكداً على أهمية هذا الحوار المفتوح.

عدو اليوم والأمس لا يختلف إلا بالعناوين

وفي كلمته أوضح وزير الأوقاف السيد د.محمد عبد الستار السيد أن سورية عموماً والشيخ بدر خصوصاً تفتخر بالمجاهد الشيخ صالح العلي الذي نال العلم والإيمان وجاهد ضدّ المحتل الفرنسي ومشروعاته الطائفية التقسيمية، مؤكداً أن عدو اليوم لا يختلف عن الأمس إلا بالعناوين والأدوات.

وأضاف أن الاحتفال بالنصر بات قريباً، خاصة بعد الانتصارات التي يحققها الجيش السوري والتي ستفشل مشروعات الإرهابيين الذين يستهدفون السوريين الشرفاء.

المجاهد صالح العلي نموذجاً للبطولة

بدوره بيّن رئيس اتحاد علماء بلاد الشام وعميد كلية الشريعة بجامعة دمشق الشيخ د.محمد توفيق رمضان البوطي أن سيرة المجاهد الشيخ صالح العالي تقدم نموذجاً للبطولة والتضحية يقتدي بها كل السوريين.

وتطرق الشيخ بشير الباري مفتي دمشق إلى معاني عيد الجلاء ورمزيته، مؤكداً أن الحرية لا تؤخذ إلا بتقديم الأرواح، وأن الشعب السوري يقدس شهداءه ويتعلم من ذويهم الصبر والتحمل وحب الوطن والدفاع عن وطنه.

أما الشيخ د.عدنان أفيوني مفتي ريف دمشق تحدث أن ذكرى الجلاء تتخطى حدود طرد المستعمر إلى كونها حكمة وعبرة تبرز قيمة التضحية والفداء والوحدة الوطنية التي أظهرها الشعب السوري خلال الأزمة.

ولقت الشيخ مأمون رحمة خطيب الجامع الأموي في دمشق إلى أن طرطوس أرض لقامات السنديان ومنبعاً لقصص الشهداء ومصدراً يستمد منه الخطباء العزيمة والإيمان الذي تجلى في صبر ودموع ذوي الشهداء.

من جهته عبّر الشيخ د.شريف الصواف مدير "مجمع الشيخ أحمد كفتارو" عن اعتزازه بأبطال الجلاء الذين عطروا تاريخ سورية وصولاً إلى أبطال اليوم من الجيش العربي السوري الذين يعطونا دروساً أن لا قيمة للأم أو الزوجة أو الأبناء دون وطن عزيز شامخ مستقر وآمن.

وفي نهاية الحوار قدمت اللجنة المنظمة للمهرجان دروعاً تذكارية للسيد وزير الأوقاف والشيخ رئيس اتحاد علماء بلاد الشام ـ

سورية الكلمة واللون واللحن

أما الفعالية الثانية كانت في مساء الأربعاء 15 نيسان حيث قدمت فرقة الوحدة الوطنية للفنون الشعبية في طرطوس عملاً تحت عنوان: "سورية الكلمة واللون واللحن" من إعداد وتدريب أ.عماد الأحمد وأ.ثابت عمران، على صالة المركز الثقافي في الشيخ بدر.

تحدث العمل عن تاريخ سورية منذ الانبعاث الأول حتى الوقت الحالي متمثلاً بطائر الفينيق.

سورية أساس للحضارة في زمن السلم والحرب

وتزامناً مع ذلك ألقى المحلل السياسي العربي اللبناني د.ميخائيل عوض محاضرة تحت عنوان: "سورية من الجلاء إلى الانتصار وإعادة الإعمار"، في المسرح القومي بطرطوس، حيث تحدث فيها عن سورية كأساس للحضارة قديماً في زمن السلم والحرب والعدوان، مستذكراً ثورة الشيخ صالح العلي التي صانت سورية من التقسيم الطائفي، ومؤكداً أن سورية ستنتصر وفق المعطيات الواقعية التي تتجلى في سقوط الإسلام السياسي والتكفيري والجامعة العربية.

الثورة منهج وتنظيم ومفهوم شمولي

كما استضاف المركز الثقافي في صافيتا الباحث الأستاذ محمد خالد العمر في محاضرة تحت عنوان: "الجلاء عهد واستحقاق"، حيث تحدث فيها عن مفهوم الجلاء والعهد والحق وعن صانعي الجلاء، مشيراً إلى بعض الخلل المعرفي في مفهوم الثورة التي تصنع الجلاء على مستوى الفكر السياسي، وخاصة أن الثورة تحتاج إلى منهج وتنظيم وهي مفهوم شمولي والأهم أن تكون منظمة أخلاقياً ومهنياً.

تنشيط وتفعيل العمل المدني

أما في ثقافي القدموس فقد أقيمت ندوة حوارية مع الأستاذ تامر ياغي، وتضمن الحوار الأوضاع الراهنة التي تمر فيها سورية، إضافة إلى أهمية تنشيط وتفعيل العمل المدني، كما تطرق إلى الحديث عن رجالات الاستقلال والثورة السورية.

مهرجان الشيخ صالح العلي في يومه الثالث

د. حطيط: مشروع محور المقاومة سيفشل مشروع تحويل المنطقة إلى مستعمرة أمريكية

وفي اليوم الثالث والأخير من المهرجان الخميس 16 نيسان 2015، قدم الدكتور أمين حطيط في ثقافي الشيخ بدر محاضرته السياسية الفكرية بعنوان: "سورية ودور محور المقاومة في رسم خريطة المنطقة استراتيجياً"، حيث استعرض التطورات العسكرية الأخيرة في الحرب على سورية ولا سيما الجبهات الجنوبية والشمالية، مؤكداً أن ما حصل في درعا وإدلب لا يعني أن المسألة محسومة نهائياً لصالح المسلحين بل هي مرحلة مؤقتة تتضمن إعادة تمركز الجيش السوري لانطلاقة جديدة قادمة.

وأشار الدكتور حطيط إلى أن الحلفاء الدوليين والمؤيدين لمحور المقاومة يدعمون سورية بشكل كامل، ولا مجال للمساومة في هذا الأمر، موضحاً أن مشروع الولايات المتحدة الأمريكية لتحويل المنطقة إلى مستعمرة أمريكية سيسقط حتماً في مواجهة مشروع محور المقاومة الذي يهدف بشكل أساسي لإعادة الشرق الأوسط إلى أهله وسكانه.

ومن ثم فتح باب الحوار مع الحضور الكريم وبعد انتهاء المحاضرة، قدمت اللجنة الفرعية المنظمة للمهرجان الدرع التذكاري للدكتور أمين حطيط تقديراً له.

وكان عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس المكتب الاقتصادي د.مالك علي ووزير الثقافة السيد عصام خليل ومحافظ طرطوس صفوان أبو سعدى وأمين فرع طرطوس لحزب البعث غسان أسعد قد قاموا بزيارة ضريح الشيخ صالح العلي في الشيخ بدر وقرأوا الفاتحة على روحه وأرواح رفاقه المجاهدين.

وفي ختام المهرجان قدم عرض مسرحي بعنوان: "صرخة جدي" لفرقة المسرح القومي بطرطوس تناولت عرضاً لمسيرة الشيخ المجاهد صالح العلي، وغيره من أبطا الثورة السورية ضد المحتل الفرنسي.