دام برس - لجين اسماعيل :
عشتار الأم ، الزوجة ، الأخت ... عشتار القادرة الصامدة ، المصممة ، المعطاءة ، المبدعة ... باختصار عشتار سورية ... و استمراراً لما بدأته عشتار العام الماضي فقد انطلقت اليوم لتضيء من جديد على نجاح و إبداع سيدات سورية تحت عنوان " وطن في روح امرأة من دمشق إلى حلب " و التي أقامتها الأمانة السورية للتنمية و مؤسسة " الأم بتلم " تحت رعاية كريمة لوزارة الشؤون الاجتماعية بالتعاون مع وزارتي الثقافة  و الإعلام .. و ذلك في دار الأسد للثقافة و الفنون .
حيث تتضمن الفعالية التي يشارك فيها نحو 40 جمعية أهلية بازارا ومعرضا للأعمال اليدوية والحرفية من صنع نساء سوريات وآخر للصور الضوئية يجسد واقع محافظة حلب.
وصرّحت الدكتورة كندة الشماط وزيرة الشؤون الاجتماعية  بأن مثل هذه البازارات  تعكس العمل التي تقوم النساء في سورية سواء كنّ أمهات أو زوجات الشهداء ، و تشير إلى أن المرأة السورية استطاعت و برغم الحرب القائمة على سورية أن تعيد تدبير أمورها لتصبح امرأة منتجة متألقة في الوسط المهني .
كما لفتت إلى  نساء سورية اللواتي أطلقن الحياة ، و مفعمين بالتفاؤل لمستقبل أفضل ... هذه الرؤية هي كلمات همست بها كل أمّ سورية صامدة . 
وفيما يتعلق بالعروض أشادت الدكتورة كندة بتفاعلهن و تحدّثهن عن كل ما يتعلق بالتراث السوري لإحيائه و المهن التقليدية التي كادت أن  تندثر في سورية  بفعل الإرهاب الذي ضرب الإنسان و النفوس و الأحجار .
وأكّدت على أن وزارة الشؤون معنية بتنظيم و دعم أداء المجتمع الأهلي و المبادرات ، فالمجتمع الأهلي من خلال تفاعله أكد على أن الذراع التركيزي على المنظمات العاملة الناشطة في تقديم الدعم للأسر  ولاسيّما في المجال الإنتاجي ،أملة أن يكون باستطاعتنا تعميم  هذه التجربة على المحافظات السورية كافة و في الختام أعربت عن سعادتها في مشاركة النساء اليوم لتقول " حقاً الطن في امرأة من دمشق إلى حلب " .
وبدوره الأستاذ عصام خليل وزير الثقافة يوضح بأن كل ما هو جميل في الحياة أنثى ، فالخصوبة أنثى لذلك عشتار السورية قادرة على إعادة  تجديد الحياة ، و ترميم الوجه الذي تضرر بالفعل الإرهابي ، معرباً عن سعادته بهذا المعرض الذي تنتجه سيدات سوريات يعملن جاهدات لإيضاح الصورة العامة للعالم ، التي تقول بأن السوريات قادرات دوما على إبداع الحياة و على النهوض من موت مفترض لتعميمه على الأرض السورية .
من هنا توجّه بالشكر للسيدات السوريات مثنيا على جهودهن النوعية .. ومشيراً إلى ثقته بالخير الذي يعمّ سورية طالما كانت المرأة العربية السورية بخير .
وأردف بأن وزارة الثقافة معنية بكل ماله علاقة بالشأن الثقافي و التأكيد  على مفرداته النوعية ليطالعنا هذا التراث الحاضر بالجمال في اللوحات و التطريز و الأعمال اليدوية ،و أضاف " كلها مفردات ثقافية تسعى وزارة الثقافة عبر المديريات المختلفة إلى تقديم  الدعم  لمن نذرن أنفسهن لخدمة مجتمعهن عبر هذه النشاطات النوعية ليعبروا عن تضامن المرأة السورية الواحدة في مواجهة الخطر الإرهابي ."
وفي رسالة  توجّه بها للعالم كله و السوريين يؤكد على أننا نحن  الشعب العربي السوري صناع الحياة و سكانها ، و مصممون على الحياة مهما كانت ظواهر الموت شاحبة و ضبابية في هذا الزمن الملتبس الذي لا يستطيع الإنسان أن يحقق انتماءه  فيه بسبب بعض الممارسات السياسية لأنظمة رهنت قرارها السياسي و إرادتها لمصالح الآخرين و للخارج .
وقد كان للأمهات و السيدات الصامدات وقع مميز في المشاركات و الحرفية ، كانت مثالاً للمرأة السورية عشتار القوية ... و من هنا يسعدنا أن التقينا بالفنانة ميرنا غطاس  التي عشقت المرأة فرسمتها في لوحاتها ، و تفننت في صورها و حركاتها ، جعلت من ألوان الربيع رمزاً في تفاؤلها ، فكانت المرأة التي تنهض دوما رغم الألم و الجراح لتبعث أملاً في نفوسٍ فقدت الحياة .... و اضافت " المرأة أسمى ما في الوجود ... المرأة السند .. و المناضلة و المثقفة .... فالدنيا كلها امرأة .
و من جانبها سيسيل صالحاني  التي تشير إلى مشاركاتها خلال سنوات في مثل هكذا فعاليات ... لتؤكد على أن مشاركتها اليوم لتقول للعالم أجمع أن المرأة السورية ليست مهمّشة ... بل تعمل إلى جانب الرجل و تشاركه همومه ... كما أوضحت  بأن عملها يقتصر على المنتجات الشمعية وبأشكال مميزة و رائعة تناسب الأذواق و المناسبات ، و تابعت " المرأة السورية محور العالم و ركيزة المجتمع ... المرأة وطن و من واجبنا أن نحميه و ندافع عنه . "
رجاء الحمصي مساهمة في مؤسسة الأم بتلم توضح بأن مشاركتهم في الأعمال  اليدوية  التي صنعتها أيادي السيدات السورية لنثبت للعالم بأن سورية ما زالت بخير ..و بأن المرأة لا تقف تندب المآسي و الاوجاع ..و إنما تستمر في الحياة ... فالمرأة أعظم مخلوق في الوجود و التاريخ أثبت ذلك ... و أضافت : المرأة هي القادرة على خلق أجيال تمدّ لمئات السنين .
حنان كلسلي التي اختارت عنوان " أيادي " للتعبير عن عملها في تصميم الإكسسوارات و التحف المنزلية المستوحاة من التراث الحرفي السوري الواسع و القديم موضحة بأنها قد أدخلت عليه بعض الحداثة ليكون في متناول الجميع و بطريقة تتقبلها الأجيال .... و تضيف " المرأة السورية جبارة أثبتت صمودها  و جدارتها ،  و ترى أيضاً بأنها تمثّل المجتمع انطلاقا من تفاعلها مع ظروف الحرب التي مرّت بها الأم العظيمة سورية .
وبالانتقال إلى مثال المرأة القوية الجريئة ... تحدّثنا المصورة الصحفية زينب حمود عن معرضها التي انطلقت في فكرته من العنوان الذي اختارته عشتار لهذا العام ... لتحكي عبر صورٍ التقطتها عدسةٌ بكَت آلام حلب فكان المعرض بعنوان " الوجع حلب " تصوّر حالة الأسى التي تعيشها تلك المدينة المنسية ، أرادت عبر صورها أن تقدم حلب الجبارة بشعبها الذي صمد و تفاءل رغم الجراح  ... وأشادت بدور المرأة السورية في صنع الحياة انطلاقاً من كونها تحدّت لتلتقط واقعاً ربما غاب عن أعين و قلوب الكثيرين ...... و في الختام تدعو المرأة العربية للاقتداء بالمرأة السورية في النضال و الاستمرارية .

تصوير : تغريد محمد