دام برس:

ركز المشاركون في ورشة العمل التي أقامتها الهيئة السورية لشؤون الاسرة والسكان اليوم على قضايا التدخين والمخدرات ودور وسائل الاعلام في نشر التوعية حول مخاطر الإدمان على الأسرة والمجتمع.

ودعا المشاركون خلال الورشة التي أقيمت في مبنى الهيئة إلى التكامل في خطط مكافحة المخدرات وتوحيد الجهود بين الوزارات والمؤسسات التعليمية والتربوية والأهلية في التوعية حول الإدمان ومخاطره على الصحة النفسية والجسدية المدمرة فضلا عن آثاره السيئة على الأسرة والمجتمع.

وأشار المشاركون إلى ضرورة وضع إجراءات وقائية وخطط تربية مجتمعية تركز على ضمان نمو متوازن لشخصية الشباب في بيئة أكثر سوية وانسجاما إضافة إلى الاجراءات التي تتمثل بالتنسيق بين الجهات المعنية بمكافحة المخدرات تصنيعا وترويجا وتجارة وتقديم العلاج المناسب للمتعاطين.

وبينت رئيس الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان “هديل الأسمر” خلال افتتاح الورشة أن “الهيئة بصدد إصدار دليل إرشادي لنشره بين صفوف الشباب” ورفع مستوى الوعي لديهم بخطورة التدخين والمواد المخدرة على اختلاف أشكالها كما أن لديها خطة إعلامية واسعة بالتعاون مع الجهات المعنية من عدد من الوزارات والاتحادات الشبابية والجمعيات الأهلية.

وحول دور الأسرة في تعزيز صحة أفرادها أشار المدرس في كلية التربية بجامعة دمشق الدكتور “بلال عرابي” إلى أهمية رفع مستوى الرفض الذاتي لدى شريحة الشباب وتقويتهم تجاه تجريب التدخين وتعاطي المخدرات داعيا الأهالي إلى ضرورة الانتباه إلى سلوك الأبناء في سن المراهقة وخاصة أن ظاهرة المخدرات تنطوي على أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية تهدد وحدة المجتمع وتماسكه.

من جهته لفت مدير السكان بالهيئة “وضاح الركاد” إلى أهمية وضع منهج وطني موحد لبرامج الوقاية من التدخين والمخدرات في أوساط الناشئة والشباب وذلك من خلال تطوير حزمة من المهارات الحياتية التي تقف حائلا دون الوقوع في هاوية المخدرات وتجريبها مستعرضا القوانين السورية التي تجرم إقحام الطفل وتوريطه في تعاطي المخدرات وإدمان الكحول وتعاطي التبغ.

من جهتها أشارت مدير قضايا الاسرة بالهيئة “رنا خليفاوي” إلى أن الدورة تهدف إلى رفع مستوى وعي الشباب بمخاطر المخدرات والإدمان باعتبارها آفة خطرة على الأسرة والمجتمع وكيفية التعرف والتعاطي مع اليافعين المدمنين باعتبارها مسألة مجتمعية تشترك فيها جميع الجهات المعنية بالطفل بدءا من البيت إلى المدرسة والنوادي وغيرها.

من جهتها أكدت المدرسة في كلية الاعلام بجامعة دمشق الدكتورة “نهلة عيسى” أن تأثير الاعلام في توجيه السلوك و تغيير الرأي العام تراكمي لافتة إلى خطورة التماهي بين الدراما التلفزيونية والمجتمع الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى نشر عادات سلوكية خاطئة على رأسها الإدمان بمختلف أشكاله إضافة إلى الاعلانات التجارية التي تشكل عاملا رئيسيا في التأثير على أفراد المجتمع وخاصة المراهقين من خلال الترويج لبعض حالات الإدمان.

ووفق مصدر في وزارة الداخلية فانه وخلال عام 2014 تم ضبط 528 كيلوغرام مخدر حشيش و5ر27 كيلوغرام هيروئين و2 مليون و800 ألف حبة كبتاغون.

شارك في الورشة ممثلون عن وزارات الصحة والداخلية والشؤون الاجتماعية ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري وعدد من الجمعيات الأهلية.

يذكر أن سورية صدقت على جميع الاتفاقيات الدولية المتعلقة بمكافحة المخدرات بدءا من الاتفاقية الوحيدة للمخدرات لعام 1961 وانتهاء باتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقلية عام 1988 إلى جانب كونها عضوا فاعلا في اللجان الإقليمية والدولية المتعلقة بمكافحة المخدرات.