دام برس- عمار ابراهيم:

ان تكذب لتقنع بعضا من ضعاف العقول بأمر تريد تحقيقه عن طريقهم امر طبيعي  لكن ان تنطلي كذبتك عليك وتصدقها وتحلم بها فهذا هو الامر العجيب..!!

مما لاشك فيه ان الغشاوة التي اعمت ابصار البعض في بداية الازمة السورية  كانت كافية لتحشد وراءها عددا غير قليل من المواطنين السوريين لاسباب عدة,منها اعلامي ومنها اقتصادي وغيرها..لكن سرعان ما  اتضح زيف كل ماقيل وكل ما يتصل بادعاءات "الثورة"

وكان السبب والمحرض الاوللا في ذلك هو الضخالاعلامي غير المسبوق منذ الحرب العالمية الثانية حيث وظفت الاف الوسائل الاعلامية على اختلاف لغاتها وبلدانها للتحريض ونقل صورة مزيفة عن مايجري على الارض السورية

لكن ما يثير استغراب المراقبين ان من استخدموا الاعلام لخداع فئة من الشعب السوري باتوا يتخبطون في اوحال خدعهم ونفاقهم وباتوا يعيشون احلام اليقظة في حياتهم اليومية..

مجالس محلية,بلديات,شعب تجنيد وغيرها من مؤسسات الدولة التي يحلمون بها والتي هي عبارة عن مناطق حدودية خارجة عن سلطة الدولة السورية, آخذين على عاتقهم حماية رعايا هذه الدولة الفاضلة..!!

نعم, هذا ما يحصل في اعزاز في ظل الفوضى التي تعيشها المدينة الواقعة في ريف حلب حيث اعلن ما يسمى لواء التوحيد عزمه تشكيل كتائب امنية تهدف لحماية المواطنين القاطنين ضمن مناطق نفوذه.  ليس ذلك فقط, بل ان عناصر هذا اللواء تجري اتصالات هاتفية مع المواطنين عشوائيا" مرحبين بهم للعيش ضمن تلك المناطق متعدين بحمايتهم واسرهم ومنحهم كل مستلزمات الحياة بحجة ان هؤلاء المواطنين يعيشون في خطر طالما انهم يعيشون في المناطق الخاضعة لسيطرة الدولة السورية.

احد المواطنين في دمشق يروي قصته ويشرح كيف ورده اتصال من احد عناصر اللواء طالبا منه الرحيا فورا وترك دمشق وأمره بالتوجهالى حلب محذرا بالعقوبات التي ستطاله في حال لم يفعل ذلك..وكان الرقم  مخفيا" لكنه مفعل على خدمة سكايب وبعد الحديث مطولا وعده المقاتل انه سيتم فتح مركز آخر في دمشق قريبا...!!الامر نفسه تكرر في ريف ادلب, هناك حيث يعيش المواطنون قلقا" يوميا"من وجود المجموعات المسلحة ومن تصرفاتها المسيئة  لهم والموت المحدق باي شخص يفكر بأن يعارض اوامرهم..

ويشكي المواطن (أ..ب) الهارب من ريف ادلب ويروي تجربته المرعبة التي عاشها ويقول: لا ادري بماذا يفكرون..تارة يقولون دولة اسلامية وتارة امارة وفي الحالتين  فانهم يمارسون علينا اسوأ معاملة يمكن ان تتخيلها ولا يحتاج الامر سوى لرصاصة في رأسك ان فكرت بالهروب او الاعتراض, قتل الانسان السوري عندهم لا يكلف عناء طالما انه سيذهب بهم الى حورياتهم التي يحلمون بها, يسرقون المحروقات ويبيعونها يسرقون محاصيل الزيتون واي شي تقع ايديهم عليه وكأننا عدنا لنعيش في ظل الحكم الاقطاعي ولم ابالغ ان قلت زمن العبيد والرق.

وقد عانينا طويلا من اعمالهم واضطرت لارسل عائلتي  بالخفاء لكي نخلص منهم وبررت لهم سفري بأنني ذاهب لاقاتل ضمن مجموعات مسلحة في ريف دمشق..ما اريده فعلا ان تعود الدولة السورية وتسيطر على تلك المناطق لان ما  انطاى علينا من خداع وكذب عن ثورة وحرية لم يتضح لنا سوى انها اعمال قتل وسرقة وبتنا نخجل من انفسنا كيف ساهمنا بتلك الاعمال في اول الازمة, اما الان فانا اتمنى ان اساعد الدولة للقضاء عليهم لانهم لايعرفون الله ولا ينفذون الا ما يـاتيهم من شيوخ طائفيين يد\مرون كل شيء جميل كنا نعيشه سوية..

وهكذا, فان احلام اليقظة التي يعيشها هؤلاء المجرمون لا بد ان تنتهي قريبا" وان كانت تلك المناطق قليلة وتمتد على المناطق الحدودية فقط  الا ان الدولة السورية بعزيمة الجيش العربي السوري تعمل لاعادة سيطرتها على آخر متر من الاراضي السورية لتنهي الكذبة  وتقضي على من صدقها لان سوريا ليست لاحد, سوريا لكل السوريين وسيبقون اهلها اما الغرباء فهم فقط من سيرحلون.