Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 20:05:26
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
دام برس في لقاء خاص مع المغتربة وسيدة الأعمال تهامة بيرقدار للحديث عن دور المغترب في دعم ومساعدة أبناء بلده

دام برس-هاني حيدر-فرح العمار:
بعد تسع سنوات من الحرب على سورية، راح ضحيتها الألاف من الشهداء ودمرت مناطق بأكملها جراء ما اقترفته يد الإرهاب وما قاموا به من دمار وخراب وتهجيراً للأهالي في تلك المناطق، فنحن اليوم نعيش في فترة يمكننا أن نسميها فترة الإنعاش، هذه الفترة التي تحتاج إلى تكاتف السوريين ووقوفهن بجانب بعضهم البعض لإعادة إعمار ما دمره الإرهابيين ليس فقط الحجر وإنما البشر أيضاً.
ولا شك أن الجميع يعلم حجم الخسائر التي لحقت السوريين فمنهم من خسر بيته، ومنهم من تهجر إلى مناطق أخرى غير التي اعتاد على العيش فيها، ولا ننسى الخسائر التي لحقت أيضاً بالمدارس والمشافي والعديد من القطاعات، ولكن كان السوريين أكبر وكان صبرهم أكبر وتماسكوا ووقفوا لإعادة بناء سورية، ومن أهم الأشخاص الذين يجب أن يكونوا الأساس في هذا التماسك هم المغتربين السوريين، فلا بد أن للمغترب دور كبير في إعادة بناء الوطن وأبناء الوطن، وللحديث أكثر عن دور المغترب في دعم أبناء بلده، دام برس التقت المغتربة وسيدة الأعمال الدكتورة تهامة بيرقدار التي قدمت إلى سورية لتقديم العديد من الأعمال الخيرية لأبناء وطنها.

أهلاً وسهلاً بك دكتورة تهامة، وبداية ً نريد أن نعلم كيف رأيتي سورية والشعب السوري بعد هذه السنوات من الحرب؟
في هذا السياق قالت الدكتورة تهامة :" باعتباري سوريّة وغيورة جداً على سوريتي وبلدي وأهلي بالطبع أراهم دائماً الأفضل، ولا شيء يشبه سورية والشعب السورية بكل ما يملكوه، ورأيت أن الوضع في سورية إلى الأفضل وأننا تخطينا الأزمة التي كانت دامية لقلوب الجميع وإن شاء الله لن يكون لها وجود آخر ولا ذكرى سوى في التاريخ، لأن سورية لا تستحق سوى الخير وأنا سعيدة جداً بما رأيته من روح التفائل والصمود والقوة، وكم أن الشعب السوري هو شعب قوي وحاول أن ينهض مع بلده وقائده، وأتمنى دائماً أن تكون الأمور للأفضل إن شاء الله".
هذه الزيارة هي الزيارة  الأولى كمبادرة خيرية، هل تظنين أنك تأخرتي في هذا العمل؟ وما سبب هذا التأخير؟
أوضحت بيرقدار أنها دائماً مقصرة بإتجاه السوريين وخاصةً من ناحية أهالي الشهداء الذين ضحوا بدمائهم وأرواحهم مقابل نصرة الوطن، مضيفةً أنه " كل محتاج سوف نسأل عنه يوم القيامة، لذلك الإمكانات التي نقدمهادائماً نشعر بأنها قليلة، ولكن كواجب شخصي أشعر بأنني أريد أن أقدم شيء بداخل سوريتي، وحريصة جداً أن أقدمه للسوريين لأنني سورية والأولوية لأبناء بلدي".
وأكدت الدكتورة تهامة أنه كان هناك القليل من المعوقات من أشخاص حاولوا أن يصوروا الوضع في سورية أنه مأساوي جداً، وأهم هذه المعوقات هو كلام الأخرين عندما يشجعونا على عدم القدوم إلى سورية، وإنه من الصعب جداً تقديم المساعدات وأن أي خطوة ستُخطى بهذا المجال ستحسب بشكل سلبي وليست إيجابية، لذلك كنت أخاف كثيرا ً من هذه الناحية وأقول أنني لا أريد أن أضر البلد وإنما أريد تقديم شيء للسوريين، ولكن بعد ذلك شعرت بأن هذا الكلام بدأ يتكرر كثيراً على مدى 3 سنوات فتوصلت لقرار بأنني أريد القدوم لسورية وأرى بعيني الحقيقة.
وتابعت بيرقدار "زرت سورية وقابلت الكثير من الشخصيات القانونية وغيرها وكان اللقاء إيجابي جداً ووجدت أنهم بحاجة لمن يشّد على أيديهم لمساعدة السوريين وأن نقف بجانب بعضنا دائماً، ومن الممكن أن أكون من الناس القليلة التي تشجعت ودخلت إلى سورية في الأزمة وذلك بعد عناد كبير، ولذلك أنا دائماً أحاول أن أوصل للجميع بأنه لا يجب أن تسمعوا كلام الأخرين لأن الواقع مختلف كلياً".

ما هي رسالتك للمغتربين المترددين من القدوم إلى سورية؟
قالت بيرقدار :"رسالتي الأولى والأخيرة بأن لا ينقادوا وراء ما يقال في الخارج، وأن تجربتي مثال لكل المتواجدين خارج سورية والحمد لله أنا زرت سورية وشاهدت الأوضاع فيها، والبعض يظن أن هناك واسطة لي ولكن وبكل صدق أقول بأنني دخلت لسورية بعد غربة دامت 16عام ولا أعرف أحد ولم أتواصل مع أحد قطعاً ولكن دخلت بثقة وقوة بأنني قادمة للقيام بأعمال الخير ولاهتم ببلدي وأعطيها مثلما أعطتني، وأقول لمن يصطادون بالماء العكر أنني دخلت كسورية أثق بنفسي ومن يريد أن يقدم أي مساعدة فالطريق مفتوح أمامه دائماً".
دكتورة تهامة نعلم أن زيارتك لسورية كانت لعدة أيام فقط ولكنك قمتي بتمديد هذه الزيارة، ما سبب هذا  التمديد؟
بيّنت سيدة الأعمال الدكتورة تهامة أن السبب وبالدرجة الأولى الكم الكبير من الترحيب وكمية الأشخاص الذين ساندوني ووقفوا بجانبي وقالوا لي أنهم معي بكل خطواتي ودائماً كنت أسمع جملة "أنتي ستساعدينا ونحن سنقف بجانبك بأي شيء تحتاجيه"، أما الدرجة الثانية وهي الأكثر أهمية بالطبع هو الكم الهائل الذي رأيته من الحاجات وكم الأشياء التي يجب أن ندرسها بخطوط سوف نسير بها للأعمال الخيرية".

هل لنا أن نتعرف على الأنشطة الخيرية التي قمتي بها؟
في هذا السياق قالت بيرقدار:" بدايةً قمنا بأكثر من عمل خيري بهذه الفترة القليلة، كان هناك توزيع لأكثر من ألف سلة غذائية 700 في السلمية وما تبقى تم توزيعهم بمناطق متفرقة في دمشق مع بعض الجميعات، وكان لدينا أيضاً زيارة لمدرسة أبناء الشهداء التي كان لنا خطوة جميلة جداً معهن وسنبقى مستمرين دائماً في تقديم الدعم لهم حيث أقمنا حفل ترفيهي كاملاً بإستضافة عدد من المطربين لنرسم البسمة على وجوههم، بالإضافة لتكريم كافة أبناء المدرسة بنين وبنات بكافة الفئات العمرية وسيكون هناك مشاريع مستقبلية خيرية معهم لتوسعة في المدرسة وهذه الأمور قيد الدراسة".
وأضافت الدكتورة تهامة " قمنا ببعض الزيارات الميدانية على بعض المعاهد التدريبية الخيرية بالدرجة الأولى وأيضاً تم زيارة بعض العوائل المحتاجة في مناطق متفرقة من سورية وليس فقط داخل دمشق وتقديم معونات بسيطة مادية أو معنوية لهم، أما بالنسبة للوضع في المستقبل سيكون هناك دراسة بشكل أكبر وأوسع لتقديم المساعدة في كافة القطاعات".
كيف كانت التسهيلات التي قدموها لك في سورية؟ وما الجمعيات التي ساندتك؟
في هذا السياق توجهت بيرقدار بالشكر عبر دام برس لجمعية قطرة أمل التي نفّذت العديد من المشاريع معها، قائلةً "منذ ما يقارب الشهرين والنصف قمنا بتنفيذ مشروع قرطاسية مدرسية بالكامل من الدرجة الممتازة لأكثر من 600 طفل في المناطق ما بين حماة والسلمية، وتوزيع ما يقارب 250 قطعة لمركز أيتام بحماة وما تبقى في السلمية وذلك بتنفيذ جمعية قطرة أمل، وأيضاً جمعية بن خالد لم يقصروا بأي شيء وكانوا دائماً متواجدين ويلبون النداء بسرعة وهذه الحملة الوحيدة التي لم أكن موجودة بها بسبب الظروف وبسبب الخوف من القدوم لسورية".
وبخصوص التسهيلات أكدت الدكتورة تهامة أن الجميع قدم لها التسهيلات وليس فقط الجمعيات الخيرية وإنما أيضاً من التصريحات الأمنية والجهات المعنية، باعتبارها دائماً حريصة بأن يكون كل شيء قانوني وضمن الأصول.
من المؤكد أنك أخذتي فكرة على كافة القطاعات في سورية، برأيك ماهي القطاعات  التي تحتاج لمساعدة وتأهيل أكثر؟
أوضحت بيرقدار " في الحقيقة يوجد أكثر من قطاع يحتاج لمساعدة من بينها القطاع الصحي لأننا نملك عدد كبير من الجرحى بسبب الأزمة التي مرت على سورية والحاجة أكثر مما تقوم الدولة بتقديمه وضخه وبالطبع مشكورة الدولة على ما قدمته للمستشفيات خلال فترة الحرب والتي رأيناها مخدمة بأهم الكوادر الطبية وكله مجاني ولكن يجب أن نركز على أن الحاجة سابقاً لا تشبه الحاجة الأن لذلك سيكون من أهم القطاعات التي رأينا أنها بحاجة لدعم، ويوجد قطاع التعليم بكل تأكيد بحاجة لدعم وتوجيه أيضاً، بالإضافة لتوجيه الشعب للتعليم لأن هناك الكثير من المناطق التي نرى أنه يوجد بها نسبة أمية كبيرة ويوجد أشخاص بحاجة لتعليم ويأتي بعد ذلك المعيشة بكل تأكيد.
 كسيدة أعمال شابة، برأيك ماذا ينقص الشاب السوري اليوم؟
في هذا الخصوص قالت الدكتورة تهامة :"لا أرى أن الشاب السوري ينقصه شيء لأن الهمة والإرادة موجودة لكن الظروف تختلف بين شخص وأخر وأنا لا أحب المغالات على العكس تماماً أنا أحب أن يكون الكلام واقعي وعقلاني ولا يمكنني أن أقول لشخص لا يملك لقمة العيش ماذا ينقصك لتصبح رجل أعمال أو تاجر، ولكن نحن نريد التأكيد على الجانب المضيء من الموضوع بأنه بعد أزمة استمرت ل9 سنوات فالناتج جداً جبار وأقول الله يحمي سورية كما حماها خلال الفترات الماضية والتاريخ يشهد لسورية دائماً، لذلك لا ينقصنا شيء ويجب أن نستمر بالعزيمة التي نحن بها".
ماهي اقتراحاتك لقيام مبادرات فردية تعود بالفائدة للشعب السوري؟
أوضحت بيرقدار أن عمل الخير متنوع ولا يقتصر على جانب فقط فعلى سبيل المثال أنا أقدم مساعدات مادية وانسانية فمن الممكن أن يقدم غيري مساعدات بطرق أخرى ويوجد أشخاص يتبرعون ببسمة فقط أو بأي شيء بسيط، وأنا دخلت على أكثر من معهد تدريبي ووجدت عدد كبير من المدرسين يقومون بتعليم الطلاب ليأخذوا درجات جيدة في المدارس، لذلك كل شخص بما يملك من قدرات نتمنى أن يساعد حتى على مستوى تنظيف الطرقات بالمجان بعمل تطوعي فكل من منبره ونطاقه الخاص به يستطيع تقديم المساعدة، ومهما كان العمل صغير لا يجب أن نستصغر قيمته ومهما استطاع الإنسان أن يعطي فإن هذا العمل جبار.

في النهاية، ماذا توجهين عبر موقعنا دام برس لسورية وللسوريين؟
أكدت الدكتورة تهامة أن الفترة التي قطعتها سورية هي فترة جبارة قائلة ً "الله يديم القائد ويحمي الشعب وكل عام وأنتم بألف خير بمناسبة قدوم السنة الجديدة وأتمنى الخير لسورية ودائماً وأبداً سوريتنا شامخة بإذن الله وسوريتنا لا يوجد شيء يستطيع كسرها طالما أن هناك روح المحبة، وأتمنى أن نبقى يداً بيد وأن تكون محبتنا لبعضنا أهم من أي شوائب موجودة في كل مكان وهذا لا يعني أننا لا نستحق الأفضل دائماً، فسورية بشعبها وقائدها وبكل مقوماتها تستحق الأفضل دائماً وأبداً.

الجدير بالذكر أن الدكتورة تهامة بيرقدار هي إعلامية سورية تم تنصيبها كسفيرة للنوايا الحسنة من منظمة حقوق الإنسان - فرع ساند العالمية عام 2017، حصلت على بكالريوس في الإتيكيت والبروتكول من كلية لندن  للأعمال عام 2009، ومن ثم بكالوريوس في الإتصال الجماهيري والدراسات الإعلامية من نفس الجامعة عام 2014، وبعدها على ماجستير في الإتيكيت والبروتوكول من جامعة وودبريدج الأمريكية عام 2016، كما تحصلت على شهادة الدكتوراه في العلوم الإنسانية.

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2019-12-16 01:10:38   حسام قاطرجي
هاجم عدد من أعضاء مجلس الشعب السوري اليوم النائب “حسام قاطرجي” بسبب المقطع الذي انتشر له مؤخراً خلال مروره بين مجموعة مقاتلين يؤدون له التحية العسكرية.حيث قالت مصادر في مجلس الشعب أن أعضاء في المجلس انتقدوا “قاطرجي” وطالبوه بالاعتذار عن هذا المشهد الذي ظهر به.بدوره تقدّم رجل الأعمال وعضو مجلس الشعب “حسام قاطرجي” بالاعتذار للشعب السوري عمّا ورد في المقطع المنشور مؤخراً والمقاطع المماثلة سابقاً، موضحاً أن أحد العاملين لديه قام بالتصوير من دون علمه وتم نشر المقطع واستغلاله للإساءة إليه حسب تعبيره مضيفاً أنه يتحمّل كامل المسؤولية عن هذا الموضوع. وفق مانقلت صحيفة الوطن.
حسام قاطرجي  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz