Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 20:31:43
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الدكتور محمد يوفا يكشف لدام برس أبعاد المشروع الصهيوني الجديد في الشرق الأوسط

دام برس - هنادي القليح :
كشف الدكتور محمد يوفا ، الخبير والمحلل السياسي والصحفي ، رئيس لجنة الصداقة السورية التركية ، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر ومدرس تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية والقضايا العالمية في جامعة دمشق ، في لقاء خاص لدام برس بدمشق ، أن داعش وجدت أساسأ في مناطق التواجد الكردي لفتح الطريق أمام مشروع أمريكا التفتيتي للمنطقة .
و أوضح يوفا أن مشروع التقسيم الكردي أو ما نسميه "مشروع اسرائيل ثاني" هو امتداد للربيع العربي والذي جاء  كوسيلة لمشروع خطط له منذ زمن طويل، وقال : دون شك أن الربيع العربي هو كلمة حق يراد بها باطل وكان لظهوره أسباب اقتصادية ،اجتماعية ،سياسية وحقوقية إلا أنه لم يأتي لإصلاح الخلل في المجتمع العربي بل جاء كوسيلة توظيفية لإتمام المشاريع الأمريكية والصهيونية في المنطقة والتي تهدف إلى تقسيم المنطقة إلى طوائف وعشائر واثنيات كامتداد لاتفاقية سايكس بيكو ، وإلى تهميش القضية الفلسطينية التي تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على حلها خدمة لإسرائيل ولإنهاء الصراع الاسرائيلي الفلسطيني ، بالإضافة لضرب الدول المركزية القوية في المنطقة وعلى رأسهم إيران وتركية والعراق وسورية ،ولهذا خلقت أزمات جديدة في المنطقة وحاولت توظيف القضايا القومية والطائفية خدمة لمصالحها ولضرب المشروع القومي ،وكشف يوفا أن الهدف الاقتصادي لهذا المشروع يتمثل بالتحكم بالمياه والنفط وحقول الغاز ولهذا نرى أنهم يخططون للاستيلاء على مدينة كركوك الغنية بالثروات في العراق وكذلك الاستيلاء على مناطق مرور نهر الفرات وتواجد الثروات في شمالي سورية بالإضافة للهدف العسكري والذي يتمثل بزرع قواعد أمريكية وبسط النفوذ الأمريكي على المنطقة لإدخال المنطقة في دوامة أزمات ولتهديد أمن الدول المركزية الأربعة السابق ذكرها .

وربما كان سيناريو طرح داعش في المنطقة العربية هو سيناريو مؤقت بحسب ما جاء به يوفا في حديثه و الذي كشف أن داعش هو مشروع أمريكي مؤقت في المنطقة ومن الطبيعي أن نشاهد زوالها في المدى القريب لانتهاء مهمتها فهي عبارة عن سلاح مأجور يتم توظيفه لغايات مختلفة أبرزها أن يلعب دور "البلدوزر" الذي يفتح الطريق أمام تفعيل دور الأحزاب الكردية المتواطئة مع الولايات المتحدة الأمريكية في مناطق التواجد الكردي أو المناطق التي تطمح أمريكا أن يكون لها نفوذ فيها وأردف لا بدّ أن ظهور داعش له أسبابه الداخلية المرتبطة بالفوضى التي عاشتها العراق بعد الاحتلال الأمريكي فوجوده ليس عبارة عن تفريغ لسجون الدول الغربية و حملها عبر طائرات إلى سورية والعراق إلا أنه مرتبط أيضاً بظروف داخلية أدت لنشوء هذا النوع من التطرف في المنطقة ودون أدنى شك أن قيادات هذه الحركات هي أساساً أدوات بيد الولايات المتحدة و اليوم بعد أن أكملت داعش مهمتها بدأت أمريكا بالترويج بأن قوات سورية الديمقراطية وحلف البارازاني هما الوحيدين القادرين على تخليص المنطقة من خطر داعش وإعادة الأمان للمجتمع الغربي و قال أنا أعترف كأكاديمي وصحفي بأننا أهملنا الأكراد وهمشنا مسألتهم وبأنه علينا التخلص من سياسات عنصرية كثيرة تحكم مجتمعاتنا إلا أنه على الأكراد أن يفهموا أن الساحة السياسية و العسكرية ما بعد داعش من المخطط لها أن تكون ساحة نزاع بين العرب والأكراد أو حتى بينهم وبين الأتراك والإيرانيين وعلى هذا عليهم أن يختاروا إما أن يكونوا تابعين لقيادات سياسية فاسدة لا تخدم مصالحهم أو أن يتوحدوا لتفادي الدخول في نزاع وحرب مع شعوب المنطقة والذي لا يصب في مصلحتهم .

وأكد يوفا أن القيادات الحاكمة في تركية تورطت فعلياً بدعم الولايات المتحدة الأمريكية التي صرحت رسمياً أن حليفها الجديد هو "قوات سورية الديمقراطية" وقال: رغم أن تركية ساهمت كثيراً في خدمة المصالح الأمريكية إلا أن أمريكا قد تفضل منظمة كقسد على دولة حليفة كتركية وهذا يبين نية أمريكا بتقسيم المنطقة برمتها بما فيها تركية والمشروع الكردي هو أهم الأدوات التي تستخدمها أمريكا حالياً وتزود القوى المعنية بهذا المشروع بكل أنواع السلاح إذ كشف يوفا عن دخول ثلاث آلاف شاحنة محملة بالسلاح من شمالي العراق إلى شمالي سورية فقد كرست أمريكا كل إمكانياتها لدعم هذا المشروع إذ أنشأت اثنتي عشر قاعدة عسكرية شمالي سورية خدمةً لمشروعها .

وبالحديث عن استفتاء مسعود البارازاني شمالي العراق وصف يوفا هذه الخطوة بالجنون إلا أنها تأتي كخدمة كبيرة يقدمها البارازاني في نهاية عمره لإسرائيل التي صنعته في المنطقة والسبب هو مخاوف اسرائيل من انفجار الوضع الفلسطيني مجدداً بعد القضاء على داعش واتفاق جميع الأطراف في سورية والعراق والتي ستخرج من الحرب أقوى فالبرغم من الشهداء والدمار الذي خلفته الحرب إلا أن الخبرة العسكرية التي اكتسبها الجيش السوري والعراقي وحزب الله والحشد الشعبي هو بحد ذاته هاجس يقلق اسرائيل التي خلقت هذا المشروع لصرف النظر مجدداً عن القضية الفلسطينية بعد سقوط ورقة داعش وأردف بالقول " إن هذا الاستفتاء لن يحظى باعتراف الدول المركزية في المنطقة وكذلك أغلب الدول الغربية إلا أن المصلحة الاستراتيجية لإسرائيل من هذا الاستفتاء تكمن في الأزمة التي ستولد في المرحلة التي ستليه" و رأى يوفا أنه كان للحكومة المركزية في العراق دورها المركزي الهام من خلال ردّها الشديد على هذا الاستفتاء و تضامن دول الجوار مع موقفها إذ أنها الدولة الشرعية التي تمثل وحدة الأراضي العراقية كما أن وجود الحشد الشعبي الذي خاض المعارك على الجبهات الساخنة والذي مدّ الجيش العراقي بالقوة كان له تأثيره القوي على القرار السياسي في بغداد بالإضافة إلى أن وجوده يشكل تهديد فعلي لآل البارازاني ولإسرائيل وأضاف يوفا: "إن هذا الاستفتاء فاشل بالنظر للأغلبية الكردية في سورية والعراق والتي عارضت هذا المشروع وخاصةً بعد إدراكهم الفعلي لعواقبه والتي كان أبرزها حصار الحكومة المركزية لمدينة كركوك".
وكشف يوفا أن هناك تعاون عضوي استراتيجي بين داعش وقوات قسد الكردية وبين الولايات المتحدة الأمريكية فمنذ البداية تنظيما "داعش" و"قسد" هما أداتان صنعتهما أمريكا في المنطقة لتحقيق مآربها وانسحاب داعش من المناطق التي يسيطر عليها شمالي سورية و تسليمها لقوات قسد أكبر دليل على هذا التعاون بالإضافة إلى التعاون الواضح بين قوات البشمركة العراقية وداعش وكل هذا يصب في سياق واحد أن جميع هذه القوى حليفة لأمريكا لخدمة مشروعها في المنطقة وأردف يوفا بأن انسحاب داعش من الرقة وتسليمها لقوات قسد يصب في حسابين أولهما حساب تفاوضي مستقبلاً من خلال طرح الحل السياسي في المنطقة و الذي يتمثل بانسحاب قسد من الرقة و تسليمها للدولة السورية لإظهار حسن النية مقابل تحقيق قسد لمكاسب في مناطقها و هذا تفكير العقل الإسرائيلي الذي يخطط للاستيلاء على الفرات، والحساب الثاني هو ترك مدينة الرقة كمنطقة عازلة بين سورية و كردستان في حال تمكنت قسد من السيطرة على سكان الرقة أو إخلائها، وتحدث يوفا عن الحل لردع هذا المشروع وهو تحالف الدول الأربعة المستهدفة بالإضافة لدعم دول الحلفاء لهذه الدول وذلك لمنع جرّ المنطقة لحرب جديدة وقال: بأن أي محاولة سياسية و إعلامية لضرب هذا التعاون فإنه لن يصب إلا في مصلحة المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة.

ويبدو أن العلاقات التركية الإيرانية لم تتغير أصلاً على حد قول يوفا و النعرات الطائفية التي تظهر فقط موجودة في الأدبيات السياسية بين البلدين لغاياتٍ معينةٍ وصرح :بأنه خلال عشر سنوات سيبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين من ثلاثين إلى خمسين مليار دولار إذ أن إيران هي الدولة الثالثة في سلّة تركية التجارية أما عن العلاقات السورية التركية رأى يوفا بأن الخلافات بين البلدين وكراهية الشعب السوري للرئيس التركي "أردوغان" لايجب أن تخرج الأمور عن واقعها لأن مصلحة البلدين تكمن في عودة العلاقات بينهما و قال :"شأننا كإعلاميين ومراقبين ومحللين ألا تستمر الخلافات بالتعمق بين الدولتين و ربما كان تسليم الطيار السوري "محمد صواف" والذي كان معتقلاً في السجون التركية لسورية منذ أيام دليل حسن النية " وأضاف : "كان لنا دور كلجنة صداقة سورية تركية في السعي لهذا الأمر" وأردف جميعنا نؤمن بأن ساحة إدلب ستكون امتحاناً لتركية لإعادة العلاقات بين البلدين و نأمل أن تلتزم تركية ببنود اتفاقية أستانة التي يتحدثون عنها ولم يتم الكشف عنها حتى الآن إن وجدت.

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz