دام برس:
 عندما يتحدّث الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" عن أنّ الرئيس السوري هو الرئيس الوحيد المتاح لسورية بمعزل عن موقف الأطراف معه وضدّه ومنهم فرنسا، بات مطلباً للحفاظ على وحدة سورية وإعادة الاستقرار إليها، وعندما يأتي هذا الكلام مشابهاً في الحصيلة لكلام السفير الأميركي السابق في دمشق "روبرت فورد" معتبراً أنّ الرهانات على إسقاط الرئيس السوري كانت ضرباً من الغباء الأميركي والعربي، وأنّ نصر الرئيس الأسد بات قاب قوسين أو أدنى،فهذا يعني أن سوريا حسمت خيارها تحت قائد شاب عرف بالحكمة والشجاعة الوطنية.
 يقودنا الحديث الى أن هزيمة الخليج وتركيا، وتراجع أوروبا، وكلّ منها تحاول التأقلم مع الهزيمة وتخفيف آثارها، وفيما تركيا تتلمّس طريقها للتموضع بوجه مخاطر على أمنها القومي مع انقلاب في الموقف الأميركي على حسابها، لتجد نفسها غداً أمام قدر التقرّب من سورية ورئيسها والسعي للتعاون ودفع الأثمان التي تترتّب على التكفير عن الصفحة السوداء التي تسبّبت بها لسورية وللعلاقات التركية السورية، تسعى أوروبا بقوّتها المحورية المعنية بشؤون المنطقة التي تمثلها فرنسا لإنتاج مشروع قادر على التأقلم يمثله "إيمانويل ماكرون"، بالتصدّي لمخاطر  الأميركية في الشرق الأوسط.

 يخرج الأميركيون و"الإسرائيليون" بمشروعهم  الهادف لمواجهة مرحلة عربية مقبلة اسمها مرحلة الرئيس السوري" بشار الأسد" فيتنازل طوعاً رجل واشنطن في الرياض "محمد بن نايف" عن ولاية العهد" لمحمد بن سلمان"، وفي الذهن الأميركي "الإسرائيلي" استعادة تجربة الملك فيصل مع جمال عبد الناصر، بينما فوارق التاريخ والمقدرات وزمن الهزائم والانتصارات، حيث لا أميركا هي تلك التي كانت يومها ولا "إسرائيل" هي التي كانت يومها، وكلّ الاختلافات قبل التحدث عن زمن إيران الجديد وزمن روسيا المتجدّد وزمن المقاومة تقول إنّ "محمد بن سلمان" سيقود تفليسة سياسية ومالية وعسكرية، اسمها السعودية، وسيقوده تهوّره المسمّى بحيوية الشباب لأخذ بلده نحو الحرب الأهلية بعد حربين فاشلتين تسبّب بهما في الجوار، واحدة في اليمن وثانية مع قطر، وسقف ما سيستطيعه بن سلمان هو منافسة شاب خليجي مثله هو أمير قطر.
سعد العبيدي