Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 12:08:09
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الإنتاجية غايةٌ وطنية.. بقلم: سامر يحيى

 دام برس :

إلغاء ترخيص بائع غاز لاحتكاره المادة، معاقبة بائعي الخبز المنتشرين بالشوارع، إغلاق أكشاكٍ ومحلاتٍ لعدم عرض فواتير نظامية أو وجود بضائع مهرّبة، رفع سعر أو رسم مادةِ ما، فرض ضريبةٍ أو زيادتها، رفع شعار "ضبط النفقات ومنع الهدر"، إنكار الأزمة أو إهمالها أو الاعتراف بها، تحميل المواطن أو الآخر المسؤولية.....
للأسف هذه جزءٌ بسيطٌ من الحديث اليومي، يمكن تلافيه بالعمل الجماعي الوطني الجدي، بعيداً عن التصرّفات الأحادية الجانب، التي تتجاهل أنّ أي تغييرٍ أو قرارٍ مرتبطٍ بحركةٍ مجتمعية، ويؤدي لتغييرات كثيرة ومنها خطيرة، وهذا يؤكّد أهمية التعاون لدراسة كل موضوعٍ بشكل متكاملٍ شمولي يمنح المصلحة الوطنية الأولوية، فالتعاون والحوار والنقاش بين المؤسسات الوطنية مجتمعةً للخروج بقرارات فاعلة وحلول جدية ومعالجة كليّة للمسألة، بعيداً عن ربحٍ رقميٍ لمؤسسةٍ ما أو دعمٍ لمادّةٍ ما، أو تقديم تصريحات لا يلمس المواطن أثرها على أرض الواقع، مع أنّ من المفترض أن لا نار بلا دخان، وإلا فهي استهزاء بمشاعر المواطن والتفضّل عليه بحقوقه، فحصلت عمليات الاحتكار وتولّدت الأزمات، وبات المواطن العادي يشعر بخطورة عبارة ضبط الهدر والنفقات وخطورة الأزمات التي يعتبرها المسؤول سليمةً، لأنّها تمرّ عبر سجلات المحاسبين والرقابة والتفتيش، كونها التزاماً بحرفية القانون لكنّها بعيدةً عن روحه التي من المفترض أن تكون لصالح الوطن والمواطن، تحت حجج كثيرة، متجاهلين أننا دولة مؤسساتٍ، ولدى كل مؤسسات مديريات كفيلةٌ لو فعّل دور كل منها بالشكل الحالي وبشكلٍ منطقي وجدي، بتطبيق القانون وتحقيق الرقابة السابقة واللاحقة، والمصلحة الوطنية العليا للمؤسسة وإيرادات مجزية تدعم العملية الإنتاجية بكامل عناصرها.
لا ينكر أحدٌ أن المال هو عنصرٌ هام في دعم العملية الإنتاجية، ولكن هل نبقى في دائرةٍ مغلقة، نقول إننا بحاجة للمال لتحقيق إنتاجية، والمال يحتاج لإنتاجية ليتوفّر،  ويبقى الوطن والمواطن هو الضحية، مهما حققنا من ربحٍ آنٍي، متناسين أنّ الحل بسيطٌ جداً، ونستطيع تحقيق كامل الأهداف فقط عندما يشعر كل منّا بانتمائه لوطنه، وتدرك المؤسسات الحكومية أنّها متكاملة متعاونة متضافرة الجهود، لا متنافرة متنافسة كل منها يعتبر الآخر ندٌ لها، فعليها البحث بتفكيرٍ جديٍ لاستثمار الموارد الإنتاجية المتاحة والمتوفرة، وأي منها تنأى بنفسها عن التعاون والتشاركية، مهما كانت شعارات مسؤوليها وحججهم، فهذا يعني أنّ هناك خطأ ما وتوجّه بعيد عن البوصلة الوطنية والمصلحة العليا، متجاهلين أن مجرّد المراوحة في المكان هي تأخرٌ، والتقصير يتحمّله الجميع، فلم لا نستفيد من نجاح القيادتين السياسية والعسكرية بإيجاد الحلول وفكّ التشابكات وتحقيق الانتصارات، لنواجه جميعاً كل التحديّات والمعوقات بعيداً عن الاكتفاء بسير الحياة الطبيعية والنجاحات الروتينية نتيجة عرق وجهد شرفاء الوطن وما أكثرهم.
يتحدّث البعض عن ضرورة تعاون المواطن مع مؤسساته، وتعزو بعض المؤسسات عدم تحقيق أهدافها لعدم تعاون المؤسسات الأخرى معها، متجاهلين أنّ الحكومة دورها، إدارة موارد الوطن المادية والبشرية، والمواطنٌ يقف مع حكومته بالسراء والضراء، فما المطلوب من هذه الحكومة سوى توجيهه بالطريق الصائب ومساعدته ليكون عوناً لوطنه، وباعتبارها تجتمع مرّة أسبوعياً، عدا عن اجتماعات تخصصية نوعية، فلم لا تفكّر بعقد اجتماعٍ دوري لمعاوني الوزراء ومدراء المؤسسات وأصحاب التخصص، لتقدّم لهذا الاجتماع مشاريع ورؤى واقتراحات حلولٍ، بما يساعدها للتفرّغ لحلّ المشكلات الأساسية وإزالة العقبات وتحدي المشكلات، عبر تقريب وجهات النظر وإيجاد الحلول الأنسب ضمن الإمكانيات والموارد المادية والبشرية التي نمتلكها، والمقترحات والرؤى التي يرفعونها.  
هل يسرّنا أن نرى المجتمع منقسماً لطبقتين "دنيا وعليا"، متجاهلين الطبقة الوسطى، التي كانت الغالبية قبيل سنوات قليلة خلت، وعودتها ليس صعباً لشعبٍ حيويٍ منتج، قادر على الإبداع والعطاء والاستثمار بالشكل الأمثل، يحتاج فقط توجيهاً سليماً، ومعرفةً منطقية بحقوقه وواجباته، وبدلاً من أن تسود "البلوقراطية" وتفرض رأيها في مجتمعنا، علينا السعي لتحقيق التشاركية الوطنية، وتوجيه أصحاب رؤوس الأموال، بما فيهم الصاعدون الجدد، للاستثمار الأمثل فيما يحتاجه الوطن والمواطن، فبدلاً من ترميم أسواقٍ موجودة، وافتتاح مطاعم وفنادق ومشروعاتٍ خدمية لدينا أمثالها أو موجودةٌ أسسها، العمل على استثمار الإمكانيات المتاحة، في استكمال تنفيذ الأعمال المتوقّفة، والمشروعات الاستثمارية الإنتاجية التي تزوّد الأسواق بالمواد وإغنائها بحاجياتها بالجودة الأمثل والسعر المناسب، بدءاً من الدواجن والمراعي وليس انتهاءً بالمواد الاستهلاكية والغذائية وحتى الرفاهية، لا سيّما تتوفّر لدينا الكثير من المواد الخام، وبالتالي تُستثمَر الموارد الوطنية وتُفتح أسواق تصريفٍ جديدة، وتستثمر الموارد الوطنية بطريقة مستدامة، وتلقائياً سينعكس إيجاباً على أصحاب رؤوس الأمواَل، وأبناء المجتمع بآنٍ معاً، وعندها سيتمكّنون من تحقيق عوائد ماديّة ومعنوية ووطنية أضعاف مما سيحققونه من مشروعاتٍ خدمية روتينية قابلة للتأجيل.
إن توجيه المؤسسات لأبنائها بالطريق الإيجابي السليم، بدلاً من تبرير تصرّف استغلال موظّفيها بحجّة أن راتبه لا يكفيه، عبر البحث عن أفضل السبل لتفعيل عملية إنتاجيته واستثمار مكانته بالطريق الصائب، وبدلاً من إغلاق محل هذا التاجر لمخالفته شروط البيع استثماره من قبل أشخاص لدى المؤسسة الوطنية ذات التخصص لتقويم هذا العمل واستثماره لصالحها لفترةٍ معيّنة، ومحاسبة المصدر الذي أمّن المواد بشكلٍ غير نظامي لهذه المحال، وافتتاح المؤسسات التي تريد رفع سوية أبنائها مراكز استهلاكية لتشغيل أبنائها بشكلٍ رسميٍ بعيداً عن الإساءة للمؤسسة وسمعتها، وتوفير المواد الأساسية، إضافةٌ لتوزيعها على المحال والأكشاك التجارية بما يوفّرها للجميع دون استثناء، بدلاً من توفّرها في السوق السوداء وحاجة المواطن إليها، وبالتالي نقطع دابر الأزمات ومفتعليها والمحتكرين، آخذين بعين الاعتبار أنه لا يخلو محل تجاري أو محطة وقودٍ أو مخبزٍ حتى المحلات العادية، باتت تمتلك كاميرا مراقبة، يمكن توجيهها بالشكل السليم لتحقيق المراقبة الجدية والفعّالة وضبط عمليات البيع والشراء، بشكلٍ سليمٍ ومنطقي.
 بدلاً من التسليم بالفساد وتحميل المواطن والفساد المسؤولية، أن نكون أوفياء لوطننا وأبنائه الشرفاء وشهدائه وتضحيات أبطاله، وتوجيهات قائد الوطن وكلماته التي تعتبر بوصلةً تضيء لنا النور مهما أظلم الطريق، وتجعل جميع المؤسسات متناغمةً متكاملةً كل منها عون وسندٌ للأخرى، تساهم في التنبؤ بالأزمات قبل حدوثها، وتحقيق العلاج الأمثل والأنجع لتفاديها، والوصول للحلول التي تناسب مجتمعنا وتساهم في استمرار رقيّه وزيادة انتاجيته.

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz