Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
انتصار ثلاثي الأبعاد -1- .. بقلم الدكتور عفيف دلا

دام برس :

سقطت الأقنعة محلية الصنع والتي أسموها ثورات سلمية .. حركات تغيير ديمقراطي .. مظاهرات حقوق إنسان وحريات مدنية .. الخ ، والتي طيلة الأشهر الأولى للحرب في سورية والمنطقة كانت القوى الغربية والصهيو خليجية تتلطى خلفها لتخفي حقيقة استخدامها لتلك العناوين للإيحاء بأن لا أيد خارجية تتدخل في شؤون تلك الدول التي طالتها تلك المظاهرات دفعة واحدة وبشكل فجائي ، وبأن كل تلك المظاهرات تتحرك بدوافع داخلية ترتبط بمطالب الشعب بالإصلاح ومكافحة الفساد وصولاً لتغيير النظام السياسي وغيره من المطالب التي تعاظمت ككرة النار تتسع دائرة ما تأتي عليه ألسنة لهيبها فتتركه أثراً بعد عين .

وعندما تعثرت الأدوات الداخلية الحاملة لتلك العناوين في سورية كان لابد من انكشاف حقيقة ارتباطها بأطراف خارجية ، عندما انبرت تلك الاطراف لدعم أدواتها في الداخل السوري لإعطائها شيئاً من الشرعية بحكم التأييد السياسي الإقليمي لها وبالتالي بدأت مواقف الأطراف الإقليمية بالخروج عن صمتها أو حيادها الخبيث الذي كان في بادئ الأمر لتظهر حقيقة انحيازها غير الموضوعي والسريع لتلك الادوات على حساب الدولة السورية ، الامر الذي أكد وجود مشروع كبير على مستوى المنطقة ربطاً بما جرى في ليبيا ومصر وتونس تقف وراءه قوى إقليمية تعتبر أتباعاً مباشرين لقوى دولية معروفة بغطرستها الاستعمارية في العالم ..

وبعد تكريس القوة بيد تلك الادوات المحلية وسقوط قناعها السلمي الزائف وظهور هويتها الحقيقية المرتبطة بالإرهاب الوهابي التكفيري ومنظماتها المتعددة الجنسيات كالقاعدة وجبهة النصرة وغيرها وصولاً إلى ما يعرف بداعش؛ وإطلاق يدها باستخدام الإرهاب على اوسع نطاق لبث الخوف والذعر في بنية المجتمع وفرض تقسيم مؤقت في الجغرافيا السورية من خلال احتلال مباشر بالقوة لقرى أو مدن بكاملها في سورية وبالتالي تطبيق سياسة تقطيع الاوصال بين أجزاء الجغرافيا السورية .

وبطبيعة الحال إن الاصطفاف الإقليمي والدولي الذي حصل على ضفتي الصراع العسكري بين داعم للإرهاب ومنظماته وداعم للشعب السورية ودولته نقل الصراع إلى مرحلة جديدة مغايرة لتلك في البداية حيث سقطت تلك العناوين المرتبطة بثورات الربيع العربي المزعومة وبدأت مرحلة المواجهة مع أدوات محور العدوان الإقليمي الدولي لسورية، ويعد سنوات من الصراع مع هذه الادوات وداعميها على المستويات كافة العسكري والسياسي والاقتصادي والامني استطاعت الدولة السورية وحلفاؤها القضاء على ادوات الإرهاب وحصر تواجدها في نقاط معينة وكان تتويج الانتصار على هذه الادوات الإرهابية في تحرير الغوطة الشرقية ومدنية دوما تحديداً من الإرهاب وترحيل الإرهابيين إلى المنطقة الشمالية إلى إدلب وجرابلس وبالتالي تنظيف محيط دمشق بالكامل من الإرهاب بما يعني سقوط الورقة الأخيرة لاستثمار الإرهاب سياسياً وعسكرياً ، الامر الذي مهد الطريق أمام مرحلة جديدة للصراع وهي الصراع مع الأصيل بعد انهزام الوكيل ..

ومع بداية المرحلة الجديدة من عمر الصراع بدأت الولايات المتحدة وفريقها الغربي بفتح نقاط اشتباك جديدة مع روسيا الاتحادية على الساحة الدولية ولا سيما قضية قتل العميل المزدوج سيرغي سكريبال في بريطانيا وطرد دبلوماسيين روس من بريطانيا وأمريكا. وبدأت بالتلويح بعدوان عسكري في سورية وعادت مجدداً لطرح قضية استخدام الجيش السوري للسلاح الكيميائي في دوما ، طبعاً في الوقت الذي كانت دوما شبه مستسلمة وتناقش بنود التفاوض لإخلاء دوما مع الجيش السوري والروسي ..

طبعاً الأمر لا يتعلق باستخدام السلاح الكيميائي في أي منطقة في سورية في الوقت الذي استخدمت فيه قوات ما يسمى بالتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الفوسفور الأبيض المحرم دولياً في الرقة بحجة مكافحة داعش حيث دمرت المدينة بالكامل وهجرت حوالي 300 ألف مواطن من سكان الرقة ، وبالطبع فالعدوان لا يحتاج ذرائع لكن يحتاج إلى نقاط اشتباك جديدة مع الدولة السورية وحلفائها بما يحول دون قطف ثمار التحرير في الغوطة الشرقية ، وتطويق الانجاز العسكري الهام قبل أن  يتبلور سياسياً ، فكانت حلبة مجلس الامن ملتهبة بين جلسات وجلسات مضادة ومشاريع قرار تتطاحن على طاولة المجلس كانعكاس فعلي لتصاعد حدة الصراع بين القوى الدولية ..

وقبيل وصول بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية للتحقيق في الادعاء الغربي حول دوما بيوم واحد ، قامت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بشن عدوان عسكري على سورية في فجر الرابع عشر من نيسان مستهدفة عدة مواقع عسكرية وحيوية بحوالي 120 صاروخ موجه ، فكان التصدي الكبير من الدفاعات الجوية السورية لتتلقى دول العدوان صفعة قوية جعلت منها أضحوكة أمام العالم بعد ما أرعد وأزبد ترامب ومعه الجوقة الفرنسية والبريطانية بشن عدوانه على سورية متشدقاً بصواريخه الذكية متوعداً كلاً من سورية وروسيا وإيران .. وكأنما هو مالك هذا العالم يتصرف به كما يحلو له ، وكأنما المشيئة الأمريكية قدر لا يمكن تجاوزه فكان القدر بحق ما نريده نحن كشعب وما يريده جيشنا الباسل وقائدنا المغوار الذي يدخل مكتبه في صباح يوم العدوان واثق الخطة يمشي ملكاً كما المعتاد وكيف لا يكون كذلك وقد أسقط عدواناً ثلاثياً غير مسبوق وحول زمن العدوان هذا إلى تاريخ انتصار للشعب السوري وجيشه الباسل يضاف إلى أجندة الأيام المجيدة في تاريخ سورية لتندفع جماهير الشعب إلى ساحات المدن في ساعات الصباح الأولى وتهتف بنبرة تحدي تصل إلى مسامع أولئك المتغطرسين صارخة .. الانتصار عنوان لنا ولا عدوان يمر فوق سمائنا بلا حساب ، فعلى من يريد بنا عدواناً أن يعيد الحساب .

يتبع ....

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz