Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 22:16:33
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
عدوى التسويات تنتشر في الغوطة.. و الجيش السوري يقترب من استعادتها

دام برس - محمد خربوطلي

منذ نجاح الجيش السوري في تقطيع أوصال مناطق الإرهابيين في الغوطة الشرقية، كان واضحاً بأن طريق التسوية سوف يشُق نفسه تلقائياً، و بدأت المصالحات و التسويات من منطقة حرستا مدفوعةً بإنجازات الجيش في الميدان، إذ لم يعُد أمام الفصائل المسلحة بمختلف انتماءاتها أي خيار بعد الضغط العسكري الكبير و قطع طُرق إمدادها سوى الاستسلام و الخروج مهما طال الوقت.

اتفاق إجلاء مسلحي حركة "أحرار الشام الإسلامية" شكّل فاتحةً لملف التسويات الذي بات تحصيلَ حاصل في مناطق الغوطة الشرقية بعد إنجازات الجيش العسكرية و عزل كل تنظيم إرهابي في مناطق تواجده عن مناطق باقي التنظيمات، "أحرار الشام" كانت السبّاقة في رفع الراية البيضاء حيثُ لعب موقع منطقة حرستا التي تتواجد فيها و مساحتها الصغيرة مقارنةً مع مناطق انتشار جيش الإسلام و فيلق الرحمن بالإضافة إلى فرض قوات الجيش لطوق مُحكم عليها من كافة الجهات دوراً كبيراً في كونها الأولى، إذ إن إرهابيي تنظيم جيش الإسلام ينتشرون في دوما و أقرانهم في فيلق الرحمن بعربين و زملكا و جوبر و عين ترما، و كِلا التنظيمين الإرهابيين يمتلكان مساحة جغرافية لا بأس بها للمناورة العسكرية مقارنةً بأحرار الشام في حرستا التي لم تكُن تمتلك ذات الهامش للمناورة و لذلك سارعت إلى التسوية و الاستسلام حسب حديث مصدر مطلع على الوضع الميداني في الغوطة.

و أكد المصدر لـ"دام برس" أنّ " سبعة آلاف شخص من بينهم إرهابيون يتبعون لجبهة النصرة و فيلق الرحمن سيخرجون من بلدات عربين و عين ترما و زملكا و جوبر إلى إدلب شمالاً بعد تسليمهم لنحو ألفين و مئتي شخص من المدنيين المخطوفين لديهم بالإضافة إلى خرائط الأنفاق و توزع الألغام في المنطقة". التقدم الكبير الذي أحرزته قوات الجيش باتجاه بلدتي عربين و جوبر و استعادتها لعين ترما و واديها سرَع من أمر استسلام إرهابيي جبهة النصرة و فيلق الرحمن الذي كان يرفض الخروج في بداية الأمر حسب حديث المصدر ذاته الذي أضاف قائلاً أنّ " فيلق الرحمن تعنّت كثيراً و حاول تصعيد موقفه في المفاوضات و لكن سيطرة الجيش على وادي عين ترما و قرب عزل الإرهابيين في حي جوبر عن باقي المناطق بالإضافة إلى تقدم قواته بشكل واسع من محور بلدة حزة باتجاه عربين قد أجبرته على طلب الخروج، كما أنّ إجلاء إرهابيي حركة أحرار الشام من قبله قد رفع الحرج عنه أمام الفصائل الأخرى التي سيتجهون نحو مناطقها شمالاً".

قيادات فيلق الرحمن في الغوطة دخلت في تحالف عسكري مع نظيرتها من تنظيم جبهة النصرة الإرهابي ضد جيش الإسلام و حركة أحرار الشام قبل نحو عامين، و دارت جولاتٌ كثيرة من الاقتتال فيما بينهم على النفوذ و المسروقات رغم مصدر التمويل و الدعم الخارجي ذاته، و هذا ما يُفسّر طلب جيش الإسلام الخروج نحو الجنوب السوري و ليس إدلب في المفاوضات التي حدثت قبل نحو عام و نصف مع الجانب الروسي، و هو الأمر الذي ما تزال الدولة السورية رافضةً له إذ تُصر على خروج جميع فصائل الغوطة نحو الشمال، و سينعكس ذلك على مصيره حين خروجه حسب تأكيد المصدر المطلع ذاته، و أضاف أنّ " المقر الرئيسي لإرهابيي حركة أحرار الشام في إدلب و مسلحوها الذين خرجوا من حرستا سينضمون إلى تشكيلاتها هناك، و قد ينطبق الأمر ذاته على فيلق الرحمن المتحالف مع جبهة النصرة، بعكس جيش الإسلام الذي يُشكّل خروجه نحو إدلب مشكلةً كبيرةً بالنسبة لقياداته التي حاربت الفصائل الأخرى و تصارعت معها على النفوذ و المسروقات في الغوطة طيلة السنوات الماضية،حيث أنّ تعداد مقاتليه يصل إلى نحو عشرة آلاف مسلح و أيُّ كتلة قتالية ستخرج منهم نحو إدلب ستكون في مأزق وجودي و لذلك سيحتاج اتفاق إجلاء جيش الإسلام إلى وقت أطول من باقي الفصائل المسلحة "، مؤكداً أن " الجيش السوري قد ربح المعركة ضد جميع التنظيمات الإرهابية في الغوطة نفسياً قبل أن يكسبها عسكرياً".

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz