دام برس:
العبرية في الأصل لغة، ولكنه مصطلح يجوز لنا أن نطلقه اليوم على من يتخذ مواقف وسياسات وقرارات تصب في صالح من يتخذون العبرية لغة لهم، الصهاينة، بل ويحق لنا – وهو أمر يتخطى الإجازة – أن نسمي به من يمارسون أفعال صهيونية تسبق الصهاينة أنفسهم في العلن والوضوح والمواجهة، تسبقهم في الفجاجة والجرم.
وفي أيامنا هذه، خرج من بلادنا وأرضنا ومؤسساتنا من يرتدون الجلباب والعقال العربي، عُملتهم الريال – لا الشيكل – يتحدثون العربية – لا العبرية – لا يُدينون المقاومة فحسب، بل يتهمونها بالإرهاب، يُهددون بإعلان الحرب على"حزب الله" ومن معه، ممن ترتجف كل خلايا الصهاينة عند سماع أسمائهم.
تململ هؤلاء - أو لعلها الأوامر قد صدرت إليهم – من جلوسهم وتحركهم في الخفاء من وراء الستار، لم يعد يبهرهم صمتهم الشيطاني الذي لا يُثني على إنتصارات المقاومة ولا يُدين جرائم الصهيونية، فجاءت تحركاتهم تُلقي بهم في خنادق الخيانة والعار، يجتمعون في القاهرة، وعلى ضفاف النيل، لا لشئ، وإنما لُيعلنوا بيان وقرار كُتب قِبلًا، وسربه بعضهم لوسائل الإعلام، وفشلوا في إقراره جماعيًا قبل الإنعقاد، حيث رفض وزير خارجية لبنان الحضور، وكيف يحضر ليدين حكومته ويتهمها بالإرهاب و"حزب الله"جزء منها؟!.
إنها مملكة آل سعود صاحبة العرش الآيل للسقوط، غاصبة الأرض العربية، تحركت ولملمت في ذيل ثيابها - الذي يشِف ولا يستُر – من تكمن شهوته في الريال والإنبطاح، وقرروا دون خجل أن يعلنوا "حزب الله" المقاوم، منظمة إرهابية، وإمعانًا في الجرم، قرروا أن يستتر قرارهم خلف كلمة العروبة، فكانت جامعة الدول العربية حاضنة قرار الخيانة للعروبة، وكيف لا؟!، وهي لا تمت للعروبة سوى إسمًا فقط.
فهي الجامعة التي يخلو فيها مقعد الدولة السورية التي تحارب نيابة عن كل العرب وتتصدى للمخطط الصهيوأميريكي التقسمي الجديد، وهي الجامعة التي لا تعترف بالدولة الفلسطينية على كامل التراب، وهي الجامعة التي دعت الإستعمار متمثلًا في حلف الناتو لضرب الدولة الليبية، وهي الجامعة التي صُنعت أساسًا لتكريس الإقليمية لا الوحدة.
إن المجتمعين بمقر الجامعة على ضفاف النيل أدانوا ما أسموه بنشر الطائفية من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكأن إيران هي من تمنع من هو غير مسلم من دخول أراضيها – إلا إذا كان أمريكيًا – وليست السعودية، وكأن إيران هي من تتهم بالكفر كل من لا يبايع الملك وولي العهد وليست السعودية، وكأن إيران هي من تنشر الوهابية وشيوخها من يقدمون الفتاوى بالقتل والزنا والنهب وليست السعودية، وكأنها من يدعم ويمول ويحمي التنظيمات التكفيرية في سورية والعراق واليمن ولبنان وليبيا ومصر وليس الخليج برمته.
رغب المجتمعون وأفصحوا عن نيتهم قولًا، في إيقاف إيران تطوير برنامجها الباليستي وهو البرنامج الذي يخشاه الصهاينة، فهم لا يرغبون بوجود قوة حقيقيه إلا لهم ومن يمدونهم بالسلاح ليستخدموه نيابة عنهم، فهي بذلك رغبة صهيونية دون شك.
حمل المجتمعون "حزب الله" مسئولية دعم الإرهاب وإمداده بالسلاح، فهم يعتبرون المقاومة والدفاع عن الأرض والصمود في مواجهة المخطط الصهيوأميريكي ورفع راية الحق إرهاب، وهم في هذا والصهاينة سواء.
إن تلك العائلة المنتسبة لمن يدعى بالـ"سعود"كانت ولا تزال تتخذ المواقف المتوافقة والإستعمار والصهيونية، تلك العائلة التي أولت القرآن الكريم لصالح أطماعها ورغباتها، والتي صنعت مشايخ الفتنة ممن يقرئون العبرية بالعربية، ليس بالغريب عليها أن تُؤول أفعال المقاومة وتوصمها بالإرهاب.
لذا فإن ما فعلته تلك المملكة – السعودية – وما إتخذته هذه الجامعة – العربية – من مواقف تتماشى والمخططات والرغبات الصهيونية، يجعل منهما مملكة وجامعة كل منهما - عبرية.
وفي مواجهة العبرية نقاوم، وننتصر، فلا تنتظر المقاومة أن يقدم لها عدوها التحية، ولا تتوقع أن يعترف الصهاينة بأنها على حق، إن ما تفعله المقاومة هو المقاومة ولا شئ أخر، وما فعلاه العبريتان مؤخرًأ ما هو إلا إنكشاف لوجه لم يعد يرغب في الأقنعة.
عصام سلامة - صحفي مصري