Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 00:10:04
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
صاروخ يجمع العرب وشعبٌ يموتُ لا يجمعهم

دام برس:
صاروخ واحد أرسله الحوثيون على مطار الرياض ولم يصبه جمع العرب على طاولة واحدة في اجتماع وزراء الخارجية العرب بجامعة الدول العربية، بينما شعوب بأكملها تُسحق تحت وطأة الصواريخ وضجيج الطائرات الحربية ومدافع التحالف في كل مكان وتُسحق أيضا تحت وطأة الكوليرا لا تجمع العرب، فعن أي عرب نتحدث؟ اسمحوا لي أن أقول إن السعودية تتصرف في جامعة الدول العربية كالولايات المتحدة الأمريكية في جامعة الأمم المتحدة، وحيث إن لكليهما النصيب الأكبر في دعمهما فإن نفوذهما واح للعيان، ولا يخفى على العرب ما يمارسه التحالف في اليمن، وما يمارسه التحالف في العراق وسوريا، وما يمارسه الصهاينة في فلسطين، وما يمارسه الداعشيون في ليبيا، وما يمكن أن يحدث في لبنان.

كل ذلك لا يحرك للعرب ساكناً ، ولا للنخوة عاملاً ، لا يهم أن يموت شعب عربي بأكمله أمام مرأى من المسؤولين العرب أنفسهم، لا يهم إن كان هذا الشعب سيواجه الموت البطيء المتدرج حيث الكوليرا وحيث الفقدان المتواصل للدعم بعد أن أغلقت السعودية كل المنافذ، منْ منَ العرب يجرؤ اليوم ليقول للسعودية كُفّي عن الهرج والمرج في اليمن، ولا تعبثي بلبنان، ولا تعتدي على قطر، فمن يعبث بالعرب السعودية أم إيران؟ أم حزب الله الذي أعلن أنه لا يعادي السعودية وإنما يعادي الصهاينة المجرمين الذين كتب التاريخ عنهم أنهم مجرمون واليوم من يحاول التطبيع مع المجرمين السعودية  أم حزب الله وإيران، فإيران تمارس دبلوماسية ذكية رغم العداء الواضح لها من أمريكا والسعودية.

قطبا العالم من المسيحية والإسلام يحاربان العدل بعد أن فشل كل منهما في إرساء الظلم الواقع على العرب من خلال الحروب التي تمارسها كل منهما، فبعد أن سقطت الوهابية وأفكارها المتطرفة في سوريا والعراق وغيرها من البلدان وبان للعالم أنه فكر متطرف لا يصلح أن يقود العالم العربي سقطت أفكار أمريكا ونظريتها الجديدة في الشرق الأوسط لضرب المقاومة سواء في لبنان أو فلسطين، ولن تستطيع لا السعودية ولا أمريكا سحق المقاومة كما تظنان، لأنها لم تعرفا بعد معنى روح المقاومة وأن اليمنيين والسوريين والعراقيين وغيرهم من الشعوب العربية تأبى التطبيع الصهيوني وتعشق مقاومة الاحتلال والظلم وإرساء قواعد الإمبريالية والاستعمارية الجديدة في المنطقة.

وعوداً على بدء، فإن عزة العرب مرهونة بمدى وقوفهم في وجه الباطل، فالباطل باطل وإن تزيّن، ومن الفضيحة والعار أن يجتمع عرب على مجاملات ومحاباة ويتركون شعوبا تواجه الموت والأمرا ض والأوبئة ولا يتحركون، ومن المفارقات أن يكون ضمن أجندتهم الرئيسية في البيان أن إيران وحزب الله إرهابيان، فهل رأى العرب اليوم فقط أنهما إرهابيان أم أن الأمر لا يعدو إلا أن يكون مجاملة للسعودية وخوفا من انسحابها من جامعة الدول العربية، يا لها من جامعة، فقد أثبتت للشعوب العربية اليوم أنها جامعة سخيفة لا تبحث في مشاكل الشعوب بقدر ما تبحث في مصالح السياسيين، وتقضي على كل مروءة في العرب، وتترك الباب واسعا لبحث قضية كانت ممنوعة وهي التطبيع الكامل أو الجزئي مع اليهود والصهاينة فأي مفارقة هذه؟

لا شيء يمكن أن يبيح للسعودية أن تفعل ذلك إلا من منطلق تحالفها الوطيد مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي مازال يرى في إيران الوجه البشع كسلفه جورج بوش الابن، وما زالت النعرة الإيحائية التي كان يتشدق بها جورج بوش الابن يتكلم بها اليوم دونالد ترامب، ويتواصل مسلسل التخويف والترهيب من العدو اللدود في المنطقة إيران وحزب الله وربما أيضا حماس وقد سبق أن ذكر ترامب أن حماس منظمة إرهابية ينبغي القضاء عليها، ولكن ماذا بعد؟ ما الذي يمكن أن تحقق السعودية من وراء ضرب إيران وحزب الله وسحقهما من الوجود؟ رغم يقيني بأن إرادة الشعوب لا تسحق آجلا أم عاجلا؟ فلن تحقق السعودية شيئا يذكر سوى أن يذكرها التاريخ أنها فشلت في ترسيخ الوهابية كمذهب عام يمكن أن يهيمن على الشعوب وفشلت في جمع كلمة العرب على كلمة سواء بعد أن تسببت في جرح التفريق بين الدول وإثارة البلبلة والفتن عبر موجات من التهم الذي لا تسمن ولا تغني من جوع.

ألا أيتها الشعوب العربية أفيقي، واعلمي أن ما يخطط للمنطقة شيء مريب يستدعي النهوض عاجلا لا آجلا، وأن ما يحدث من مماحكات سياسية إنما الهدف منه  السيطرة الأمريكية والصهيونية على مقدرات الشعوب العربية والفتك بما هو موجود وما هو قائم من إرث أخلاقي وعقدي واقتصادي، على أنه ينبغي التفكير مليا في مواجهة هذا الشر بأساليب فكرية رصينة لها تأثيرها العميق في الوسط الغربي والأمريكي وحتى اليهودي لبيان أن العرب لهم قضية وقضيتهم ستبقى قائمة إلى تحقيق العدل والنصر.
فوزي بن يونس بن حديد
abuadam-ajim4135@hotmail.com

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz