Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
أنا يوسف يا أبي ورموني اخوتي بالجبّ ميتاً هذه المرّة .. بقلم : محمد احمد الروسان
دام برس : دام برس | أنا يوسف يا أبي ورموني اخوتي بالجبّ ميتاً هذه المرّة .. بقلم : محمد احمد الروسان

دام برس :

فكرّ استراتيجيّاً وأعرف ماذا تريد وتصرف وفق دروس التاريخ، فعبر حرب اليمن ملامح التقسيم تعمّقت ارتساما وترسّما بشكل جدي في المنطقة، في ظل تيه الأستراتيجيا أو التوهان الاستراتجي، كثير من الدول المهمّة تحولت إلى عبء على كينونتها الوطنية، وهي نتاج متلازمة العولمة الأمريكية التي تقوم على الجماجم واستسقاء الدماء، وكيف صار قصر الإليزيه فرع من فروع شركة توتال الفرنسية النفطية العملاقة متعددة الجنسيات، والتي في طريقها لتخسر عقودها النفطية في اليمن، كونها تلك العقود موقعة من اليمن الموحد، فكيف الحال سيصير معها مع يمن مقسّم أو في ظل اللامركزية اليمنية؟ وحتّى انّه في ظل هذا التيه العربي صار الكلب (أوسكار)جزء هام من العائلة ومن فريق المراسم الذي يستقبل فيه  بعضنا ضيوفه في أكثر من ساحة ودولة عربية، في ظل هذه التيه الفوق استراتيجي حصحص الحق وعبر صحيفة إسرائيلية صهيونية في فك شيفرة فضيحة(بابا بترا)التي أطلقت على عملية تورط الموساد في قتل مهدي بن بركة في باريس ودفنه في إحدى الغابات بعد رش مواد كيماوية على جثته كي تتآكل بسرعة.

ففي ظل هذه الفوضى الخلاّقة، إخوة يوسف عادوا من جديد، ولكن هذه المرّة لم يرموه بالجب حيّا،ً بل كانوا هم الذئب والدم على قميصه ليس كذباً، وامرأة العزيز أحبت يوسف عليه السلام، لاحقته في كل طريق، لم تكبت مشاعرها وأطلقت العنان لها دون لجام، بل أرادت أن تحل ضفائرها وأثوابها الملكيّة وترشف حبه رشفاً، تثمل أنفاسها مترعةً بعشقها له عليه السلام، ولا تتساءل عن أي شيء سوى ملامسته.

أخطأت، وقال القرآن الكريم استغفري لذنبك.. سريعاً، كي لا تتوقف الحياة عند خطأ وحيد.. و دون أن ينصب مشنقة تضمن لها الاعدام، بل تستمر معنا حتى نهاية الآيات، ولا يصدر عليها القرآن حكماً يصفها أنها امرأة لعوب تهوى الرذيلة، ويضعها الله مع يوسف النبي في آية واحدة،((يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك()

ومن طرف خفي وجد لها مبرراً.. حتى يخفّف اللوم عنها، فحكى قصة، قد لا تكون ذات أثر كبير في الأحداث.. أحضرت النسوة اللاتي يذكروها بالسوء.. جلسن على الطنافس وأمسكن سكاكين الفاكهة.. دخل يوسف عليه السلام، ارتبكت النسوة ومرّرت شفرات السكاكين على أيديهن من جلاله وهيبته ووقاره وجماله عليه السلام، إذن ليست مشكلة امرأة العزيز وحدها.. ليس لأنها منحرفة أخلاقياً تهوى الإنحلال.. لا لا لا لا.. يوسف يتجاوز القدرة على المقاومة، وباقي النساء قابلات للافتتان به..القرآن الكريم يعذر امرأة "خاطئة، والقرآن قال لمّا رأينه: أكبرنه.. الإكبار أي الإحساس بالهيبة والعمق الإنساني والرقي.. ليس رجلاً عادياً، إنه يوحي بالمهابة أكثر منه بالجمال الشكلي.

ويوسف النبي لا يتقمص دور الانسان السوبرمان، الأسطورة، الخارق.. بل يعلن ضعفه أمام غواية النساء وملاعبتهن، يقول عليه السلام لربه جلّ وعلا وتعالى الله الحيّ الذي لا يموت، ((إلاّ تصرف عني كيدهن أصب إليهن)).. أي أن هناك احتمال ان يستجيب يوسف النبي "يصبو" لما تدعوه النساء إليه.. والأحتمال ليس يقيناً، فلا تتربصوا للناس الأخطاء، ولا تعصفوا بحياة إنسان لمجرد الزلل، الدين يكرّس لفكرة الإنسان "العادي"حتى في صيغة النبوّة، حتى الأنبياء قد يتعرضون للغواية واحتمالات الضعف والخطأ، وأنهم في الأخير يستمدون العون والهداية من الله العزيز.. وفي الاخير كانوا عظماء، فيصير نموذج العظمة "الانسانيّ" قابلاً للتحقق من بعدهم...وفي السجن يخاطب رفاقه بكلمة، يا صاحبي.. ويكررها.. رغم أنهم لا يعبدون الله الواحد، وفي نظره هم كفار، لكنه يخاطبهم بعذوبة ورقة.. ثم.. ينتظر حتى يأتي الطعام ليأكلون سوياً، ويتعاون معهم ويخبرهم بتأويل الرؤيا، اذاً يوسف النبي عليه السلام، يأكل مع أصحابه الكافرين بالله الواحد الأحد، فيما بعد ذلك، آتاه الله العلم والحكم.. وعندما عرض نفسه على الملك قال، إني حفيظ عليم.. رجل مؤتمن على ثروات الوطن، ولديه العلم بالإدارة والانتاج والاستثمار..ليس لأنه نبي ابن نبي، بل لأنه كفؤ وذو امكانيات(ليتعظ المسؤولون لدينا هنا في البلاد والحياة من ذلك، يوسف عليه السلام نموذج أمامهم في الأستثمار والأدارة والأنتاج).

نلحظ أنّ يوسف النبي هنا، لا يقوم بوظائف دينية، بل بوظيفة دنيوية تهدف في المقام الأول لانقاذ البلد من الفقر والجوع والأزمة التي يتعرضون لها) كم من مسؤول لدينا يفعل كما يفعل يوسف عليه السلام؟). نبي الله وجد أن مسؤوليته ذات طبيعة اقتصادية وإدارية، فاستخدم سلطانه لتحسين ظروف الناس أكثر منه التبشير بدين آبائه، وتعاون مع عزيز مصر، الذي قد يكون مختلف معه في العقيدة الدينية، من أجل انقاذ البلاد من الخطر الذي يتهددهم، لم يصنع خصومة دينية بينما هناك جائحة تتهدد البلاد، وفي النهاية رفع أبويه على العرش وخرّوا له سجداً.. لاحظوا.. سجدوا لبشر.. ليس سجود عبادة ولكن سجود تقدير واحترام.. لو توقفنا حرفياً عند السجود كما يفعل اخواننا المتشددون لاعتبرنا ذلك كفراً يستوجب الخروج من الملّة..القرآن لا يريدك تافهاً سطحياً شكلانياً تحاكم الأشياء على ظاهرها.. بل هناك غاية، موضوع كبير، فلا تنسحق للصغائر..ونهاية السورة الكريمة يخاطب الرسول، ((وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين)).. الله كتب على الأرض التنوع  والاختلاف.. بقاء الحق والباطل إلى قيام الساعة، لا ترهق نفسك، ليست قضيتك..ثم يقول(( وما تسألهم عليه من أجر إن هو إلا ذكر للعالمين)).. يختصر الله الرسالة النبوية في كلمة "ذكر" .. تذكير، وإيقاظ للقلوب والعقول والضمائر.. تلك هي وظيفة الرسول وطبيعة الرسالة، وهذا هو موطنها الأول، ويختم(( إنّ في قصصهم لعبرة لأولي الألباب ما كان حديثاً يفترى)).

أصحاب العقول هم المخاطبون بهذا الدين.. بعيداً عن التقليد والكهانة والاستعباد للخرافة والتغييب والتبعية العمياء، إنه يجعل للدنيا أسباب ثابتة، حقائق، منطق ندركه.. مقدمات ونتائج تتحقق.. والإنسان هو سيد الموقف، دين الإنسان، العادي، المخطئ، العظيم، الواعي لحركة التاريخ والمدرك لفلسفة الحياة بعمق.

كاتب هذه السطور لا يستخدم مصطلحات أو يجترها اجتراراً، ولا يستحضرها لتقتل خلايا العقول الضعيفة حال احتكاكها بها، بل ليحفّزها على التفكير والاشتباك، حتّى في زواج الطبيب الإيراني بهروز براين ناهد من فانيسا جون كيري، وفي ظل الفكفة للمنطقة وإعادة التركيب والأمركة نكاية بالبعض العربي الحر ونكايةً بالروسي والصيني والإيراني، لا بدّ هنا من الإشارة إلى الدور الأمريكي العميق, في الحدث اليمني بقضه وقضيضه, ومنذ أحداث أيلول لعام 2001 م, حيث حصلت واشنطن على الحق في تنفيذ العمليات العسكرية داخل الأراضي اليمنية, وتحت بند محاربة ما يسمّى بالإرهاب الأممي, ودون أخذ إذن مسبق من الدولة اليمنية, إعمالا بالاتفاقيات ذات التعاون الأمني – العسكري, بين اليمن و واشنطن الموقعة سلفاً في عام 1999 م, حيث شاهدنا ما جرى في محافظة شبوة اليمنية زمن الرئيس علي عبدا لله صالح في وقته, وفي مناطق أخرى في اليمن, وعلى كل شاشات الفضائيات الأممية والمحلية والإقليمية, مع تأكيد لشبكة "سي بي أس"أن الهجمات في تلك الفترة الزمنية, التي استهدفت مواقع تنظيم القاعدة في اليمن, شنتها الولايات المتحدة الأمريكية, وتم خلالها استخدام صواريخ ( كروز )ووحدات عسكرية بريّة, وليس سلاح الجو اليمني كما قالت آلة الأعلام اليمني الرسمي في حينه!.

وصحيح و100 % أنّ اليمن يأتي, بالمرتبة الثانية بعد سورية(بفعل حدثها) وبعد أفغانستان, بتشكيله ملاذاً آمناً لعناصر تنظيم القاعدة, مع تأكيد خبراء المخابرات الأمريكية, أنّ اليمن قدّم ثاني أكبر عدد بعد دولة إقليمية عربية مجاورة له من العناصر الجهادية, التي شاركت في الحرب الأفغانية ضد القوّات السوفيتية, كما يأتي عدد اليمنيين المعتقلين في غوانتانامو بتهمة الانتماء للقاعدة كتنظيم إرهابي, هو الرقم الثاني بعد مواطني تلك الدولة الأقليمية, حيث نقل قائد القوّات المركزية الأمريكية الأسبق, الجنرال ديفيد بيتريوس تعهداً من أوباما في فترة رئاسته الأولى للرئيس اليمني السابق علي عبدا لله صالح,  في لقاءات سابقة معهً في صنعاء في وقته وحينه, أنّ الإدارة الأمريكية تعيد دراسة أوضاع المعتقلين اليمنيين في غوانتانامو, تمهيداً لإطلاق سراحهم المشروط, وحتّى اللحظة ما زالت واشنطن تعيد الدراسات.

ولا نفضح سراً عندما نعلن أنّه في عام 2007 م, وحسب تقارير مجتمع مخابرات دولية متساوقة, مع تسريب أمني أمريكي مدروس, أنّ هناك اتفاق بين إدارة الرئيس السابق بوش الابن والحكومة اليمنية برئاسة الرئيس السابق صالح, من أجل تسهيل هروب العناصر الجهادية المسلحة من أفغانستان وباكستان إلى اليمن, على أن لا تقوم حكومة صنعاء بمضايقة هذه العناصر, التزاماً منها لاتفاق أمني وسياسي مع المخابرات الأمريكية والبريطانية, حيث استفادت واشنطن من ذلك تكتيكياً, لجهة تقليل عدد العناصر الجهادية المسلحة, والناشطة على المسرحين الباكستاني والأفغاني في حينه, والآن تحقق الهدف الأسمى الإستراتيجي, بعد أن جمّعتهم في منطقة واحدة, ثم هاهي تتخلص منهم الآن بضربات متقاربة على شكل ضربة واحدة, حيث يجمع الخبراء العسكريين الاقتصاديين, أنّ هذا يعني في علم اقتصاد الحرب: بجهد قليل تنجز الشيء الكبير والكثير!.

اليمن لم تكن حساباته دقيقة, لجهة تدخلات القاعدة في الحرب اليمنية – اليمنية وقت الصراع مع الحوثيين والآن كذلك, حيث لاحت فرصة ثمينة لهذا التنظيم في تحالف واشتراك الجماعات السنيّة اليمنية, مع بعض قوّات الرئيس السابق علي عبدا لله صالح, فدخلت من هذه البوّابة بالصراع اليمني الداخلي, من أجل نقله إلى دول الجوار اليمني, وهذا يصب في صالح الأمريكان وقوى الاستعمار الغربي, ومن المتوقع أن يتم ابتزاز تلك الدول من الجانب الأمريكي والبريطاني, وهنا نذكر محاولة اغتيال الأمير محمد نايف(ولي العهد الحالي)مسؤول مكافحة الإرهاب في الحكومة السعودية عام 2009 م في حينه, حيث لا يمكن قراءتها بمعزل عن اشتداد الصراع اليمني الداخلي في وقته, وقالت تقارير المخابرات السعودية, أنّ الانتحاري من القاعدة جاء من اليمن, وبقي لفترة طويلة في الأراضي السعودية, قبل أن يتمكن من دخول مجلس الأمير ويفجّر نفسه, مستهدفاً شخص الأمير نفسه, وما يمثله في إطار الدولة السعودية.

وهناك تقارير مخابراتية إقليمية ودولية تقول:أنّ القاعدة وأجنحة محسوبة عليها, تتحالف مع المخابرات الأمريكية والبريطانية, لتوسعة الصراع ليشمل الجميع, ليتم ابتزازها لاحقاً, وأعتقد أنّ هذا غير خاف عن مدراء أجهزة المخابرات في دول الجوار اليمني, والتي تملك خبرة غير عادية في هذا الاتجاه والمسار والتموضعات على شكل أفخاخ أمنية، ويبدو أنّ بعض دول الجوار اليمني وقعت من جديد بالفخ اليمني ومعها بعض العرب، والذي كان منصوباً أصلا لإيران، فخرجت ايران منه بذكاء عزّ نظيره.

دول الجوار اليمني على علم ومعرفة, بخطورة الاتفاقية الأمنية – العسكرية الموقعة عام 2009 م, بين اليمن و واشنطن(كاتب هذه السطور تحدث عنها في ندوة بالمركز الثقافي الملكي, عقدت في 27 /12/ 2009 م بحضور وزير الخارجية اليمني الأسبق, وعضو مجلس الشورى السيد أحمد محمد الأصبحي)حيث واشنطن تحاول جاهدةً خداع تلك الدول, ليتم توريطها بعمق وبشكل أدق بالصراع اليمني اليمني في وقته وحينه، والآن ليصار إلى تصديره إلى ساحات تلك الدول, ليتم إشعال حرب بالوكالة, بتوريطها بالصراعات اليمنية الداخلية بشكل متفاقم ومتعاظم, وبالتالي تدخل تلك الدول في حروب غير مقنعة لأحد, فتدخل في سباق تسلح متسارع واسع, فتشتري السلاح من الشركات الأمريكية الصناعية للسلاح, فهذه الشركات هي بحاجة إلى فتح أسواق جديدة, نظراً لتكدس الأسلحة المختلفة لديها(ادارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب ستعمّق هذا الفخ وستوظف ما قاله المحامي الأمريكي مستشار ترامب لشؤون الأرهاب والشرق الأوسط من أصل لبناني وليد فارس، وهو متطرف أكثر من بنيامين نتنياهو: الحكومة الأمريكية المقبلة  بقيادة ترامب ستقوم بتأسيس ائتلاف من دول الخليج ومصر والأردن ضد الأرهاب).

وعودة سريعة لبنود تلك الاتفاقية الأمنية الأمريكية – اليمنية الموقعة وقت الرئيس السابق صالح, والتي تمّ نشرها على مواقع إعلامية مقرّبة من أجهزة مخابرات غربية وأمريكية تحديداً في ذلك الزمن, نجد أنّها تتحدث عن اقتطاعات هنا وهناك لأراضي دولة وضمها لأخرى، كذلك تنص بنود أخرى في الاتفاقية وديباجتها, والتي هي جزء من ذات الاتفاقية: تحصل واشنطن على حق التمركز العسكري – الأمني داخل الأراضي اليمنية, وهذا يعني بصريح العبارة, سوف تتمكن واشنطن من إحكام سيطرتها على المدخل الجنوبي للبحر الأحمر, مع وجود قاعدة عسكرية أمريكية في دولة جيبوتي العربية, تشرف على الوضع الأمني والعسكري في القرن الأفريقي, وهناك قوات أمريكية خاصة تتواجد داخل مياه خليج عدن, المطل على باب المندب.

فمن الزاوية الأمريكية الإستراتيجية, ترى واشنطن أنّ التمركز باليمن وجيبوتي, يمكنها من السيطرة على ممر باب المندب, ويمنحها السيطرة على المحيط الهندي, حيث هي مسيطرة أصلاً على جانب المحيط الهندي الشرقي, من خلال تمركزها في المناطق المطلة على مضيق"ملقة "البحري الإستراتيجي, الذي يربط بين بحر الصين الجنوبي(حيث الصراع الصيني الأمريكي.. راجع تحليل لنا على محركات البحث تحت العنوان التالي: قطبة الصراع في بحر الصين الجنوبي مع اليانكي الأمريكي) والمحيط الهندي, كما يمنحها أي أمريكا فرصة حقيقية لتطبيق خطتها طويلة الأجل, في تقسيم كبرى ساحات الجوار اليمني(السعودية العربية(تتعمّق كما أسلفنا في عهد حكومة الرئيس المنتخب ترامب لاحقاً)إلى عدّة دول, متفقة ومتساوقة في هذا الهدف, مع أهداف الحركة الصهيونية العالمية البغيضة.

كما تتحدث مجاميع مخابراتية- دولية, عن سيل من المعلومات تتمحور حول استيعاب برنامج الهجرة الأمريكية خلال سنوات سابقة, لعدد كبير من اليمنيين الشباب, حيث يتم دمجهم في أجهزة الدولة الأمريكية, وخاصة في برنامج قوّات المشاة البحرية الأمريكية, وذلك تمهيداً لتنفيذ مخططات إستراتيجية – أمريكية بعيدة المدى, وهذا يثبت صحة ما قاله كاتب هذه المقالة, ومنذ انتخاب أوباما, أنّ الإدارة الديمقراطية الحالية والتي في طور ومرحلة الرحيل، أجندتها جمهورية بامتياز بل فوق جهورية كون الحاكم والمحرك لكل شيء في أمريكا هو البلدربيرغ الأمريكي.

إن الولايات المتحدة الأمريكية وعلى مدى وعمق، خطوط علاقاتها العرضية والرأسية، مع حلفائها(المستهدفون لاحقاً من قبلها عبر شطبهم وإعادة تشكيل ورسم الدور الوظيفي الجديد لهم مجتمعين، في صراعها مع الروسي والصيني والإيراني)في المنطقة الشرق الأوسطية الملتهبة والمضطربة بفعل الإرهاب المنتج والمصنّع والمدخل إلى الداخل السوري واللبناني والعراقي واليمني، وملاذاته الآمنة وحواضنه في جلّ دول الجوار السوري في شبه الجزيرة العربية والمنطقة ككل، وما يحاك للجغرافيا والديمغرافيا الأردنية، كنسق سياسي من سيناريوهات جديدة تقترب من الواقع، ويعمل الآخر على طمأنتنا وتهدئة روعنا، والمصيبة الكبرى أنّنا نصدّق قوله ورؤيته، وبفعل نفوذ وضغوط جماعات المحافظين الجدد(غير المحافظين التقليدين)والأيباك، في مفاصل صناعة القرارات السياسية والدبلوماسية العدوانية التدخلية والمخابراتية والعسكرية، داخل مؤسسات الدولة الولاياتية الاتحادية الأمريكية.

تسعى من أجل اعتماد مذهبية أجندة سياسية خارجية أمريكية شرق أوسطية، تدخليه عدوانية تصعيديه، لجهة توظيف فرصة الأحداث الإرهابية ومحاربتها، عبر تحالف الخراب الدولي والذي أنتج تحالف عرب الناتو، بجانب الاحتجاجات الأخرى الجارية في معظم ساحات المنطقة، من أجل بناء مشروع الشرق الأوسط الجديد، الذي أفشلته المقاومة الإسلامية في لبنان في حرب تموز 2006 م والمقاومة العراقية، وصمود الدولة الوطنية السورية ونسقها السياسي والجيش العربي السوري، ومجتمع المقاومة في غزّة المحتلة وباقي الوطن الفلسطيني المحتل، شرق أوسط جديد سوف يحقق استقرار وسلام وأمن في المنطقة من زاويتها ووجهة نظرها، لأنّه سوف يترتب على هذا الشرق الأوسطي الجديد، إعادة ترتيب جغرافياته وما عليها من ديموغرافيات سكّانية، وفقاً لمواصفات جيوسياسية تقسيميه مستحدثة جديدة، وإدماج " إسرائيل" في بيئة المنطقة وضمان أمن المصالح الأمريكية، لأنّ قوى الشر من زاوية محور واشنطن – تل أبيب ومن ارتبط به، والمتمثلة(أي قوى الشر)في سورية، وحزب الله، وحماس، والجهاد الإسلامي، والمقاومات الشعبوية الأخرى، وفي الدولة الإيرانية، وكوريا الشمالية، سوف تذهب وتبقى قوى الخير. وها هي العاصمة الأمريكية تستثمر بالأرهاب كأداة لتحويل حلب الى قندهار أخرى.

المحزن المفجع في جلّ ما يجري في المنطقة، أنّ هناك ديناصورات عربية، تمتد من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين مروراً بالوسط، وبفعل عمليات التآكل العقلي، وعمليات التعرية الفكرية والدماغية، تحوّلت إلى أساطين حشرات طائفية، عرقية اثنيه، تنادي بالوحدة والتحرر والإسلام على مقاسها وما يناسبها، وتروّج لهذه(السلّة)عبر الفضائيات العربية والعبرية والغربية.

وفي تقديري، أنّ الدبلوماسية الأمريكية أصبح يتشكل لها ادراكات جديدة عدوانية، تدعي أنّها واقعية إزاء الأحداث في الساحات السياسية في الشرق الأوسط وخاصة المنطقة العربية، وتعمل على تقديم الدعم المعنوي والمادي والعسكري الخارجي، لكل عمليات التعبئة السلبية الفاعلة، والتي تستهدف ساحات خصوم محور واشنطن – تل أبيب، لجهة الساحة السياسية السورية تحديداً، وعبر وسائل الميديا الأممية وذات العلاقات الخفية مع المحافظين الجدد، ونسخهم الجديدة المستحدثة ومع الأيباك داخل مفاعيل ومؤسسات القرارات الأمريكية الشاملة، وعبر غرف عمليات دولية خارجية سوداء من فئة الخمس نجوم، تملك أذرع إعلامية مخابراتية أخرى، تسوّق لإسقاط الدولة السورية الحالية بنظامها ونسقها السياسي البنيوي، ولبعض وسائل الميديا العربية أدوار، بعضها ظاهر والآخر مخفي، حيث جلّها صار يلعب الدور الأكثر خطورة، لجهة إنتاج وإعادة إنتاج مخططات ومصطلحات، حملات بناء الذرائع وتصعيدات لحملات مشبوهة ضد سورية ولبنان واليمن(والأردن لاحقاً)والعراق، ولتصفية القضية الفلسطينية عبر سيناريوهات التمييع السياسي والدبلوماسي، من خلال إطلاق المبادرات والاستثمار في الوقت كإستراتيجية لخلق وقائع على الأرض يصعب التفاوض حولها لاحقاً.

المحافظون الجدد(والقادمون لثمان سنوات قادمة حتى ولة نجح ستاندرز الديمقراطي لاحقاً رئيساً)في الولايات المتحدة الأميركية على شاكلة: دينس روس، ديفيد ماكوفيسكي، ايليوت أبراهام، دانيلا بليتكيا وجون ماكين ومعهم بعض العرب بداعشيتهم الحريريّة وغيرهم، يزعمون بأنّ مشاكل المنطقة العربية ومشكلة السلام والمفاوضات في الشرق الأوسط، على المسار الفلسطيني تحديداً، لن يتم حلّها إلا إذا انهار النظام "الإسلامي" الحالي في إيران، وتقليم أظافر أذرعه في المنطقة، وهم بذلك يتقاطعون بل يتساوقون عبر تماثل كامل مع الموقف الإسرائيلي، حيث ترفض إسرائيل مسألة الفصل بين ملف السلام في الشرق الأوسط وملف البرنامج النووي الإيراني.

العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، ترى انّ حماية الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط، يبدأ باستهداف دمشق وأضافت له الآن اليمن، حيث استهداف الأخيرة يضعف إيران وحزب الله وحماس والجهاد الإسلامي، واستهداف دمشق- الأسد يتيح أمريكياً وإسرائيليا، استعادة تركيا إلى مكنونات خط علاقات واشنطن – تل أبيب، كواليس العلاقات السرية على خطوط طول وعرض شبكات المخابرات الخاصة، بهذا المحور الفيروسي في المنطقة والعالم حالها حال وضعيات الكاماسوترا وبعمق.

وترى واشنطن وتل أبيب، أنّ ما جرى ويجري في تونس ومصر وليبيا واليمن وسورية، هو مقدمات يجب استنساخها في الجزائر وباقي دول المغرب العربي وفي الجزيرة العربية لاحقاً ولبنان، وآخر شيء الأردن في مرحلة متأخرة لارتباطه بالموضوع الفلسطيني،  وإيران وتركيا لأعادتها إلى رشدها الأمريكي الإسرائيلي، والصين وكوريا الشمالية وروسيّا، وسيصار إلى تطبيقها قريباً في جلّ الساحات العربية الضعيفة والقويّة.

وكل ذلك يتم من خلال الأدوات والعمليات المخابراتية القذرة، والتي تشمل الأدوات الاقتصادية، عبر تقديم الدعم المالي لأعداء محور الممانعة والمقاومة، وعبر الأدوات العسكرية تلويحاً وتهديداً مستمراً، بتفعيل الوسائط العسكرية مع استخدامات الأدوات الإعلامية، ذات حملات بروباغندا اتصالية ذات مهنية عالية الدقة، كي يؤدي كل ذلك إلى خلق رأي عام عربي وإقليمي ودولي، معادي ومناهض لوجود الممانعة والمقاومة، ولكي تتماهى سورية مع رؤى وسياسات محور الخراب.

المذهبية الدبلوماسية العدوانية الأمنية السوداء الجديدة والقادمة لواشنطن طولة فترة الرئيس المنتخب ترامب، ذات الأدوات الأنف ذكرها، ستوظف لخدمة الوسائل السياسية الشاملة، لوضع خارطة طريق متعرجة لعمليات الاستقطاب، وإعادة الاصطفاف السياسي والعسكري في سوريا وفي المنطقة عامةً، كي يتم إعادة إنتاج مجتمع تحالفات سياسية واسعة النطاق، لجهة المنطقة والداخل السوري ومحيطه ضد المقاومات والممانعات، وضد كل من سورية وإيران وحتّى ضد تركيا بنسختها الجديدة لاحقاً.

انّ إسرائيل نجحت حتّى الآن لجهة توظيف وتسخير، كل قدرات الدبلوماسية الأميركية والبريطانية والفرنسية وبعض العربية المعروفة لاستهداف سوريا والان اليمن بحجة الحوثي وفريقه، مع دفع واشنطن للمشاركة الفعلية في, الترتيبات العسكرية الأميركية الجارية في منطقة الخليج وشواطئ إيران الجنوبية.

كما تم الاتفاق والتفاهم وضمن محور واشنطن – تل أبيب ومن تحالف معه من دول المنطقة، على ربط الرادارات الأميركية الجديدة والقديمة المنصوبة في مناطق الخليج، بالرادارات العبرية رغم بعض التمنّع الخليجي، الاّ أنّ واشنطن ضغطت باتجاه، ما تم التوافق عليه ضمن دوائر مؤسسات محور واشنطن –تل أبيب، كما تم البدء على نشر غوّاصات نووية اسرائلية(تل أبيب اشترت المزيد من الغوّاصات النووية والتقليدية الألمانية، بدفع شخصي من نتنياهو وكارتلات حكمه وشركات ألمانية، وثمة شبهة فساد ارتكبها بيبي في ذلك فافتعل الحرائق الأخيرة في فلسطين المحتلة لتحويل نظر الرأي العام الأسرائلي عنها)، ضمن مسار الأساطيل البحرية العسكرية الأميركية، الفاعلة والناشطة قبالة شواطئ جنوب لبنان وشواطئ إيران الجنوبية، بأنّ العدو الصهيوني يسعى إلى إنشاء منطقة بحرية عازلة على الشواطئ اللبنانية.

انّ دبلوماسية الولايات المتحدة الأمريكية الخارجية، لجهة الشرق الأوسط خاصةً، في ظاهرها ناعمة خلاّقة تعاونية، وفي باطنها تخفي السمّ الزعاف في حيّة رقطاء، وما يمكن ملاحظته إزاء دبلوماسية واشنطن التالي:-

أنّها في ساحات خصومها تصعّد، وساحات حلفائها، تدفع باتجاه التهدئة والاحتواء، إلى حين نضوج ظروف مصالحها لتصعّد فتنجز، كما أنّ الهدف الأمريكي في جانب منه، يهدف إلى إشاعة النموذج الديمقراطي الأمريكي، وذلك عبر تنوير الشعوب العربية في ساحات الخصوم وغيرها، ودفع المواطنين العرب، إلى جعل معظمهم موال لسياسات العاصمة الأمريكية دي سي الخارجية، ومن أجل ذلك عملت أمريكا على وضع أكثر من ثلاثمائة برنامج للتثقيف، وتحت شعار دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان وتنمية المجتمعات، وتعمل على تنفيذها في الساحات العربية، في مجالات التربية والتعليم والثقافة والأعلام، ورصدت الأموال اللازمة لتنفيذ ذلك، كما سعت وتسعى واشنطن إلى إنشاء أحزاب سياسية معارضة، تمهد لصناعة وإنتاج سياسيين جدد على شاكلة الريبورتات، وتشكيل منظمات غير حكومية شبابية ديمقراطية موالية لواشنطن.

وتتحدث معلومات دبلوماسية خارجية أنّ واشنطن تسعى، إلى تشكيل لوبيات عربية خاصة قويّة، ضاغطة على الحكومات ومؤسسات القرار، داخل الدول العربية، من رجال أعمال عرب يؤمنون أنّ إدارة الدولة مثل إدارة الشركات، ورجال قانون وسياسة من الذين تخرجوا من الجامعات والمدارس والمعاهد الغربية، ودفعهم إلى تغيير القوانيين والتشريعات العربية، على أن تكون على طريقة العم سام الأمريكي – الطريقة الأمريكية المثلى، وإصلاح التعليم والتربية عن طريق البرامج الأمريكية، وفقاً للرؤية الأمريكية – المتطرفة بسمّ زعافها، مع توزيع ونشر الكتب الأمريكية وفتح المدارس الأمريكية الخاصة، في مرحلتي التأسيسي، الابتدائي والإعدادي ثم الثانوي وهذا ما نلاحظه في الأردن مثلاً(ثمة عودة لليبراليين الجدد برامكة الدولة الأردنية وسوسها وفنائها، ان لم يعالج صاحب القرار والدولة العميقة لدينا هذا الخلل المقصود والقاتل)، مع دخولات منظمة وكبيرة للفتيات العربيات كطلاب، ومدرسين في هذه المدارس, والهدف من كل ذلك، إنشاء جيل بفكر أمريكي صرف موال لواشنطن، وعبر الصداقات الخاصة والعلاقات المخفية عن العامة مع الأنظمة الحاكمة العربية، وعلى وجه التحديد في دول الخليج، حيث تسعى أمريكا إلى تمهيد الطريق إلى نشوء أحزاب معارضة أو بديلة ومنظمات غير حكومية، ومزيد من نقابات مختلفة تدور على مشارف الرؤية الأمريكية إن لم يكن في صلبها.

هذا وتشجع واشنطن الشباب العربي للدخول في مثل هكذا أحزاب ومنظمات، مع وجود خطر كبير لدخول أعضاء إرهابيون وأصوليون ومتطرفون إلى هذه الأحزاب والمنظمات غير الحكومية.

من ناحية ثانية، أنّ الكثير من المعارضين العرب تم تدريبهم ورعايتهم وتأهيلهم وتوجيههم في الولايات المتحدة الأمريكية، من بينهم صحفيين، رجال قانون، مراقبين للانتخابات المحلية في بلدانهم، كل ذلك مع سعي حثيث لواشنطن، للتعاون مع النقابات المهنية والحركات العمّالية في البلدان العربية.

وهناك برامج أمريكية تنفذ عبر الخارجية الأمريكية، لتغيير النمط الشرقي التقليدي العربي واستخدام النساء للضغط، على أبائهن وأزواجهن وأقربائهن، من أجل الدخول في اللعبة السياسية المحلية، وجعلها بنمط ليبرالي على الطريقة الأمريكية، في ساحات نشوئهن وعيشهن(الأنسان ابن بيئته في النهاية، ثمة خلق بيئي جديد تتعرض له منطقتنا العربية من قبل التروتسك الأمريكي)، وهناك اهتمام كبير في تأهيل الفتيات العربيات، من مستويات عائلية حاكمة في المجتمع، ومن النخب المثقفة عالية التعليم والانفتاح على الآخر، وعلى وجه التحديد أيضاً في الخليج، حيث هناك الكثير من النساء تم انتخابهن – تعينهن، في البرلمانات المحلية والهيئات الأخرى، في كل من تركيا، والأردن، ومصر، وسلطنة عمان، والبحرين، والكويت، وقطر، والأمارات العربية المتحدة، وحتّى في اليمن.

جلّ المنطقة العربية صارت ساحة، مرهونة لمفاعيل وتفاعلات غير مسؤولة للسياسة الأمريكية الخارجية في الشرق الأوسط، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى انفجارات اجتماعية وسياسية واقتصادية ثم أمنيّة، تتطور تلقائياً إلى صراعات دموية وحروب أهلية كما نلحظ الآن، ولا يمكن احتواء تداعيات ونتائج كارثية للدبلوماسية الأمريكية العدوانية في المنطقة.

انّ المساعي الأمريكية لنشر الديمقراطية، وفقاً للنموذج السائد لديها، يؤدي إلى تدهور الأوضاع، ويؤدي حتماً إلى اصطدامات طائفية اثنيه عرقية دينية، وتصعيدات في النزعات الانفصالية القومية والفرعية في القومية الواحدة في المجتمعات العربية، كما يؤدي إلى تنشيط العمليات الإرهابية على المستوى الأممي وكما نلحظه الآن.

على الأنظمة الحاكمة المتبقية في البلدان العربية، وعلى القوى السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الليبرالية الموالية  لواشنطن وسياساتها، يجب أن تفكر بتداعيات تعاملاتها مع أمريكا على شعوبها الحيّة وعلى المنطقة، وخطر الشراكات السياسية والأمنية السريّة والعلنية مع الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً.

وعلى القوى الشعبوية السياسية والاقتصادية والفكرية والثقافية والإعلامية العربية والإسلامية في المنطقة، أن تسعى إلى تشكيل سلّة أدوات فاعلة من شأنها أن تقود وتؤدي، إلى مقاومات وتصديات حادة للأدوات الأمريكية في المجتمعات العربية الإسلامية، والسؤال هنا: هل يبعدنا ذلك عن دائرة الصراع الداخلي – الداخلي؟.   

انّ البوّابة الدمشقية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، تشكل محور اهتمام العالم ومراكز بحثه وعصفه الذهني وأجهزة أمنه المختلفة والمتعددة، ومنها أجهزة شبكات المخابرات الإسرائيلية المتنوعة، وكذلك شبكات المخابرات الأمريكية في إطار المجمّع الفدرالي الأمني الأمريكي، حيث الأخير ما هو الاّ بمثابة صدى عميق ودائم للمجمّع الصناعي الحربي الأمريكي وحكومتيه الأثوقراطية الخفية والبلوتقراطية(حكومة الأثرياء كما هو حال ادارة ترامب القادمة)، حيث الأخيرة بمثابة(الفلك أسد... دواء تأخذه المرأة الحامل لغايات صحة الجنين)لجنين الحكومة الأممية(ملتقى المتنورين)من إتباع الصهاينة اليهود والصهاينة العرب والصهاينة المسيحيين، والماسون القدماء والماسون الجدد أكلة الشوكولا السويسرية الفاخرة.

أضف إلى ذلك اهتمامات متنوعة لشبكات المخابرات الغربية الأوروبية، كل ذلك بسبب الدور المركزي الهام الذي ظلّت ومازالت تلعبه سوريا بنسقها السياسي وديكتاتورية جغرافيتها، بالرغم من الحرب الكونية العالمية عليها، في ضبط وتشكيل وتشكل التوازنات الجيو – سياسية الشرق الأوسطية والدولية، وكدولة إقليمية ذات أدوار حيوية في مجالاتها الحيوية، وفي توجيه مفاعيل وتفاعلات متغيرات الصراع العربي – الإسرائيلي، بكافة مكوناته وملفات قضاياه الأساسية، حيث اختصره البعض منّا مع كل أسف وحصرة من بعض القادة العرب إلى النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي، والفرق في ذلك واضح كالشمس، هو فرق بين الثرى على الأرض والثريا في السماء الدنيا.

كذلك أدوار دمشق في توجيه مفاعيل، متغيرات الشعور القومي العربي وبكافة مكوناته، وملفات قضاياه المتعلقة بالعمل العربي المشترك، وبناءات الهوية القومية العربية من جديد وتقاطعاتها، مع بناءات الهوية الأسلامية، كذلك الدور السوري الواضح، في توجيه متغيرات ردع النفوذ الأجنبي على المنطقة، بأشكال استعمارية تستسيغها الأذن العربية، وتحت عناوين الديمقراطيات، وحقوق الإنسان والحريّة، والحاكميات الرشيدة ... الخ، وما زالت تقوم بتوجيه متغيرات ردع هذا النفوذ الأجنبي ومنذ بدء حدثها الأحتجاجي السياسي.

انّ شبكات المخابرات المختلفة لمحور واشنطن – تل أبيب ومن ارتبط به من العربان، وباقي الحلفاء الغربيين الأوروبيين، تركز على عامل فهم تأثير العامل السوري، ان لجهة إخراج دمشق من دائرة الصراع العربي – الإسرائيلي عبر الحدث الأحتجاجي السياسي السوري، لإنهاء هذا الصراع والى الأبد، وان لجهة إخراج سوريا من دائرة الشعور القومي العربي، لأنهاء المشروع القومي النهضوي العربي، وهو شرط موضوعي لتفكيك تماسك المنطقة العربية، وتحويلها إلى كيانات مفككة، يمكن إخضاعها بكل سهولة للنفوذ الأسرا- أمريكي بمساعدة الحركات الدينية المتطرفة نتاجات فكر ابن تيمية المتطرف، حيث الأخيرة تعد أكثر خطورة من الصهيونية العالمية على سلامة العقيدة الأسلامية وسلامة العلاقة مع الخالق الله تعالى، كل ذلك من أجل ضبط تأثير العامل السوري ليصار إلى إنهائه لاحقاً، أو على الأقل إضعافه ونسقه السياسي، ثم تحييد دوره بشكل مؤقت، ليتاح لاحقاً السيطرة عليه.

انّ سياسة العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي ان بعهد الديمقراطي وان بعهد الجمهوري كون الاب والأم واحد(البلدربيرغ)، لجهة المنطقة العربية بساحاتها القطرية المختلفة، تمتاز بفعل مشترك مزدوج، فنجد حكومة الولايات المتحدة الأمريكية قد ركبت على حصان الحراك الشعبي العربي وعملت وتعمل على توظيفه، لصالحها ومصالحها في المنطقة، فهي كما تقول ماكينات إعلامها المختلفة، وبعض من إعلام بعض الساحات السياسية المتحالف معها، أنّ واشنطن تسعى إلى نشر الديمقراطيات المفتوحة، وحقوق الأنسان والحاكمية الرشيدة، وتؤيد الملكيات الدستورية المقيدة في المنطقة العربية، باعتبار الأخيرة نوع من الديمقراطيات.

الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في العالم والمنطقة، يسعون بجد وثبات إلى تغيير وتبديل، أنظمة الحكم التي تشكل( سلّة) من العوائق والمعطيات، والتي من شأنها إعاقة إنفاذ السياسة الأمريكية والأوروبية في المنطقة والعالم، حيث الاستبدال بوجوه جديدة مستحدثة، فيها سمات السياسات الأمريكية والأوروبية الخارجية، ويقود ذلك إلى جعل تلك الأنظمة الجديدة، ذات الوجوه المستحدثة أو المستنسخة، تحت سيطرة وإنفاذ الرؤية الأمريكية والأوروبية.

كما أنّها بعمليات الاستبدال هذه، والأحلالات بآخرين موالين لواشنطن والغرب، يتم ضمان السيطرة الأمريكية – الغربية، على النفط والثروات الطبيعية في البلدان العربية، مع التمتع بنفوذ كبير وعميق على المواقع الإستراتيجية وممرات المياه المختلفة، وما شهدته وتشهده الساحات السياسية العربية، ان لجهة الضعيفة منها، وان لجهة القويّة على حد سواء، وما يتم التحظير له في المستقبل لبعض الساحات العربية الأخرى، عبر المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي لجعلها ساحات حلول، لمخرجات حلول متعددة، كل ذلك بمثابة وصفة سياسية اجتماعية أمنية محكمة، لأضعاف تلك الأنظمة الحاكمة هناك، ومن شأن تداعيات الحراكات الشعبوية فيها، أن تؤسس لخارطة طريق أمريكية لأستبدالها، خاصة مع ازدياد عدد القتلى والجرحى، وبشكل دراماتيكي يومي ودائم، وتصعيدات للعمليات الإجرامية المتعددة الأطراف الخارجية، والمتقاطعة مع ما هو في الداخل القطري( بضم حرف القاف وتسكين حرف الطا) لساحات الاحتجاجات السياسية المختلفة.

وقطرنا الأردني ونسقه السياسي ومؤسساته المختلفة في عين العاصفة الصامته وفي ذهن BILDERBURG ذراع المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي، فماذا بالنسبة للفولذة الداخلية والعناية الفائقة بالطبقة الوسطى من قبل صاحب القرار، حيث ذابت وصارت في خبر كان ومان، ليصار إلى الاستمرار والحياة والحفاظ على المكتسبات لكافة المكونات، حيث الطبقة الوسطى بمثابة عامل التوازن الذي يحافظ على الصراع الطبقي داخل ديمغرافية المجتمع الأردني وأي مجتمع آخر، ان لجهة السكّان وان لجهة الجغرافيا(على حكومة دولة الرئيس المحترم هاني الملقي الأهتمام بذلك).

ولا بدّ من الإشارة إلى نقطة مركزية حيوية، لجهة ما يجري من حراك شعبي، هو أنّ المعارضات العربية بشكل عام، ليس لديها برامج محددة لإنقاذ الأوضاع الجارية والخروج من الأزمات، بل على العكس تماماً، نجدها تلك المعارضات المزدوجة الأهداف، تسعى إلى استخدامات الأزمات كأسلوب إدارة متقدمة، لأزمة صراعها مع أنظمة الحكم التي تواجهها وتحت عناوين الفساد والإفساد وما إلى ذلك.

وهي بذلك قطعاً، من حيث تدري ولا تدري، وكأنّها تتساوق مع رؤية الغرب الأوروبي وواشنطن، حيال حراك الشارع العربي، حيث الغرب وأمريكا، لا يسعون إلى إنفاذ سياسات الاحتواء لما يجري، ومساعدة كلا الطرفين – الأنظمة والشعوب – للوصول إلى تسويات حقيقية مفصلية دائمة تجدد نفسها بنفسها، من أجل الحفاظ على استقرار الساحات، بل على عكس ذلك تماماً، وبالمطلق تتموضع بنوك الأهداف والمعطيات والأعمال والرسوم البيانية، في قياسات نبض التصعيدات، لجهة المزيد من استفحال الثورات العربية، مع توظيفاتها المتعددة كخادم ومزوّد(خزمتجي، راجع تحليل لنا أيضاً تحت العنوان التالي: التروتسك العربي خزمتجي للتروتسك الغربي المتصهين)، لتنتج الفوضى الخلاّقة وعدم الاستقرار، لبناء الملفات الإنسانية والأمنية والعسكرية، ولحماية المدنيين، وفرض مناطق حظر الطيران الجوي أو مناطق آمنة أو عازلة وعبر الممرات الأنسانية في بؤر الصراع والحروب، لأنشاء ادارات حكم ذاتية قوامها الأرهابيون(مقترح ابن المستورة ستيفان ديمستورا الأخير في حلب الشرقية نموذج، وهو مقترح تركي أمريكي والذي رفضته بثبات وقوّة دمشق وعلى لسان المعلّم وليد المعلّم)،  كما هو حال المسألة السورية في شمالها وشمالها الشرقي وحتّى في الجنوب السوري المراد تسخينه من جديد، عبر الضغط على الأردن ونسقه السياسي من خلال ورقة الأقتصاد والأستثمار، ولم نأخذ من مؤتمر لندن الاّ القشل والقشب حتّى اللحظة الراهنة)، وخطوط طول وعرض مصطنعة، ليصار إلى تدخلات أممية عسكرية، وتحت سمع وبصر الأمم المتحدة وبالتواطؤ معها، فهي جزء من اللعبة الأممية على أمتينا العربية والأسلامية، والتي صارت هيئة أممية منتهك عرضها وشرفها وأخلاقها، من قبل العم سام وأعوانه التروتسك الأوروبيين وبعض التروتسك العربي المتصهين.

أدوار جديدة لحلف شمال الأطلسي ومن تحالف معه من العرب، في المسارح الإقليمية والدولية، تمّ في السابق هندسة بعضها ونفّذ، وينفذ المتبقي الآن، ويتم هندسة الآخر منها، هذا الأوان الشرق الأوسطي المتحرك، وبعد حراكات الشارع العربي، بالإضافة إلى أنّه تم وضع، عقيدة أمنية إستراتيجية جديدة للحلف، بعناصر مختلفة متعددة، لإجراءات ترتيب المسرح في المنطقة، حيث هناك تطورات جديدة، في سيناريو أدوار حلف الناتو في الشرق الأوسط، عبر متتاليات هندسية توزيع الأدوار، السياسية والدبلوماسية والمخابراتية والعسكرية.

فالاتحاد الأوروبي يركز لجهة القيام بحصر جهوده، في استخدام الوسائل الدبلوماسية: السياسي والاقتصادي والمخابراتي – الدبلوماسي، بينما حلف الناتو يركز لجهة القيام، بحصر جهوده في استخدامات الوسائل العسكرية – المخابراتية، وبالفعل تم إسقاط ذلك هذا الأوان العربي على سورية والآن على اليمن، حيث هناك سعي محموم لفرض، المزيد من العقوبات على روسيّا ودمشق وعلى ايران الآن، وعبر الكونغرس من خلال مشروع قانون ولعشر سنوات قادمة في انتهاك سافر لمضمون الأتفاق النووي معها، وسيرفع الى الرئاسة الأمريكية ليوقّع حتّى يصبح قانون نافذ( سيوقعه أوباما لخلط الأوراق مع ايران، وليلزم ادارة ترامب به للعودة من جديد لنقطة السفر معها، ومزيد من تلغيم مسارات السياسة الخارجية الأمريكية التي سينتهجها تنفيذاً ترامب وفريقه لتعليمات البلدربيرغ الأمريكي)، وعلى أطراف يمنية كذلك، عبر استهداف بعض من الأطراف السورية واليمنية الاعتبارية، عبر الشخوص الطبيعيين الذين يمثلونها، وهذا من شأنه أن يتيح إلى فرض المزيد من العقوبات خلال المرحلة القادمة، بعد فرملة الاندفاعات العسكرية الأمريكية لجهة دمشق بعد المبادرة السورية – الروسية حول الكيميائي السوري في حينه(ثمة اعادة خلق لهذا الملف الكيميائي من جديد الأن، عبر من يستخدم الكيماوي في حلب الآن)، ومع محاولات حثيثة إلى تطوير العمليات السريّة لأجهزة الاستخبارات المختلفة لجهة الداخل السوري، ولجهة دواخل دول الجوار السوري، ومنها الساحة اللبنانية والأردنية(راجع تحليل لنا على محركات البحث بعنوان: الجنوب السوري ولواء بني كنانة بمثابة برمودا أردني).

هذا وتشير المعلومات والمعطيات، إن حلف الناتو سعى ويسعى إلى استغلال وتوظيف موارد، حلفاء الناتو الشرق أوسطيين، بما فيهم بعض العربان، لصالح أهدافه التكتيكية والإستراتيجية، وذلك عبر توظيف واستخدام القدرات الإعلامية لحلفائه، لجهة القيام باستهداف خصومه، لتسخين ساحاتهم سواءً القوية أو الضعيفة، وجعل البعض منها ساحات حلول، لموضوعة مخرجات الصراع العربي – الإسرائيلي، عبر التقارير المفبركة والمنتجة، في استوديوهات غرف البروباغندا السوداء، مع توظيف قدراتهم المالية - أي الحلفاء - في تمويل، العمليات السريّة الأستخباراتية لجهة بعض الساحات السياسية العربية، كبنك أهداف لجنين الحكومة الأممية BEILDERBURG .

بعبارة أخرى، إنّ الفهم المشترك هو: أن يسعى هذا الحلف إلى توظيفات واستغلال موارد حلفائه، لجهة القيام باستهداف الخصوم، والقضاء المبكر الأستباقي عليهم، قبل أن تتصاعد قدراتهم المختلفة، بما يجعلهم يشكلون خطراً حقيقياً، على الحلف وتحالفه مع الآخر بعض العرب وبعض الغرب، حيث الآخر من بعض البعضين أدوات للأول.

وتقول المعلومات، إنّ شبكات المخابرات البحثية للحلف، بحثت مؤخراً متغير الدور الأمني الخاص بحلف الناتو، في منطقة الشرق الأوسط بعد الثورات الشعبية العربية، وبعد الاستعصاء على التغيير في سورية من زاوية الغرب وحلفه العسكري، بسبب تماسك الدولة الوطنية السورية بنسقها السياسي وشعبها وتماسك الجيش العربي السوري ومؤسساته الأمنية والأستخباراتية وتماسك الموقف الروسي والصيني والإيراني وتماسك جل دول البريكس إزاء الموقف من سورية وحدثها، وعلى أساس عدد من الاعتبارات المتنوعة المذهبيات، والتي تجمع بين مفاهيم المدرسة الإستراتيجية – الاقتصادية، والمدرسة العسكرية – السياسية، والمدرسة المخابراتية – الدبلوماسية، مع ضرورة تقديم المبررات المهمة، لجهة التأكيد لاعتماد حلف الناتو، للقيام بمهام حفظ الأمن والاستقرار، وحماية مصالح الأعضاء الحيوية في المنطقة، ومن تحالف معهم من الدول الأخرى – دول الأدوات.

mohd_ahamd2003@yahoo.com

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz