دام برس:
نحن نحتاج إلى قيامة جديدة ، و بعث جديد و أفكار جديدة ، و نحن نحتاج إلى إدراك من نحن و ما هي مسؤوليتنا التاريخية و الأخلاقية للوصول ببلدنا و أمتنا إلى مكان الريادة و القيادة ، لن يتحقق ذلك طالما فقدنا الثقافة ، و العلم و الانتماء و اليقين بأننا قادرون على الخروج من عنق الزجاجة ، علينا أن نرمي بالأنا وراء ظهورنا ، و ننطلق للأمام متوحدين في الهدف و الإرادة ، لن نجتر تاريخنا المشرق و لن نتجمد عند الأمجاد و لكننا نأخذها حافزاً لنا لنصل ما انقطع و نرمم ما تخرب ، و قبل كل شيء لا بد من اليقين بأننا أمةٌ حية تستحق الحياة ، و تثور على القيود ، و لا بد من العمل الجاد لإقامة دولتنا القوية ، رافعين شعار المواطنة للجميع و المساواة للجميع و الكرامة للجميع ، و أول الغيث قطرة ، و رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة ، و من جد وجد و من سار على الدرب وصل ، مهمتنا من هذه الحياة بناء الإنسانية ، و بالنهاية كلنا راحلون ، و لو كانت تدوم لدامت للنبي محمد ص .
نحن نعيش في عصر القوى العظمى الفاعلة و لن يتحقق للمواطنين الذين يعيشون في الشرق الأوسط و شمال إفريقيا الكرامة و العزة و الأنفة إلا بإقامة دولتهم القوية التي لا تميز و لا تفرق بين المقومات القومية أو العشائرية أو الدينية أو المذهبية ، الدولة القوية هي التي تؤمن الكرامة و الحرية و العدالة لأبنائها و تكون مرهوبة الجانب و صاحبة قرار في المنطقة ، لماذا تقف الولايات المتحدة بضراوة و دعم غير محدود للكرد الانفصاليين ؟؟، السوريون المخلصون لا يعملون لتقسيم سورية ، وهم يتعللون بالحديث عن الفيدرالية ، نحن مع المواطنة وهي شعار الجميع ، و لن يقبل أي سوري مخلص حتى الكرد بالفيدارلية التي يدعوا لها أعداء سورية ( pkk ) و ( PYD ) لأنها مبنية على أسس قومية شوفينية ، نعم يمكن أن نكون مع الفيدرالية من خلال مفهوم الإدارة المحلية و لا مركزية الدولة و لكن الفيدرالية مرفوضةٌ قطعاً المبنية على أساس شعوبي أو مذهبي أو إثني و إلا ماذا يعني التهجير القسري و التغيير الديموغرافي الذي يقوم به المقاتلون الكرد الآن و الذين يمنعون المواطنين من العودة إلى قراهم و ذلك لإخلال التوازن الديمغرافي في سورية .
و كل الضحايا و الدماء التي تسفك من الكرد و غيرهم هم في ذمة الـ pkk وPYD لقد حان الوقت لمعرفة الحقائق بوضوح فمن تدعمه أمريكا يعني تدعمه إسرائيل ( في السر و العلن ) و رحم الله البطل صلاح الدين الأيوبي ، أنتم أيها الإخوة الكرد بحاجة لصلاح الدين جديد ليزيل هذه الغشاورة عن عيون المخدوعين بصالح مسلم ، تأكدوا أن صلاح الدين الأيوبي يلعن خونة اليوم وهو براءٌ منهم .
حان الوقت لإخوتنا الكرد أن يقولوا كلمتهم و يصححوا مسارهم ، أنتم تدركون أن المنطقة كلها تتعرض لإعادة تشكيل ، و لكن لا يحلم الكرد بأن تقوم لدولتهم قائمة و لن يسمح لأحد بتحقيق هذا الهدف الذي لن يؤدي سوى إلى المرارة و العذاب ، و تدمير البنى التحتية للجميع ، و المستفيد فقط هي إسرائيل التي تعمل على إبقاء التوازن القلق و إبقاء حالة اللاحرب و اللا سلم ما بين كل مكونات المجتمع في هذه الرقعة الجغرافية من العالم ، و لتكون الهيمنة و الغلبة لإسرائيل ، لقد باتت القضية واضحة وضوح الشمس ، و بدأت الصراعات ما بين الإخوة الكرد أنفسهم بالظهور على السطح ،لقد حان الوقت لاتخاذ القرارات الحاسمة ، و مسؤوليتكم أيها الكرد كبيرة أمام الله و الوطن و التاريخ ، لقد مضى عصر القوميات الشوفينية و الاثنيات و العشائرية و المذهبية و الأقلية و الأكثرية ، لم يعد أمام السوريين سوى التمسك بمفهوم المواطنة الحقة فقط كي يستعيدوا وحدتهم و يرمموا جراحاتهم .
و كأنه حان الوقت لكي يفهم الجميع و خاصة النظام و المعارضة بأن الخطوة الأولى لاستعادة الوئام هي في التخلي عن الأنا و استعادة الوحدة الوطنية ، العملاء يتبدلون أو يُبَدَلون بحسب الحاجةِ لهم أو بانتهاءِ دورهم ، أمريكا بحاجة لإيجاد عملاء و أعداء و يمكن أن تبدلهم في أي وقت كما تقتضي حاجتها ، وهي بحاجة لتفعيل الحروب بين الأشقاء و الجيران استمراراً لهيمنتها على العالم ، بقي أن تفهم القوى الإقليمية و الأنظمة الحاكمة و الشعوب و مكوناتها أن الإنتصار الحقيقي لن يكون إلا بالتفاهم البيني و تغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة ، و لننتهي إلى الأبد من أفكار الأقليات و حمايتها من الغالبية فالجميع أبناء الوطن و لن يحقق التوازن القلق في المجتمع سوى القلق للجميع ، و كأننا نلاحظ بوادر صحوة من هنا و من هناك ، لا شك بأن النظام في سورية قد أدرك بوضوح أنه قد وقع ضحية لأحابيل السياسات العالمية بل تشارك في الوقوع في الفخ هو و المعارضة و القوى الإقليمية بنفس الوقت و الذي جنى الفوائد هي فقط إسرائيل و من ورائها ، اليوم يتبدل الواقع و تتبدل الإنتماءات و بعد أفول شمس داعش القريب جداً لا بد من إيجاد البديل ، و سيأتي الدور ليس على الإخوة الكرد و لكن على العملاء الذين باعوا أنفسهم للآخرين ( الأمريكان و الصهاينة ) و نعني في ذلك الـ pkk و PYD هم و بكل أسف فهم ينتظرون دورهم في التصفية بعد تصفية داعش ، و ستلفظهم أمريكا كما لفظت غيرهم من قبل هذه هي السياسة الأمريكية كما عرفناها و كما نتوقعها ، و المتغيرات تشير إلى أن البلدان المتجاورة و نعني بذلك سورية و تركيا و العراق باتت تدرك بأن هذه التنظيمات التي تمثلت في الـ pkk و PYD هي التي تمثل الخطر على دول المنطقة ، و لن تكون سوى إسرائيل جديدة تنفذ ما عجزت إسرائل الأولى عن تنفيذه ، يبقى الكرد إخوتنا و أبناء بلدنا و أبناء أعمامنا و أبناءُ أخوالنا و لا بد لسياسييهم المخلصين لسورية من أن يأخذوا المبادرة ليطردوا العملاء من بينِ ظهرانيهم و يزيلوا الغمة و يعودوا إلى حضن الوطن فالكرد السوريون لن يكونوا أقل ولاءً لسورية من المكونات الأخرى ، جميع الأنظمة الإقليمية الحاكمة ستصل إلى القناعة بأن مصلحتها الحقيقية هي في تشبيك الأيادي و نبذ الخلافات في نفس الوقت لا بد العمل على إطلاق الحريات الخلاقة لشعوبها في زمن بات من الصعب الاستمرار بآليات القمع و الترهيب ، لا بد من العودة إلى صفوف الجماهير و لا بد من إعطاء الجماهير حريتها و كرامتها و ليعد التماسك الصلب عنواناً للمرحلة المقبلة ، لقد قلنا بوضوح أن أهل منبج انتقلوا من الوقوف تحت الدلف إلى الوقوف تحت المزراب بعد انكفاء داعش و سيطرة القوى المدعومة من أمريكا ، لم يتغير عليهم سوى الأداة القامعة التي تمثلت في داعش و تحولت إلى قمع الـ pkk و الـ PYD و ما سميَ بالأسايش ، لا بد لنا من أن نثمن خطوات الجيش السوري و الطيران السوري في القضاء على أوكار الإرهابيين الذين باعوا أنفسهم لأمريكا و إسرائيل ، و لتتوحد الجماهير كل الجماهير و تحقق وحدتها و بوصلتها لننتهي من التوازن القلق الذي يحكم الجميع إلى الوئام بين الجميع . ، حلب ستبقى و دمشق ستبقى ، و إن المرحلة اليوم تحتم على جميع السوريين أن يلتقوا موالاةً و معارضة للحفاظ على وحدة سورية بكلِ مكوناتها ، و لن تقوم قائمةٌ لإسرائيل الثانية في أماكن سيطرة الـ PYD و الـ pkk ، اليوم لا بد من وحدة و تماسك السوريين جميعاً لدرء الخطر الجاثم على صدورهم و الذي تقف وراءه القوى الغازية الغريبة التي لا تريد الخير لبلدنا ، و سورية ستبقى صامدةً رافعةً أعلامها ، مرددةً نشيدها . فلا نامت أعينُ الجبناء .