Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 12:01:56
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الأكراد التروتسك في المنطقة بطبعة صهيو – أمريكو جندريّة بين الأندفاعة الصينيّة والفعل الروسي والأيراني والدربكة التركيّة .. بقلم : المحامي محمد احمد الروسان
دام برس : دام برس | الأكراد التروتسك في المنطقة بطبعة صهيو – أمريكو جندريّة
بين الأندفاعة الصينيّة والفعل الروسي والأيراني والدربكة التركيّة .. بقلم : المحامي محمد احمد الروسان

دام برس:

الروسي بفعله العسكري الأستراتيجي التراكمي الأخير، وكونه يدرك بعمق أنّ الجبهات مترابطة في الشرق الأوسط والمنطقة كلّها تعاني من سيولة شديدة، بعد أن ربط بساحات محور المقاومة، عبر القاذفات الروسية الأستراتيجية تي 22، من همدان في ايران، الى حلب في سورية مروراً بالحدود العراقية،  فهو يضع وشاحه الأحمر أمام الثور اليانكي الأمريكي المهجّن، فينفث الأخير أنفاسه غاضباً محرّكاً أرجله ومطئطئاً لرأسه، حيث الأول الروسي يثير استفزاز الثاني اليانكي الأمريكي، فكانت القاعدة العسكرية الأمريكية في رميلان والتي تخضع لسيطرة قوّات سورية الديمقراطية(هي ليست بقوّات بل ميليشيا عسكرية انفصالية، وهي ليست سورية ولا ديمقراطية)، مقابل القاعدة الروسيّة في حميميم، وكان الضوء الأخضر الأمريكي لبعض بعض الكرد النفصاليين التروتسك في اعلان اقليم كردستان الغربية اقليم روج ايفا في ايطار فدرالي، عبر مؤتمر قيل أنّه تأسيسي وعام في حينه، ضم عناصر عربية وسريانية وآشورية، من باب النكهة السياسية لا أكثر ولا أقل من ذلك، مع اعلان أمريكي فوق الطاولة رافض له(لزوم المساومة مع التركي، بعد تدهور العلاقات على طول خطوط واشنطن أنقرة، وعلى خطوط تركيا أوروبا)والرئيس أردوغان في ايران قريباً حيث المسألة الكردية على رأس أجندته، فهل يزور الرئيس التركي دمشق قريباً.
حيث أساس وجلّ الخلاف الأمريكي مع التركي، رفض أردوغان ارسال الجيش التركي الى سورية، حيث الأتراك قالوا لهم: نحن خلفكم أو بجانبكم، الى مواجهة الجيش العربي السوري وحلفائه وليس بمفردنا، وأصروا الترك على ذلك، كذلك انتقاد الرئيس اليانكي الأمريكي باراك أوباما لأردوغان واتهامه بالأستبداد، كما صرّح في مقابلته لمجلة اتلانتيك ضمن عقيدته التي أعلنها، حيث كسرت عقيدته ومعالقها الأسلامية كلما غاصت في اللحم السوري، وغرفت عبرها من مرق ولحم المنطقة عبر ما يسمى الأسلام السياسي، حيث العظام السورية والروسية والأيرانية والصينية وحزب الله.
فكرّ استراتيجيّاً وأعرف ماذا تريد وتصرف وفق دروس التاريخ، فعبر ما يجري في سورية واليمن وفي بعض ساحاتنا العربية، وما يحضّر للساكنة منها بما فيها الساحة التركية وشبه الجزيرة العربية، ملامح التقسيم تعمّقت ارتساماً وترسّماً بشكل جدي في المنطقة، في ظل تيه الأستراتيجيا أو التوهان الاستراتجي، كثير من الدول المهمّة تحولت إلى عبء على كينونتها الوطنية، وهي نتاج متلازمة العولمة الأمريكية التي تقوم على الجماجم واستسقاء الدماء. وتأتي زيارة وزير الخارجية الأيرانية السيّد جواد ظريف الى تركيا بعد الأنقلاب الفاشل ولقائه في سياقات القواسم المشتركة كتخوفات بين ايران وسورية وتركيا والعراق وعلى رأسها الملف الكردي، حيث بدأ يترسم على أرض الواقع وفي الميدان، وفي عالم السياسات الدولية الذي يربح الدول الكبيرة، والخاسر الدول الصغيرة وان كانت اقليمية، والأخيرة تتقاسم الخسائر لا الأرباح.
قاعدة رميلان الأمريكية العسكرية، تتموضع على الحدود السورية المشتركة مع العراق المراد تقسيمه وتركيا الواقعة على رادار البلدربيرغ الأمريكي، حيث يعتقد أنّ مشروع تفكيكها في طريقه يسير عبر رؤية واضحة المعالم لجنيين الحكومة البلدربيرغية الأممية، ومنذ فخ اسقاط الطائرة العسكرية الروسية وقتل طياريها، عبر جماعات تركمانية ومن القوميين الأتراك من ذئاب رمادية منفردة وغيرها، وانتهاء بمحاولة الأنقلاب العسكرية الفاشلة.
ونلحظ أنّ الحاضن للقاعدة الأمريكية هو الحضن الكردي، وفي ذلك مؤشر عميق لعدم ثقة الأمريكي بباقي البيئات المحيطة، ولقناعته أنّ الكردي وان كان قومي الهوى رغم تعدده الديني والمذهبي، فانّه لا يمكن أن يكون قنبلة موقوته تنفجر بوجهه عندّ لحظة ما، بسبب علمانية الكردي وعدم تطرفه بعكس باقي البيئات المحيطة هناك، حيث المكون العربي تحكمه الراديكالية المتطرفة، وتصادر قراره قوى تعزف على الوتر الديني.
لقد غدت منذ اللحظة القاعدة العسكرية الأمريكية في رميلان مقراً للتخطيط البلدربيرغي الأمريكي، لأنشاء فدرالية كردية قابلة للتطور والتطوير، كي تكون نواة لدولة كردية قادمة، تشكل عمقاً وامتداداً لأكراد تركيا طال انتظارها وتأخرت كثيراً(راجع تحليلنا عبر محرك البحث غوغل بعنوان: الداخل التركي وامتدادات الحكومة السريّة الأمريكية، وكذلك تحليل آخر بعنوان: تركيا والبلدربيرغ العربي وجند الله وحزب الله اللبناني).
أعتقد أنّه اذا كان السياسيون يختلقون الماضي بشكل غريزي، ويوظفونه ويولفونه بعمق ليخدم رؤاهم ويتساوق معها درجة التماهي، فانّ رجال المخابرات والأستخبارات( المسيّسون والنخب منهم) يفعلون ذلك بشكل احترافي ومهني وأكثر عمقاً، والسؤال هنا من يلعب دور ميدوسا في الأسطورة الأغريقية(ميدوسا احدى فتيات شريرات ثلاث، شعرها عبارة عن أفاعي وعندما تنظر الى الشخص تحوله حجارة)رجل السياسية أم رجل المخابرات؟ أم كلاهما؟.
أعلن بوتين صراحةً في حفل استقبال للجزء المنسحب كفائض قوّة للقوّات الروسية الفضائية، اذا دعت الحاجة نعيدكم الى سورية خلال ساعات، والدولة الوطنية السورية بجانب استهدافات البؤر الحاضنة للأرهاب في الدواخل السورية، تستكمل مسارات التفاوض المرتقبة، وتعزّز وجودها العسكري في القامشلي الآن حيث مطاره يشهد نشاط عسكري سوري رسمي، وكذلك مطار دير الزور، للتعامل مع ما أقدم عليه جزء من الكرد السوريين في الشمال السوري، وتحت ضغط الحرب على سورية بتحويل الأدارات الذاتية والتي تساهلت دمشق معها بسبب ضغوط المؤامرة الى فدرالية كردية عبر روج ايفا. وجزء من الكرد السوريين استثمر في رغبات موسكو في ايلام تركيا، بجانب الضوء الأخضر الأمريكي للكرد من تحت الطاولة، مع رفض أمريكي مخادع من فوق الطاولة للخطوة الكردية. دمشق لن تسمح الا ببناء جدي(يتوافق عليه الجميع بعد انهاء الأرهاب المدخل والمصنّع داخل سورية) لهياكل النظام السياسي وهياكل الديمقراطية السوريّة الحقيقية المناسبة في المجتمع السوري المقاوم.
فبعد البدء في تنفيذ قرارات هذه المروحة العسكرية الروسية الواسعة ازاء دمشق لمكافحة مجاميع الأرهاب المدخل والمتعاظم في الداخل السوري، بسبب الصفاقات السياسية للولايات المتحدة الأمريكية ومصفوفات الأدوات من أتباعها في المنطقة، وما تبعها من اسنادات ايرانية مماثلة واسنادات صينية ماليّة ودبلوماسية قد تقود الى اسنادات عسكرية صينية في الداخل السوري(بدأت الآن بعد زيارة الأميرال الصيني غوان يوفي)، خفّ نعيق الأسرائيلي الصهيوني، وصارت انقطاعات هنا وهناك لعواءات للطرف الثالث بالحدث السوري، ولم نعد نسمع فحيح أفاعي البعض العربي المتقاطع مع الطرف الثالث في المؤامرة على سورية ونسقها السياسي.
كما تشترك الصين مع الروسي لجهة استهدافات آلاف الأيغور الصينيين الذين تمّ ادخالهم ودخلوا عبر تركيا الى سورية، وخاصة من المكونات السياسية ومنظومات المورد البشري للحزب التركستاني الأسلامي والذي يجنح باستمرار لجهة التطرف نتيجة عمليات التعبئة الفكرية السلبية، فهناك أكثر من عشرين ألف فرد من الأيغور تحديداً مع عائلاتهم تم استيطانهم في سورية، واحلالهم في قرية(الزنبقي)المجانبة والمحاذية للحدود مع تركيا، بعد أن تم تهجير سكانها بفعل داعش والنصرة وكافة أدوات المصفوفة الأرهابية المدخلة الى الداخل السوري.
بكين تعتبر الحزب التركستاني الأسلامي فرع القاعدة في الشمال الصيني، والمخابرات الصينية وبمساعدة حثيثة مشتركة من المخابرات السورية والروسية، كشفت عن المكتب الخاص بالمخابرات التركية والأمريكية منذ بدايات العام 2012 م(كما كتبت في حينه عن ذلك وكشفته على قناة الميادين في احدى اطلالاتي العديدة)حيث لا تأشيرات بين فيتنام والصين وتم توظيف ذلك لأحضار الآف الصينيين المسلمين من أثنية الأيغور الى فيتنام ثم الى اسطنبول، وبعد فترات تدريب تم ضخهم ونشرهم في أحشاء جغرافية الشمال السوري، وتم توطينهم في قرية الزنبقي، وشاهدنا حضورهم العسكري مؤخراً عبر راموسة حلب(فويل للعرب من شر قد اقترب).
بجانب مصفوفات استخباراتية أخرى ذات حس استخباري كبير وعالي، حيث مسارات التعاون مع المصفوفات الأستخباراتية الروسية والأيرانية على شكل(اتوستراد)واسع وطويل، تتشارك مع الفدرالية الروسية في المواقف والمخاوف ازاء المسألة السورية وحدثها ومفاصل جلّ المؤامرة على دمشق، لذلك بدأت كل من موسكو والصين وطهران وعبر ميكانيزميات دبلوماسياتهم النشطة في تحديد اطار عمل دولي وقانوني لعمل بعثاتهم العسكرية في سورية، ومنذ فترات ليست بالقصيرة، ولا أحد يعرف كيف تفكر دمشق.
أوروبا القارة العجوز(تفجّر نفسها بنفسها)وعلى رأسها وصدرها العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، ولا يمكن أن يتفق هذا الأوروبي على شيء أكثر من اتفاقه وتحالفه العميق مع طبقات العالم السفلي عبر الأستثمار من خلال مسارات العبث بالأيديولوجيا الدينيّة(لأنتاج دواعش المامات الأمريكية)على تفكيك الأتحاد الروسي الحالي بزعامة فلادمير بوتين ومنظومات حكمه، واللعب بهياكل الأمن القومي الروسي ومن ورائه الصين عبر صراع الأدمغه الأستخباراتية المختلفة، وعندما نقول: أوروبا القارة العجوز نعني هنا أنّ الدور الأوروبي صار أقرب الى العدمية أكثر من أي شيء آخر.
آخر كلام(لجوقة) البيت الأبيض ووزير الخارجية الأمريكية جون كيري وبعض كوادر استخبارات وزارة الخارجية الأمريكية الخاصة، تحدثت وهرفت تلك(الجوقات)عن أولويات السياسة الخارجية الأمريكية في سورية بعد الفعل العسكري الروسي حاليّاً بمكافحة الأرهاب(انطلاق متعدد للقاذفات الأستراتيجية الروسية من قاعدة همدان في ايران، الى ضرب الأرهاب في الداخل السوري من جبهة نصرة في حلب ومجاميع الأيغور وصعاليك جيش الفتح في ادلب وريفها، والدواعش في دير الزور، ثم صواريخ كاليبرد مجنّحة من البحر المتوسط، على مواقع لجبهة النصرة وأخريات من الأرهاب وزومبياته في حلب وريفها).
فحلب صارت عنوان مواجهة مع التركي(ما زال يرواح مكانه في فعله العسكري الداعم لزبالات الأرهاب ازاء سورية)والسعودي، كما الغوطة الشرقية عنوان مواجهة مع القطري، كما همدان القاعدة العسكرية الأيرانية عنوان مواجهة مع الرياض وملحقاتها من عرب روتانا، حيث جاء الأستخدام الروسي العسكري لهمدان بطلب سوري من ايران، بعد أن تفاعلات نواة الدولة الوطنية السورية اقناع موسكو بضرورة هذا التوظيف والأستخدام العسكري، لتجنب عمليات السيبره الألكترونية التي تجريها واشنطن على القاذفات الروسية لحظة انطلاقها من قواعدها في روسيّا، حيث الزمن والمسافة كافيان لأبلاغ الأدوات الأرهابية في الداخل السوري بالأختباء لتجنب القتل(لا أحد يعرف كيف تفكر دمشق). والمنع الأمريكي للمدن السورية التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة المتطرفة من الأنهيار، وحسب قولها لجوقة استخبارات وزارة الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض، واستعادة الرقة من داعش عبر قوى جديدة تتموضع في قوّات سورية الديمقراطية، والتي هي حسب قناعاتي كباحث ليست بقوّات ولا ديمقراطية ولا سورية، وانما ميليشيات عسكرية انفصالية، مع تزويد واشنطن لما تسميها بالمعارضة السورية المسلّحة المعتدلة بالأسلحة غير الفتّاكة والنوعية، حيث تم ادخال الجزء الأكبر منها أثناء الهدنة السابقة عبر القرار 2268 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، وتخزين العديد منها في القاعدة العسكرية المشتركة الأمريكية البريطانية الفرنسية في عين العرب(مش كوباني)، حيث هناك قوّات برية بعتادها الكامل لهذه الدول، وهذا انتهاك صارخ لسيادة دولة مؤسس في الأمم المتحدة يا بتوع الديمقراطية، بجانب ما هو موجود في القاعدة الأمريكية في ارميلان وهو في طريقه من خلال مسارات دخول في أحشاء الجغرافيا السورية عبر الكرد التروتسك الأنفصاليين.
أيضاً يضيف اليانكي الأمريكي في انهاء خطر استخدام أسلحة كيميائية من قبل المسلّحين المتطرفين في حلب كما حدث وثبت في السابق في مارع وغيرها، ومن أولوياتها أيضاً دعم دول   الجوار السوري من الحلفاء والأصدقاء، مع المساهمة بسخاء في المساعدات الأنسانية، بالرغم من وجود فائض انساني على القرب من الحدود السورية مع الأردن لجهة الداخل الأردني، وكذلك في لبنان بشكل يفوق طاقة البنية التحتية لكلا البلدين، ودعم المعارضة السياسية التي ليست لها مفاعيل في الداخل السوري، بشكل مباشر من خلال مجموعة هنا وهناك وحسب ما قالت أو هرفت تلك(الجوقة)، والتي تعمل على ميقات المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي ذراع البلدربيرغ الأمريكي.
اذاً ثمة تنسيقات أمريكية كردية في عام 2015 م  قادت، الى تأسيس قوّات سورية الديمقراطية - قصد(قوى عربية وسريانية وتركمانية ومكونات أخرى تملك قوى بشرية على الأرض)، الأمريكان أدخلوا مستشاريهم في شرق الحسكة آواخر العام الماضي، وبدأت قوات سورية الديمقراطية هجومها على دواعش الماما الأمريكية جنوب الحسكة وقت انعقاد فينا2، وارسال المستشارين الأمريكان الى هناك كان لهم شأن في زيادة عديد وعدّة هذه القوّات(قصد)الأداة العسكرية الأمريكية الجديدة في الداخل السوري(البنتاغون يرسل طائراته العسكرية المقاتلة الى الحسكة الآن لحماية قوّات الحماية الكرديّة واقعاً وحقيقةً، وليس لحماية القوّات الأمريكية كما أعلنت واشنطن وهذا تسويف وتظليل، فهي تدافع لأول مرة عن عملائها الأسايش)، لكي تتحول الى قوّة محلية كردية قادرة على احداث الفرق في ساحة الميدان، فهم يريدون تشكيل الأداة العسكرية الجديدة لتحقيق الأهداف السياسية عندّ التسوية الكبرى، وثمة تفكير أمريكي لأنشاء ذات فكرة الأداة في الشمال الشرقي السوري لجهة الجنوب السوري من مكونات مسلّحة تعتبرها معتدلة، من ما يسمى بجيش خالد وهو بذات صفات صعاليك جيش الفتح، الى حركة المثنى المدارة من السعودية، وكلواء اليرموك، التابع لبقايا الجيش الحر وأعلن ولائه لداعش منذ فترة ليست قصيرة، وقد استثمرنا به كثيراً بداية الحدث السوري، رغم الرفض الأردني الواضح عسكرياً ومخابراتياً، حيث عمّان تهندس علاقاتها من جديد مع دمشق عبر الروسي، كل ذلك كبديل لواشنطن عن مشروعها في دعم ما تسمى بالمعارضة المعتدلة، 20 ألف مقاتل كردي وغيرهم يدعمهم 5 آلاف أمريكي لاحقاً(سبقهم المستشارين)وألقوا اليهم الأمريكان أكثر من خمسين ألف طن سلاح كما أعلنت أمريكا أنّ من استلمها قوات صديقة في ريف الحسكة، حيث عملياً الأمريكان أبعدوا الكرد عن المعسكر الروسي ولقاءات اللاذقيه السريّة بين الكرد والروس فشلت أو تم افشالها.
الروسي والسوري والأيراني والصيني، لديهم قراءات دقيقة لمعطيات تتقاطع مع معلومات مؤكدة، أنّ عناصر الطرف الثالث في المسألة السورية وبعد صناعة الرأي العام في أوروبا(والأخير تم خلقه وتشكله بعد عاصفة اللاجئين السوريين والتركيز عليها ببعدها الأنساني العاطفي بشكل استثنائي)وجعله يؤيد تدخلاً عسكرياً غربيّاً في سورية لأنهاء عصابة داعش، قرّرت كل من واشنطن وفرنسا وبريطانيا واستراليا محاربة داعش للتغطية والتظليل عن الهدف الرئيس وهو اسقاط النظام في سورية وبالقوّة العسكرية وعبر الجبهة الشمالية السورية، حيث عمّان وفي المعلومات رفضت أي تحركات عبر حدودها لا بل واستبقت ذلك من خلال الأبتعاد عن غرفة الموك، ومساعدة الروسي لها في نصف استدارة ازاء دمشق بعد زيارة الملك الأخيرة لموسكو(راجع تحليلنا: الملك الى موسكو لترتيب ستاتيكو سياسي جديد وليس لأنتاج 14 أذار سوري)، فدفعت الى اعلان فشل ما سميّت بعاصفة الجنوب السوري وعلى لسان أحد البيادق العملاء.
هنا جاءت القرارات الروسية الأخيرة ومسارات ترسيمها على أرض الواقع والميدان، عبر مروحة مساعدات عسكرية بما فيها السوخوي سي 35، حيث ذهب الأسرائيلي(في الكواليس)لفك ارتباطاته مع زبالة الأرهابيين ودفعهم نحو الأردن(الأقليم الشمالي)، وبدأ هذا الأسرائيلي الصهيوني ببناء جدار الكتروني عازل على طول الحدود الأردنية الأسرائلية الصهيونية من العقبة الى تمناع بطول 30 كم، على أن يستكمل بناء الباقي والبالغ 230 كم لاحقاً لحماية نفسه من الأرتدادات الداعشية الى الداخل الأردني، كذلك تجديد بناءات جداره الألكتروني على الحدود الشمالية، من الحمّه السورية المحتلة، وهي أرض أردنية بالأساس، مروراً بالمخيبه التحتا والمخيبه الفوقا، وحتّى العشّه سحم الكفارات وعقربا الى سد الوحده(ما جرى في اربد خلية داعش، وما جرى في البقعه، ةتفجير الرقبان مؤشرات)، نتيجة لبدئه في دفع زبالة الأرهابيين، الذين تحالف معهم منذ بدء المؤامرة على سورية، وفرنسا أرسلت مبعوث سري لها الى موسكو لمقايضة سورية بأوكرانيا أو على الأقل تعديل الموقف الأوروبي ورفع العقوبات عنها.
واشنطن وبعد سيطرة الكرد التروتسك على منبج وطرد داعش تسعى الى خلق حلف تواجه فيه التمدد السوري الروسي في الميدان، فالتقت المصالح الأمريكية مع بعض الغالبية الكردية والتي تعمل على تعزيزها، والكرد هم الورقة الأساسية والوحيدة التي يمكن تسويقها دولياً ربما لمواجهة موسكو وحلفائها في الميدان، لكن قتال قوات الحماية الكردية كجزء من قوات سورية الديمقراطية في الرقة، سيكون في بيئة ديمغرافية غير حاضنة لها، حيث كان قتالها في تل أبيض قتال في بيئة حاضنة لها، ومع ذلك تم اتهامها تركياً وسعودياً وقطرياً بالتطهير العرقي من عرب وتركمان، فكيف سيكون الحال في الرقة البيئة غير الحاضنة لها؟. وأعتقد أنّ من يسيطر على الأداة العسكرية الجديدة في الداخل السوري(قوات سورية الديمقراطية، والتي هي ليست بقوّات ولا ديمقراطية ولا سورية وانما ميليشيا عسكرية)هم الكرد عدداً وعديداً، وهذه الأداة حقّقت نجاحات ميدانية آخرها تحرير منبج من داعش، بجانب نجاحها في تظهير نفسها اعلامياً كقوّة سورية قد تكون تخطّت المشكلة العرقية.
خلال الأشهر الماضية حاول القطري والتركي القيام بفعل حول مسألة لصالح داعش منعاً لظهور تكتل قوى داعمة للكرد في شمال شرق سورية وفشل فشلا ذريعاً، وهذا يعني بالسياسة أنّ أمريكا تحاول جذب القوى الى حرب مصالح دولية شرسة بدأت بنشر الخمسين مستشار شرق محافظة الحسكة كخاصرة رخوة لداعش ثم أرسلت المزيد من قوّاتها وترسل الآن المزيد، كدعم لقوات سورية الديمقراطية التي تقاتله لداعش.
هذا الرد الأمريكي عبر قوات سورية الديمقراطية - قصد(ليست بقوّات وانما ميليشيات انفصالية، وليست سورية وليست ديمقراطية)، جاء كرد على الروس حيث نجحوا وخلال فترة قصيرة من انشاء تحالف ميداني مع دمشق وايران وحزب الله وعملوا على تطويره، وهو متفرع المهام وفي طريقه ليتسع لبعض مجاميع الكرد الشرفاء في سورية، في حين أنّ واشنطن فشلت وعلى مدار سنوات الحدث السوري من تطوير أو انشاء مثل هذا التحالف الميداني، فجاء الرد الأمريكي هذا لعرقلة أي انجازات عميقة للفعل العسكري الروسي واستثمارات للجيش السوري في الميدان عبر مواكبة الطيران الحربي الروسي في السماء السورية، وبعد فعل القاذفات الروسية الأستراتيجية من همدان وصواريخ كاليبرد المجنّحة.
فالميدان العسكري السوري يتشكل ضمن مسار تراكمي لمصلحة الجيش العربي السوري، فالعملية العسكرية عملية تراكمية، فسيطر الجيش السوري على العقد الجغرافية وبشكل محدد التلال الحاكمة والبلدات الأساسية، ليصار لربط المدن الكبرى ببعضها البعض، لذلك ثمة تنافس بمستوى الصراع بين الأمريكان وجوقتهم من عرب روتانا وباقي الملحقات في دعم الجماعات المسلّحة التي تسمى بالمعتدلة من جهة، والروس والجيش السوري وحزب الله والمقاومات الشعبية من جهة أخرى، في استعادة السيطرة على المناطق الجغرافية التي يسيطر عليها داعش والنصرة وغيرهما في الشمال السوري والشمال الشرقي والشمال الغربي وكذلك في الجنوب السوري، كون أمريكا أفهمت العربان كجوقة أو كومبارس ومعها أوروبا أن أقصى شيء ممكن تقديمه هو دعم الجماعات المسلحة لمقاتلة داعش والنصرة وأي جماعات أخرى متطرفة وفقط، وبالتالي تقاسم الجغرافيا التي تحتلها داعش والنصرة بين الجيش السوري ومجموعات المعارضة المدعومة من الغرب وحلفائه، من شأن كل ذلك أن يتيح تحسين شروط التفاوض مع دمشق والروس والأيرانيين(قطعاً واشنطن وقحة وكاذبة، وما تقوله بلسانها غير ما يجول في ذهنها).
محاربة دواعش الماما الأمريكية واطلاق عملية سياسية في الداخل السوري من الزاوية الأمريكية، لا يتعارض مع الأهداف الروسية والسورية بل هما متكاملان، لكن لكل طرف منهما أهدافاً متباينة وان التقوا في العناوين العريضة، بعبارة أكثر وضوحاً واشنطن لا تريد أن تنتقل سيطرة الأراضي التي ستحرر من دواعشها ومن النصرة الى يد الحكومة السورية.
العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي تريد أن تجعل من جلّ الجغرافيا السورية أفغانستان2 لروسيّا، والأخيرة تريد أن تجعلها فيتنام 2 لواشنطن، وسوف توسّع موسكو من عملياتها لمحاربة دواعش الماما الأمريكية ان في ليبيا، وان في اليمن(سيكون الرد عبر اليمن قاسياً ان ثبت ما تعتقده موسكو حتّى اللحظة بخصوص طائرتها المفجّرة في سماء سيناء ما غيرها)، بجانب مزيد ومزيد من الفعل العسكري في سورية، وبعد أن رصدت المخابرات الروسية واستخبارات روسيه أخرى خاصة، لسلسلة اتصالات بين الأستخبارات الأمريكية وجبهة النصرة وصعاليك جيش الفتح ودواعشها في الداخل السوري، لأتباع استراتيجية جديدة لزومبياتها لتفادي الضربات الروسية المؤثرة من الجو وعبر صورايخ كاليبرد، حيث تتموضع تلك الأستراتيجية في توسيع الموسّع، ويجيء دخول عشرات المستشارين الأمريكان والآف القوّات البريّة المتواجدة في القاعدة المشتركة في عين العرب(مش كوباني)، وفي شمال وشمال شرق سورية ضمن هذا المسار وسياقات استراتيجيات توسيع الموسّع لجبهة النصرة(حيث تتكوكب من جديد حولها واشنطن عبر جفا – جبهة فتح الشام)ولدواعش الماما لتفادي الضربات الروسية الفاعلة والسورية كذلك، وللتحضير لعمل ارهابي كبير في المنطقة في غير الساحة السورية، فمن هي الساحة المرشّحة يا ترى؟ وحسي الأستخباراتي المتناكح مع القراءات والمعطيات والربط بما تيسّر من تحليل يصل درجة المعلومات، أنّ الساحة ستكون لأحدى دول الحلفاء لواشنطن، ومن هنا قلنا مراراً وتكراراً يا عرب ويا عربان، أن تكون حليف لواشنطن أكثر خطورةً من أن تكون عدواً لها، وان كان العداء لها له مخاطره.
موسكو تعتبر أي تواجد عسكري أمريكي على الأرض السورية، ان كان علني أو بخلافه عبر مستشارين أو عبر(القرود الزرق القوات الخاصة الأمريكية المجولقة)، يعني بصريح العبارة ستكون سماوات ذلك التواجد الأمريكي مناطق محمية جوّاً بذريعة وجودهم وحمايتهم، وخاصةً في الشمال السوري بعد تحرير منبج من داعش، والشمال الشرقي لمنع ربط الجغرافيا السورية بالعراقية لجهة فعل المحور المقاوم، لذلك حذّرت موسكو من أي حرب بالوكالة في الداخل السوري وأرسلت رسائل قاسية كانذارات حادة عبر القاذفات الروسية الأستراتيجية من همدان ومن قواعدها الطبيعية في روسيّا، فاذا ما أرسلت واشنطن جنودها، سترد موسكو بارسال قوّات برية مدربة تدريب كافي وعالي المستوى موجودة الأن في  في طرطوس ولم تدخل الجبهات، حيث الأستراتيجية الروسيّة الجديدة المعدّلة في سورية لحسم المعارك في حلب لصالح دمشق، تتضمن نشر القاذفات الروسيّة الأستراتيجية تي 22(تمّ ذلك وباشرت فعلها من ايران عبر همدان حيث المسافة 900 كم بزمن نصف ساعة، لتجنب التجسس على انطلاقاتها من قواعدها الطبيعية في روسيّا عبر الأقمار التجسسية الأمريكية، حيث تحتاج الى ساعتين ونصف بمسافة 2200 كم للوصول الى أهدافها في سورية، وهذا كافي لكي تقوم واشنطن باخبار أدواتها الأرهابية بالأختباء بالأنفاق، فجاء الأنطلاق للتي 22 من قاعدة همدان لتلافي تجسسات السيبره اللألكترونية الأمريكية عبر أقمار التجسس، حيث نصف ساعة لا تكفي لأعلام الزمبيات بالأختباء في ظل محطات التشويش السايبري الروسي، وتوقف عمل محطات التشويش السايبري التركي بعد محاولة الأنقلاب العسكري الفاشل)بجانب ارسال جزء من قوّات بريّة روسيّة من المتطوعين الروس شاركوا في معارك القرم ومعارك الشرق الأوكراني(المرسل الى سورية 2000 من أصل 100 ألف)، ويشرف عليها اللواء المتقاعد بوريس غروموف(حيث تم ارسال جزء منها الى حلب كما تقول المعلومات)، بجانب ارسال مزيد من قوّات النخبة الصينية تساند مثيلاتها الصينية في الداخل السوري ازاء حلب لمواجهة الأيغور، وازاء المعركة الكبرى في الرقّة، حيث أفادة المعلومات قيام مسؤول عسكري صيني كبير وكبير، يرأس قسم التعاون الدولي في اللجنة العسكرية المركزيّة الصينية، بزيارة دمشق مؤخراً هو الأميرال غوان يوفي يرافقه مدير جهاز المخابرات الصينيّة الفرع الخارجي، حيث اجتمعا مع العماد فريج وزير الدفاع السوري لأكثر من ثلاث ساعات بجانب أعضاء قريقه، كذلك اجتماعات متكرره وعميقة مع اللواء سيرغي تشغاركوف رئيس المركز الروسي المعني بمصالحة الأطراف المتنازعة في سورية، وثمة معلومات ضيقة تقول: أنّ مدير جهاز المخابرات الروسي كان متواجداً في الداخل السوري باجتماعات أخرى مع أديب زيتون ومساعده غسّان خليل وقبلهما مع علي المملوك، ثم أنهى زيارته السريّة بلقاء الأسد البشّار الدكتور بشّار الأسد، حيث يبدو أنّ هناك ثمة أسباب موضوعية مستجدة تدفع الصين الى ترجمة صراعها المستتر مع واشنطن على الميدان السوري، حيث لم تعد تتلطى بالروسي في الداخل السوري لجهة فعلها العسكري(فعلاً لا أحد يعرف كيف تفكر دمشق يا بتوع المدارس والجامعات الغربية).
انّ قوّات النخبة الصينيّة تتموضع في الداخل السوري ومنذ ثلاثة أشهر، هناك أكثر من 4 الآف منها متواجدة في محيط الرقّة، تنتظر لحظة الحقيقة لفعلها وزيارة المسؤول الصيني السابق ذكره، تجيء في سياقات ومسارات الفعل العسكري القادم وبمشاركات صينية أعمق من الفعل العسكري الصيني الحالي في حلب، بجانب الجيش السوري والروس من المتطوعين، وهنا ستكون جلّ الجغرافيا السورية(هرمجدون حقيقية)وأعتقد أنّ ارسال منظومات دفاع جوي روسيّة متقدمة وما الى ذلك من أسلحة نوعية الى سورية، تظهير حقيقي أوليّ لمدى جديّة الأنذار الحاد الروسي للأمريكي في الذهاب الى النهاية في الحدث السوري ومعه الصيني والأيراني أيضاً. وهنا لا بدّ من الأشارة الى سلّة سيبرانية(سلّة سايبر – حروب الكترونية) روسيّة متكاملة تتموضع في المعلومات التالية: إنّ طائرات الاستطلاع الروسية "إيل-20" و" تو214-ر" لا يمكن إلا أن تثير نواة البنتاغون الحربي الأمريكي، هذا وقد استخدمت الفدرالية الروسيّة بعض هذه الطائرات في مجموعتها الجوية في سورية، وقد اعتبر البنتاغون ومجمع الصناعات الحربية الأمريكية ذلك بمثابة تهديد خطير بالنسبة للقيادة السبرانية الأمريكي، كل ذلك كان نتيجةً لسلّة الاستثمارات الضخمة التي أقرّها الرئيس الروسي فلادمير بويتين منذ سنوات، بالتفاهم مع المجمّع الصناعي العسكري الروسي، حيث وظفتها موسكو في برنامج التحديث العسكري وأعطت نتائجها الملموسة الآن. انّ مشكلة البنتاغون العسكري الأمريكي، لا بل مشكلة المخابرات والأستخبارات الأمريكية كلّها، تكمن بقلّة معلوماتهم ذات الأثر والأهمية عن الروس أحياناً، كما تتموضع المشكلة في عدم الدقة في المعلومات أيضاً أحياناً كثيرة، بسبب المعلومات المسرّبة قصداً من مجتمع الأستخبارات الروسيّة عبر عملاء مزدوجين في شبكات عنكبوتية معقدة التركيب. كما تنظر العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي وحلفائها الغربيين إلى القوات المسلّحة الروسية، " كجيش لدولة تعاني من انحطاط طويل الأمد، ولكن الولايات المتحدة وأوروبا كلّها لا يمكنهما إلا أن تحسدان نتائج برنامج التحديث العسكري الروسي من تحديث وتطوير ترسانة الأسلحة التقليدية، وخاصة وسائل الاستطلاع الإلكترونية ونظم التشويش الإلكتروني، ومن بين هذه الوسائل والنظم يمكن ذكر طائرة الاستطلاع الروسية "إيل-20" التي استخدمت في سورية، حيث هذه الطائرة مزودة برادارات مسح جانبي وأجهزة استشعار بصرية، وماسحات ضوئية بالأشعة تحت الحمراء ونظام اتصالات فضائية لتبادل البيانات والمعلومات، ومن الممكن استخدام هذه الطائرات في عمليات الاعتراض الإلكتروني ومسح وتسجيل اتصالات الخصم وهو ما يسمح بتحديد مكان تمركز قوات الخصم، وبجانب طائرة الاستطلاع الأخرى التي ظهرت داخل المجموعة الجوية الروسية في سوريا، فتسمى " بالطائرة التي ترى كل شيء" والحديث هنا عن طائرة الاستطلاع المتكامل " تو214-ر"، حيث تحمل هذه الطائرة نظم الاستطلاع الإلكترونيELINT  والتجسس الإشعاعي التقني SIGINT التي يمكن بمساعدتها اعتراض والتقاط الإشارات من أجهزة الاتصالات المحمولة، ومن الطائرات والمركبات العسكرية، وهو ما يسمح بتحديد مكان الخصم وعدد أفراده وقوته ووسائل الاتصال التي يستخدمها أيضاً. كل ذلك دفع نائب رئيس القيادة السبرانية الأمريكية رونالد بونتيوس، الى القول وبحزن وحسرة وحسد وحقد: إنّ طائرات الاستطلاع الروسية تشكل تهديدا لأمن الولايات المتحدة وهي تتطور بوتيرة سريعة لا يمكن متابعتها.
وتعليقاً على كلامها وما هرفت به نقول: انّه بسبب أركولوجية السياسة الأمريكية وتخبطاتها ومتاهاتها واضطراباتها، مسنودة من حلفائها من غرب وبعض عرب ومن حكومة حزب التنمية والعدالة في تركيا، صارت المنطقة في الشرق الأوسط مغناطيساً جاذباً لمجاميع الأرهابيين ذو الخبرات القتالية العالمية من أرجاء الأرض الأربع، أو ان شئت من أربع رياح الأرض.
وتقول المعلومات، من الممكن والمحتمل وبرغم الفعل العسكري الروسي في سورية، بعدم حدوث مواجهات عسكرية على المدى القصير في المنطقة، بالرغم من وجود طائرات إسرائيلية مقاتلة ومتطورة، في بعض القواعد الأمريكية في المنطقة ودول الجوار السوري والعراق تحديداً، مع اندلاع مواجهات دبلوماسية قويّة حول المنطقة وفيها، حيث ابتدأت بحملة بناء الذرائع الجديدة وسرّاً الى حين، حول موضوعة صواريخ سكود وغيرها لدى حزب الله، العاملة بالوقود السائل، والتي تحتاج إلى أكثر من ثلاثة أرباع الساعة لإطلاقها؟!.
فالوعي الحقيقي هو وعي مشتبك، ولكنه شقي أبداً، لأنّ حامل الوعي المشتبك نقدي بالضرورة، لا يكتفي بأن يكون له وجوده، بل يصر على أن يكون له حضوره، والحضور اشتباك لا محاله، ونزعم أنّ وعينا وعيّ مشتبك، والأنسان ابن بيئته، حيث نشأت في ديمغرافيا قروية أردنية خالصة ذات وعي مشتبك في شمال قطري الأردني ضمن سورية الطبيعية. في العمق الأفقي والرأسي، صارت منطقة الشرق الأوسط بمثابة مخزونات لترسانة لاهوتية متعددة الأوجه والأطراف، بفعل وزمن داعش الذي ترعرع في دورتنا الدموية كعرب ومسلمين(غدونا خردة بشرية في مستودعات الأمم الأخرى وهذا ما أقوله دوماً)، اشتركنا بتغذيته هذا الداعش الفاحش الدامس(يأجوج ومأجوج القرن الحادي والعشرين)من حيث نعلم ولا نعلم، تزامن هذا الزمان الداعشيّ، مع عودة منظّمة وعميقة وقريبة، لمفاصل وتمفصلات خرائط هندسيّة، لجينات منظومة متكاملة العداء لنا كعرب ومسلمين، تتموضع في المحافظين الجدد(غابوا نسبيّاً بعد احتلال العراق بمساعدة عرب روتانا الكاميكازيين)، يعودون ان في الداخل الأمريكي(ديمقراطي أو جمهوري سواء)، وان في الدواخل الغربية بمجملها، حيث أوروبا تتجه نحو اليمين ويمين اليمين، كما هو حال مجتمع ثكنة المرتزقة اسرائيل، هؤلاء كمركب يمور بالموت: ليبرالي، صهيوني تروتسكي يهودي معاً، يعود بقوّة وثبات محاولاً احتلال سورية قلب الشرق، وباقي أجزاء الوطن العربي الكبير، محافظون جدد وحتّى في بعض الدواخل العربية، كليبراليين جدد برامكة الساحات العربية المصادرة، الذين يحجبون العامّة من الناس عن الخاصّة، فهم سوسة المجتمعات وسيداها(مرض نقص المناعة الأيدز)وفنائها، بحيث ثمة أحبال سريّة مع مجتمعات المحافظين الجدد في الغرب وأمريكا، قد تكون معروفة لبعض مجتمعات مخابرات الساحات العربية، وان عرفت قد لا تملك بعض أجهزة المخابرات مقاومتها أو حتّى اضعافها أو تجميدها، وتكتفي برفع التقارير الأستخبارية المقيّدة للمستويات السياسية، والتي تكون في الأغلب مخترقة عبر تروتسكي عربي هنا أو هناك(والله مأساة مضحكة مبكية). ولكننا كجيب مقاومة مع غيرنا من المثقفين كما نزعم، لا بدّ من الأستمرار بفعلنا وجهدنا، بكتابة الدراسات والتحليلات والبحث عن المعلومات الأستخباراتية وتحليلها تحليلاً علميّاً بعيداً عن العواطف وجمعها في حويصل ونشرها للناس كافةً ولمن يقرأ من أجهزة الأستخبار العربية، وبرسائلنا التنويرية كطلقات تنويريّة لأبناء أمتنا، وفضح التروتسك العرب والمتسربلون منهم، ان بلباس الليبرالين الجدد كبرامكة الساحات العربية، وان بأي ثوب آخر أو ثقافة دخيلة مخترقة ملوّثة(نسبة الى ليون تروتسكي أحد قادة البلاشفة، لكنه انحرف ربما لأصوله اليهودية المتصهينة، ومشكلتهم الرئيسية هؤلاء التروتسك في الغرب وذيولهم من بعض العرب، أنّهم يرفضون دولة اشتراكية في دولة واحدة أو بلد واحد، بل وفي كل العالم دفعة واحدة وهذا خيال ومحال. المهم أنهم ضد القومية كمفهوم وخاصة ضد القومية العربية، لذا هم يتعاطفون مع اليهود بشكل عام، ومع يهود الكيان من أشكناز وسفرديم، لأنّهم يعرفون أنّ أشد عدو للكيان هي العروبة، وهم مع ثورة اشتراكية في كل مكان في العالم، لكن حينما يصلوا الى منطقتنا العربية والشرق الأوسط، يقفوا مع الكيان الصهيوني ضدّنا، ومعظم قيادات المحافظين الجدد كانوا وما زالوا تروتسك، وأكثرهم يهوداً، وهم نشيطون جدّاً في الغرب ولديهم مالاً هائلا؟ وها هم يعودون من جديد وبزخم كبير).
الآخر الغربي وعلى رأسه الأمريكي عبر جنين الحكومة الأممية(البلدربيرغ الأمريكي)، يريدون تحويل منطقة بلاد الشام الى ولايات متعددة، ثم اقامة دولة اتحادية تجمعها مع الكيان الصهيوني ثكنة المرتزقة، عبر سلطة فيدرالية كحل للمشكل الأسرائيلي الفلسطيني(تم اختصار وتقزيم الصراع العربي الأسرائيلي الأستراتجي في زمن عرب روتانا وداعش الى هذا المشكل الثنائي، وليس كمشكل جمعي يشترك مع العرب كوحدة واحدة، ليصار الى التصفية لاحقا له عبر أشكال سياسية معينة من كونفدرالي ثنائي، الى كونفدرالي ثلاثي، الى فدرلة سكّانية تمهد لما هو قادم عبر التروتسك الغربي أو البعض العربي بشكل عام)، مع جعل العراق ولايات أربع(كركوك، الموصل، بغداد، البصرة)، ومحاولات اسقاط النظام في سورية وفدرلتها عبر الأثنيات، وفرض دستور محدد(دستور الطوائف والأثنيات)، مع انتاجات لآشكال من 14 أذار لبناني في الداخل السوري، حيث لبنان لم يستقر منذ اتفاق الطائف الذي وضع حدّاً للحرب الأهلية اللبنانية، وما زال فخامة الرئيس فراغ للسنة الثالثة تقريباً حاضراً وماثلاً وبقوّة. والعديد من الساحات السياسية العربية، ان لجهة القويّة، وان لجهة الضعيفة، هي في الواقع ولغة المنطق تقع على خط صدع زلزالي مترنّح، فكلما تحركت الصفائح السياسية الأستراتيجية في المنطقة(أعني الصفيحة الأستراتيجية السورية)حيث التآمر على المنطقة عبر سورية، تحرك الواقع في هذه الساحات لشق الجغرافيا والديمغرافيا، ان في لبنان، وان في الأردن، وان في فلسطين المحتلة، هذا يحدث في زمن العولمة وانتشارها الفج غير المدروس أحياناً كانتشار النار في الهشيم، حيث تتساقط الحدود الثقافية بما فيها التاريخية، فبانت حدود الدول متداخلة. وكثير من التروتسك الأوروبي والأمريكي وذيوله، من مثقفين ومفكرين التروتسك العربي المتصهين، بمجملهم كذراع ثقافي للبلدربيرغ الأمريكي(جنين الحكومة الأممية)وعلى رأسهم كبيرهم هنري كيسنجر، والذي يتكلّم من وراء التاريخ أصلاً كحالة استثنائية، وككهل مضى من عمره تسعين ربيعاً، والآن يتكلم من وراء الزمن وربما من وراء الغيب، وهو اليهودي الصهيوني العتيق والمعتّق، كالنبيذ القاني المعتّق بجرار فخّارية، هؤلاء يرون كما أسلفنا في المنطقة مخزونات ترسانة لاهوتية، ويعتقدون وعلى رأسهم هذا اليهودي العتيق كيسنجر، حيث دراسات الأخير لا توضع على الرف، بل تؤخذ وتدرس من قبل مراكز الدراسات التي تصنع القرارات في الدواخل الغربية والأمريكية، ويستنبط من دراسات وأقوال وتحليلات الكيسنجر هذا وتلاميذه التروتسكيين الأستراتيجيات والنظريات وهندسة ساحات الخصوم والحلفاء والأعداء، وهذه المنظومات الأستراتيجية، تجد مساراتها الى التطبيق عبر التفاعلات والمفاعيل مع أرض الواقع. هو وهم(الكيسنجر وجوقة التروتسك والمحافظين الجدد والكومبّارس الأخر)لا يعتقدون، أنّ دولاً مثل سورية ولبنان، والأردن والعراق، قابلة للبقاء بالمواصفات وبالتشكيلات وبالكراهيات القائمة. حسناً ما هو الحل اذاً؟ يجيب مجتمع التروتسك هذا: لا بدّ من تفجير هذه البلدان سياسيّاً وجغرافيّاً وديمغرافيّاً، لتشكيل منظومة جديدة، تأخذ بعين الأعتبار كل التفاعلات الهندسية الجيوستراتيجية والجيوسياسية التي حدثت وتحدث وستحدث، حيث يرون هؤلاء التروتسك أنّ كل أزمات المنطقة وصلت الى الحائط الأخير، لذا لا بدّ من عمليات جراحية مبرمجة بدقّة وقابلة للحياة، حل الدول القائمة مع بلورة متزامنة لمعايير محددة كمفاهيم أيديولوجية، ثم تشكيل دولة كونفدرالية تمتد من شط العرب الى شاطىء متوسط. وبلا أدنى شك أنّ الرقّة في سورية، والموصل في العراق، يشكلان نقاط ارتكاز عميقة وتموضعات للمشروع الأمريكي البريطاني الفرنسي الأسرائيلي الصهيوني البعض العربي(عرب روتانا)التركي، لتقسيم كل من العراق وسورية، وهذا ما تدركة كل من دمشق وموسكو، وبكين وروسيّا، والعراق وحزب الله، والأخير ذو نفوذ اقليمي، فهو أقل من دولة وأكبر من حزب. الأمريكي ومن في سلّته التروتسكيّة المحافظيّة الجديدة، لا يريدون القضاء على داعش بقدر ما يريدون تثبيت الأستقرار له، ان في الرقّة، وان في دير الزور(فجاءت القاذفات الروسيّة وقصفته وتقصفه باستمرار)، لخلق الحاجز الجغرافي الفاصل بين سورية والعراق لقطع محور المقاومة من ايران الى لبنان، عبر اقامة اسرائيل ثالثة(حيث الثانية اقليم كردستان العراق، والأولى في الشمال الفلسطيني المحتل)وربطها هذه الثالثة اسرائيلهم، بالأنبار بغطاء دولة سنيّة بين مثلث الموصل ودير الزور والرقّة، عبر قوّة سنيّة ترعاها تركيا باسناد سعودي، مقابل قوّة شيعية ترعاها ايران، بحيث تتجه المنطقة بجلّها الى ثنائية تاريخية سابقة(غساسنة ومناذرة)وبعبارة أجزل وأعمق: عرب يقتلون عرباً، ومسلمون يقتلون مسلمين. صحيح واقع ومنطق، أنّ كل نشاط للعاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، يخلق سيولة متفجّرة وخطيرة، ففي جلّ الجغرافيا السورية وبشكل خاص في حلب وريفها، والرقة وريفها الشمالي والشرقي، وعلى طول الحدود التركية السورية التآمر يعلو ويعلو ويعلو، ومع كل أسف قادة الكرد يعلنون الصهينة كالشمس في رابعة نهار دمشق، وهم في سورية على أرض العرب، بصفاقة سياسية وبوقاحة استيطانية قلّ نظيرها وعزّ مثيلها، محميين بأمريكا، وكذا هو حالهم للكرد في العراق، حيث من قسّم كردستان هم الغرب والأمريكان وليس العرب، وواشنطن تبني واقعاً خطيراً في مواجهة محور المقاومة، وتعمل على تجهيز ثكنة المرتزقة"اسرائيل"الكيان الصهيوني، الطارىء على الجغرافيا والتاريخ في المنطقة،  ليتحكم بالوطن العربي من الماء الى الماء، عبر عرب روتانا وزحفهم على شفاههم نحو واشنطن وادارتها القادمة، ان كانت ديمقراطية(قد يسعى أوباما ان أمره البلدربيرغ الى التصعيد في المنطقة عسكريّاً لجهة سورية والعراق، لتحقيق انجاز ما وليصار الى تعزيز فرص هيلاري كلنتون)وان كانت جمهورية(ترامب يفوز في ترشيح الحزب الجمهوري للأنتخابات الرئاسية)، ففي كلا الحزبين تتواجد المحافظية الجديدة، بظلالها اليهودية الصهيونية التروتسكية، حيث التروتسك العرب في خدمتها كخادم(خزمتجي) في دواخلهم العربية وساحاتهم. عواميس الداخل السوري من تنظيمات ارهابية، ومن ما تسمى بقوّات سورية الديمقراطية(قسد)، وقوّات النخبة، وما يسمى بجيش الفدرالية لحماية مناطق سيطرة الكرد، هم أدوات للأمريكي في الداخل السوري، ومشاريع ناجحة لأستثمارات عرب روتانا الكاميكازيين(مش حتئدر تغمض عينيك)الداخلين في حلبة تنافس على الساحة السورية، في من يملك أكثر من ورقة، ليقول: (احم احم) أنا هنا..!؟ ويصرف ذلك في مجتمع مشيخته، ليظهر كصلاح الدين الأيوبي الثاني، فيغني شعب مشيخته له: أين الملايين أين الملايين أو نعدّهم؟ بخلت علينا الوالدات بمثلهم، قم يا صلاح وشاهد القدس التي حرّرتها يزهو بها الحاخام، فلعلّ سفر المجد يفتح صفحةً، ويطلّ يوم مشرق بسّام، وهنا يصدّق زعيم المشيخة العربية هذه نفسه، ويقوم ليفعل فعله ويشهر سيفه الخشبي، ويقع في الفخ السوري. بوضوح ودون لف ودوران، أكراد سورية بطبعة صهيو - أمريكو جندريّة، فحينما كانت الاشتباكات في عين العرب أصرّ الكرد على تسميتها كوباني، أما الإعلام الغربي فأبرز نساء مقاتلات في عملية استعراضية هوليوديّة، كان ورائها أمر واحد، هو شق المنطقة عن سورية بوسائل عدّة، منها تصنيع دور المرأة كقائدة، وأين في مجتمع قبائلي يزحف على شفتيه إلى واشنطن. وتكرّر الإخراج الهوليوديّ نفسه بتقديم مقاتلة كناطقة باسم قوات سورية الديمقراطية - قسد"بل بشمركة كرد سورية"، ثم تلاها جنرال العدو الأمريكي جوزيف بوتيل، المتسلّل لواذاً الى الشمال السوري الخارج عن سيطرة دمشق، ونحن لا اعتراض لدينا على دور المرأة وتمكينها في مجتمعها، ولكن إن كان موقعها القيادي حقيقي وليس إخراج هوليودي، لكسب الرأي العام الغربي، لتكريس اسرائيل ثالثة جديدة في سورية، وهو ما يشتغل ويعمل عليه اليسار الألماني خاصةً والتروتسك بشكل عام، ولا شك أن النسويات الغربيات سوف يهتفن له كثيراً، وكأنّهن هنّ  متحررات! كل هذا استثمار امبريالي في الكرد كأداة جيدة، لأنّ بها شبق الاستقلال وكره العرب، حتى لو باتجاه العمالة مثلاً.  ولا نضع الكرد كلّهم في سلّة واحدة وبوسم واحد، ولكنّ الكثير منهم لا جلّهم، وخاصة القيادات والكوادر، يتفجّرون حقداً وكرهاً على كلّ العرب، مع أنّ من قسّم كردستان ليس العرب، بل الغرب كاستعمار للجميع، الاستعمار قسّم العرب أيضاً ويزيد الآن من تقسيمهم، فيقسّم المقسّم ويجزّىء المجزّء، ويفتّت المفتّت، خدمةّ للكيان الصهيوني ثكنة المرتزقة، فأن يقوم ممثل كرد سورية، بافتتاح مكتبهم في باريس ويدعو برنار هنري ليفي، هذا يؤكد أنّ الكرد في علاقات مع الصهاينة(خمسة عقود من العشق الممنوع)وخاصة مع شخص دوره ضد كل شعوب العالم الثالث، انّه يا سادة عميل معولم، يسعى الى علاقات مع الجميع، والجميع من العواميس في الداخل السوري وبعض الساحات العربية الأخرى، يسعى لعلاقات رأسية وأفقية معه، فهو فوق تروتسكي بامتياز.
المعطيات والوقائع الجارية تتحدث بعمق، بأنّ باراك أوباما يستثمر في تفاصيل الوقت، لكي تمر فترة حكمه بسلام على الأقل بخصوص ايران وتداعيات تنفيذ الأتفاق النووي، والمسألة السورية والمسألة العراقيه والمسألة الليبية، وباقي المسائل والمنحنيات الساخنة، فهو مبدع باستراتيجية الأستثمار بالوقت، على مجمل العلاقات الدولية في المنطقة والعالم من الزاوية الأمريكية، وعلى طول خطوط العلاقات الروسية الأمريكية الغربية، فهناك حالات من الكباش السياسي والعسكري والأقتصادي والدبلوماسي والأمني الأستراتيجي تتعمّق بشكل عرضي ورأسي، وتضارب المصالح والصراعات على أوروبا والحدائق الخلفية للولايات المتحدة الأمريكية في دول وساحات أمريكا اللاتينية وحلفها، ومثيلتها الحدائق الخلفية للفدرالية الروسية وحلفها وعلى قلب الشرق سورية. اذاً الى حد ما ثمة تدهور في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين، استناداً إلى تدفقات الأخبار والمعلومات التي تكشف كل يوم الدور المتعاظم والمتزايد الذي تقوم به موسكو في مواجهة تحديات النفوذ والهيمنة الأمريكية. أعمق من الحرب الباردة والتي تبعث من جديد، بسبب ظهور الفدرالية الروسيّة وكومنولث الدول المستقلة، وظهور منظمة شنغهاي للتعاون التي جمعت بين الصين وروسيّا على طاولة موحّدة الأجندة، وعمل ومفاعيل وتفاعلات البنك الأسيوي الذي أعلن عنه الرئيس الصيني أواخر العام الماضي2015 م، حيث يتأسس عمله في الأقراض والأستثمار هذا العام 2016 م، حيث الأدراك الأمريكي لروسيّا الفدرالية والصين باعتبارهما مصدراً للتهديد والخطر، فخبرة العداء لأمريكا متجددة في الشارع الروسي والصيني، وتجد محفزاتها في الإرث السابق الذي خلفته الكتلة الاشتراكية والاتحاد السوفييتي، وتدرك العاصمة الأمريكية واشنطن أنّ التماسك القومي الروسي أكثر خطراً من التكوين الاجتماعي السابق الذي كان في الاتحاد السوفييتي وكذلك الحال في الصين، خاصة في الاعتبارات المتعلقة بالعداء القومي الاجتماعي التاريخي بين القومية الروسية والغرب والقومية الصينية والغرب أيضاً، وتتميز الدولة الروسية بالاكتفاء الذاتي وبوجود الوفرة الفائضة في كافة أنواع الموارد الطبيعية، وبالتالي يصعب التأثير عليها عن طريق العقوبات أو الحصار أو الحرب الاقتصادية والتجارية الباردة بالرغم من أن الحصار والعقوبات آلمتها، وهو موقف يجعل روسيّا أفضل من الولايات المتحدة الأمريكية التي تستورد كل احتياجاتها من الخارج الأمريكي، وانّ روسيّا قادرة على التغلغل في أوروبا الغربية عن طريق الوسائل الاقتصادية، وهو أمر سوف يترتب عليه احتمالات أن تخسر أمريكا حلفاءها الأوروبيين وغيرهم الذين ظلت تستند عليهم وما زالت، وانّ المسافة بين الفدرالية الروسيّة والولايات المتحدة الأمريكية، هي بضعة كيلومترات عبر المضيق البحري الفاصل بين ولاية آلاسكا وشرق روسيّا، أضف الى ذلك الى تملّك روسيّا كمّاً هائلاً من أسلحة الدمار الشامل لتحقيق التوازن في العالم وكبح جماح الثور الأمريكي وحلفائه المتذيلين بذيله، مع الأشارة أنّ المعلومات الأمريكية الاستخبارية حول موسكو غير دقيقة، بسبب قدرة الروس على التكتم والسريّة.
فكلا العاصمتين الأمريكية والروسية وحلفائهما تتبنيان مواقفاً متعارضة إزاء كافة الملفات الدولية والإقليمية الساخنة وغير الساخنة، وبالذات تلك المتعلقة بالشرق الأوسط وشبه القارة الهنديّة، والتوجهات الأمريكية الهادفة إلى عسكرة العالم، إضافة إلى بعض بنود التجارة العالمية، وقضايا حماية البيئة وحقوق الإنسان وأمن المعلومات واستخدامات هذه التقنيات، ان لجهة الأضرار بالأخرين سواءً على مستوى الدولة أو الأفراد أو الشخصيات الحكمية أو الأعتبارية(وهذا هدف أمريكا وحلفائها)، وان لجهة المساعدة والعمل الأيجابي لما يفيد الآخر سواءً كان دولة أو فرد أو شخصية اعتبارية أو حكمية(وهذا هدف موسكو والصين وحلفائهما). بعبارة أخرى، الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من الدول الغربية(كمحور)، تسعى الى استخدام الحرب الألكترونية ونظام أمن المعلومات الى التجسس الشامل على عمل الدول التي تشكل المحور الخصم الآخر والمتمثل في: روسيّا والصين وايران وجلّ دول البريكس والحلفاء في المنطقة، والأضرار العميق بها عبر حروب السايبر المختلفة.  وفي الوقت ذاته نجد أنّ موسكو وبكين وايران وباقي دول البريكس تستخدم تقنيات السايبر وأمن المعلومات، من أجل مكافحة الأرهاب ومكافحة التجسس والتجسس المضاد، ومنع الجريمة المنظمة بمفهومها الواسع، ومكافحة الأتجار بالمخدرات، وجرائم غسيل الأموال... الخ، بعكس المحور الغربي الأمريكي الآخر الذي يعمل جاهداً على تعميق الحروب والأرهاب، وشيوع الجرائم على أنواعها، فقط من أجل الحفاظ على طريقة ورفاهية حياة الأمريكي والغربي، وتسخير الشرقي والآخر لخدمته ورعايته، بدون أي وازع انساني أو أخلاقي. لا بل وتتحدث المعلومات، أنّ واشنطن وحلفائها يسعون الى تعميم انشاء مراكز أمن المعلومات في ساحات حلفائها من بعض العرب الذين يدورون في فلكها، امّا عبر القطاع الخاص كاستثمارات أو عبر القطاع العام الحكومي كمنح متحولة الى مراكز سايبر، كل ذلك عبر الشركات الغربية المتعددة الجنسيات واستغلال تداعيات العولمة، ليصار لوضع كافة الحلفاء والخصوم تحت المراقبة والتجسس، وهنا نلحظ دوراً اسرائيليّاً صهيونيّا جليّاً تماماً كالشمس في رابعة النهار في التشاركية الكاملة مع الأمريكان في منحنيات وكواليس حروب السايبر وأمن المعلومات.
وبفعل الدبلوماسية الروسية الجادة، والعقيدة العسكرية الجديدة للجيش الروسي، والدخول العسكري الروسي الشرعي الى سورية واحتمالات تواجد عسكري روسي في العراق، وهو ما دفع تركيا الى ارسال قوّة عسكرية الى العراق فيما مضى، وتعزيز تواجدها هناك بما فيه التواجد السايبري العسكري التركي بدعم من غرفة عمليات السايبر في الناتو بضوء أخضر أمريكي، وموافقة مشيخة قطر مع تحفظ سعودي سرعان ما تبدد الى موافقة على الدخول التركي، والعمل على تقسيم العراق بالتفاهم مع الكرد العراقيين الحلفاء مع أنقرة من شاكلة جماعة مسعود البرزاني الى ثلاث كيانات، وهذا ما كشفته بشكل جليّ وواضح المخابرات الروسية، لمواجهة النفوذ الأيراني والنفوذ العسكري الروسي المحتمل. تتحدث المعلومات، أنّ هناك استراتيجيات السايبر الأستخبارية، يجري تنفيذها بثبات وهدوء، عبر تعاون وثيق جاري على قدم وساق، بين أجهزة مخابراتية من مجتمع الاستخبارات الدولية وعلى رأسها الأمريكان من جهة، وأجهزة مخابراتية من مجتمع المخابرات الإقليمية وعلى رأسها المخابرات الأسرائيلية بينها أجهزة مخابراتية عربية من جهة أخرى، تستهدف المحور الخصم الآخر في العالم والساعي الى عالم متعدد الأقطاب وعلى رأسه الفدرالية الروسية والصين ودول البريكس، عبر استهداف أنظمة وشبكات الحاسوب، من خلال ضخ ملايين الفيروسات الرقمية، والتي من شأنها، تعطيل عمل أجهزة الحاسوب الخاصة، بالبرامج النووية السلميّة لهذه الدول الخصم، كما يتم استهداف أنظمة الطيران المدني والعسكري، من خلال تقنيات الوحدات الخاصة، بموجات الحرب الالكترونية، إن لجهة الطائرات المدنية، وان لجهة الطائرات العسكرية، كما يتم استهداف الأنظمة المحددة، بترسانات الصواريخ الإستراتيجية، مع استهدافات للعقول البشرية، واستهدافات للخبراء النوويين، والفنيين ذوي المهارات العالية، من علماء دول الخصم لأمريكا وحلفائها. وفي المعلومات الأستخباراتية أيضاً، تشهد منطقة الشرق الأوسط الآن، موجات من حرب الكترونية حسّاسة، وذات نطاقات شاسعة، حيث تم وضع إستراتيجية هذه الحرب الالكترونية، وأدوات نفاذها مع إطلاق فعالياتها، عبر تعاون وثيق بين المجمع الأمني الفدرالي الأمريكي، جهاز الأف بي أي، وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، جهاز المخابرات البريطاني الخارجي وبالتعاون مع جهاز المخابرات القطري وأجهزة مخابراتية عربية أخرى ومع جهاز الموساد الإسرائيلي، يترافق كل ذلك مع اتجاه دولي عميق بضرورة اعادة الجولان الى سورية ضمن التسوية السورية، فحسّ نتنياهو بذلك عبر موساده أنّ ثمة خازوق دولي يراد أن يلاط به، بجانب خازوق فشله في منع الأتفاق النووي مع ايران، وأراد أن يتقاطع مع نواة ثكنة المرتزقة"اسرائيل"، أنّ الجولان مع تل أبيب دون تسوية مع سورية، أفضل من السلام مع تسوية مع سورية ولكن دون الجولان، وبالتالي يريد استثمارات ذلك في الداخل الأسرائيلي، كون الأخير صار يتجه نحو يمين اليمين في كل شيء. الروس وايران اتفقوا على طول خطوطهم بشق قناة بحرية من بحر قزوين الى الخليج بمسافة تزيد عن ألف كيلو متر، فترسو موسكو على شواطىء المياة الدافئة وتصدّر نفطها وغازها الى كل من الهند والصين عبر منفذ آخر وقريب، فجاء مشروع الجسر المصري السعودي في جزء منه كرد على مشروع قناة بحر قزوين على الخليج، ولغايات مد أنابيب نفط وغاز عبره ليصل الى ميناء حيفاء المحتل في فلسطين المحتلة ثم الى أوروبا، بعد الفشل الذريع للمشروع الدولي البعض العربي المتآمر على سورية في سورية، ومشروع الجسر هذا ضرب لأقتصاد مملكتنا الرابعة عبر منفذنا البحري الوحيد. ومرةً ثانيةً نقول ونشرح: انّ تعين بكين مبعوثاً سياسيّاً خاصاً للأزمة السورية(شي شياو)السفير السابق للصين في ايران، يطرح أكثر من علامة استفهام تلحقها علامات تعجب على الشكل التالي: ...؟؟؟؟!!!!!. وهذا يقود الى أنّ الدور الصيني لا يتموضع في السياسي، بل وفي العسكري وفي معركة حلب تحديداً الآن، حيث الدور السياسي للصين كدور وسيط يقودها حكماً الى دور عسكري في الداخل السوري الى جانب دمشق وحلفائها، خاصةً اذا صدقت المعلومات التي تتحدث عن اعتراضات صينية وروسية عميقة في الكواليس على أدوار معاون ستيفان ديمستورا، السيد فولكر بيرتس الألماني وهو رجل المخابرات الألمانية في جنيفات المسألة السورية حتّى الان. الأمريكي والأسرائيلي ومعهما الغرب وحلفائهم من البعض العربي، والذي يعمل مثل الكومبارس لجوقة الأرهاب الأمريكي واستثماراته، متساوقون بعمق أنّ الأرهاب في سورية معارضة معتدلة، والمعارضة في اليمن ارهاب، وعلى الأسد الصامد أن يرحل في سورية، والرئيس الفار ببرقع النساء في اليمن أن يعود، والأمريكي يلعب بالورقة الكردية لأضعاف سورية المركزية، ولكنه لن يعطي الكرد شيئاً ملموساً على حساب تركيا في النهاية، فالله خلق الكرد ليكونوا كما يريدهم سادة العالم، وهم دائماً وأبداً يوافقون ويقعون في الفخ، لأنّ قياداتهم الأقطاعية والكمبرادورية لا تعادي سوى العرب والعرب فقط، الهدف ليس دويلة كردية بل الهدف اضعاف سورية. ولكي يدعم الكرد معالم ما تسمى بالفدرالية الكردية في الشمال السوري، كان لا بدّ لهم من تطهير الحسكة من معالم تواجد الحكومة المركزية السورية بجانب المؤسسات الأمنية(أحداث القامشلي الأخيرة فتّش عن الأمريكي والخليجي، وتحريك الجبهة في القامشلي كان قراراً دولياً وخليجياً عبر ما تسمى بقوّات سورية الديمقراطية، وقوّات النخبة التابعه للجربا احمد والمدعومة اماراتياً، ومن خلفها اسرائيل عبر الدحلان محمد). الهدنة بفعل الأمريكي وحلفائه وأدواته في الداخل السوري انهارت باستثناء حلب(ستالينغراد سورية)، ويبدو أننا بصدد هدنة ان شئت مصغرة مستثناة منها حلب، باتفاق واشنطن وموسكو للقضاء على داعش والنصرة هناك(هكذا يعتقد المتابع للوهلة الأولى)كل وحسب منطق رؤيته في الداخل السوري، لكنّ الحقيقة ليست هكذا، فبعد استعادة تدمر والقريتين الى حضن الدولة الوطنية السورية باسناد روسي عميق، تم العمل أمريكيّاً وتركيّاً وسعوديّاً وقطريّاً والى حد ما اماراتيّاً، على انهاء الهدنة وتدريجياً لتشتيت جهود الجيش العربي السوري العقائدي وحلفائه ولغايات تأجيل معركة الرقّة، حيث الأمريكي وجوقة حلفائه، يركز الآن جلّ جهوده على شرق سورية المتاخم للحدود مع العراق، فتم تحريك جبهات حلب وريفها، لكي يتسنّى لواشنطن وسلّة عملائها اعداد البديل الذي يمكن من خلاله تسلم المناطق التي يسيطر عليها داعش في شرق سورية، والذي يعتقد أنّه سيكون(البديل)من قوّات سورية الديمقراطية(ألم يقل الناطق باسمها طلال سلو أنّ واشنطن أقرب من دمشق لنا؟)، وما يسمى بجيش الفدرالية(مكونات عربية، وكردية، وأرمنية، وشركسية، بحسب أيهم شيخمو القيادي في حركة المجتمع الكردي الديمقراطي، وبحسب ريناس روزا المسؤول العام فيه)، وقوّات النخبة السورية التابعة لما يعرف بتيار الغد السوري برئاسة الجربا احمد، واشراف الدحلان محمد ومن خلفه ثكنة المرتزقة اسرائيل(ثمة دور اماراتي عسكري عميق في شمال وشرق سورية)، ومن الكرد وآلاف الشباب من العشائر العربية والتركمان(كصحوات مستنسخة عن النموذج العراقي)، كل ذلك لتشكل بمجملها كقوّات فصل عسكرية كي يصار الى تقطيع أواصر الحلف السوري الأيراني العراقي. وتأسيساً على الأنف ذكره، ومنعاً للخلط الأمريكي المقصود في تكوين سلال وحملات اعلامية، واساءة للدور الروسي العسكري في سورية والذي يستعيد زخمه كما بدأ أول مرة، يبدو أننا أمام عودة حقيقية لما يعرف بالأسناد الجوي الروسي الى المستوى الذي كان عليه قبل الهدنة، كونه ثمة قرار سوري روسي وحلفائهم في الحسم العسكري، وأي مسارات سياسية حالية ولاحقة ستوظف لغايات استكمال الحسم العسكري، وثمة ادارة سياسية للحرب للقضاء على جلّ الأرهاب، بعدها يصار الى حل سياسي يكرّس من سورية النسق السياسي والنظام والرئيس الأسد مفتاح المنطقة، هكذا تقول المعادلات الرياضية. ففي سورية جيش واحد هو الجيش العربي السوري العقائدي، ومصير ما يسمى بجيش الفدرالية الكردية، وقوّات سورية الديمقراطية، وقوّات النخبة في سورية التابعه لما يسمى تيّار الغد، المدعوم اماراتيّاً واسرائيليّاً عبر دحلان، بجانب كل الأستطالات والتورمات السرطانية المليشياوية التي فبركها الطرف الثالث بالحدث السوري، وجعل منها أذرع وظيفيه له, مصيرها الى زوال ومتاهات الزوال نفسه. ويبدو أنّ واشنطن قد قررت الذهاب وبعيداً في سلّة من الأقتراحات العملية، وتحت عنوان عريض تكمن فيه تفاصيل التفاصيل وهو: الأرض لمن يحررها ضمن منطوق القاعدة العملياتية التالية: ما لروسيّا لروسيّا وما لأمريكا لأمريكا، والسؤال هنا: هل هو التقسيم لمنطق النفوذ الأمريكي الروسي في الداخل السوري؟ أم أنّ الأمر أبعد من كل ذلك؟ أحسب وأعتقد أنّ أي مقترح على هذا الشكل يعقّد الأزمة السورية أكثر مما هي معقدة، ويعد ترجمة فعلية لتقسيم سورية الى دويلات(لا قدّر الله). العرض الأمريكي الذي قدّمه إلى الجانب الروسي حول كيفية تنسيق الجهود لتثبيت وقف العمليات ينطوي على نية واضحة، ويقود إلى تثبيت تقسيم سورية نفوذاً في الجغرافيات السورية، جغرافيات خاضعة للرقابة الحصرية الأميركية، وأخرى خاضعة للرقابة الروسية، هذا وقد حذّر من ذلك مسؤول لجنة الأمن في مجلس الدوما الروسي، الذي قال صراحةً أن تجارب سابقة قائمة على مبدأ تقسيم مناطق النفوذ التي حصلت بعد الحرب العالمية الثانية، وأشار إلى تقسيم ألمانيا، لم تكن تجارب ناجحة، الأمر الذي يؤكد أنّ هدف الأميركيين من هذا الاقتراح هو تقسيم سورية، فهل توافق الفدرالية الروسية على ذلك؟ حسب المعطيات الراهنة والقراءات المختلفة لا، ولا كبيره بحجم المحيط الأطلسي.
mohd_ahamd2003@yahoo.com

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz