Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 26 نيسان 2024   الساعة 01:27:55
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
بعدما فقد رصيده.. إردوغان يستنزف رصيد تركيا .. بقلم: بديع عفيف
دام برس : دام برس | بعدما فقد رصيده.. إردوغان يستنزف رصيد تركيا .. بقلم: بديع عفيف

دام برس:

ذاب الثلج وبان المرج؛ إردوغان، الرئيس التركي ليس طيباً وليس رجباً؛ ظهر على حقيقته عارياً من كل القيم والأخلاق والفضيلة التي حاول دهراً أن يسربل نفسه بها؛ كلُّ ما رفعه هذا الرجل من شعارات وما طرحه من أفكار ومشاريع ذهب  أدراج الرياح، بل، وتحوّل شواهد على نفاقه وكذبه.. وكل ما نعت به خصومه ـ أكثرهم أصدقاؤه السابقون الذين غدر بهم ـ عاد ومارسه بغاية القبح والسوء، ودون أدنى درجة من احترام الذات او الكرامة الشخصية؛ الحريات، الديمقراطية، الشفافية، نظافة الكف.. ثم التحوّل إلى القمع، التنكيل، اتهام الآخرين، والمكايد ضد الخصوم وإلغاء الرأي الآخر، والأهم "النفاق" الإردوغاني الذي يضرب "جوهر إسلام" أردوغان بالصميم؛ إنه جنون العظمة أم الطمع أم حبّ الذات، أم قلة الوفاء أم الغرور... سـمّه ما شئت!!

الرئيس التركي استهلك رصيده كلّه؛ السياسي والشعبي، إنجازاته الداخلية والخارجية؛ علاقاته الداخلية والخارجية، الإقليمية والدولية، وتمكّن باقتدار من تحويل نظرية "صفر مشاكل مع الجيران" إلى "صفر علاقات مع الجيران والعالم"؛ إردوغان خسر صديقه الرئيس السابق عبد الله غُل والداعية فتح الله غولن وغيرهما الكثيرين ممن حملوه إلى الحكم؛ إردوغان خسر سورية والعراق ومصر ولبنان وإيران وروسيا واليونان و بالطبع أرمينيا.. والآن الولايات المتحدة التي بدأ يصوّب عليها سهامه لأنها لم تخُض حروبه عنه؛ حاصر إردوغان نفسه وحاصر بلاده بسياساته العقيمة الغبية المتعجرفة، وكان ذلك واضحاً في جولته الأخيرة في أمريكا الجنوبية حيث لم يتسع صدره أو صدر مخابراته وحرّاسه لصراخ مواطنة بسيطة من الإكوادور جاءت تنتقده فضربوها وأسقطوها وهشّموا وجهها في بلادها.

ذات يوم، تخوفت كاتبة تركية من أن تركيا فقدت أجزاء كبيرة من مستعمراتها في الحرب العالمية الأولى، أي قبل مائة عام.. وتخوفت الكاتبة أن تقود سياسات إردوغان الرعناء الحالية إلى تفكيك تركيا وتقسيمها؛ هل كان هذا وهمٌ كبير، أم أنه بات اليوم حقيقة ماثلة ، وتركيا تتراجع في السياسة والاقتصاد والأمن والاستقرار، لاسيما مع السياسات الطائفية التي يمارسها إردوغان ضد أكثر من نصف الشعب التركي، والعمليات العسكرية التي تقتل وتشرّد السكان وتستبيح الأملاك والأعراض في مدن جنوب تركيا؟!

ويمثل اجتماع "المنحوس وخائب الرجا"، آخر نسخة من نكبات إردوغان، إذ يلتقي مع المعتوه السعودي على أمرين، يعكس الاتفاق عليهما الفشل والخيبة وقلة الحيلة والارتباك، بل وقلّة الإدراك؛ التدخل البري في سورية ولومُ الولايات المتحدة المتقاعسة عن خوض حربهما ضد دمشق.. وكأنهما لا يلتفتان إلى موقع دمشق في العلاقات مع موسكو وطهران، ولا إلى الدعم الروسي لحليفتها، الذي تهابه واشنطن؟!

إردوغان انتهى منذ زمن واستهلك رصيده كلّه، وبدأ استهلاك رصيد بلاده وسمعتها وطاقاتها.. ولا أدلّ على قرب نهايته من عودته ليشرب من الكأس التي بصق بها ذات يوم، ويطلب من صديقه القديم ـ عبد الله غُل ـ الذي هزّأه واتهمه بالجبن ذات مرة، أن يتوسط لدى منافسين آخرين في حزبه، حزب "العدالة والتنمية" كي يتراجعوا عن ثورتهم ضد إردوغان؛ ذلك الانشقاق الحزبي هو مؤشّر بداية النهاية لسقوط إردوغان المدوّي..؟!

 المصدر : محطة أخبار سورية

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz