دام برس:

لقد تعِبَ الدين فينا وتشتّتْ ، من غدرِ الغادرين به والمخادعين له ، ولعلنا لم نقرأ القرآن يوماً ، و لم نفهمْ آياتِهِ المُحكمات  . ألم يحذرنا الله مراراً من هؤلاء الذين يستخدمون الدين لأسبابٍ وجوديّةٍ تجعلهم مسيطرينَ على رقاب السذَّجِ السفهاء باسم المذهب الواحد والانتماء الواحد هذا المكذوب الضال المخادع ؟ 

انظر إلى قولهِ تعالى فيهم : (الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) ما دامَ اللهُ يعلم مَنْ هُم هؤلاءِ ، ويحذّرُ منهم ، فما بالُ الغباء الديني المذهبي الذي يندمجُ معهم ، ويحالفُهم لقتلِ أبناءِ العروبةِ من المسلمين الشرفاء . لعلي لم أستطعْ أن أفهمَ طبيعةً هذه العقولِ الجامدةِ التي تَسمعُ كلام هؤلاء فتخرّبُ بيوتها بأيديها ، وتدمّرُ حضارتها التي هي أقدمُ من هذه الحثالةِ التي انتسبتْ إلى الدين  كذباً وإلى المذهبِ خداعاً .

فالاتحادُ الحقيقي حصل بين ثلاثِ قبائلَ يهوديّةٍ تبخرتْ في الجزيرة العربيّة باندماجها مع هؤلاءِ الأعرابِ ليعلنوا بعدها أنهم عربٌ مسلمونَ ،أفلا يفهمُ الأغبياءُ أن جيشَ الإنقاذ الذي أُرسلَ لإجلاء أهالي قرى فلسطين هو داعشٌ ذاتُهُ وأنَّ الذي يقتُلُ العربَ في كل الأمصارِ هو أعرابيٌّ حليفُ الغرب وحليف اليهود ؟  أم على قلوبٍ أقفالها ؟  ألم تسأل ( ميركل ) لماذا لا يهاجرُ المهاجرون العربُ إلى جزيرة العرب ؟ أم هي ساذجةٌ أيضاً ولا تعرفُ أن مليونَ وحدةٍ سكنيّةٍ في جزيرةِ العرب خاليةٍ من السكان ولا يريدون  لعربيٍّ أن يسكنَ فيها .

ألا تعلمون أن الأعرابَ جوّعوكمْ حينما أهدوا نفطكم للغرب ؟ ألا تعلمون أنَّ شعارهم الضّمني يترددُ في أعماقهم نيّة وعملاً ( العربي الجيّد هو العربي المقتول ) فلا تجعلوا الغربيَّ يتَّهمكمْ بالغباءِ حيناً وبالسّذاجة حيناً وبالجهل أحياناً حتى يقول أحدهم لسائله : ( سنجعلُ لهمْ ديناً يناسبنا ) فهل أنتم عبيدٌ لله العالِم الخبير أم عبيدٌ للأعراب وللغرب الذي فتك بكم عبرَ قرنٍ خلا فشتّت نسلَكمْ ، وقطعهُ وشوّه الدين في صدوركمْ فقطعَ صلتكم بربِّ العالمين .

شاعر وكاتب عربي فلسطيني سوري