Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 22:16:33
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الهروب الى القيم .. بقلم: اياد ابراهيم
دام برس : دام برس | الهروب الى القيم .. بقلم: اياد ابراهيم

دام برس:

سامحونا .. إن تجمعنا كأغنام على ظهر السفينة وتشردنا على كل المحيطات سنيناً .. وسنيناً لم نجد ما بين تجار العرب .. تاجرا يقبل أن يعلفنا .. أو يشترينا .

لم نجد ما بين جميلات العرب .. امرأة تقبل أن تعشقنا .. أو تفتدينا لم نجد ما بين ثوار العرب ثائراً .. لم يغمد السكين فينا .. لا أعرف ما هي الأحداث أو الأفكار التي دفعت الشاعر الكبير نزار قباني إلى استقراء هجرة السوريين لدرجة تصويرهم قبل أربعين عاماً يركبون البحر هرباً بما تبقى لهم من كرامة، لكن الواضح نزار يوقن أن السبب هم العرب اللذين أغمدوا جميعاً سكاكينهم في جسدنا السوري، وهذا ما حدث ولا يزال .

معه حق نزار في كل ذلك، فقد بات حديث المجالس كله عن الهجرة والسفر، عن الماء والكهرباء عن تكاليف المعيشة عن رب العائلة الذي يقف عاجزاً أمام تأمين مستلزمات الحياة الأساسية لعائلته، عن تردي الخدمات وكثرة المنغصات التي ترافق الحرب عادة، لكنها اختلفت باختلاف هذه الحرب، وباتت أشد وطأة.

من لم يكن مقتنعاً بالخروج من سورية، بدأ يبرر لنفسه بالعجز أمام حاجات الحياة، بدأت عمليات الهجرة واللجوء الإنساني للكثير من الشبان والشابات متحدّين الموت حاملين ارواحهم بأيديهم يرون في أوروبا الملاذ الوحيد لهم. بدأ التجار تجارة أخرى، أصبح السوري الوجبة التي ينقض عليها الوحوش في الخارج بعد هروبهم من وحوش الداخل من ارهابيين وفاسدين، في لبنان في تركيا افتتحت محلات مخصصة، محلات "تقص الذهب " كما يقال بالعامية تتاجر بسلامة السوريين وحياتهم ونجاتهم من الغرق .. ! لكن (وبعيدا عن مناقشة مبدأ الهجرة بحد ذاتها بين الخطأ والصواب) .

لماذا الهجرة الى أوروبا .. لماذا لا يهاجر السوريون الى الدول العربية، إلى دول الخليج الثرية، والتي أغرقت الأمم المتحدة بالدموع وهي تبكي على الشعب السوري، من الأقرب في الجغرافيا واللغة والدين .. ؟

أليس العرب أحق بعقول السوريين المهاجرة من غيرهم وهم من موّل وانضوى في مؤتمرات أطلق عليها اسم "أصدقاء سورية" ..؟

أحد المسبحين بخرافة نظام بني سعود لم يرَ في السوريين المهاجرين عقولاً، بل رأى أنهم "أناس آخرين من بيئة أخرى من مكان آخر لديهم مشاكل نفسية وعصبية أوعندهم Trauma .. ولا يمكن أن ندخلهم في مجتمعاتنا ..!

" حقيقة لم أعرف ماهي الـ Troma لكني متأكد أنها ليست ممنوعات لأن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لم تعترض على من يحملها من المهاجرين السوريين وهي تدعو دول أوروبا الـثمانية والعشرون الى فتح مجالات السفر بالطائرات والقطارات أمام ثلاثة ملايين لاجئ سوري، مبدية استعداد بلادها لاستقبال مليون لاجئ على أن تستقبل بقية الدول الباقي. قيل "ميركل توعدت عرب الخليج أن الأوروبيين سيخبرون أحفادهم يوما عن هروب اللاجئين الفلسطينيين والسوريين عبر مراكب الموت الى أوروبا على الرغم أن مكة وأرض المسلمين اقرب اليهم، وانهم سيحكون لهم يوماً عن هجرة الصحابة الى الحبشة التي فيها حاكم نصراني لا يظلم عنده أحد".

لا أعرف ان كان هذا قول ميركل أم قوّلها إياه أحد ما، لكني متأكد أن ميركل وجميع الأوربيين يسعون لاستعادة شباب أوروبا "القارة العجوز" بدماء وعقول خيرة أبنائنا وشبابنا واساتذتنا واطبائنا، فهم يعلمون أن من خلق أوروبا هم السوريون، ومن يمكنه خلقها من جديد هم أيضا السوريون. ويبقى السؤال .. لمن كان يعتذر نزار ويقول "سامحونا " ..؟

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz