Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 26 نيسان 2024   الساعة 01:27:55
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
أزمة .. الحرب على سورية .. بقلم: اياد ابراهيم
دام برس : دام برس | أزمة .. الحرب على سورية .. بقلم: اياد ابراهيم

دام برس:

باتت الصفة التي تطلق على ما يحدث في سورية منذ خمس سنوات تقريباً مثار جدل في الأوساط الإعلامية، فالمصطلح السائد حتى اليوم في معظم وسائل الاعلام العربية والعالمية والمحلية (للأسف) هو "الأزمة السورية".
وفي حقيقة الأمر، فإن مايحدث في سورية هو "حرب" سواء كانت بالوكالة أم بالأصالة، وإلا ماذا يدعى احتلال مناطق ومدن بكاملها من قبل مسلحين، الفرق الوحيد بينهم وبين جنود الاحتلال هو في الشكل واللباس والراية التي يرفعون، وكيف يمكن وصف استخدام المدافع والدبابات والصواريخ من قبل هؤلاء, بالأزمة أو بالأحداث ..!
واذا لم يكن اطلاق قذائف الهاون على المدن السورية، وقنص المارة بأحدث الأسلحة حربا فماذا يكون؟
وإذا لم تكن عملياتهم الانتحارية لاقتحام مواقع الجيش السوري عمليات حربية فما هي اذا ؟
واذا لم يكن قطع طرق امداد الجيش السوري تكتيكا حربياً، فماذا يكون، وماذا يمكن ان نسمي غرف كغرفة "موك" مثلاً، هل هي غرف لتنسيق الدعاء الى الله، أم هي مراكز قيادة المعارك الحربية المعادية ..؟

إن استخدام أي مصطلح لتوصيف ما يحدث في سورية غير مصطلح "الحرب" هو اعتداء على دماء الشهداء وتضحيات السوريين الذين عانوا ولا زالوا يعانون على جميع الصعد في مواجهة الإرهاب الذي يعتدي منذ سنوات على حياتهم .

فالأزمة مهما بلغت والأحداث مهما عتت، تبقى أقل بكثير مما يحدث، فالأزمات لا تدمر البنى التحتية للبلاد وان عطلتها، والأزمات لا تخلف عشرات آلاف الشهداء وان خلفت اصابت او جرحى، والأزمات لا تحتل مدنا بقوة السلاح الثقيل وان احتلت ساحات ومرافق.

إن تحليل الواقع السوري يظهر أن عبارة أزمة هي جزء ضئيل جدا من الحقيقة، والحقيقة ان ما يحدث في سورية هو حرب كونية خلقت أزمات عديدة، واختلقت أحداث بصور مختلفة لتحقق غايتها باسقاط الدولة السورية القائمة واستبدالها بدولة خنوعة تسبح في فلك الولايات المتحدة الأمريكية، أو تدمير سورية وجعلها عاجزة عن لعب دورها الوطني، فهناك أزمة سياسية، وأزمة اقتصادية، وأزمة أخلاقية، وأزمة فكرية، وأزمة سكانية، وأزمة تشريعية، وأزمة أمنية، ولكل أزمة تفرعات ترقى الى سوية أزمة قائمة بذاتها.
هذه الأزمات جميعها نتجت عن الحرب الدائرة على الأرض السورية والتي تهدف الى النيل من موقف وكيان الدولة الوطنية، حرب تعمل وتستمر إلى اليوم بفعل جهد دولي لم يسبق له مثيل في التاريخ دون مبالغة، إذ رصدت هذه الدول مئات مليارات الدولارات تنفقها في التجنيد والتسليح وشراء الذمم والولاءات وتصنيع المواقف الشعبية والسياسية وإضرام الحرائق وخوض المعارك وتشكيل العصابات والجماعات المسلحة بأسماء وأشكال تتبدل وفقا لخطط ترسمها غرف حرب حشد فيها جموع من الخبراء النفسيين والعسكريين وخبراء الاتصال والتواصل انتشرت على محيط البلاد من جميع جهاتها حتى من السماء عبر الأقمار الصناعية، كل ذلك بهدف الغاء تأثير سوريا في محيطها الجغرافي وانهاء دورها وطنيا وفكريا وسياسيا واقتصاديا واخلاقيا وديموغرافيا وأمنيا.
فهي إذاً حرب على سورية أنتجت متعمدة جملة من الأزمات بهدف القضاء على الدولة السورية.

على الرغم من كل ذلك، لا تزال صحف محلية، وقنوات وطنية، تضرب بعرض الحائط كل تلك الدماء وكل ذلك الدمار، وتعود لتبسط الأمر واصفة اياه "بالأزمة"، حتى غدا البحث في استخدام المصطلح المناسب لوصف ما يحدث في سوريا بحد ذاته أزمة تثير سجالا.
وربما كانت "ثالثة الأثافي" انخراط من اصطلح على تسميتهم بالمحللين السياسيين في هذه الأزمة، فعدد قليل منهم ينصف ما يحدث في سورية بوصفه بالحرب، فيما يعمد آخرون الى التنويع، فيعتقدون أن استخدام المصطلحات كلها ربما يشكل مخرجا يعفيهم من حرج التفسير.

لا نزال رغم كل هذه الدماء وهذا الخراب ننساق مع صخب الإعلام المعادي وهو يسلبنا حقوقنا في الدفاع عن مواقفنا وقضايانا، عبر تسويق مصطلحات تضعنا في خانات سرعان ما نندم لانجرارنا اليها، هم أرادو ان تكون أزمة لا حرب، لان الأزمة تنشأ بين صاحبي حق اختلفا في وجهات النظر، ما يبرر لهم الوقوف مع احد الطرفين، ونحن علينا أن نصر على وصف الحقيقة بأنها حرب واعتداء قامت به دول بطريقة مختلفة.
إنها "حرب" و"اعتداء" وحسب ..!

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz