Logo Dampress

آخر تحديث : الثلاثاء 23 نيسان 2024   الساعة 20:18:56
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
هل يمدّ أردوغان يده الى الأسد ؟ بقلم: نبيه البرجي
دام برس : دام برس | هل يمدّ أردوغان يده الى الأسد ؟ بقلم: نبيه البرجي

دام برس:
في امسية على ضفاف دجلة، قال لنا عبد الوهاب البياتي «حين يروي لك العراقي نكتة لا تدري اتجهش في الضحك ام تجهش في البكاء».
قال ان السبب هو «ميتولوجيا الانهار». في مصر حيث المواويل الجذلى، يفيض النيل في شهر اذار حاملا معه الطمى والخير الى الفلاحين الذين يرقصون على الضفاف، وحتى الفراعنة كانوا يرقصون، اما في العراق فيفيض دجلة في تموز، ويخرّب المحاصيل. ينتحب الفلاحون وينتحب معهم الملوك، منذ المرثيات السومرية الكبرى وحتى اليوم..
ما ينطبق على العراقيين ينطبق على الاتراك، مع ان ارضهم تضج بالخيرات. هكذا خلقهم الله ومعهم تلك «التكشيرة المقدسة» بحسب وصف يشار كمال. لا لغة لديهم سوى السيف وسوى الشاربين اللذين يدور حولهما التاريخ. الآن، رجب طيب اردوغان جعل الاتراك يضحكون...
الصحافي جنكيز تشاندار تحدث عن «استراتيجية الشيشكباب». ثمة صحافي آخر ويكتب عن رقصة الدراويش حيث يسقط الراقصون مغشيا عليهم ودون ان تدري ما اذا كانوا قد سقطوا من شدة الاعياء ام من شدة الانتشاء...
على مواقع التواصل الاجتماعي رسوم كاريكاتورية للسلطان الذي يمتطي ظهر دجاجة بعدما كان قد اوحى لبني قومه بأنه يمتطي صهوة الحصان الذي لن يتوقف عند اسوار دمشق وبغداد بل سيصل الى اسوار القاهرة والرباط و ربما الى فيينا حيث لا يزال صهيل الخيول العثمانية عالقا على ابواب المدينة.
لا بأس ان تقرأ في احدى المدونات هذا السؤال «هل يمد اردوغان يده ثانية الى بشار الاسد؟». ظل يلعب بكردستان العراقية حتى كادت تقوم على حدوده كردستان السورية التي لا تفصلها سوى الاسلاك الشائكة عن كردستان التركية التي تعني ثلث مساحة «السلطنة» الاكثر ثراء بالمياه، وهي الاحتياط الاستراتيجي لبلد على تخوم الصحارى..
الاتراك الذين كتبوا عنه والذين راحوا يخترعون النكات على الطريقة المصرية، لا على الطريقة العراقية، يذكرّون بأنه طرح نفسه، منذ الدرع الصاروخية، على انه رجل اميركا في الشرق الاوسط، وراح يتصرف في سوريا وفي العراق وفي مصر على هذا الاساس، قبل ان يكتشف، وبعد فوات الاوان، ان الاميركيين الذين اقفلوا الباب العالي منذ الحرب العالمية الاولى لا يقرون بأن هناك بابا عاليا في المنطقة سوى ... اميركا.
وحين كان المرشد الاعلى لـ«الاخوان المسلمين» يقول لبعض المقربين «الآن المجلس الوطني السوري في اسطنبول وغدا المجلس الوطني السعودي».
الذين كتبوا عنه قالوا انه «صنيعة الخيال». كأي سلطان من سلاطين ايام زمان يعتبر ان باستطاعة حصانه ان يصل الى المريخ لو شاء، ودون اي اعتبار بأن العالم تغيّر كثيرا، وبأن اميركا هي التي ترسم الادوار مثلما ترسم الحدود، وغالبا ما ترسم الاشخاص...
المقربون منه يتحدثون الآن عن «الخنجر الكردي الذي في الظهر» بل وفي القلب ما دام هناك اكثر من 15 مليون كردي في تركيا اظهروا انهم موجودون او انهم عادوا الى الوجود من خلال صناديق الاقتراع. وها ان كردستان السورية تتشكل، وعلى حدوده، ماذا عن كردستان التركية؟
مرة اخرى، انه المهرج و ينفخ في الابواق، يحذر من تفكك السلطنة. هذا لم يعد ينطلي على اي من الاتراك الذين طالما حذروه من العبث بالخارطة العراقية وبالخارطة السورية. العبث المذهبي والعبث الاتني قبل ان ترتد كل الرياح عليه ليغدو في مهب الريح...
اردوغان الذي طالما تعاطى بسخرية، واحيانا بخراطيم المياه او بالبنادق الرشاشة، مع المعارضين هو من يقف الآن وراء القضبان ويحاول ان يعقد صفقة، اي صفقة، مع احزاب المعارضة، لا سيما الحركة القومية التي لا تعترف البتة بوجود قضية كردية، وحتى بوجود الاكراد. ماذا ستكون ردة فعل عبد الله اوج الان الذي تطفو زنزانته فوق مياه مرمرة؟
ينصحونه، وبسخرية، بأن يذهب الى دمشق ليس على صهوة الحصان وانما سيرا على الاقدام للاعتذار من السوريين على ما فعلت يداه في بلادهم. من يصدق انه يستطيع ان يغسل يديه من تنظيم الدولة الاسلامية، وهو الذي، كأي سلطان عثماني اخر، يطرب لقطع الرؤوس؟
اذا كان صادقا مع نفسه، ولطالما استخدم خياله كما يستخدم وحيد القرن خياله، عليه ان يقول للاتراك ما قاله شارل ديغول للفرنسيين ذات يوم، مع الفارق في القامة وفي الدور، وداعاً والى... الظل.
لكن اردوغان يصر على مسلسل الحماقات. آخر طروحاته الدخول الى سوريا. من ينتظره هناك؟

الديار

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2015-07-03 16:48:21   فَــشَـــر !
يد خبيثة صهيونية يُعانق ويُصادق بيده ويَغدر بإسته . واللوم كل اللوم والعتب على الذين ما زالوا يمدُّون إيديهم ليصافحوه ويستقبلونه . يدٌ قذرةٌ نجسةٌ ... أصلُها ذراع الذئب الأشهب ... لا تنظفها البحارُ السبعة ! بل لا يُطهِّر لمسَها استلامُ الحجر الأسود في ركن الكعبة .
د. محمد ياسين حمودة  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz