دام برس:

إذا ساورتكم الشكوك باستقلالية جريدة الحياة "السعودية " فلتقرؤوا مقالات كتّاب أعمدتها حول الحرب التي شنتها مملكة القهر والإستبداد على 25 مليون يمني !!

ونعني هنا حصرا الكتّاب السعوديين المتحدرين من أصول لبنانية أمثال غسان شربل وراغدة ضرغام ، فهؤلاء يزايدون حتى على الكتّاب السعوديين الأقحاح أبا عن جد !!

مامن مناسبة إلا ويصر الكتّاب المتحدرين من أصول لبنانية على استقلالية جريدة الحياة والحرية المطلقة التي يتمتع كل من يعمل فيها بالتعبير عن رأيه دون أي ضغوط من حكام أل سعود !

أكثر من ذلك يستغبينا البعض من هؤلاء الكتاب إلى حد الزعم أن جريدة الحياة لبنانية يملكها أمير سعودي لايتدخل في سياساتها ولا في آراء كتابها !!

ومن يشكك بهذه المزاعم فليقرأ مقالات الكتّاب السعوديين المتحدرين من أصول لبنانية ، والبعض منهم قد يكون متعدد الجنسيات فيحمل أيضا جنسية أمريكية ليثبت انه أمريكي الهوى والإنتماء السياسي !

ليس مهما هنا الدفاع عن حرية الكاتب في الصحف السعودية لأنه يشبه تماما الدفاع عن حرية الكاتب في الصحف المعادية لها ، وبعبارة أخرى أن من يكتب في صحيفة سعودية ويدافع عن سياسات مملكة القهر والإستبداد ، والتي يصفها الكثير من الكتاب الغربيين بأنها الديكتاتورية الأشد ظلامية في التاريخ الإنساني إنما يفعل ذلك اما بسبب المال الوفير او بسبب كرهه الشديد لكل من يعادي إسرائيل .. أو الإثنين معا !!

لنأخذ كمثال مقالتين لسعوديين يتحدران من أصول لبنانية حول تصقيقهما لعاصفة الحزم ضد الشعب اليمني الأولى لغسان شربل والثانية لراغدة ضرغام لنكتشف مدى مايمكن أن يصل إليه التزلف المقيت لنظام مملكة القهر والإستبداد التي لا مثيل لها في تاريخ البشرية حتى الآن !!

برأي الإعلامي السعودي شربل فإن "عاصفة الحزم" هي عملية لتصحيح التوازنات التي اختلت في المنطقة ..  والمسألة أكبر بالتأكيد من الحوثيين وشعاراتهم، وأكبر أيضاً من مرارات الرئيس علي عبد الله صالح وحنينه إلى القصر، المسألة رسالة صريحة ومدوية موجهة إلى إيران .. إننا أمام صفحة جديدة.. ما بعد «عاصفة الحزم» ليس كما قبلها سواء في اليمن أو في مسارح أخرى فإما مواجهة مفتوحة لرسم حدود الأدوار بالدم وإما قبول بتصحيح التوازنات لفتح باب التفاوض حول ترتيبات الأمن والاستقرار في الإقليم".

يقولها الكاتب السعودي  المتحدر من أصول لبنانية غسان شربل بصراحة فجة : عاصفة الحزم ستضع حدا للتمدد الإيراني !!

وكانت الإعلامية السعودية راغدة ضرغام أكثر تزلفا لأسرة آل سعود فأكدت أن عملية «عاصفة الحزم» في اليمن سجلت موقفاً خليجياً، بمبارَكة أميركية، من التطاول الإيراني على الحدود السعودية عبر انقلاب الحوثيين على الحكومة الشرعية في اليمن .. الخ

وتسرح ضرغام في أوهامها وكأن مملكة القهر والإستبداد قوة ساحقة وماحقة لاقبل لأحد بالوقوف أمام جبروتها قتتخيل الأتي : "المهم أيضاً أن يكون لدى قيادات «عاصفة الحزم» تصور يتعدى اليمن من ناحية الإفرازات والتداعيات الإقليمية في وجه الردود الإيرانية في العراق وسورية ولبنان وليس فقط اليمن" !!

هذه الكاتبة السعودية التي لاتخقي حقدها على كل من يقاوم إسرائيل ويعادي أمريكا "تتشوّق" للخطوة التالية وهي قيام قيادة عاصفة الحزم بإلحاق هزيمة ساحقة وماحقة أيضا بقوات حزب الله في لبنان والجيشين العراقي والسوري بالإضافة إلى الحرس الثوري الإيراني في الدول المعادية للسعودية !

لاحظوا أن أمثال هؤلاء الكتاب السعوديين المتحدرين من أصول لبنانية لايرون سوى بعيون حكام آل سعود فهم قرروا سلفا أن محاربة انصار الله في اليمن وحزب الله في لبنان ، والجيش السوري وايضا العراقي هو محاربة للتمدد والتطاول الإيراني على مناطق النفوذ السعودي وكأنّ لبنان والعراق وسورية واليمن دول فاشلة منزوعة السيادة كانت تدور في الفلك السعودي قبل أن تتحول إلى الفلك الإيراني !

هل صادفتكم مثل هذه السذاجة والتفاهة والبلاهة في التضليل الإعلامي من قبل ؟

ونسأل كتّاب صحيفة الحياة "الحرة المستقلة"المتحدرين من أصول لبنانية : وماذا عن التمدد والتطاول الإسرائيلي في المنطقة الذي شمل جميع الدول العربية باستثناء محور"المقاومة " ؟

بل لماذا لم نسمع تعليقا من هؤلاء عن الترحيب الإسرائيلي بعاصفة "الحزم" ضد  من يعلن أنه عدو لإسرائيل وأمريكا ؟

وماذا سيكون رد هؤلاء لو أن الفلسطينيين اعتبروا ماجرى سابقة "حميدة" فطالبوا بتكوين تحالف عربي وشن عاصفة حزم ضد إسرائيل لوضع حد جذري لتمددها وتطاولها في المنطقة المستمر منذ أكثر من نصف قرن من الزمن ؟ 

لقد نطق السعودي غسان شربل بالحقيقة دون أن يدري : ما بعد «عاصفة الحزم» ليس كما قبلها ..

نعم .. عاصفة الحزم هي بداية نهاية مملكة القهر والإستبداد والديكتاتورية الأكثر والأشد ظلامية في التاريخ البشري ، وبالتالي فهذه العاصفة ستقلع آل سعود من جذورهم .. إلى الأبد!!