دام برس:

مقدمة الجزائري الذي يحب اليمن.. اليمن يحترق، والحرب أعلنت من السّماء، والقائمة قتلى وجرحى،  والكتابة عن الحرب وفي الحرب، تجلب الأعداء والأصدقاء، وحين يتعلق الأمر بين السعودية وإيران، فرسم المشهد بصدق وأمانة هو المطلوب، والابتعاد عن مايريده هذا ويطلبه ذاك هو المرجو من العاقل المثقف. حاول أن تساهم في إطفاء النار بقدر إستطاعتك، فلا تجعل نفسك حطبا لها، فقد تحرقك وتحرق البيت الذي يبعد عنها بكثير، لذلك كتبنا هذه الأسطر العاجلة، دون تأجيلها.. 

لماذا يطرد اليمن من مجلس التعاون الخليجي؟..  السعودية إلى الآن، ترفض ضم اليمن، لمجلس التعاون الخليجي، لذلك كان اليمن لقمة صائغة. وتتحمل السعودية سقوط اليمن، لأنها أبعدتهم من مجلس التعاون الخليجي.

فاليمن قلب العرب، وأفصح العرب. والجزيرة العربية، لاتعرف العربية، دون اليمن، والذين يدافعون الآن عن اليمن،عليهم بالإسراع لضمها لمجلس التعاون العربي. فهي الأقرب جغرافيا، والأعمق عربيا، والأفصح لسانا،والأكثر إحتياجا.

إحذر أن تساند أحدا.. إحذر ثم إحذر،أن تساند السعودية باسم الدين. أو تساند إيران باسم الدين. فهذه حرب لا علاقة لها بالدين. فهي مبنية على أطماع الجميع، دون إستثناء. وإليك أسباب أخرى..

تركيا تريد أن تتفرد بالعالم الاسلامي. والسعودية تريد أن تتفرد بالعالم الاسلامي. وإيران تريد أن تتفرد بالعالم الإسلامي. واليمن ملعب كبير تتصارع عبره الديكة وكل طامع. ومحتل.

التدخل الأجنبي في اليمن محتقر مذموم، سواء كان سعوديا، أو إيرانيا، أو تركيا، أو أمريكيا، أو خلفاء الله في الأرض، أو القواعد من الرجال.

منذ قليل وعبر  BBC، يقول سياسي إيراني.. عبد ربه فقد الشرعية،لأنه أنتخب لمدة عامين، منذ 2012 ، والعهدة إنتهت. وآل سعود الذين لايؤمنون بالانتخابات، ويعتبرونها كفر وضلال، يعتبرونه الرئيس الشرعي، ويقودون حربا لأجله، ولأجل الشرعية. دماء اليمن تسيل، بسبب إنتخابات لايؤمن بها هذا، ولا ذاك.

السعودية لم تستشر العرب في قصف اليمن، ومهاجمة سورية، والعراق، وليبيا. وإيران لم تستشر العرب في قصف سورية، ومهاجمة العراق، واليمن .

إيران لن ترد.. لايمكن لإيران أن ترد عسكريا، حماية لأتباعها في اليمن. فكل الحروب التي خاضتها ضد العرب كانت بالنيابة. والعرب لايمكنهم حاليا مواجهة إيران بمفردهم. فكل الحروب التي خاضوها ضد إيران كانت بالنيابة. فالحرب مستمرة، بين لاعبين  ليسوا أصحاب الميدان، ولا أصحاب الكرة.

يبدو أن روسيا هذه المرة أضعف بكثير من أن تتدخل في اليمن، لحماية مصالحها كما فعلت في سورية. مشكلة القرم، والحصار الاقتصادي الغربي، والنزيف الذي أصابها جراء تتدخلها في سورية، وجوار اليمن للسعودية.. كلها عوامل لعدم التدخل .. وإن كانت ستعارض عبر المحافل الدولية... إن إستطاعت ذلك.

إيران دخلت العراق  خلسة. ودخلت سورية خلسة. ودخلت اليمن خلسة. ودخلت لبنان خلسة. والعرب فضلوا الخروج في وضح النهار.

إمتاز هجوم السعودية على  الحوثيين،  بـالسرعة والمباغتة والدقة والحشد غير المنتظر والعزيمة والتأييد الأمريكي الغربي. ولا يمكن لإيران  ضمن هذه المعطيات، أن تغامروتتدخل، لنصرة أبناءها في اليمن.

الولايات المتحدة الأمريكية بين طهران والرياض.. الولايات المتحدة الأمريكية، تتفاوض مع إيران وتسعى لكسب ودها، وتدعم قصف أنصارها في اليمن.

والولايات المتحدة الأمريكية، تساعد إيران في العراق. وتسكت عنها في سورية. وتحارب أبناءها في  اليمن.

وفي نفس الوقت، تم إعلان الهجوم السعودي على اليمن، جاء عبر السفير السعودي في الولايات المتحدة الأمريكية من واشطن . الإنطلاق من العرب، والإعلان من العجم.

جامعة حسيبة بن بوعلي
الشلف - الجزائر