دام برس:
فى 27 /1 من هذا العام قطع باراك أوباما زيارته للصين وطار إلى الرياض بدعوى تقديم واجب العزاء فى وفاة الملك عبد الله ..انفرد بالملك الجديد "سلمان" وما أن أقلعت طائرته عائدا الا وكان مايزيد عن 30 مرسوما ملكيا لتثبيت "عدة الحكم " الجديدة لولايته ..لابأس فكل هذا أمر داخلى حتى ولو إمتد لما بعد حدود المملكة ..الوحيد الذى ابقى عليه فى موقعه رغم وجوده بالعناية الفائقة بإحدى مستشفيات باريس ،حتى حين هو وزير الخارجية سعود الفيصل الذى يعد رمانة الميزان على المقاس الأمريكى ..اليوم الخميس سيحل جون كيرى ضيفاعلى الملك سلمان سواء لاستكمال مطالب أوباما من الملك الجديد أو لمعرفة حصاد الشهر ونيف من عمر الملك الجديد ولاسيما بعد الزيارات التى قام بها ملوك ورؤساء وأمراء بالاضافة لرئيس وزراء تركيا.،وكذا التعليمات الخاصة بالإستمرار فى ضخ المزيد من البترول بنفس تدنى السعر لاحداث المزيد من الخسائر لروسيا وإيران والعراق وكافة الدول المنتجة للبترول.
ما يعنى الملك الجديد أمران مؤكدان الأول هل الاتفاق الأمريكى / الإيرانى سيدفع للمزيدمن قوة إيران على حساب السعودية .. الأمر الثانى اليمن .
وما يعنى واشنطن الكثير والكثير، أهم هذا الكثير أن تستمر المملكة بكل أرصدتها المادية وما تمثله من معان "دينية "تحت طوع واشنطن التى نجحت فى ترعيب المملكة تارة بإيران وأخرى بالخطر الداعشى وثالثة بما يمكن أن يحدثه الحوثيون لها . المطلوب من الملك الجديد "سلمان "أن يبادر بأكثر مما قدمه الملك السابق "عبد الله " قبل وبعد اعتلاءه العرش حين قدم المبادرة التى كتبت له والتى أعلنت "بالقمة "العربية فى
2002 والتى كانت البوابة للتطبيع مع الكيان الصهيونى دون تحقيق أيا من شقها الاول سواء بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية أو عودة متر واحد من الارارضى المحتلة فى 67 فكانت عبارة عن اقرار بالتخلى حتى الآن بأى نوغ من أنواع المقاومة التى تكفل بها حزب الله بما حققه من انتصارات بمساعدة عواصم المقاومة ..فما نوع المبادرة الجديدة التى ستسلم للملك الجديد سلمان حتى يخرج بها على العالم اليوم والتى تسلمها أو سيتسلمها من جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى الخميس القادم ..؟
هل نجحت السعودية فى موافقة كل من زاروها مؤخرا فى تكوين تحالف عربى واقليمى لتنفيذ المخطط الأمريكى بعد أن صارت رائحة داعش غير مقبولة عالميا،لكنها لازالت تؤدى مايمكن الإستفادة منه أمريكيا..؟!
هل استطاع الملك الجديد ترويض قطر ومنح اردوغان المزيد من القروض والمساعدات البترولية وتأجيل المستحقات البنكية السابقة .؟!
والأهم من كل هذا ،هل نجح الملك فى الضغط على مصر ـ السيسى ـ بالاصطفاف حسبما خطت واشنطن ولاسيما قبل المؤتمر الإقتصادى بشرم الشيخ الذى يعول عليه الرئيس المصرى للخروج من "الخنقة "الإقتصادية التى تريدها أمريكا حتى تعود مصر كسالف عهدها منذ كامب ديفيد وحتى وصول عبد الفتاح السيسى لسدة الحكم فى مصر رغما عنها وهى التى كانت تريد ولا تزال استمرار حكم الإخوان واستثمار وجودهم ليس فى مصر فقط بل بالمنطقة كلها لتحقيق مخططها كاملا ولهذا لايزال التعاون معهم سواء مباشرة أو عن طريق توابعها سواء بقطر أو بتركيا وليس بعيدا عنها ماصرح به سعود الفيصل قبل أيام حين قال أن خلافنا الوحيد مع بعض الاخوان أن لهم "بيعة" لمرشدهم .
الضغوط التى تمارس على مصر كثيرة سواء بالعصى أى تفعيل العمليات الإرهابية ضد مصر بما فى ذلك حالة الترعيب التى يريدون تصديرها من غلق مضيق باب المندب أو الاعلان عن قناة البحرين مابين "اسرائيل والاردن فى هذا التوقيت تحديدا أو بالجزرة التى تعنى وعودا تفوق
مايريدة الرئيس عبد الفتاح السيسى من استثمارات فهل نجح الملك سلمان بن عبد العزيز فى تطويع الرئيس السيسى للإصطفاف فى التحالف الذى يريد أن يعلنه ـ حسب التخطيط ـ وهو تكوين جيش عربى تموله السعودية وقطر وكل دول الخليج وتساعده تركيا وتشجعه "اسرائيل لوجستيا" بمباركة وقيادة أمريكية لن تكون فى الخفاء.
نفسه الرئيس السيسى من طلب بتشكيل تحالف عربى لمحاربة الارهاب بكل الوطن ورفضت واشنطن وبريطانيا فى الاسابيع الماضية واشترطت أن تكون الاردن هى من تقود التحالف ولا مانع لدى واشنطن أن تقوده السعودية ولكن لماذا مصر لا ..؟
المؤكد أن السياسات التى يتبعها "السيسى"اليوم لا ليست خافية ولا تروق كلية لواشنطن ،فكما لاتريد السعودية مبايعة لغيرها من الاخوان أيضا لاتريد واشنطن من مصر أن تفتح القنوات لروسيا والصين وغير خاف عليها ماتم مابين السيسى ولهيان بمؤتمر أديس بابا ولا الاشارات التى أطلقها سماحة السيد حسن نصر الله وكذا ادانة إيران للاعمال الإجرامية التى حدثت للمصريين بليبيا على يد داعش كما تعى واشنطن وكافة الأطراف أن موقف الرئيس السيسى بالنسبة لما يجرى بسورية ثلاثة ثوابت (حل جميع الميليشيات..وقف تدريب ودعم المعارضة المسلحة..وحدة الارض والدولة) فهل من الممكن أن يعلن الملك سلمان اصطفاف مصر فيما كلف به حتى ولو استقبل السيسى بنفسه بالمطار بينما أرسل حاكم الرياض لاستقبال أردغوان..؟!
المؤكد أن واشنطن لن تقبل استقرارا فى المنطقة حتى تحقق مشروعها والمؤكد أيضا أن الكيان الصهيونى لن يرضى بأسلوب واشنطن مع ايران ومعه السعودية التى لن ترضى بزعامة مصر كما كانت فى عهد الزعيم جمال عبد الناصر والمؤكد المؤكد أن الرئيس السيسى يمتلك الآن ماسبق وفقدته مصر على مدى الأربعين سنة الماضية .،الظهير الجماهيرى الكاسح مصريا وعربيا وكذا استعادة العلاقات مع روسيا والصين وكذا فرنسا بعد تصاعد القوى الرافضة للنهج الفرنسى المرتبط تماما بواشنطن رغم ماصرح به الداهية كسينجر وهو يستعد للإحتفال بعيد ميلاده التاسع والثمانين : إن طبول الحرب تدق ومن لا يسمعها فهو مصاب بالصمم. فهل سيتحمل سيد البيت الأبيض تهمة مؤكدة من أن سياساته الحمقاء هى من غيرت موازين القوى ليس فى المنطقة العربية وحدها بل فى العالم كله وصارت روسيا والصين وايران وسورية ومصروالعراق واليمن يغردون خارج السرب ويهزون العرش الامريكى الذى ظل متربعا كقوة بلا منازع تعيث كيفما تشاء ..؟
فى ظنى خروج سورية رغم كل ماحدث بها من تدمير للبنى التحتية وصمود الانسان ليعلن العالم أنتصارها ..وكذا انتصار مصر على كل مايحاك ضدها يعنى أولا وأخيرا "كش ملك".

ماجدى البسيونى
رئيس تحرير جريدة العربى
Magdybasyony52@hotmail.com