Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 12:08:09
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
للمصالحة الوطنية وجه آخر .. لكن القرارات الخاطئة تعطله ! بقلم: سومر إبراهيم
دام برس : دام برس | للمصالحة الوطنية وجه آخر .. لكن القرارات الخاطئة تعطله ! بقلم: سومر إبراهيم

دام برس:

لأن المرحلة عصيبة وتحتاج إلى الكثير من الهدوء والتروّي وإعمال الفكر وكل كلمة أو تصريح أو قرار يجب أن يكون محسوباً فيها لأنه قد يدفع العجلة إلى الأمام أو يؤخرها خطوات للخلف .

وبما أن تعزيز المصالحات الوطنية ومكافحة الإرهاب وتأمين متطلبات الشعب وإعادة الأمن والأمان للوطن وعدم السكوت عن الخطأ هي من الأولويات . وحتى لا نكون سطحيين وسزّج لابد أن نقرأ مابين السطور وننظر إلى الوجه المظلم لهذه الأولويات والذي هو عنوان وسبيل الوجه المرئي .

المصالحة الوطنية لا تعني فقط التصالح بين الدولة ومن حمل السلاح ضدها ؛ أو إطلاق صيحات ودعوات العودة إلى حضن الوطن ، بل الأهم من ذلك هو التصالح بين الدولة مع من لم يحمل السلاح .. مع من وقف إلى صفها ودافع عنها وتحمل كل الظروف التي مرت بها البلاد والذي هو عمادها وجسدها القوي وحضنها ..إنه المواطن الفقير .

هذه المصالحة التي تقوم أولاً على ردم الهوّة الواسعة التي صنعتها الحكومات المتعاقبة بينها وبين الشعب ، هي مصالحة لا تدخل بها مساعي وزارة المصالحة الوطنية بل تصنعها القرارات الحكيمة البعيدة عن الشخصنة والذاتية والتسرع والعشوائية والفردية ، قرارات تكون على قدر المسؤولية والمرحلة ؛ مدروسة ومأخوذة من واقع الحياة لا من خيال وأهواء أشخاص قلّة ، قرارات تلامس وجع المواطن وتحل بعض مشاكله وتنشله من قاع بئر الفقر الذي رمته به الأزمة والقرارات الخاطئة والفساد ، قرارات تدعمه وتعزز صموده لا تطحنه برحاها .

كانت أولى التصريحات هي العمل بعقلية جديدة مختلفة ومنفتحة وتضع استراتيجيات مستنبطة من أسس علمية هدفها الأول تحسين دخل المواطن ومعيشته عن طريق اتخاذ تدابير جديدة تتلاءم مع الأزمة  وتحرك عجلة الاقتصاد الوطني المتوقفة .

ولكن ما لاحظناه غير ذلك تماماً فالعطار لا يصلح ما أفسد الدهر والعقلية القديمة النمطية ستبقى كما هي مهما حاولت أن تغير لبوسها وهذا ما يؤكده التخبط والفوضى وعدم التنسيق في دوائر صناعة القرار البارزة من خلال القرارات التي يتم اتخاذها في أوقات وظروف غير صحيّة لها بقصد التجريب ؛ ومن ثم التراجع الفوري عن بعضها أحياناً واللاحق عن بعضها الآخر وأحياناً أخرى يتعنت الأشخاص على إبقائها رغم إثبات عدم صوابيتها .

هذه التخبطات جعلت الشعب يتخبط معها في دوامة لا مستقر لها .. فمن تقلبات صرف العملات الأجنبية التي يرافقها بالصعود فقط رفع أسعار جنوني لكل شيء ؛ وتدني مستوى دخل الفرد وقرارات رفع أسعار المواد التموينية  والمحروقات التي ترتب عليها أيضاً ارتفاع شامل وغير منظم وكيفي لكل ما يحتاجه المواطن  وزيادة سعر الاتصالات وخدماتها مروراً برفع الدعم عن الكثير من الشرائح الغذائية تحت مسمى عقلنة ... بالإضافة إلى مشاكل النقل وانعدام وجود أفق لحلها ، وكذلك توقف الكثير من المصانع عن العمل بعد أن أعاد رجال الجيش العربي السوري الحياة إليها بضخ دمائهم في عروقها وعودة أصحابها لتشغيلها يدفعهم حبهم لوطنهم ، لتأتي القرارات المجحفة وتقطع شرايين الحياة فيها .

هنا نرى مسابقة لتعيين قضاة تصدر نتائجها وبعد فترة تلغى لأسباب مجهولة .. وأخريات أجريت وتعثر صدور نتائجها بعضها ألغي وبعضها ينازع البقاء ، وهناك نرى مسؤولاً يعيد صياغة واستصدار قرار أربع مرات في نفس الشهر ، وآخر يصرح اليوم تصريحاً وفي الغد يصرح نقيضه ...  !!! نحن لا نتحدث بلغة الناقد ولا بقصد التصويب بل بلغة المتعجب من حالة عدم الاستقرار والتنسيق بين الجهات وعدم التفكير والدراسة وتحديد الوقت المناسب قبل استصدار القرار أو التصريح وما يخلفه من نتائج سلبية على نفوس ومعنويات ومعيشة المواطنين حتى نتذكر قول الشاعر مع بعض التعديل:

رأيت القرارات خبط عشواء من تصب          تمته ومن تخطئ يُعمّر فيهرم

أمثلة كثيرة تجعل الظروف غير ملائمة لإجراء مصالحة وطنية بين المواطن والمسؤول والتي هي بذرة الصمود وبقاء الوطن ووسيلة مكافحة الإرهاب وإعادة الأمن والأمان للوطن وغيرها من الأولويات ..!!

هامش 1 : حتى لا يقفز أحد يدعي الوطنية ويقول لنا أن البلاد تتعرض لحرب كونية وحصار اقتصادي واجتماعي وهذا يجعلنا نتغاضى عن الكثير من السلبيات ونبرر الكثير من الأخطاء والتجاوزات ، وينعت من يشير إلى الخطأ بالسلبية والعدائية ويربط ذلك بالعمالة ... نقول : العاطفة والتملق لا ينفق في الأزمات ولكن جدية العمل والإشارة إلى مواطن الخلل والضعف أياً كان مصدره ومرتكبه من أجل تصحيحه هو الذي ينقذ البلاد ويدعم مناعتها ويجعل عجلة الحياة فيها تسير في طريقها الصحيح .

هامش 2 : الموت بسيف عدوي أو تفجيره أو سكينه أهون وأشرف من الموت بطعنة قرار أخي ...!!!

الوسوم (Tags)

السلاح   ,   الوطن   ,   الدولة   ,   المصالحة   ,   الوطنية   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz