Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 14:25:27
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
هل انتهى شهر العسل التركي الداعشي ؟ بقلم: الدكتور عوني الحمصي
دام برس : دام برس | هل انتهى شهر العسل التركي الداعشي ؟ بقلم: الدكتور عوني الحمصي

دام برس:
 بعد الانتهاء من العملية السرية – حسب الرأي التركي – في إنهاء ملف المخطوفين الأتراك من قبل تنظيم الدولة الإسلامية والتي بوصفها اردوغان بالعملية الناجحة بدأت عملية التحول التركي في التوجه التركي من الرفض القطعي في المشاركة في التنظيم الدولي لمكافحة الإرهاب إلى مرحلة الإعلان الرسمي للمشاركة المشروطة من خلال إعادة طرح تأسيس منطقة عازلة على الحدود بين تركيا وسوريا، والذي تزامن مع إعلان الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها بتسليح وتدريب المعارضة المعتدلة  والتي تنتمي بدون أدنى شك إلى المجاميع التكفيرية الجهادية سواء من تنظيم داعش أو النصرة أو الجبهة الإسلامية وغيرها.فقد طالت تركيا لتأمين هذه المنطقة العازلة وجود حظر جوي وقرار دولي، التي تعتبر بمجملها مثل هذه الدعوة انتهاكاً كبيراً للسيادة الوطنية السورية وتدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية لسوريا، على أمل تكرار السيناريو الليبيي. من أجل إطالة الأزمة  ونشر الفوضى في المنطقة ،

وأمام هذه التطورات في السياسة التركية وخاصة بعد الانتهاء من عملية تحرير المخطوفين الأتراك من يد داعش والتي اعتقد كانت جملة وتفصيلاً منسقة بين الطرفين من إلفها إلى ياءها وهذا ما عبر عنه الرئيس التركي اردوغان بقوله"لقد تمت العملية بنجاح وبسرية تامة بين جهاز الاستخبارات التركية وتنظيم داعش" والسؤال الذي يطرح نفسه بعد نشوء التحالف الدولي لمكافحة هذا التنظيم الإرهابي في كل من العراق وسورية تحت القرار الدولي 2170 علماً انه ليس الوحيد الذي صدر بهذا الخصوص. هل يمكننا القول لقد انتهى شهر العسل التركي- الداعشي ...؟ في الماضي القريب كان  أسباب الامتناع بل الرفض التركي للمشاركة مبرر نوع ما حسب الرؤية التركية،منها وجود 49 ديبلوماسي وموظفا من القنصلية التركية في الموصل لا يزالون محتجزين لدى «داعش» ، وأية مشاركة تركية في التحالف ستعرض حياتهم للخطر، وكذلك وجود «داعش» على امتداد قسم كبير من الحدود السورية مع تركيا وخطر انقلابها على تركيا، فضلا عن وجود الآلاف من المقاتلين الأتراك في صفوف التنظيم، والذين سيشكلون عامل تهديد للأمن القومي التركي في حال انقلبت تركيا عليهم وتخلت عنهم.
في الواقع ... كل من يعتقد بأن تركيا تطرح نفسها بالمشاركة بالتحالف الدولي ة لضرب داعش يكون واهماً وبالتحليل المنطقي والواقعي الهادئ نجد إن  جميع المبررات التركية الواردة غير واقعية وغير منطقية وهي أحدى مبررات العهر السياسي التركي الجديد في المنطقة ما جرى في قضية "اختطاف" الرهائن الأتراك وعملية "إطلاق سراحهن" ، وما تبعها من إحداث متزامنة تشير إلى أن الأمر لا يعدو أن يكون أكثر من مسرحية مخطط لها من قبل المخابرات التركية وتنظيم داعش، لتحقيق مآرب تدخل في صلب الاستراتيجية الإقليمية التركية، والتي ليست بالضرورة أن تكون متناغمة تماماً مع الأطراف المتآمرة على سوريا والعراق والمنطقة بوجه عام  لان تركيا لديها مشروعها الخاص في إعادة العثمانية الجديدة في المنطقة ومازال حلم اردوغان في الانتقال من زعيم للحزب  ورئيس للوزراء ثم رئيس الجمهورية وطبعاً هذا لا يكفي لان حلمه ليصبح السلطان الجديد في المنطقة على دويلات ممزقة بأدوات إرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش المصنوع بمال خليجي من قبل قادة حزب العدالة والتنمية الذي يمثل الجناح العسكري لتنظيم إخوان المسلمين العالمي والدليل محاولاته المتكررة في تضيق الخناق على المؤسسة العسكرية وتحجيم دورها في الحياة السياسة.ومن هنا يمكننا القول بأن السياسة التركية أصبحت مرهونة لتنظيم داعش،

وما تطرحه تركيا بالمشروطية السياسية للمشاركة في التحالف الدولي ضد داعش في إعادة طرح المنطقة العازلة والحظر الجوي لا يخرج من إطار خدمة كبيرة لتنظيم داعش لإيجاد منطقة آمنة لهم ولسائر المجموعات الإرهابية الوهابية العاملة على الأراضي السورية من حالة استعراض الضربات الأمريكية الأوروبية.ولعل ما يلفت الانتباه اليوم تبادل الأدوار بين تنظيم داعش وتركيا في متابعة التنسيق بين الطرفين فنلاحظ بعد إعلان الحكومة في التوجه التركية في المشاركة البرية لقواتها العسكرية في الأراضي سارع عناصر تنظيم داعش لإيجاد سيناريو متكرر مكشوف تم استخدامه أكثر من مرة من عمر الأزمة السورية كذريعة لائقة للحكومة التركية للتدخل عسكرياً في الأراضي السورية أنه عناصر «داعش»  اقتربوا من ضريح سليمان شاه ، الذي يعتبر الجد الأول للعثمانيين، وأنهم ربما اعتقلوا حراس الضريح، وذلك بالتزامن مع طلب الحكومة التركية من البرلمان تفويض قواتها المسلحة القيام بعمل عسكري في سوريا والعراق. وأخيراً كل هذا التنسيق والرعاية والحماية التي تقدم من تركيا لتنظيم داعش لا يمكننا القول لم يكن بالأساس شهر عسل بين طرفي متناقضين في الرؤى والتوجه أنما هو زواج مثلي كاثوليكي وحالة من التماهي والتنسيق العالي وكل منهما يكمل الأخر ولكل منهم وظيفته ودوره في الزمان والمكان المحدد والدليل لماذا لم نسمع حتى هذه اللحظة تعرض المصالح التركية لاعتداء من عناصر هذا التنظيم علماً إن تركيا تقع ضمن ما يسمى خارطة دولة الخلافة.

الوسوم (Tags)

سورية   ,   داعش   ,   الأزمة   ,   تنظيم داعش   ,   الحكومة التركية   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2014-10-02 06:10:41   هل
هل هناك حدود للغباء؟؟اذا هكذا يفكر السياسيون عندنا فتقسيم و تدمير سورية هو تحصيل حاصل ....
نيتشه  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz