Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 20:42:38
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
سورية على مفترق طرق... إلى أين ستصل ؟ بقلم: الدكتور خيام محمد الزعبي
دام برس : دام برس | سورية على مفترق طرق... إلى أين ستصل ؟ بقلم: الدكتور خيام محمد الزعبي

دام برس:
تشهد الساحة السورية مجموعة متصادمة من المؤشرات التي يمكن من خلالها إستقراء المشهد السياسي السوري، وفي الوقت الذي تراهن فيه الغالبية العظمى من السوريين على حكمة القوى السياسية والوطنية في الخروج بالبلاد من أجواء التوتر والتأزم والإنقسام الى فضاءات التصالح والشراكة والتعايش والوئام الإجتماعي، فإن ما تشهده سورية هذه الأيام من مظاهر العنف والصراع والذي يشتعل في أكثر من جبهة ومنطقة من المناطق السورية يدفع الى السؤال التالي، إلى أين يتجه سورية؟
لقد دخلت الحرب في سورية عامها الرابع ولا زالت العمليات العسكرية والقتال العنيف مستمراً ولا زالت الصور المأساوية القادمة من سوريا تؤكد إستمرار الجرائم والدمار الذي طال الإنسان والمدن السورية دون وجود بارقة أمل في إنتهاء هذه الحرب، والسبب هو تداخل مصالح إقليمية مع المصالح الدول الكبرى وأصبحت الحرب الجارية هي حرب بالنيابة، كما يرى الجميع أن الخرق يتسع يوماً بعد يوم  وان القوى الفاعلة والمؤثرة في هذا البلد قد أعمتها الإنتهازية الى درجة صارت فيها لا ترى ما يحصل على أرض الواقع من تطورات وأحداث وما يتهددها من المخاطر بفعل مواقفها المتخاذلة تجاه الأطراف التي عمدت مؤخراً الى تفجير الأوضاع والأخذ بمنطق القوة لفرض نفوذها وأجندتها ومشاريعها الصغيرة على حساب المشروع الوطني الكبير، فالتآمر على سوريا كان محكماً من قبل القوى الإقليمية والدولية والضحية كان الشعب السوري فقد مات منهم مئات الآلاف ونزح الملايين ولا زالت المأساة مستمرة .
واليوم لا يزال الجيش السوري ماضياً في عمليات تطهير بلاده من الإرهابيين حيث وجدوا، ويمكن القول إنه تمكن من درء خطر أي هجومٍ يستهدف العاصمة دمشق بعد تقطيع أوصال المجموعات المسلحة وطرق إمدادها وتطويقها، خصوصاً في منطقتي ريف دمشق ودرعا المحاذيتين للبنان والأردن اللذين كانت تشكل بعض مناطقهما المحاذية لسورية أخطر ممرات لتسلل المسلحين وتهريب الأسلحة إليها، وبالمقابل تسعى المفاوضات الأميركية الإيرانية الى تحقيق نتائج مفصلية قد تغيّر تحالفات المنطقة برمّتها وخصوصاً بعد أن بدأت الأجهزة الأميركية والسورية تعاوناً ثنائياً في ميدان مكافحة الإرهاب، بالإضافة الى فهم إسرائيل أن نقل الحرب الى أرضها ممكن إذا ما إستمرت في عرقلة هذه المفاوضات، كما تقاربت مصلحة طهران مع المصلحة الأميركية على إبعاده المالكي بعد أن أصبح عبئاً عليهما، وبذلك  ربحت واشنطن عبر تغيير المالكي بإرضاء السنَّة وحلفائها الخليجيين، وربحت طهران رئيس حكومة جديد" العبادي" هو أيضاً حليف لها، وهذا يؤكد بأن  دمشق مرتاحة لتعيين العبّادي، لعله سيكون أكثر فعالية وقرباً منها، صحيح أن المالكي لعب دوراً إيجابياً  في العلاقة مع النظام ودافع عن سوريا، لكن الصحيح أيضاً أن سوريا التي قبل سنوات كادت تؤيد إختيار إياد علاوي على المالكي، وجدت ربما أن ضعف المالكي يزيد التهديد الإرهابي، وخصوصاً بعد الانسحاب المريب للجيش العراقي أمام داعش في الموصل.
واليوم فإن وضع الرئيس السوري الداخلي يزداد تحسناً، وخصوصاً بعدما أصبحت القوى المختلفة أكثر تأييداً له وللجيش وللدولة، نظراً إلى الذعر الذي تثيره داعش في مختلف المدن والمحافظات السورية، كما أن الجيش السوري لا يزال يقاتل وبفعالية أكثر منذ ثلاث سنوات، وتبيّن مع الإنهيار السريع للجيش العراقي في الموصل، والسيطرة السريعة لداعش والنصرة على عرسال، أن الجيش السوري لا يزال الأكثر تماسكاً وفعالية، والأهم من هذا كله أصبح الأسد جزءاً من معادلة إقليمية ودولية تتخطى سوريا والحرب عليها لتصل الى الصراع الإقليمي ـــ الإقليمي من جهة، والروسي ـــ الأطلسي من جهة ثانية، فإيران بهذا المعنى أكدت بأن معركة دمشق هي معركة طهران، تماماً كما تقول موسكو، فضلاً عن أن خيار حزب الله بالقتال على الأرض السورية هو خيار إستراتيجي يتعلق بمحور المقاومة.
وأنا على يقين بأن هناك خطة وضعت، من شأنها أن تحدث إختراقاً عسكرياً قريباً سيكون له صدى إعلامي في سورية والمنطقة برمتها على كافة المستويات، فروسيا وإيران تكثفان المساعدات وقد ترسلان قريباً صفقة سلاح مهمة لردع المقاتلين من جهاديين وإسلاميين الذين قدموا من كل حدب وصوب إلى سورية، كما أن زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي الى روسيا قبل عدة أيام، قد حقق إتفاقاً بين الجانبين لتأييد الجيش السوري ضد الإرهاب والدفع صوب حل سياسي جدي، كون  المعركة ضد الإرهاب واحدة من مصر الى العراق فسوريا، وإن بقاء سوريا موحدة وقوية أمر مهم للأمن القومي المصري، فلأخطار المحدقة بمصر في الداخل ومن الجانب الليبي، تجعل القاهرة بحاجة كبيرة إلى الدعم العسكري والمعنوي الروسي. هذا بحد ذاته يصب في خانة التوافق بشأن سوريا.
وهنا يمكنني القول إن سورية بإمكانها أن تتجاوز مصاعبها إذا ما إستشعر أبناؤها إن وطنهم لن ينعم بالأمن والأمان والإستقرار السياسي والإجتماعي من دون مصالحة وطنية حقيقية تنهي حالة التشرذم والإنقسام بين مكوناته السياسية والإجتماعية ليصبح الجميع صفاً واحداً في مواجهة مثلث العنف الذي ليس من بين أولوياته قيام دولة حديثة في سورية أو حتى دولة واحدة وموحدة تكون جزءاً لا يتجزأ من نسيجه العربي في هذه المنطقة.
وأخيراً أختم مقالتي بالقول إن قلوب كل أبناء الوطن السوري اليوم تخفق بالسلام ويرفعون بالدعاء إلى الله لإلهام من يمسكون بأيديهم حق تقرير حاضر ومستقبل هذه الأمة، نحو طريق السلم وسبيل الإنتهاء من هذه الأزمة الخانقة ومن هذه الدوامة العنيفة التي تعصف بالوطن، فسورية اليوم محتاجة لرجال شرفاء يقدموا مصلحة الوطن على مصالحهم، وأحزاب شعارها الوطن أولاً، فسورية محتاجة لرص الصفوف دون إقصاء  أو تهميش أو تصفية حسابات بين أبناء الوطن الواحد،عندها ستنتصر الحكمة السورية على المصالح الشخصية.
Khaym1979@yahoo.com

 

الوسوم (Tags)

سورية   ,   الجيش   ,   المقاومة   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz