دام برس:

نتابع في هذا الجزء مابدأناه في الأجزاء السابقة حول الحرب الإعلامية على سورية  عبر الاتصالات الفضائية  ونستعرض ظاهرة الانترنت , ونجيب على التساؤل لماذا هذه الحرب على سورية ثم توصيات مهمة لتدارك السلبيات
الانترنت
تعتبر ظاهرة الانترنت من أخطر ظواهر الاتصال الفضائي نظرا لإمكانية نقل أي معلومة بأي شكل كان إلى أي مكان من خلال الشخص العادي وحتى أكبر مؤسسة إعلامية والأخطر فيها هونقل المواد الفيلمية عبر اليوتيوب أو التويتر أو الفيسبوك وبالمناسبة هذه الوسائل الثلاثة تديرها أيادي الصهيونية العالمية والمخابرات الغربية . وعلى الرغم من أن نسبة المتابعين العرب على الانترنت لازالت قليلة إلا أن الكثير من المحطات الفضائية جل أخبارها تنقلها من هذه المواقع المشبوهة
وظهر ذلك جليا من خلال تركيب العديد من الأفلام المفبركة عن سورية في هذه الأحداث والتي تنقلها فضائيات العهر بشكل مقصود على أنها صحيحة . دون إسناد لزمان أومكان وتركيب أي صوت على أي صورة وتحوير الأصوات والمشاهد لدرجة يجعلون المسيرات أوالاعتصامات المؤيدة على أنها معادية  وهذا قمة العهر الإعلامي .
لماذا كل ذلك ضد سورية ؟
وهنا يطرح السؤال نفسه , لماذا كل هذا العهر الإعلامي ضد سورية ؟ إن الجواب يكمن واضحا في النقطتين الأساسيتين التاليتين :
1- لو استعرضنا خلفية هذه الفضائيات المضللة كالجزيرة والعربية وال بي بي سي وفرانس 24 والأورينت  وغيرها  لوجدنا أن خلفيتها بنيت على التطبيع مع العدو الصهيوني وضرب المجتمعات العربية وبث الفرقة بينها وفق مبدأ دس السم بالعسل ومحاولة القضاء على أي تفكير قومي يجمع العرب ويوحدهم ضد العدو الصهيوني  ولو بالحدود الدنيا
ولو رجعنا إلى تاريخ تأسيس هذه الفضائيات سواء من حيث الجهات الممولة أودرجة الارتباط بالمخابرات الغربية والصهيونية لتأكد لنا ذلك وما استقالة  العديد من الشرفاء من هذه المحطات إلا تأكيد جديد على ذلك . ولا زالت فضيحة الأورينت وبردى ماثلة أمامنا حتى ألان . أما مايتعلق بمواقع التواصل  الاجتماعي على الانترنت فيكفي أن نشير إلى أنها  جميعا تحت سيطرة الصهيونية العالمية , وما إغلاق صفحة الانتفاضة الفلسطينية الثالثة على ال فيسبوك وغيرها الكثير من الصفحات الوطنية , إلا الدليل الأكبر على ذلك .
2- إن سورية هي دولة الممانعة الوحيدة في الوطن العربي وهي تشكل الحلقة الأساسية في مشروع المقاومة المناهض للعدو الصهيوني الغاصب للأرض والإنسان , بل  إن سورية تمثل قلعة الصمود الأخيرة  في وجه كل عتاة الصهيونية  ومنظومة الاعتلال العربي , التي بدأت تتآكل  .
لهذا كله نرى هذه الهجمة الإعلامية الشرسة  مع مايرافقها من هجمات أخرى على كل المستويات( ارهابية , عسكرية , اقتصادية , اجتماعية, تدمير البنى التحتية , القتل والتهجير الخ...)  على سورية الأبية بشعبها وقيادتها وجيشها , ولكن هيهات لهم أن ينفذوا , فقد كشفهم شعبنا وجيشنا بوعيه الكبير وانتمائه الوطني العظيم وحسه العالي لهذه المؤامرة الدنيئة . وقريبا جدا نهاية هؤلاء المأجورين.
    توصيات
1- يجب زيادة عدد المحطات الفضائية الوطنية الخاصة الملتزمة بالنهج القومي الممانع ضد الغزاة التي تبث من سورية أومن خارجها لأنها ستشكل الدرع الإعلامي الواقي لهذا النهج  وتشكل أذرع هجومية ضد قنوات الفتنة وسفك الدم ,  ليس فقط على مستوى سورية وإنما على مستوى المنطقة العربية كلها لأن الحرب الإعلامية لها دور كبير في النصر النهائي . كما يجب اعتماد قنوات فضائية تبث باللغات الأجنبية الحية لإيصال صوتنا وحقيقة الأوضاع إلى العالم الخارجي .
2- إطلاق الحريات الإعلامية بكوادرها الوطنية المختلفة  على مختلف المنابر لتساهم في التصدي للعهر الإعلامي غير المسبوق في هذه الحرب الكونية , التي تمارس على شعبنا وتستبيح دمه الغالي كرمى عيون  إسرائيل والصهيونية
3 -يشكل امتلاك وسائل الإعلام الفضائية الأهمية الأساسية في مجابهة الأعداء , لذلك يجب التنسيق مع الدول الصديقة لامتلاك منظومات فضائية  قادرة أن تبث لكل أنحاء العالم  وتعمل وفق توجهاتنا وحاجاتنا , وهي من حيث المبدأ ذات جدوى اقتصادية كبيرة وجدوى إعلامية عظيمة .
4 يجب على الدولة تحديد البث الفضائي عبر الكبل السلكي أو اللاسلكي في كل مدينة أومنطقة أسوة بالدول الغربية التي تستخدم هذه التقنية في إيصال البث الفضائي عبر اشتراكات محددة . يتم من خلالها اختيار القنوات الرصينة والموضوعية , التي لاتسيئ إلى المجتمع أوالمشاهد وتقدم كل المعطيات المفيدة علميا أو معلوماتيا أو دينيا أو أخلاقيا وبالتالي يتم فلتره كل قنوات العهر الإعلامي أو الديني أو الأخلاقي , ويتم الحد من ظاهرة  ملايين الصحون على الأسطح المشوهة للمنظر التي تبعث على التلوث البصري المسيء
5 - رفع دعاوى قضائية من الأشخاص أو منظمات المجتمع المدني أمام المحاكم الدولية ضد كل قنوات الفتنة والقتل وخاصة قناتي الجزيرة والعربية , التي تضع على خلفية شاشتها علما مخالفا لعلم الجمهورية العربية السورية مستبيحة كل الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية .