دام برس :

مشاهد ضرب السوريين في شوارع لبنان مؤذية بكل معنى الكلمة , رجولة تخرج الى السطح عند كل مفصل ممكن ان يؤدي إلى فتنة ما , احتراب ما. عليك ان تتفق مع الجميع على عدم انسانية هذه المشاهد ,أشياء لم نتعودها من أناس يشاركوننا كل التاريخ و القيم و اللغة و مقتضيات الوحدة التي تغنينا بها على مدى عقود , لكن تستوقفك هنا كلمات و كلمات ..

المشهد في شوارع بيروت و البقاع و عرسال يجمع سوري و لبناني ,كذلك الامر على الحدود بين البلدين و في ساحات قتال عديدة في سوريا يجتمع أيضاً سوري و لبناني

في الجبهات هم جبابرة يقاتلون سوياً عدواً تكفيرياً مشتركاً يحمون ظهور بعضم و يتقاسمون الطعام و يضحكون و يبكون ,تختلط دمائهم و تتنادى أصوات صياحهم و ضحكاتهم , عرق الانتصارات واحد  , و تعب الطريق واحد, فرحة انزال أعلام النصرة و داعش تجمعهم لا يأبهون لترهات الأغبياء هنا و هناك , عنصرية السخفاء هنا و هناك , أحقاد الشواذ هنا و هناك هي حربهم و مصيرهم حرب الجبابرة بكل معنى الكلمة.

على المقلب الآخر مجموعة من " الزعران " تخطط و تنفذ اجراءات ضد اللاجئين السوريين , ضرب ,قمع , اذلال ,سحل ,و ما لا يخطر على قلب بشر , هنا يتوجذب على المتابع التدقيق و التمحيص و تقليب الأفكار , لطالما رفع هؤلاء اللاجئون السوريون شعار " الشعب السوري ما بينذل " م الآن يتعرضون للاذلال بأبشع صوره النفسية و البشرية ,يربطون في الشوارع و تقطع الطرقات باجسادهم ,أين تلك الشعارات الرنانة مما يحدث ؟! .

صحيح ,انا بالتاكيد لست مع هذه الممارسات القمعية , دمي السوري يرفض ذلك , لكن ان تتعرض للاذلال و تبقى محتسباً نفسك ضيفا كريما خفيف الظل فهذا امر يدعو للغثيان , أيها الباحثون عن الكرامة لا يمكن لكم الحصول على مرادكم دون الرجوع لوطنكم , انا أقدّر مشاعركم و اوجاعكم و مصاعب الحياة في سوريا , لكن بكامل الصدق لن تجدوا كرامتكم دون العودة للوطن و التطوع في صفوف الجيش , الدفاع الوطني , لجان شعبية ,او ان تعيشوا في سوريا رغم قساوة الحياة فلا اظن ان احوالكم في لبنان افضل بكثير ,إن الوقوف إلى جانب الابطال على الجبهات الذين يبذلون أرواحهم لنعيش بكرامة هو المخرج الوحيد أمامكم .

و إلى الجانب الآخر من العنصريين " الزعران " الذين يمارسون تلك الممارسات على السوريين في لبنان لا يسعني سوى وصفكم بالأرانب , شعوركم بالحنق و الغضب اثر استشهاد جندي لبناني على يد داعش لا يبرر موقفكم هذا أبداً الرجولة هي ان تقف في وجه القوى الامنية المتهاونة في الوقوف ضد هذه الاعتداءات , الرجولة ان تقف في وجه القوى اللبنانية التي تسعى نحو مصالحات و اتفاقيات و مبادلات سرية و علنية لا طائل منها , الرجولة ان تدعم حلا سريعا ساحقا لهذه المظاهر الارهابية الدخيلة , الرجولة ان تقف امام النخبة السياسية النائمة و حيتان الاموال و تقول كلمتك بملئ فمك .. إن لم تستطع فعل ذلك فبإمكانك الذهاب الى الحدود و الوقوف الى جانب رجال الله في حماية لبنان و سوريا ان تأخذ ثأر الشهداء من المجرمين انفسهم , ان لم تستطع ان تفعل ذلك حتى و  انتقمت بضرب مدنيين عزل سوريين .. فأنت ارنب .