دام برس - نور قاسم :
قاماتٌ سورية قدّمت الكثير وأغنَت الفِكر والإرث الحضاري تستحقُّ كلَّ الإجلال والتقدير ، ولابدَّ من الاهتمام وتسليط الضوء على مثل هكذا شخصيات سواءً كانوا من الراحلين أو الذين هم على قيد الحياة.
وهذا ما تقوم به أماسي الذي يعدّها ملهم الصالح في المركز الثقافي في أبو رمانة برعاية وزارة الثقافة.
بحيث تم تكريم الراحل عادل أبو شنب مؤرخ وقاص وروائي، وكاتب مسرحي وتلفزيوني بحضور معاون وزير الثقافة المهندس علي المبيّض ومدير عام المراكز الثقافية السيد يحيى النداف وعدد من أصدقائه وزملائه الذين عاصروه وأفراد أسرته.
بدأت الأمسية بتكريم أسرة الراحل من قِبَل معاون وزير الثقافة م.علي المبيّض.
بحيث أكد م.علي المبيّض على ضرورة تكريم هؤلاء القامات كترسيخ للثقافة، وهذا ما تسعى إليه وزارة الثقافة.
ولفتَ إلى أن المرحوم عادل أبو شنب شخصية فنية مهمة جدّاً، متعدد الجوانب فهو كاتب وأديب وصحفي وله إسهامات في الإذاعة والتلفزيون ويمثّل جزءاً لا يستهان به من الذاكرة الشعبية.

وصرّح لدام برس بأن من أهم المهام والأهداف التي تسعى لها وزارة الثقافة حالياً تكريم عدد آخر من الفنانين أمثال نزار قباني، سهيل عرفة، حسام تحسين بك وغيرهم.
فيما أكد ملهم الصالح بأن أهم معايير اختيار أماسي لضيوفها هو أن تكون شخصية لها تجربة كبيرة وهامة ولم تأخذ حقها من الضوء.

وأشار إلى أن أماسي همها الأساسي مواكبة ومعاصرة ومناقشة مثل هكذا شخصيات وبأن هذه الأمسية كانت أول أمسية تتحدث عن أحد القامات الراحلة.
ولفت إلى أنه يحرص دائماً على اختيار ضيوف من العيار الثقيل فيما أنجزوه وقدموه وتجربتهم تستحق الوقوف عندها.

وفي ختام حديثه وجّه شكره إلى وزارة الثقافة لاهتمامها ورعايتها وللمركز الثقافي في أبو رمانة لتعاونهم ولكافة الوسائل الإعلامية المهتمة بمتابعة هذا النشاط.
وكان من ضمن الحاضرين الفنان مظهر الحكيم الذي عاصر عادل أبو شنب وعمل معه في مجال الدراما بحيث لقب أبوشنب بأبو الدراما، وقال: دائماً ما أنادي بتسليط الضوء على جميع الفنانين الذين قدّموا في تاريخهم كل ما هو قيّم وجميل إن كان أدب أو شعر أو تمثيل أو إخراج.
وأشار بأنه دائما ما يتم افتقاد نجوم فنانين في كافة الميادين دون أن نقدّم لهم في حياتهم ما يجب من عِرفان.
وختم بقوله بأن عادل أبو شنب من كبار الأدباء الشعبيين السوريين.
وكان لدام برس لقاء مع أسرة الراحل الكريمة زوجته وابنتيه الاثنتين ، بحيث عبرت زوجته ناديا السمان عن سعادتها بالتكريم وأكثر ما أفرح قلبها هو الحشود التي أتت من تلامذة وأحبة وزملاء وأصدقاء للراحل.

وتمنّت لو أن هذا التكريم كان بوجوده ليشعر هو بالسعادة أيضاً.
وعن عادل أبو شنب قالت بأنه دائماً ما كان واثقاً من نفسه وكان له إضافات كثيرة سواءً في المسرح أو التلفزيون أو الأدب بشكلٍ عام، ويتقن ما يعمل به في جميع الجوانب وهذا ما جعله محط أنظار المسؤولين لتقليده عدداً من المناصب.

وأما ابنته هلا أبو شنب أعربت عن سعادتها البالغة لهذا التكريم وخاصةً بأنه أتى من وزارة الثقافة، وقالت: تمنيت لو أنه كان متواجد ليرى تكريمه.
وفي ختام حديثها وجهّت الشكر إلى جميع من أتوا للمشاركة وللحاضرين وشكر خاص ل ملهم الصالح على لفتته الجميلة ولوزارة الثقافة.

وبالنسبة لابنته رنا أبو شنب قالت: هذا التكريم يعني الكثير، وبأن وزارة الثقافة لازالت تذكر هكذا شخصية وتذكر الإنسان الذي قدّم الكثير في المجال الأدبي والفني.

وأوضحت بأنها ترى بأن والدها تكرّم في حياته أيضاً من خلال المناصب الكثيرة التي استلمها في حياته، بأنه كان رئيس تحرير لعدة صحف ومجلات دورية.
ولفتت بأنها تشعر بالفخر كونها ابنة علَم من أعلام سورية.
وفي لقاء لدام برس مع نصر الدين البحرة الإعلامي والأديب والباحث، صديق عادل أبو شنب منذ الطفولة في المراحل الابتدائية قال: كان متعدد المواهب وكاتب مسلسلات إذاعية وتلفزيونية وكان له عدد من الكتب التي تتجلى بخمس مجموعات قصصية وروايتان بالإضافة إلى دراسات أدبية، دراسات عن المسرح، دراسات عن شخصيات هامة مثل عبد الوهاب أبو سعود والموسيقي أبو خليل القباني.

وعن التكريم أشار بأنه شملَ مختلف نواحي شخصيته، وبأن الأهم في هذه الأمسية بأن من تحدثوا عنه كانوا قريبين منه ومعاصريه.
ولفت إلى أنه أخذ حقه سواءً في التكريم في هذه الأمسية التي استغرقت ثلاث ساعات ، وبأنه في حياته أيضاً أخذ حقه.
وفي ختام الأمسية قامت أسرة الراحل بتوزيع كتاب (مجنون يكتب وعاقل يقرأ) من تأليف الراحل لجميع الحاضرين.
لمحة عن حياة عادل أبو شنب:
ولد في الشام حي القيمرية (1931-2012) وكان له عدد من الانجازات الفكرية الثقافية تلفزيونياً وإذاعيا وصحفياً وأدبياً.
أسس مجلة أسامة للأطفال وكان رئيس التحرير فيها، رئيس للقسم الثقافي في جريدة تشرين ، وكتب في عدد من الصحف، عضو جمعية القصة والرواية.
كتب عادل أبو شنب كذلك لصالح الدراما التلفزيونية علاوة على التأليف المسرحي والفني والدراما الإذاعية حيث كتب أكثر من عشرة مسلسلات شهيرة.
أصدر مجموعة من الأبحاث في المسرح والتاريخ الفني، بعض هذه الأبحاث: حياة الفنان عبد الوهاب أبو سعود، مسرح عربي قديم كراكوز، من معارك النقد الأدبي في سورية في الخمسينيات.
من أعماله المسرحية: الفصل الجميل مسرحية للأطفال و اغتيال ملك الجان.
من القصص التي كتبها للأطفال: أصدقاء النهر، الطفل الشجاع والسيف الخشبي.
من أشهر كتاباته التلفزيونية: حارة القصر، فوزية و هذا الرجل في خطر.
من أهم المعدّين لبرنامج افتح يا سمسم للأطفال.