دام برس - حلب - خاص:
هي 6 سنوات عجاف، طغت خلالها الحرب على مدينة الحياة وخطفت معالم الشهباء وحرمت أهاليها من حجارةٍ لطالما كانت جزءً لا يفترق من شخصية أي مواطن حلبي.. هي 6 سنوات حرم فيها أهالي مدينة حلب من قلعتها ومسرحها المشهور، الذي كان دوماً صوتاً لا يصمت، يحتضن كافة الفعاليات الثقافية والفنية.
ولأنها تحب الحياة ورأت فيها السبيلا، شهد مسرح قلعة حلب لأول مرة منذ 6 سنوات أول حفل غنائي شعبي أحياه المطرب شادي جميل، وشهد حضوراً شعبياً ورسمياً كبيراً، معلناً عودة قلعة حلب ومسرحها وليالي المدينة الطويلة التي لا تنام لتميزها السابق.
"مافي لوم وعتب والحبايب رتب.. والأصل حلب"، هي الأغنية التي ارتفعت بها أصوات الحضور في مسرح القلعة معلنةً انتصار المدينة على قاتليها من أصحاب اللحى والفتاوى "الثورجية". 
واعتبر الحفل ناجح تنظيمياً بشكل كبير، حيث افترش كل من الأهالي والمسؤولين، منهم محافظ حلب وأمين فرع الحزب وقائد الشرطة، حجارة المسرح بشكل كامل، فلا أماكن مخصصة للمسؤولين ولا كراسي مزركشة للأمنيين، بل جميعهم على سوية واحدة.
واستمر الحفل لمدة 4 ساعات كاملة، بحضور تخطى الـ 4000 شخص، وكان تنظيم الحفل من قبل مؤسسة الشياح والبطاقات مجانية من قبل وزارة السياحة السورية.
وكانت ردود الأفعال التي ظهرت حول الحفل بأغلبيتها إيجابية بشكل كبير، وخصوصاً في ما يخص المعاملة الجيدة من قبل مسؤولي الحفل والضبط الأمني والتنظيمي للحفل.
وانقطع أهالي مدينة حلب عن قلعتهم ومسرحها منذ منتصف عام 2012، بعد سيطرة المجموعات المسلحة على الأحياء الواقعة في المنطقة الشرقية من المدينة وأسواق حلب القديمة المشهورة.
ولم يتمكن المسلحون، رغم سيطرتهم على كامل تلك الأحياء ومحيط قلعة حلب من كافة الجوانب، من دخول القلعة طيلة السنوات الستة، وذلك بسبب مقاومة عناصر حامية القلعة من الجيش العربي السوري للهجمات المتكررة التي باءت جميعها بالفشل.
وتعرضت أسواق حلب القديمة والجامع الأموي ومدخل قلعة حلب للعديد من التفجيرات الارهابية المتعمدة لتشويه معالم وتاريخ المدينة، وتعرضت القلعة بشكل خاص لمحاولات عديدة لتفجير مدخلها واقتحامها، وكان أضخم تفجير هو الذي استهدف دار الحكومة القديم وحمام يلبغا الأثري أمام باب القلعة.