دام برس - بلال سليطين :

من على خشبة المركز الثقافي باللاذقية رقصوا ليحيوا، قرابة 70 شخصاً مثلوا الأطفال واليافعين والشباب، بدوا وكأنهم في رحلة عبر الزمن  ينتقل فيها الرقص للأجيال جيلاً بعد جيل في مدرسة أحدثت خصيصاً لهذه الغاية.

الحفل الذي حمل عنوان "سورية لك السلام 2" هو الثاني من نوعه لمدرسة نرقص لنحيا، وقد شارك فيه راقصون من "اللاذقية، جبلة، ودمشق" وتميز بالحضور الجماهيري الكبير، والرقصات الثنائية، وبحالة انتقال الرقص للأجيال وعدم اقتصاره على شريحة عمرية معينة، وكأن القائمين عليه أرادوا أن يقولوا أن المدرسة ماضية في خلق جيل راقص.

يقول "سامي نصير" وهو مدرب الرقص وقائد الحفل:نحن نرقص لنتحاور ونتبادل الثقافة والحياة، لكلما تعلمنا رقصة جديدة تعرفنا على حضارة جديدة وثقافة أخرى، والنتيجة اذا معرفة أكبر، وأفق أوسع، ورؤية أفضل.

"نصير" بدا كثير الإيمان بالرقص والدور الذي من الممكن أن يلعبه، ورأى أنه من الممكن أن ينقلنا لثقافة معرفية ترتقي بالانسان السوري نحو عالم أفضل فيدرك أننا نرقص لنرتقي بحياتنا نحو العز والمجد وهذا ما لا نتخلى عنه.

اللافت في هذا الحفل كان حجم الانفتاح والتنوير في زمن يسود فيه الظلاميون، وقد كلل هذا الانفتاح بجمهور مؤمن به، صفق لرقصات التانغو والهندي، ووقف للثنائيات، وانحنى للأطفال الذين كانوا على المسرح أشبه بربيع يلوح منه المستقبل.

الحفل تضمن رقص الصالونات والتانغو والصالصا الهيب هوب.. إلخ، وقد سجل حضوراً لاطفال جبلة، فيما قدم "نصير" أفكاراً جديدة على الرقصات، وبدت لمساته واضحة، خصوصاً في رقصة "زوربا" التي قدمها بأسلوبه الخاص.

جمهور العرض أشار لضرورة ألا تكون هكذا حفلات سنوية فقط، ودعا لكي تكون شهرية على الأقل، حتى تعطي جمهور اللاذقية حاجته من جهة، وتتيح فرصة أكبر للراقصين للظهور أمام الجمهور وتقديم مالديهم، ما من شأنه أن يزيد من خبراتهم خصوصاً الأطفال الذين ينتظر منهم أن يرقصوا بأرواحهم قبل أجسادهم.

السياسة لا تبتعد عن أي حدث تشهده سورية حتى لو كان فناً، حيث لم تخلوا كلمة "نصير" من السياسة والأزمة السورية، فيما يقول مقدم الحفل "حنا نصار" خلال كلمته:"حاربوننا بالسلاح، وسلاحنا القلم، قلمنا لنكتب، نكتب لنرسم، نرسم لنلحن، نلحن لنغني، نغني لنرقص، ونرقص لنحيا".

يذكر أن الحفل الذي استضافته محافظة اللاذقية السورية، أقيم على وقع أخبار الحرب القادمة من جسر الشغور.

تصوير: وسيم محمد