دام برس - خاص :

تحت عنوان "سوريا وطن المحبة"، وبرعاية الأستاذ عصام خليل وزير الثقافة، احتضن المركز الثقافي في المزة، العرض المسرحي الراقص، الذي كان نجومه من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ممن أذهلوا الحضور بشجاعتهم وموهبتهم  وأدائهم المميز.
جاءت هذه الفعالية بمناسبة اليوم العربي للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وكانت ثالث الأنشطة التي أقامتها الوزارة في هذه المناسبة، ويؤكد الأستاذ معاون وزير الثقافة أن الوزارة حريصة دائماً على إجراء هذه الأنواع من الفعاليات، التي تثبت للعالم كله، مواهب وطاقات الأطفال السوريين، وقدرتهم على الإبداع حتى في ظل هذه الظروف التي تمر بها البلاد، وأكد أيضاً على أن رسم البسمة على وجوه أطفال سوريا من أولويات وزارة الثقافة وما تقوم به من أنشطة.
بدورها تشير السيدة ملك ياسين مديرة ثقافة الطفل في الوزارة، إلى أن الهدف من هذا النشاط هو تغيير الصورة الذهنية عند الناس عن الأطفال ذوي الإعاقة ، فهم ناس مبدعون موهوبون، وليسوا مجرد مصدر للشفقة والاستعطاف كما يرى البعض، وأكدت على أن الأطفال ذوي الإعاقة حاضرون دائماً في برامج الوزارة على مدار العام.
العرض المسرحي الراقص، الذي قدمه أطفال ذوي احتياجات خاصة حركية وسمعية وبصرية، بمشاركة فرقة أجيال، تم التحضير له منذ أكثر من شهر من تاريخ العرض، ويعبّر السيد مجد أحمد مدير الفرقة، عن الروح الرائعة التي اتسم بها الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وسرعة اندماجهم مع الأطفال الآخرين في الفرقة، رغم الصعوبات التي يعانون منها، وأكد على المجهود الكبير  الذي تم بذله منذ أكثر من شهر وحتى تاريخ العرض، بهدف إنتاج لوحة فنية مميزة، توصل رسالة المحبة والسلام والروح الجميلة إلى كل من يحضر العرض.
بدأ العرض، فغمرت الفرحة والبهجة والذهول قلوب الحاضرين، أمام عشرات الأطفال من الصم والمكفوفين والمعاقين حركياً، الذين قدموا أجمل عرض، وأقوى تفاعل، فلم تفارق البسمة وجوههم، وأدوا الأدوار المطلوبة منهم بحرفية  وإبداع، فلا تكاد تميز بين الطفل السليم والمعاق على خشبة المسرح.
أطفال تنحني لهم الهامات، غنوا نشيد بلادهم الوطني وعزفوا موسيقاه وهم لا يبصرون النور، رقصوا وضحكوا على كراسيهم المتحركة، أسمعوا الحضور أجمل النغمات وهم لا يسمعون شيئاً.
دام برس التقت بعينة من هؤلاء الأطفال ، كانت منهم الطفلة بيان  لتبتسم أمام الكاميرا وترسم بيديها الصغيرتين شكل القلب، لا تسمع ولا تنطق ، فتواصلت معنا بلغة الإشارة عبر السيدة هبة ، الخبيرة بلغة الإشارة ، لتخبرنا بيان من خلالها أنها سعيدة جداً بالرقص ، وتتمنى المشاركة بعرض آخر، وأنها تحب الرسم أيضاً
السيدة هبة مذيعة الإشارة في مجلة الأمل والتلفزيون السوري  أكدت لنا أنها تتعامل في هذا المجال مع الأطفال الصم منذ سنوات طويلة، ورغم كل الصعوبات يبقى التواصل معهم ممتعاً وجميلاً ومبعثاً للسعادة.
وعلى كرسيه المتحرك، ابتسم حسين، وقال : " أنا سعيد جداً وفخور بنفسي ولم أجد أي صعوبات في التدريب، وسأشارك في أي نشاط آخر ".
أما حسن فلم تمنعه عيناه اللتان لا تبصران النور، من الرقص والغناء على المسرح، فعبر عن فرحه بالمشاركة ، وثقته بنفسه ، ورغبته بالاستمرار في التواصل والإبداع في أي فرصة تتاح له، وتمنى من كل الأطفال ألّا تمنعهم أي إعاقة من امشاركة والتفاعل مع الآخرين.
كانوا مذهين رائعين، عرض مسرحي رائع ، موسيقا وإخراجاَ وأداءً، ليثبت أطفالنا للعالم، أنه رغم ظروفهم الخاصة، الحياة جميلة ، الأمل موجود، فإعاقتهم ليست نهاية الحياة، بل بداية حياة جديدة كل يوم !

متابعة وحوار : ريتا قاجو