دام برس - لجين اسماعيل :

أطفال سرقت منهم أروع اللحظات ، في عمر يطير فرحا و يرقص نغماً ، عيون برئية باتت تطلعاتها توحي بالحزن تنتظر أن تعود سورية كما كانت بل و أفضل ، لترى طفلا يبني حجرا ، و آخر يلعب مع أصدقائه ، و ذاك يمارس هوايته المفضلة ، و آخريتعلم  دون خوف .
و من هذه الأجواء و بالتزامن مع انطلاق ماراتون القلمون الأول أقيم عرضا رائعا في المدينة الرياضية بدير عطية عرض دخل إلى صميم جميع الحضور و أثر بهم ، اطفال أدّوا دورهم بكل جدارة و عبّروا في هذا المشهد عن أبسط حقوقهم ألا و هو أن يعيشوا طفولتهم بسلام و أمن ، ليكملوا هذا العرض بعرض آخر يحكي إعادة الإعمار  و البناء على انغام أغانٍ وطنيةٍ ،ثم ورشة العمل الجماعية و إعادة تدوير خارجية في الهواء الطلق حيث أقدم السيد وزير الثقافة مع صحبه على غرس شجرتين في المدينة الرياضية كعربون محبة و وفاء  لننتقل إلى قصر الثقافة الذي حمل بين ثناياه الكثير من الأمل و المحبة ، و كان السيد وزير الثقافة عصام خليل و السيد محافظ ريف دمشق حسين مخلوف قد تجوّلا بين أقسام هذا القصر و نشاطاته المختلفة و المنوعة فمن مسرح العرائس لنرى مشهدا يغني للطفولة إلى الايقاع الموسيقي فالتصوير الضوئي بلوحات و رسوم مستوحاة من قصيدة الشاعر سليمان العيسى شاعر الوطن و الحب و الجمال و صديق العصافير و الأطفال .
و قد قام السيد وزير الثقافة في تصريح له بتوجيه الشكر للأهالي الكرام و قد أثنى على جهودهم التي أسهموا من خلالها في إقامة هذا الاحتفال النوعي .
و أشار إلى رمزية هذا اليوم النبيل الذي قضاه  برفقة الأطفال الذين أرسلوا رسالة واضحة للعالم كله فقالوا عبر لوحاتهم الفنية  " من حقنا أن نتعلم ، أن نرمم مدارسنا ،  أن نلعب و ننعم بطفولتنا ."
رسالة أدّاها الأطفال بكل حرفيةٍ ، كانوا رائعين في تأدية رسالتهم التي تصرّ على الحياة و التمسك بالفرح ، و التصميم على التعلم ، فالإرهاب لا يمكن أن يهزم شعبا يمثل أطفاله المستقبل القادم المشرق على أيدي هؤلاء الذين يمثلون أحلام السوريين جميعا و الذين يتمسكون بمعارفهم و مدارسهم وفاءً لدماء الشهداء التي سفكت على  هذه الارض الطاهرة حماية لها من الإرهاب و توجها نحو المستقبل المشرق ، كما أعرب عن اطمئنانه حيث يرى بأنه لا خوف على سورية طالما أن أطفالها يمارسون كل هذا الفرح و الحب و التمسك بالحياة .
و بدورها مديرة ثقافة الطفل ملك ياسين قالت بأن هذا البرنامج الوطني المنوع من إنتاج أطفال القلمون ، و مستمر على مدار الأسبوع، و حافلا بالنشاطات و العروضات الفنية و المسرحية على مدار اليوم .
وعن فقرة الحوار مع المسؤول فهي تبدي حرصها على أن الطفل هو أساس الفعالية ، و كونه في موقع المشارك و ليس المتلقي ، مشددة على أن يكون هناك متابعة للأطفال في كافة المجالات ، فما جرى اليوم دليل على معافاة سورية و دير عطية مصغر عن سورية الكبرى ، الأم الحنون ، سورية في قلوب الجميع .
أما فرقة أجيال التي كان لها دورها الفاعل في تقديم عروض مسرحية حدّثنا باسل حمدان عن هذا العرض الراقص الذي يحمل عنوان ( رحلة الفراشة ) هذه الفراشة التي تريد أن تتعلم الرقص فتجوب بلدانا و بحار لكنها لا تتأقلم مع طباع الشعوب في تلك البلدان فتقرر العودة إلى بلدها الأم سورية التي لا تجد روحها و وجودها إلا بها .
و تابع بأنه تمّ تقديم مجموعة رقصات تتعلق بالفلكلور السوري فيها تحية للجيش العربي السوري و عربون محبة و وفاء ، فلولا الأمل لا وجود للحياة .
كما أن الأطفال قدّموا عرضا رائعا في مسرح العرائس لذلك قال خوشناف ظاظا ممثل و مدرب مسرح دمى و تحدّث عن دور هذا المسرح في تكوين شخصية الأطفال  ، لافتاً إلى العمل المتواصل الذي استمر لأربعة أيام تمّ خلاله شرح كيفية تصنيع و تحريك الدمى ، و أشار إلى الاستيعاب السريع الذي شهده على هؤلاء الأطفال و اهتمامهم و إقبالهم المفاجئ  ، و تفاعلهم القوي الذي حذا بهم لتكوين هذا المشهد من أفكارهم .
و يتمنى  أن يهتم الأطفال بأمورهم التعليمية بداية ثم الأمور الترفيهية من موسيقا أو ألعاب  لأن التعليم و الفن أهم شيء في بناء الإنسان .
وفي فقرة لقاء طفل مع مسؤول أجاب وزير الثقافة والمحافظ ومدير التربية بريف دمشق على أسئلة الأطفال التي تعلقت بزيادة النشاطات والفعاليات الثقافية في المنطقة وزيادة مثل هذه الأنشطة التفاعلية مع المدارس والمراكز الثقافية وضرورة التعاون الدائم بين المدارس والمراكز الثقافية لإقامة نشاطات للأطفال.

تصوير : تغريد محمد