دام برس – قصي المحمد:

بيّنت النتائج التي توصلت إليها الدراسة الإحصائية التي أجرتها وزارة التعليم العالي حول نتائج امتحانات السنة التحضيرية للكليات الطبية للعام الدراسي 2016 - 2017، أنّ الثانوية السورية هي الأفضل من غيرها على مستوى الثانويات غير السورية، وذلك لتدني  نسب النجاح لطلاب السنة التحضيرية من يحملوا ثانويات "غير سورية".

كما أكّدت الدراسة أنّ الفوارق بين نتائج الطلاب حسب الجامعات يعود إلى نوع المدخلات حسب مصدر الشهادة الثانوية، و أنّ الشهادة الثانوية لا يمكن اعتمادها كمعيار وحيد للقبول في الجامعات، وأنّ الفرز الواضح لمستوى الطلاب من خلال النتائج الأولية لطلاب السنة التحضيرية يثبت ذلك، حيث تبين وجود تباين في مستوى الطلاب  الحاصلين على الشهادة الثانوية من محافظات مختلفة، والذين اعتبروا من خلال درجاتهم على أنهم ضمن نفس الشريحة.

أظهرت الدراسة أيضاً أنّ عدد الطلاب الحاصلين على الشهادة الثانوية العامة من محافظات دير الزور، حمص وحماه كانت نتائجهم في السنة التحضيرية غير متوافقة مع  المستوى المحدد لهم في الشهادة الثانوية العامة، بينما بيّنت نتائج الطلاب في السنة التحضيرية، الذين حصلوا على الثانوية العامة من المحافظات الأخرى توافقاً أفضل، وأظهرت نتائج الطلاب الذين حصلوا على الثانويات العامة من مدينة دمشق بأنها الأفضل بالمقارنة مع المحافظات الأخرى.

وكشفت الدراسة أنّ نسبة الطلاب المقبولين في السنة التحضيرية من محافظتي حماه ودير الزور كانت عالية، في دير الزور بالمقارنة مع أعداد المقبولين من المحافظات الأخرى، هي أعلى من نسبة المقبولين في السنة التحضيرية من محافظتي دمشق وريف دمشق.

وفي تصريح لمعاون وزير التعليم العالي الدكتور رياض طيفور أكّد خلاله على رفع نسب القبول لطلاب السنة التحضيرية هذا العام، حيث أشار في تصريح سابق له ضمن هذا  السياق أنّها ستزيد يشكل تقريبي لـ /1.5/ درجة، حيث يذكر أنّ نسبة القبول كانت العام الماضي /226،7/ درجة كحد أدنى، ويمكن أن تصل هذا العام إلى /228/ درجة أو أكثر بقليل.

كما أكّد على ضرورة تحديد أعداد الطلاب المستجدين في الجامعات الحكومية للعام الدراسي 2016 - 2017 وزيادة نسبة القبول في السنة التحضيرية للكليات الطبية بنسبة / 10% / عن العام الماضي.

وأشار طيفور خلال حديثه  إلى الأداء المنخفض والضعيف نسبياً لنتائج السنة التحضيرية لطلاب جامعتي حمص وحماه، الذي عكسته الأرقام الإحصائية التي توصلت لها الدراسة. كما بين طيفور أنّ نتائج المفاضلات هذا العام ستصدر دفعة واحدة، وعن التسجيل المباشر بيّن هو الأفضل والأسهل على الطلاب جميعاً.

وفي لقاء دام برس مع عدد من رؤساء الجامعات، أشار الدكتور مصطفى الأفيوني رئيس جامعة حلب إلى أنّ الورشة هي وقفة تشاركية لوضع الأسس حول السنة التحضيرية فيما يتعلق بالامتحانات أو المقررات، والتطرق إلى أهم الصعوبات لمعالجتها وتجاوزها خلال العام القادم.

وبينّ الأفيوني أنّ الهدف من الدراسة التأكيد على السير السليم والجيد للعملية التعليمية لأنّها هي الهدف الأول لنا كمؤسسة تعليمية، وعن أداء الطلبة في جامعة حلب وضّح الأفيوني أنّ النتائج كانت مرضية لحداً وجيدة ما، حيث نسبة النجاح تجاوزت الـ /70%/ ، وذلك بتكاتف الجهود بين كل العاملين في الجامعة .

ومن جانبه الدكتور محمد زياد سلطان رئيس جامعة حماه وضّح أنّ السنة التحضيرية هي ضرورة ملحّة بناء على المعطيات التي صدرت من الثانوية العامة، ولكنها تجربة لم تنضج بعد ومن الضروري أن نقوم بدراستها، للوصول إلى قيمة مضافة لتحسين آلية اعتمادها في كليات أخرى العام السنوات المقبلة.

وأضاف سلطان: نسب النجاح المتدنية  في جامعة حماه بسبب مدخلات الثانوية، حيث كان هناك خلل بالثانويات، أي لم يكن هناك تدقيق بالنتائج للحصول على مدخلات جيدة ، مما انعكس على مستوى الطلبة في الجامعات .. مصداقية جامعة حماه صحيحة ونحن في الجامعة عكسنا ما يوجد أخطاء على مستوى الثانويات وليس الاخطاء من الجامعة نفسها".

رئيس جامعة دمشق الدكتور محمد حسان الكردي شدّد على ضرورة إعادة النظر في مقررات السنة التحضيرية، حيث بيّن أنه تم اتخاذ القرار بأن تكون السنة التحضيرية مغلقة هذا العام، أشار الكردي أيضاً إلى أهمّية اعادة النظر في بعض المقررات كتاريخ الطلب والحاسوب في ضوء نتائج الطلاب خلال السنة التحضيرية.

كما أكّد الكردي أنّ السنة التحضيرية ستبقى مغلقة في السنوات القادمة ومن الممكن إعادة النظر فيما بعد بها، ولفت الكردي خلال حديثه إلى أهمية اعتماد العلامة التخصصية لبعض الفروع موضوع تم مناقشته في مجلس جامعة دمشق ولكن يعود فيه القرار لمجلس التعليم العالي.

رئيس جامعة البعث الدكتور أحمد صبيح بينّ ضرورة الاطلاع على  الايجابيات من اجل تعزيزها والسلبيات من أجل تقليلها، ومن خلال الدراسة تبين أنّ هناك نسب متدنية لطلاب جامعة البعث من ثانويات حمص وحماه في السنة التحضيرية، وشدد على ضرورة مناقشة هذا الموضوع مع وزارة التربية وعدم القاء اللوم على أي جهة تعليمية، وهدفنا اليوم العمل على رفع نسب النجاح في الجامعات وبشكل خاص طلاب السنة التحضيرية.

وبيّن صبيح أنّه  يجب أن لا نتسرع في اعتماد سنة تحضيرية مغلقة أو مفتوحة، حيث يمكن أن نعتمدها مفتوحة في السنتين الاولى والثانية ، ومغلقة بعدها لإتاحة الفرصة الأكبر عدد من الطلبة.

حضر الورشة وزير التعليم العالي الدكتور عاطف النداف وعدد من معاونيه ورؤساء الجامعات السورية (حلب وحمص وحماه وتشرين والبعث و طرطوس)، وعدد من أعضاء مجلس الشعب المعنيين ، بالإضافة إلى عمداء الكليات الطبية ونوابهم، وممثلي عن الاتحاد الوطني لطلبة سورية، وعدد كبير من الإعلاميين ، حشد من الطلبة والإداريين.