دام برس :

ما جرى يوم أمس في مدينة داريا بالغوطة الغربية لدمشق لم يكن مجرد حدث عادي أو عملية مصالحة أو حتى تسوية .. ما جرى منذ أيام يعتبر خطوة على طريق النصر الذي يرسمه الجيش العربي مدعوماً بالحلفاء ذلك النصر الذي ثبته صمود المواطن السوري .

العملية الأخيرة في داريا جاءت بعد تضحيات الجيش العربي السوري وصموده في وجه حرب لم يعرف التاريخ مثلها أكثر من سبعمائة مسلح باتوا خارج داريا هذا هو العنوان أما التفاصيل فتؤكد بأن ما تحقق في مدينة داريا كان نتاج صمود واستراتيجية عالية في العمل العسكري والأمني.

حصار للمجموعات الإرهابية المسلحة استمرا لأكثر من ثلاثة أعوام وعمليات عسكرية على أكثر من محور وقضم لمناطق سيطرة الإرهابيين ومنع لتقدم المجموعات الإرهابية باتجاه نقاط تثبيت الجيش العربي السوري وفي ظل ذلك ومع اكتمال الطوق حول المدينة ومراعاة الجاني الإنساني للمناطق المحيطة إضافة لما تبقى من مدنيين في المدينة كان كفيلاً لإيجاد حل يتمثل بتسوية اوضاع من يرغب ونقل من تبقى إلى مناطق تواجد الإرهابيين في ادلب.

على الرغم من وجود الكثير من التساؤولات حول هذه العملية إلا أن نتائجها هي الأهم من تأمين للعاصمة إلى معالجة للوضع الانساني إلى القضاء على بؤرة إرهابية كانت تشكل غدة سرطانية في الجسد السوري.

العمليات العسكرية مستمرة على كافة الجبهات رغم الحديث عن عمليات تهدئة أو وقف لإطلاق النار والمصالحة الوطنية مستمرة أيضاً كل ذلك وسط حراك دبلوماسي بين الحليف الروسي وواشنطن وفي النتيجة سورية منتصرة رغم سنوات الحرب الطويلة.

لن ندخل في لغة التحليل السياسي والعسكري إنما نقول بأن القيادة السياسية متمثلة بحكمة السيد الرئيس بشار الأسد وقدرة الجيش العربي السوري على امتصاص موجات الهجوم المتعددة وتحويلها إلى انتصارات في الميدان ناهيك عن صمود المواطن السوري وثقته بقيادته وجيشه جاءت لترسم ملامح جديدة للمنطقة.

في الأمس طوق حلب واليوم داريا خارج دائرة النار وفي الغد الرقة وادلب وكافة أراضي الجمهورية العربية السورية وإن غد لناظره قريب وفي الختام تحية لأرواح الشهداء.