Logo Dampress

آخر تحديث : الأربعاء 24 نيسان 2024   الساعة 10:10:45
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
معارك سهل الغاب .. استنزافات تنتظر ’’الضربة القاضية’’

دام برس :

عادت جبهة سهل الغاب إلى الواجهة "الميدانية" للأحداث في سوريا من جديد، بعد هجوم "ضخم" نفّذته مجموعات متشددة من الجنسية "الشيشانية والأوزبكية والتركستانية والقرغيزية" بشكل رئيسي، إضافة إلى مجموعات "سورية - عربية" تعتبر "الواجهة المعرّبة" لمايسمّى جيش الفتح، الذي شكّلته ودعمته تركيا، بهدف الضغط على الدولة السورية في جبهة إدلب وصولاً إلى حدود قرى مدينة حماة، والتي تعتبر "جورين" مدخلها الرئيسي، والتي تضم أحد معسكرات الجيش السوري المكلّف بتأمين حماية سهل الغاب وريف حماة الشمالي، يجدر الإشارة إلى أن الهجوم "المعاكس" الذي شنّه مقاتلو "الفتح" أمس والذي أدى لسيطرتهم على "المشيك - الزيارة - تل واسط"، جاء بعد هجوم نفذه الجيش السوري قبل عشرة أيام أدّت للسيطرة خلال ساعات قليلة على معظم مناطق سهل الغاب وصولاً لبلدة "القرقور" الاستراتيجية" ..

من الطبيعي وبعد سلسلة معارك "كر وفر" في المنطقة، أن يشعر السوريين بـ"الحرج" وعدم الفهم لمجريات الأمور العسكرية في سهل الغاب، إضافة إلى شعورهم بـ"الغبن" أمام بعدهم عن أي تفاصيل لما يجري في تلك المنطقة العسكرية المثيرة للجدل حقيقةً، واكتفائهم بسماع النتائج. تارةً يتقدّم الجيش، وتارةً أخرى ينسحب .. فما سرّ تلك المنطقة .. ومالذي يجري هناك ..؟

قبل الخوض في تفاصيل جبهة سهل الغاب، وجب التنويه لبعض المعارك التي شنّتها الفصائل الإرهابية على بعض المناطق التي تعتبر من حيث المساحة أصغر من "سهل الغاب"، كما أنها لاتقل بصعوبتها الجغرافية عن تضاريس سهل الغاب التي تتميز بصعوبتها لكثرة التلال والهضاب، إضافةً للمساحة المشجّرة الواسعة فيها، والتي تعتبر نقاط استراتيجية للفصائل الإرهابيةفي الاختباء والتمويه، إضافةً إلى سيطرة تلك الفصائل على معظم التلال الاستراتيجية من جهة اللاذقية، والتي تطل بشكل مباشر على مناطق وبلدات سهل الغاب. الجبهات التي هاجمتها الفصائل كـ"كويرس - باشكوي - أبو الضهور - كفريا - الفوعة - نبّل - الزهراء" اصطدمت بصمود الجيش السوري وقوات الدفاع الوطني، حيث انتهت تلك المعارك بفشل ذريع لم تستطع الميليشيات الإرهابية بنوعيها "الفتح - داعش" إلا والاعتراف بالهزيمة الكبيرة، إضافةً إلى اعترافها بالخسائر البشرية التي منيت بها على تلك الجبهات، وهنا أيضاً نطرح سؤال، لماذا صمدت تلك الجبهات دون أن تستطيع الميليشيات المتطرفة تحقيق أي تقدّم فيها، بالوقت الذي تشهد فيه معارك ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي معارك كر وفر متواترة، كما تشهد "عدم قدرة الجيش السوري في التثبيت بأي بلدة من البلدات التي يسيطر عليها ..؟

في الحقيقة، تختلف جبهة سهل الغاب عن أي جبهة أخرى يقاتل فيها الجيش السوري، فالمنطقة مفتوحة "شمالاً" على الحدود مع تركيا التي دأبت خلال الأسابيع الماضية على زيادة التحشيد باتجاه إدلب للحفاظ عليها تحت سيطرة ميليشيات الفتح، وهذا ما لم تستطع فعله في حلب بعد تقدّم الجيش هناك وفرضه طوق شبه مكتمل في محيطها، كما أن بلدات سهل الغاب تتميّز بارتباطها مع بعضها البعض، ففي حال السيطرة على أول بلدة فيها مثلاً، ستتدحرج كرة الجيش فيها حتى آخر بلدة، لكن وحتى يستطيع الجيش تحقيق ذلك، عليه أن يفرض سيطرة "شبه مطلقة" على تلال ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، وهي منطقة يتوجّب على الجيش تقديم تضحيات كثيرة للوصول إلى مبتغاه فيها وهي السيطرة، حتى يتمكّن من الإشراف مناطق وبلدات سهل الغاب، ما سيمهّد الطريق أمام قواته للوصول إلى جسر الشغور وبعدها إلى المسطومة والقرميد الاستراتيجية، ومن بعدها يتمكّن من الانطلاق باتجاه أريحا وإدلب شرقاً ..

التقدّم الأخير والسريع الذي حققه الجيش في سهل الغاب منذ مايقارب العشرة أيام، لم يكن الهدف منه حقيقةً "تثبيت" القوات المهاجمة، وهذا ما أشرنا إليه في مقال سابق، بل كان هدفه الرئيس "إشغال" القوات المعادية في جبال اللاذقية ريثما يكتمل "قوس الالتفاف" على الميليشيات المتحصنة في الجهة الشرقية لجبال اللاذقية والسيطرة عليها، وهذا ماحصل بالفعل، حيث وبالوقت الذي انشغلت الميليشيات في تضميد جرحها النازف في سهل الغاب، التف الجيش على "تلال جب الأحمر" وهي أربعة تلول، سيطر على ثلاثة منها مباشرة وانطلق باتجاه الرابع الذي تحصّنت فيه القوات المعادية بقوة، ما أخر عملية استكمال الطوق ثلاثة أيام تقريباً، وهذا ما أعطى المجال للميليشيات لإعادة الهجوم في سهل الغاب أمس، لكن أيضاً الانسحاب الذي نفّذه الجيش أعتقد كان محسوباً، كونه توّج باستكمال السيطرة على تلال "جب الأحمر"، بينما استمرت باقي قوات الجيش بالضغط "نارياً" على الميليشيات الإرهابية في "كتف الفرس وجورة الطنبور وتلة الرويسة" التي سيطر عليهم الجيش منذ مساء أمس، وبالتالي هذا ماسيفتح الطريق أمام القوات المهاجمة في سهل الغاب لإعادة "التثبيت" في بلداته، وهذا كان من غير الممكن فعله إذا ما فشلت عملية السيطرة و"التثبيت" في جبال اللاذقية ...

    إذاً .. نلاحظ أن الجيش السوري يعتمد في سهل الغاب عدّة تكتيكات عسكرية بدأت بـ"تحييد صواريخ التاو" الأمريكية التي استخدمتها الميليشيات بكثرة عن المعركة، وهذا ما أدى لتقدّم سريع للقوات سابقاً دون خسائر تُذكر، لكن بقي اليوم أمام الجيش بعد تحييد الصواريخ الحرارية، تأمين مجنبات القوات المهاجمة في سهل الغاب، والتي بحسب الاعتقاد أنها لن تطول عمليات الهجوم المعاكس التي سينفذها الجيش خلال "أيام قليلة"، بالرغم من استمرار الميليشيات بتحشيدها للقوات "المهاجرة" علّها تنجح في إعادة السيطرة على كامل سهل الغاب، إلا أنه وفي حال تمكّن وحدات الجيش من "تثبيت" قواتها بشكل مطلق في غرب سهل الغاب "جبال اللاذقية"، ستكون معارك سهل الغاب عبارة عن "مجزرة" بميليشيات الفتح، حيث يكون الجيش السوري قد نجح في استدراجها إلى نقطة الموت المحتّم هناك..

ما سبق، يتزامن مع انتخابات تركيا المبكّرة، وهذا يعني أن أردوغان يسعى اليوم إلى تثبيت "جيش الفتح" في نقاط سيطرته، علّه يستطيع تعويض هزيمته في الحصول على الغالبية بأروقة البرلمان التركي، لذا من المتوقع أن تستعر الاشتباكات خلال الساعات القادمة بشكل كبير وملحوظ .. لكنها ستخف حدّتها مع بدء الجيش السوري تنفيذ "الضربة القاضية" في المنطقة، بعد سلسلة "استنزافات" ناجحة حققتها القوات المهاجمة خلال الأسابيع الماضية ..

عربي برس - ماهر خليل

الوسوم (Tags)

المسلحين   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz