Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
العدوان على اليمن .. سيناريوهات النهاية

دام برس :

المتتبع لتصريحات المتحدث باسم القوة العسكرية المتشاركة في العدوان على اليمن يدرك تماماً إن عدوى جنون العظمى انتقلت من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الملك الأردني ومنه إلى آل سعود، فالقوة العسكرية العظمى في الشرق الأوسط من وجهة نظر السعوديين باتت في قبضتهم، ويعتقد السعوديون إنهم إن أنعشوا الاقتصاد الأمريكي من خلال شراء كميات كبيرة ومهولة من السلاح والذخائر إنهم سيكونون في مأمن من الهزيمة التي ستلحق بهم من خلال الخسارة الكبرى في اليمن، فما يدور في كواليس السياسة العالمية يفضي إلى أن العدوان السعودي سيحدث متغيرات حقيقية وجذرية في بنية المنطقة ككل، وذلك بكون التوافقات على المسائل الكبرى والملفات الأكثر سخونة في العالم بدأت تشهد حلحلة كبرى بين محوري السياسة العالمية، فالروس وإن بدوا خارج المشهد اليمني نوعاً ما فإن ذلك لا يعني إنهم غير موجودين في الكواليس، وإن كانت إيران تصعد في التصريحات دون الولوج في العمل العسكري في اليمن دعماً للشعب وأنصار الله على وجه التخصيص، فإن العمليات الاستخبارية التي تعتمد عليها أنصار الله في استمرارية الصمود في المعركة المفتوحة ضد الجيش السعودي ومن معه تفضي إلى التساؤل عن طبيعة الإمداد الذي يتلقاه "الحوثيين" ومن أي طرق يدخل هذا الإمداد ومن هي الجهة الممولة..؟، فعرف الحرب يقول إن القاعدة الأولى من قواعد الحرب الناجحة تقول: "ليس مهماً كم تمتلك من السلاح، المهم من أين تأتي بالسلاح خلال الحرب"، بمعنى إن الأسلحة والذخائر المخزنة قد تنتهي قبل نهاية الحرب إن لم يكن ثمة إمداد لتعويض الفاقد الحربي لأي قوة مقاتلة، واستعواض الذخائر المستهلكة لضمان استمرارية المقاومة.

في الجانب السعودي يقرأ الحدث على إن المستفيد الأول والأخير من الدخول في الحرب ضد الحوثيين خصوصاً واليمن عموماً، هو الإدارة الامريكية التي أنعشت اقتصادها من خلال صفقات سلاح كبرى بين هذه الشركات والجانب السعودي لتعويض ما سيتم استهلاكه خلال العدوان على اليمن، وبالنظر إلى أن السعودية تصدرت قائمة المستوردين للسلاح خلال العام الماضي، فإن المملكة تقوم بالإنفاق على نجاة أوباما من المشاكل الاقتصادية التي قد تودي بحزبه إلى خسارة الانتخابات الرئاسية القادمة في أمريكا، كما إن المستفيد الأكبر على المستوى السياسي والميداني هو الكيان الإسرائيلي، الذي سيكون من السهل عليه أن ينتقل من زاوية العلاقات المخفية إلى العلاقات الطبيعية مع الكيان السعودي بسبب التقارب في الأفكار ومعادة كل من سوريا وإيران، والقوى المتحالفة مع هاتين الدولتين، ومن باب الحفاظ على استقرار الكيانات الخليجية، فالمصلحة السعودية تتركز أولاً في الحفاظ على حكم آل سعود، وعلى مستوى شخصي يؤكد مسار الأحداث إن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز تجاوب مع الرأي الأمريكي بضرورة وصول القوة الشابة في الكيانات الخليجية إلى سدة الحكم، ولذا أعطى ابنه محمد الضوء الأخضر للوصول إلى سد الحكم من خلال محاكاة تاريخ جده "عبد العزيز" مؤسس المملكة على تلال الجماجم الحجازية.

لكن كيف يمكن أن تنتهي الحرب المفروضة على اليمن..؟

جملة الحراك الدولي في مختلف الملفات الساخنة تفترض أن يكون الحل في الحدث اليمني  وفق واحد من السيناريوهات التالية

السيناريو الأول: تنتهي الحرب من خلال اتفاق لوقف إطلاق النار، على أن يكون الحوثيون في صادرة المشهد اليمني المفاوض في دولة محايدة،  قد تكون جنيف على سبيل المثال، لكن من الواجب من وجهة نظر المجتمع الدولية أن تعود العلاقات السياسية الداخلية في اليمن إلى ما كانت عليه قبل الثورة التي أسقطت علي عبد الله صالح.

 لكن منطق الأمور في الداخل اليمني يرفض جزء من هذا الحل ويقبل آخر، فإن كان المشهد اليمني بحاجة إلى أن يتوقف العدوان ليصار إلى نقاش الوضع الداخلي في اليمن من قبل القوى السياسية والقبائلية فيه، فإن الحوثيين كقوة سياسية وعسكرية وقبائلية لن يقبلوا بالعودة إلى واقع ما قبل الثورة، ولن يقبلوا بتقديم تنازلات لحلفاء الدول الخليجية الذين ينظر إليهم من قبل الشعب اليمني على إنهم "عملاء"، وبالتالي سيكون من الطبيعي أن يخرج عبد ربه منصور هادي من المشهد نهائياً، على أن تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية برعاية أممية ويصار إلى وضع دستور جديد.

وعلى مستوى المحيط سيكون ثمة توافق لدى كل من السعوديين والإيرانيين على عدم التدخل في أي مرحلة لاحقة في الشأن اليمني، لكن هذا التوافق لن يعدو أكثر من التوقيع على الورق أو التوافق الدولي، لكن واقع الأمور سيكون أن كل من القوتين ستعمل على تفعيل دور حلفاءها، فباب المندب نقطة استراتيجية يجب أن تكون بقبضة الأقوى.

في السيناريو الثاني: يكون الواقع مختلفاً تماماً، إذ من الممكن أن يهزم الحوثيين في هذه الحرب، من خلال تقدم بري تنفذه القوات الأمريكية أو القوات المتحالفة بشكل مجتمع بحيث يكون الوضع الميداني في حسابات العدد لصالح الجيوش المهاجمة ليكون الالتحام المباشر مع اللجان الشعبية التابعة لأنصار الله والجيش اليمني يميل لمصالح قوات العدوان السعودي، وفي مثل هذه الحالة يتم إدخال اليمن فعلياً في زمن من الأفغنة – إن صح التعبير، على أن يكون لحلفاء السعودية الدور الأكبر في المناطق الساحلية خصوصاً القريبة من باب المندب، وفي مثل هذه الحال سيكون للكيان الإسرائيلي امتداد سياسي طبيعي في الداخل اليمني من خلال تفعيل كل الميليشيات المرتبطة بتظيمي داعش والقاعدة، وسيكون أمام السعوديين المتسع من الوقت لتقاسم الكعكعة اليمنية مع حلفائهم من النفط شريطة أن تكون الاستفادة الكبرى لصالح أمريكا وإسرائيل، ومن المهم أن تخرق الاتفاقيات الدولية الناظمة للملاحة في أعالي البحار، ويكون باب المندب محظوراً على السفن الإيرانية أياً كان نوعها أو حمولتها، ليصار إلى فرض عقوبات بديلة على إيران في حال التوصل إلى اتفاق مع الحكومات الغربية فيما يخص الملف النووي الإيراني ورفع العقوبات عن طهران.

في سيناريو ثالث، يحضر انتصار الحوثيين، وبالتالي فإن محور المقاومة يزداد اتساعاً وتخرج إسرائيل من حسابات السيطرة على باب المندب، ويكون أمام السفن الخليجي العابرة إلى الكيان الصهيوني محملة بالنفط أن تقرر الالتفاف نحو القارة الإفريقية أو يتم التصدير بعيداً عن المضيق –عبر الأراضي السعودية مثلا-، كما إن القواعد الإسرائيلية في منطقة القرن الإفريقي ستعاني من مشكلة تأمين الإمداد بكل أنواعه، وعلى هذا السيناريو يفترض أن ترد الحكومة الأمريكية بالضغط على المجتمع الدولي لفرض عقوبات على اليمن بقياداته الجديدة، وهنا سيكون من المحتمل جداً أن يفعل تنظيم داعش بصورة أكبر في اليمن ويعمل على تنشيط الحراك الجنوبي الانفصالي بقوة.

في المسألة اليمنية لا يوجد سيناريو يمكن أن ينهي الأزمة بشكل سليم، مع الحفاظ على سيادة اليمن أو وحدته، لكن يمكن البحث خلال المرحلة الحالية عن توافق شعبي داخل اليمن على إنهاء الانقسام السياسي والانتماء إلى يمن موحد، على أن يكون القرار اليمني قرار مواجهة للعدوان ومنع لتمدد الخليجيين في الداخل اليمني، فالتجربة أثبتت إن مثل هذا التمدد جرّ الخراب إلى البلاد، كما يجب أن يعمل من قبل القوى السياسية على حلحلة الملفات الساخنة في البلاد لضمان ابتعاد الكيان الإسرائيلي عن المستويين السياسي والميداني في البلاد.

عربي برس - محمود عبد اللطيف

الوسوم (Tags)

اليمن   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz