Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 21:37:24
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
دير الزور في مرمى ‘‘داعش‘‘: التوقيت والأهميّة والأبعاد

دام برس :

تنظيم "داعش" المهزوم عسكرياً في الموصل يحاول -على مايبدو- البحث عن بقعة تمدّد جديدة في الداخل السوري, وهذا كان متوقعاً بالنسبة للكثيرين من الخبراء العسكريين منذ الأيام الأولى لبدء معركة معقله الأهمّ في العراق. وعزّز من الإشاعات المتداولة عن تواطؤ أمريكي مع التنظيم الإرهابي, بغية تأمين سحب قواته من العراق كي يفوز بجوائز ترضية تفيد الاميركيين في سورية.

الأمر الذي اعترف به بشكل شبه مباشر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري, كان إشارة أخرى حين جرى نشر تسريب مقصود يقول فيه أن إدارته راقبت "داعش" وهو يتمدد ولم تفعل شيئاً, أملاً في الضغط على الرئيس بشار الأسد.

الهجوم الأخيرعلى مدينة دير الزور والمطار العسكري فيها معزّز -حسب ما يقول المراقبون العسكريون- بآلاف الإرهابيين القادمين من العراق, حيث بدأ الهجوم بإرسال موجات من المفخخات والانغماسين, وهي الاستراتيجية التي اتّبعها التنظيم تمهيداً للهجوم, وذلك بقطع الطريق الذي يبلغ طوله 10 كم بين المدينة والمطار.

هدف استراتيجي للتنظيم تمكّن من تحقيقه في اليوم الثالث للهجوم, بعد سيطرته على منطقة المقابر المشرفة على الطريق الواصل بين الجزء الغربي من المدينة والمطار العسكري ليل أمس.

وفي السياق قال العميد المتقاعد والخبير العسكري هيثم حسون لوكالة أسيا أن "قطع الطريق الواصلة بين مدينة دير الزور ومطارها يعني بالمعنى العسكري تقسيم القوات المدافعة عن المدينة إلى قسمين, قسم داخل المدينة وقسم متواجد في المطار, لمنع تقديم الدعم الناري والتكتيكي بين جزأي القوات في المنطقتين".

الهجوم وواقع المعركة

تنظيم "داعش" الذي يحاصر أجزاء كبيرة من مدينة دير الزور منذ العام 2014 حاول التمدّد وتوسيع طوقه في محيط المدينة, فكان الهجوم الأخير انطلاقاً من المحورين الجنوبي والغربي, تمكّن بعدها من التسلل إلى "تلة المهندسين" و "سرية جنيد" الواقعتين إلى الجنوب من مدينة دير الزور, ليتمكّن بعدها أيضاً من الإشراف نارياً على الطريق الواصل بين الجزء الغربي من المدينة والمطار العسكري, بعد أن زجّ خيرة مقاتليه في هذا الهجوم الذي يعتبر الأخطر والأوسع, سواء من حيث محاور القتال أو من حيث عدد ونوعية القوة المشاركة, فالمواقع الالكترونية التابعة للتنظيم تقول أن غالبية المقاتلين المشاركين في الهجوم من الجنسيات "العراقية - الخليجية" ويدير العمليات "أبو ابراهيم العراقي" الذي كان قد قاد هجوم داعش على دير الزور في شهر نيسان الماضي تحت اسم ((غزوة أبو علي الأنباري)) ولكن بالمقابل يمكن القول بأن الجيش السوري ممثلاً بحامية المطار ومقاتلي العشائر خبروا جيداً هذا النوع من المعارك, سيّما وأن هذا الهجوم ليس الأول من نوعه, فسبق لداعش أن وصل إلى محيط المطار وتمكّنت الحامية من صدّ هجماته, وفي هذا السياق يتابع الخبير العسكري هيثم حسون //إن الجيش يقوم بتنفيذ المهام المطلوبة منه باستهداف أماكن انطلاق الإرهابين, ومحاور تقدّمهم وأسلحتهم الأساسية, مع الإشارة إلى أن هناك صعوبات تتعلق باستخدام سلاح الجو حالياً, أهمها سوء الأحوال الجوية, وقرب المجموعات الإرهابية من المطار, بالتالي عدم إمكانيه استخدام الطيران بشكل فعال أدّى إلى حدوث هذا الخرق والتقدّم, وإذا استمر الجيش بعملية التصدّي مدعوماً بمقاتلي العشائر, وعودة الطيران إلى فعاليته, سيتمكّن من السيطرة على الوضع واحتواء الهجوم//.

الأهداف والأبعاد

الواضح أن الخسائر التي يتلقاها تنظيم داعش في الموصل العراقية دفعته لإعادة حساباته حيال مناطق نفوذه في الداخل السوري, وهذا ما بدا واضحاً منذ استعادة التنظيم لمدينة تدمر, في العاشر من كانون الأول2016 واستماتته في اقتحام مطار "التيفور" العسكري بريف حمص الشرقي, لتكون دير الزور هي المحطة الثانية في حسابات التنظيم, وعليه اعتبر العميد حسون أن (الربط بين معركه الموصل ودير الزور هو ربط منطقي وحقيقي, ناتج عن الهزائم التي يمنى بها التنظيم في الأراضي العراقية, وهو يريد تعويض هزائمه في منطقه أخرى على الأراضي السورية, وأيضاً بدعم ومساهمه الولايات المتحدة الأمريكية عبرالمساهمةالعسكريةالمباشرة أحياناً, مثل ماحصل في مرات سابقة, وأحياناً من خلال التأمين اللوجستي والاستطلاعي والاستخباراتي التي تساعد في تقدم إرهابيي "داعش" نحو أهدافه في دير الزور, وهذا الأمر يحظى بدعم من كردستان العراق التي تقدم الممرات الخلفية لمجموعات داعش الهاربة من الأراضي العراقية باتجاه مدينة دير الزور في الأراضي السورية, وهذا الأمر لا يحتاج إلى التحليل, وإنما هو مثبت بالوقائع والمعلومات الاستطلاعية التي تحدثت منذ فترات عن هروب مجموعات لداعش من الموصل, ودخلت باتجاه بعض مناطق كردستان, وتم تأمين ممر لهم بإشراف الولايات المتحدة, وهذا الأمر هو ترجمة فعلية لما قالته المرشحة الديمقراطية السابقة هيلاري كلينتون, بأن أمريكا تريد تدمير داعش في العراق, وتريد توجيهه واحتواءه في سورية, وجعله يتمدد من خلال سيطرته على مناطق جديده, وعليه استفادت جماعات داعش من عدم وجود أي استهداف لطيران مايسمى التحالف في المحاور التي تسلكها من الأراضي العراقية وصولاً إلى الأراضي السورية)

تماشياً مع الهجوم الكبير الذي يشنّه التنظيم على المدينة من جهة, وحجم المقاومة في التصدي التي يبديها الجيش السوري ومن معه مدعوماً بغارات مكثفة أيضاً لسلاحي الجو الروسي السوري المشترك من جهة, تبقى تطورات المعركة المتواصلة في دير الزور حتى لحظة إعداد هذه المادة مفتوحة على كافة الاحتمالات .

آسيا نيوز

ا - ج

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2017-01-18 11:12:58   سيهزمهم جيش الاسد
الجيش العربي السوري وحلفائه سيهزمون الارهاب في دير الزور مثلما هزموه في حلب وكل المحبين لسوريا يتمنون سحق الاٍرهابيين وبدون رحمة لأنهم طاعون يهدد المنطقة والعالم وبسحقهم وهزيمتهم يعني هزيمة للمموليهم وداعميهم الإقليميين والدوليين .
العربي  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz