دام برس:
لم يعد لكعبة الإسلام أية قدسية بقدر برميل نفط تتقيأه آبار بني سعود، لم يعد إسراء النبي محمد صلى الله عليه وآله لقدس الأقداس بالنسبة لمملكة الرمال، فقد بات إسراؤهم إلى الهيكل المقدس لبني صهيون، ومعراجهم الأسمى في البيت الأبيض حيث يحكم أحفاد يهوذا.
في آخر حلقات مسلسل كشف الحقائق حول القرابة التي تجمع نظام الصرف الصحي الوهابي بأبناء العمومة من جنود التلمود، نقلت القناة العاشرة الاسرائيلية، عن مصادر غربية قولها إن السعودية ودولا خليجية نقلت رسائل إلى تل أبيب بشأن استعدادها لتعديل مبادرة السلام العربية، ووفقاً للقناة، فإن الدول العربية المعنية تنتظر رداً إسرائيلياً رسمياً على اقتراح التعديل، خاصة فيما يتعلق بإعادة هضبة الجولان وحق العودة المنصوص عليها في مبادرة السلام العربية.
إن مبادرة السلام العربية كانت قد أُقُرت في قمة بيروت عام 2002 والتي تضمنت إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليًا على حدود 1967 وعودة اللاجئين وانسحاب من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية مع إسرائيل.
فإن كانت المبادرة الأصلية تنص على إقامة دولة فلسطينية معترف بها على حدود 67 مع إعادة هضبة الجولان السورية المحتلة، والمبادرة الحالية تطلب أيضاً الانسحاب من هضبة الجولان السورية وإقامة دولة فلسطينية فما هو التعديل الذي أبدت الأنظمة الخليجية استعدادها لإحداثه على مبادرة السلام؟!
ما الجديد الذي سيطرأ على تلك المبادرة من وجهة نظر تلك الأنظمة؟
هل سيكون هناك تغيير لملامح الدولة الفلسطينية التي كانوا يطالبون بإقامتها بحيث تتقلص أكثر لتكون قبل حدود 67 أم أنها ستشمل جزءاً من أراضٍ لم يتم الحديث عنها قبلاً كاقتطاع أجزاء من صحراء سيناء المصرية مثلاً! أو بعض الأراضي من المملكة الأردنية، أما بالنسبة لهضبة الجولان المحتلة، فهذا أمر منافي للقانون الدولي واعتداء على سورية، إذ كيف للأنظمة الخليجية أن تتفق مع الكيان الصهيوني على مصير الجولان المحتل دون الدولة السوية نفسها؟! ولمن سيُعطى الجولان في حال إعادته؟ هل سيكون تحت سيطرة الجماعات التكفيرية المسلحة؟! خصوصاً وأن تلك الجماعات على علاقات جيدة بالكيان الصهيوني، وصلت حد قيام الأخير بافتتاح مستشفيات لمداواة جرحى المسلحين مقاتلي ( ميليشيا الجيش الحر وجبهة النصرة) وهنا تصبح الصورة كالتالي: تقوم الأنظمة الوهابية الخليجية بتسويق مزاعم أنها أعادت أرضاً سورية محتلة لم تستطع دمشق إعادتها رغم أنها في قلب محور المقاومة والممانعة، ما ينافي قول سورية أنها دولة مقاومة وممانعة بحسب ما تريده تلك الأنظمة، ثانياً تعمد تلك الأنظمة الخليجية للاتفاق مع الكيان الصهيوني على أن يُعطى الجولان إلى جماعات تكفيرية مسلحة فيتحول الجولان كمنطقة استراتيجية وكبيرة إلى منطقة آمنة تتجمع فيها كثير من الميليشيات المدعومة خليجياً وأمريكياً بحيث تصبح نقطة هجوم وعمليات عسكرية وأمنية على العاصمة دمشق وريفها، وقد حدث هذا السيناريو بنموذج مصغر من خلال القنيطرة وريفها في المناطق التي يسيطر عليها المسلحون والتي اتخذها هؤلاء مقر عمليات لهم وأرادوا أن تكون لهم نقطة بداية الطريق نحو العاصمة.
إذاً فإن الموقف الخليجي الحالي حول تعديل مباردة السلام ظاهره أنيق وباطنه مكفهر عميق، فالظاهر ما تم ترويجه عن إعادة الجولان وإقامة دولة فلسطينية، أما باطن اﻷمر فهو "لمن سيُعطى الجولان وتحت سيطرة من سيكون وإلى ماذا سيتحول؟"، وماهو شكل الدولة الفلسطينية تلك بعد التعديل، وهل هناك أية تهديدات ضد إسرائيل من قبل تلك الأنظمة أساساً حتى تقبل بتعديل المبادرة تحت ضغوط التهديدات؟ أم لأن استعداد الخليجيين في تعديلها يقوم على مصالح مشتركة بين إسرائيل وأنظمة الخليج؟!.
عاجل - علي مخلوف