Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 14:36:32
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الابتزاز الإنساني لسوريا ..

دام برس :

لم يكن ممكنا لمشغلي الميليشيات المسلحة في الزبداني أن يطرحوا على الحكومة السورية فكرة تسوية شبيهة بتلك التي طبقت في أحياء حمص القديمة دون أن يكون ثمة عملية مقابلة قد ترضي دمشق بالذهاب نحو مثل هذه التسوية، وكان لابد من البحث عن مفتاح يمكن من خلاله دفع الحكومة السورية للقبول بالتفاوض على مصير المسلحين في المدينة الواقعة إلى الغرب من العاصمة، لذا عمد محركو ميليشيا أحرار الشام للتحرك نحو ابتزاز سوريا بورقة إنسانية، كما حدث حين مصالحة حمص القديمة، وطرحو مسألة الزبداني مقابل كفريا والفوعة وذلك للضغط على دمشق بمصير 40 ألف مدني في القريتين المحاصرتين بريف إدلب، مقابل إخراج مسلحيهم، ﻷنهم يدركون أن دمشق ستقبل في مثل هذه الحالة.

وبحسب المعلومات الواردة من الزبداني، فإن ثمة شخصيات مهمة داخل المدينة بالنسبة للأطراف الإقليمية التي ضغطت على ميليشيا أحرار الشام للدخول في العملية التفاوضية، وبالتنسيق ما بين هذه الميليشيا وتنظيم جبهة النصرة، تم البحث مسألة إخراج المسلحين من الزبداني مقابل إخلاء الجرحى والحالات الإنسانية من قريتي كفريا والفوعة التي تحاصرهما جبهة النصرة، والأخيرة تتحرك بأوامر مباشرة من قطر وتركيا، ولا يمكن القبول بأن هاتين الدولتين يمكن أن تخرجان عن النص الأميركي، وبالتالي يصبح المشهد مكتملاً بفهم السبب الذي دفعت من أجله أحرار الشام إلى التفاوض في تركيا، لكن السؤال المهم يبحث عن السبب الذي جعل هذا التفاوض مع وفد إيراني، وليس مع وفد من الحكومة السورية..؟.

من الواضح إن الأطراف المعادية لسوريا، أرادت الاستفادة من الحالتين، فإن خرج المسلحون من الزبداني نحو الشمال السوري، أمنت هذه الأطراف على الشخصيات المحاصرة حالياً في مساحة ضيقة من الزبداني، والتي من الواضح إنها شخصيات استخبارية أجنبية، وكان مناطاً بها التحضير لرد على الإنجاز العسكري الكبير للجيش العربي السوري في القلمون، وبحسب مصادر من الزبداني، فإن هذا الرد كان من المقرر له أن يكون باتجاه العمق السوري لمحاصرة العاصمة من الجهة الغربية وخنق الحكومة السورية اقتصادياً من خلال قطع طريق دمشق – بيروت ، ولم يكن في حسابات الميليشيات المسلحة نهائياً الذهاب نحو عملية في القلمون لضرب نقاط تمركز الجيش والمقاومة اللبنانية عملية انتحار مجانية بالنسبة للميليشيات ومشغليها.

ومن خلال الحملة الإعلامية المتهمة للحكومة السورية بمحاولة تغير ديموغرافيا سوريا، من خلال نقل المدنيين من كفريا والفوعة إلى محيط دمشق، يتضح تماماً السبب الذي اختير لأجله أن يكون التفاوض مع وفد إيراني، ففي المسألة أمرين، أولهما محاولة لإحراج سوريا مع الجانب الإيراني إن رفضت القبول بالتفاوض على التسوية، والثاني، اتهام دمشق بالتآمر مع أحد حلفائها الأساسيين للتخطيط لتقسيم سوريا من خلال مشروع طائفي، وهذا الكلام يحمل من غباء أعداء دمشق الكثير، وكأنهما يحاولون التعمية على كل التصريحات السورية بأن وحدة سوريا خط أحمر، غير قابل للنقاش مطلقاً.

ولأن الميليشيات اختلفت فيما بينها على طبيعة التقاسم الجديد للمناصب القيادية في الشمال، وهوية الميليشيات التي ستتجه إلى هناك، كان من الطبيعي أن تحمّل دمشق أسباب فشل الاتفاق على أساس إنها رفضت إطلاق سراح (معتقلات)، للعب مرة أخرى بالورقة الإنسانية ضد الحكومة السورية، إلا أن الأخيرة التقطت الخيط، وقررت الذهاب نحو حصار الميليشيا المسلحة في مدينة مضايا إضافة إلى الزبداني، لتكون هي الضاغطة في أي مفاوضات قد تطرح حالياً على الطاولة، فلا يكون لدى مسلحي الزبداني أي احتمال بالخروج في حال سقوط الاتفاق مرة ثانية، ولم يكن الخيار بالذهاب عسكريا نحو مضايا رد فعل من دمشق على الزبداني وحسب، وإنما هي أصلاً ضمن خارطة العملية العسكرية الرامية لتطهير الحدود المشتركة مع لبنان، والاتجاه لاحقاً نحو الشريط الحدودي مع الأراضي المحتلة في الجولان السوري، ما سيعني بالنسبة لمشغلي الإرهاب في سوريا وللكيان الإسرائيلي بالدرجة الأولى أن خطة طعن دمشق من خاصرتها الغربية، قضية مستحيلة، ومسألة ابتزازها إنسانياً لن تجدي نفعاً.

عربي برس - محمود عبد اللطيف

الوسوم (Tags)

المسلحين   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz