Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الملائكة أوصونا بالنساء .. بقلم مي حميدوش

كتبت مي حميدوش

من هي المرأة في الواقع الذي نحياه و المجتمع الذي يحيط بنا و ما هو رأي الرجل بها ؟ الرجل الذي لا يمكن أن يعيش بدونها و لا يمكن أن تعيش بدونه إنها الأم نبع الحنان الأخت شقيقة الروح الأبنة عطر الوجود الحبيبة عسل الحياة الزوجة شريكة العمر...

إن أول من دافع عن المرأة و حماها و أنقذها من ظلم الجاهلية و حرم وأدها هو الإسلام و أول من أوصى بها خيراً في عدد من الأحاديث النبوية هو الرسول صلى الله علية و سلم حيث قال :

"مازال جبريل يوصيني بالنساء حتى ظننت بأنه يحرم الطلاق" و إذا ما طلب لنا بعد هذا إن نقول بجولة في عقول بعض العظماء و المفكرين و الفلاسفة الذين أحبوا المرأة قدسوا رسالتها و قدروا مكانتها في المجتمع فإننا نقف عند كلمة نابليون "إن المرأة التي تهز المهد بيمينها تهز العالم بيسارها" و هذا قول صحيح وبليغ و حاسم فالمرأة التي تربي الطفل باستطاعتها أن تجعل منه إنساناً كما تريد هي اما صالحاً أو تافهاً لا أخلاق له.

أما الكاتب التركي ناظم حكمت فيقول : "لولا البحر و المرأة لحاصرنا الجفاف و قتلنا العطش " أما الشاعر الفرنسي " مارتين" فقال: "أيتها المرأة أنت تحكمين و الرجل مملكتك " و كذلك قال:

" كل عمل جيد و عظيم أساسه المرأة و لا يخلو الأمر من بعض الخصوم الذين كانت لهم آراء مخالفة فالمرأة بنظرهم متهمة بالغدر و الخيانة و عدم ا لوفاء و العهر كالمعري و توفيق الحكيم و العقاد و ألد أعداء المرأة الكاتب الفرنسي "فرجيل " حيث قال :

" المرأة كالبرد أساس كل علة" و الأديب" فيكتور هوغو" بقوله: " المرأة لعبتها الرجل و الشيطان لعبته المرأة"

و يقول كاتب غيره " الشيطان تكفيه عشر ساعات ليخدع رجلاً أما المرأة فتكفيها ساعة واحدة لتخدع عشرة رجال" .

بعدهذه الآراء لأصدقاء المرأة وأعدائها من العظماء و المفكرين و الفلاسفة نتساءل : هل المرأة حقاً ملاك أنزله الله من السماء و رفعه فوق البشر كما قال البعض أم أنها إنسانة غادرة و خائنة و شر و مصدر كل فتنة كما ورد في بعض الآراء المتطرفة

الذي نراه أن المرأة ليست كما وصفها الأعداء الحاقدون ولا كما و صفها و بالغ في وصفها العشاق إنها ببساطة و يسر إنسانة قد تحسن و قد تخطىء ِشأنها شأن الرجل و بين صفوفها الوفية المخلصة الطاهرة و بينها المستهترة بكل القيم الخلقية و الإنسانية الاجتماعية .

المرأة الأولى وردة يزدان بها كل بيت سعيد أما الثانية فأشواك تلسع وتدمي و تدمر كل من حولها و لا يجوز أن يؤخذ الكل بأخطاء البعض و على المؤسسات الاجتماعية و الهيئات العودة إلى الجذور لاستئصال هذا الداء بالعودة إلى التربية البيتية السليمة الواعية و الغرس في صدور الجيل الصاعد حب الفضيلة و العلم و التمسك بالقيم الفاضلة خاصة عند الإناث فهي الأم و الأخت و الابنة و الحبيبة و الزوجة و نحسن تربيتها في البيت و المدرسة بصلاحها صلاح المجتمع بأكمله.

أن المرأة كان لها دور كبير فمنذ الجاهلية كان دورها عظيم و كبير فقد اشتهرت بالشعر الحماسي أثناء الحروب لشحذ همة الرجال و الأخذ بالثأر و تحريض الهمم إلى جانب النشاط الثقافي للمرأة في الجاهلية كان لها رأيها و حريتها الاجتماعية أيضاً في مطلع الإسلام كانت رفيقة الرجل فكانت تتولى القضاء و التدريس و الإفتاء و المشاركة في القتال و الوصاية و الإشراف على الأسواق و لم يميز الرجل عنها في الحقوق العامة إلا بالأخلاق و الإمارة فقد أتقنت علوم الفقه و رواية الأحاديث و شرحها و اهتمت أيضاً بالجانب العلمي.

و المرأة في الوقت الحاضر شأنها ِشأن الرجل في بناء الوطن و تقدم المجتمع و قد لعبت المرأة دوراً كبيرا في جميع المجالات القيادية و تبوأت مكانة عالية في المجتمع ففي السلطة التشريعية إذداد عدد الأعضاء من النساء في مجلس الشعب وعلى صعيد السلطة التنفيذية تبوأت المراكز العليا كوزيرة و سفيرة و باحثة و مخترعة فقد فهمت المرأة في سورية طبيعة العلاقة بين الحرية و المسؤولية و اكتمل نشاطها الاجتماعي في إطار التعليم النقابي و المهني و تبوأت وعلى كل المستويات المكانة الرفيعة التي تستحقها و تليق بها لتلك المكانة التي تتعزز باستمرار مع ازدياد وعيها الاجتماعي و تحقيق طموحها في اكتساب المعارف العلمية والمهارات المهنية والفنية .

إن الرجل الشرقي لايقبل أن تكون شخصية زوجته أقوى من شخصيته وقد يشعر بالخجل من ذلك خوفاً من معايرة الناس له خاصة من قبل أقربائه و أصدقائه فهو لن يقبل أن تكون شخصية زوجته وعقليتها تفوق شخصية و عقليته المتفاهم عليه اجتماعياً ، إن الرجل بالبيت هو الرجل و هو السيد و هو الآمر الناهي و يجب أن يكون كلامه هو المطاع مهما كان كلامه صحيحا أو خاطئاً و غالباً ما يطبق هذا الأمر بين الأزواج بالمناطق الريفية بنسبة أكبر حيث تتعرض المرأة للكثير من المحظورات و الموانع و كلها تصب في مصلحة الرجل و هو في هذه الحالة ( الزوج).

أما في المدينة ونتيجة التقدم النسبي فيها بشكل عام فإن المرأة تتمتع بشخصية قوية نسبياً و تفهم حقوقها بشكل أفضل و تصارع من أجلها و لا تسكت على الخطأ الناتج عن الزوج أو الأخ أو الولد و تستطيع أحياناً أن ترد الصاع صاعين و حتى لو كلفها هذا أحياناً الطلاق من زوجها في سبيل كرامتها و حقها المغتصب.

لماذا لا تكون القيادة بالأسرة بين الزوجين للشخص الأكفأ سواء أكان الزوج أو الزوجة مع مرعاه خصوصية كل منهما للآخر بالمواصفات الذاتية التي تتناسب مع كل منهما على حده خاصة بعد أن ثبت تفوق المرأة على الرجل في الكثير من المجالات.

بوجودها كنصف المجتمع بصلاحها و إصلاح المجتمع بأكمله و تحقق بناءه سليماً اجتماعياً و ثقافياً و سياسياً و اقتصادياً و العكس صحيح .

و كذلك معاملتها المعاملة التي أوصى بها ديننا من حسن المعاشرة و الابتعاد عن الظلم و العنف و كم من مظاهرات و حركات مؤيدة لحقوق المرأة نراها دائماً من خلال وسائل الإعلام العربية و الغربية التي تطالب بحقوق المرأة و تندد بالعنف و الاضطهاد و الظلم الذي يمارس ضد المرأة وكلما يزداد التقدم والعلم والتطور التكنلوجي فالظلم والاضطهاد ضد المرأة بشكل خاص يزداد لذا لابد من الرجوع دائماً إلى الدين و الأخلاق وإلى المبادئ السامية التي من شأنها أن ترفع من مكانة المرأة و قدسيتها.

وفي المؤتمر الإسلامي الذي عقد منذ فترة وجيزة و الذي ضم العديد من علماء الشريعة و رجال الدين في العالم الإسلامي المناصرين لحقوق المرأة حيث أصدر المؤتمر فتوى تشكل سابقة في مسار الفتاوى الشرعية لمصلحة المرأة أفتى بها العلامة السيد حسين فضل الله (أن باستطاعة المرأة أن ترد عنف الرجل الذي يستهدفها بعنف مضاد من باب الدفاع عن النفس مشيراً إلى أن المرأة لا تزال ضحية للعنف الذي يمارس ضدها على مستوى العالم كله داعياً إلى رفع العنف عنها سواء أكان عنفاً جسدياً أو اجتماعياً أو نفسياً أو تربوياً أو داخل البيت الزوجي أو ما إلى ذلك و شدد فضل الله على قوامة الرجل على المرأة لا تعني سيادته عليها بل تحميله المسؤولية في إدارة البيت الزوجي مشيراً إلى أن الاسلام لم يبح للرجل أن يمارس أي عنف على المرأة في حقوقها الشرعية أو حتى مسألة السب و الشتم و الكلام القاسي).

إن المرأة استيقظت على حقوقها وواجباتها و نهضت تطالب بحقها و استخدمت كل أساليبها من أجل نيل حقوقها في ظل العولمة و التقدم التكنولوجي وزيادة الوعي الإنساني العالمي و من خلال وسائل الإعلام المرئي و المسموع و المطبوع و ما يبثه من برامج توعية للمرأة ووجدت من يدافع عنها فوضعت الرجل في خانة اليك .

إن بعض الرجال المثقفين يعترفون بحقوقها و هم قلة قليلة للأسف حتى المرأة غير المثقفة تقف ضد قناعاتها و حقوقها لأنها جبلت على الحرمان القهر و القمع و الاستبداد فهي حتى لقمة العيش لا تطلبها إلا إذا منحها إياها الرجل . الصورة بدأت الآن تتغير تدريجياً مع تبوء المرأة المناصب العالية و حصولها على أعلى الدرجات العلمية . بعد أن أثبتت جدارتها و كفاءتها في كافة الميادين. و لم تعد قضية الذكورة و الأنوثة تفرق بين الرجل و المرأة و ستتضح الصورة أكثر في المستقبل القريب مع التقدم العلمي و التكنولوجي الهائل.

بقلم :مي حميدوش

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   المرأة عصب الكون
عفوا مدام مي مقالاتك صعبة شيئا ما والرد عليها يحتاج الى تفكير حتى لاتظلم مقالاتك بالرد يخشى ان لاتأخذ حقها ( انتي انسانة رائعة والمرأة اذا كانت مثلك فالدنيا بألف خير ) وتعقيبا على مقولتك القيمة لااحد يجرئ ان يقل ان ليس للمرأة دور في الحياة اجمالا فهي شريكة للرجل واحيانا يكون دورها اكبر وانبل فهي بالنتيجة ام ويجب ان تأخذ حقها ومكانتها في الحياة فهي شريك بكل شيء حتى بأفار الرجل تحياتي لكي مدام واطال الله عمرك
عجلوني  
  0000-00-00 00:00:00   انقذوا الام السورية من العذاب
مقالة رائعة....وكاتبة مميزة...ولكن...كنت اتمنى ان يكون من ضمن الموضوع الشامل للكاتبة المتألقة من ضمن الدفاع المشروع عن المرأة في حق المساواة والعدل والانصاف...النظر في موضوع اعتبره الان على صفيح ساخن...ويغطي شريحة كبيرة من الامهات السوريات اللواتي تزوجن من غير السوريين وضاع ابنائهن بين التشتت والغربة والقوانين الوضعية....ننتظر قلمك الحر وحق المرأة الام السورية في منح ابنائها من اب غير سوري جنسيتها السورية لتتساوى مع الرجل الاب السوري.
ابن الام السورية  
  0000-00-00 00:00:00   مشاركة
ان المرأة بنظري الشخصي انسانة مرهفة ومثال للأدب والعاطفة والشعر والحنان والمرتبة الأولى الأم الحنون فأنا أراها نصف المجتمع وبصدق أحيانا" اراها المجتمع فمن لا يدرك تلك الحقيقة ذات البصمة الكبيرة فهو بكل احترام وتواضع انسان جاهل.
حسن  
  0000-00-00 00:00:00   المرأة مو نصف المجتمع كل المجتمع
يعني حتى ولو الملائكة أوصتنا بالنساء فكل أب أو زوج أو أخ أو صديق يتوصى بطريقته وفهمكن كفاية **
لين  
  0000-00-00 00:00:00   تركونا بحالنا
ما بدنا حدا يتوصى فينا يتركونا بحالنا ونحنا بالف خير من الله .
سماح حباب  
  0000-00-00 00:00:00   لكم الفخر بالشقيقة مصر ايها العرب
اعلن اليوم مسؤول اسرائيلي ان العلاقات بين مصر و اسرائيل بلغت اعلى مستوى وان هذه الفترة سجلت اعلى رقم للزيارات بالنسبة لمسؤولين اسرائيليين لمصر اليس هذا فخر لكم ايها العرب وشكرا لباني سورية الاسد ابن الاسد الذي نفخربه وبمواقفه ونتمنى ان يتعلم منه العالم كله وشكرا على هذا المقال الرائع وعلى الاحساس الوطني العالي للاخت مي مع تمنياتنا لك بالنجاح والتوفيق
وسام  
  0000-00-00 00:00:00   مشكلات
اجمل مافي كناباتك هي واقعيتك في طرح الشكلة وايجاد الحلول المناسبة ارجو ان يكون هناك زاوية لمعالجة بعض المشكلات الاجتماعية
لما الصباغ  
  0000-00-00 00:00:00   مداخلة
مع كامل احترامي للصحفية مي ولكن: إن طرح التعددية الفلسفية التي انهال بها التاريخ على العقل البشري، ليست الطريقة المثلى للعمل على انشاء سلاح حقيقي بوجه السلطة الذكورية السادية، فقد استشهدتي ببعض المقالات على أساس (فصل الخطاب)..، وهذه الطريقة الحرفية فكرياً لن تجدي مع مغتصبي العقول والفكر، لأنك وبهذا الطرح تضعين النساء بمقام المنافس الطبيعي للرجال وهنا تكمن الحرب، ولكي أكون واضحاً في مداخلتي سأقول لك أن كل رجل في العالم العربي والاسلامي قد يقرأ ما تفضلتي به سيزيد من نسبة اتعباده للنساء المحيطات به وهذا لأنه سيعتبر أدبياتك ثورة الحادية بحق الآلهة الذكور!! ولن يصفق لك أحدهم صدقيني ..، ولن يحترم هذا المقال سوى من يتبناه من أحرار، طبعاً مع تحفظي على بعض استشهاداتك ببعض الحقب الزمنية زخاصة الاسلام، وشكراً
سليم ريشة  
  0000-00-00 00:00:00   الملائكة اوصونا
في مجتمعنا العربي لايمكن ان تكون القيادة للمراة لافي البيت ولا في اي مكان اخر وحتى لاتقود نفسها فالبعض تقودها شهواتها والبعض منا ينقادوراءالزوج الى المجهول
هالة  
  0000-00-00 00:00:00   الملائكة اوصونا

اشكرك على مقالاتك الرائعة والتي تحاكي الواقع بكل معانيه لكن الان اين البشر من الملائكة واين البشر من بعضهم البعض ,ثم اين الحب الذي تتحدثين عنه ,ياسيدتي المصلحة فوق كل شيء والاخلاص يكاد يقتل مع التوفيق .

مجد  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz