دام برس :

ليس ككل المرات السابقة التي كنا نسمع فيها عن إطلاق ما يسمى "معركة الجنوب" من سوريا، وإن كان القاسم المشترك بينها كلها، هو الفشل المحتوم، ولكن، في هذه المرة التي لم يقتنع بها أعداء سوريا بنهاية مصيرهم يبدو أن الانطلاق من جديد من الجنوب سيكون لوقع فشله طعماً آخر، بسبب ما سيثيره على خطة العمل التي يعمل عليها التحالف الغربي ــ العربي ضد دمشق، لذا فإن الأمر لا يتعلق فقط بالفشل المحتوم القادم من الجنوب بل يرتبط بإخفاق المخططات السياسية والعدوانية للمتآمرين على سوريا والممتدين من الرياض وتركيا حتى الولايات المتحدة الأمريكية والمجموعات المسلحة العاملة على الأرض في سوريا.

إذاً، فشلت غرفة العمليات المشتركة المقامة في الأردن، والمعروفة باسم "موك" والتي تضم ضباطاً أميركيين وأردنيين وسعوديين ومن جنسيات أخرى، وأثبتت مرة أخرى بأن الإدارة الأمريكية القائدة للعمليات الإرهابية في العالم، بأن تلك الإدارة الإرهابية لم تنجح في سوريا، فما السبب الحقيقي وراء ذلك؟.

 كما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام فقد عملت "موك" خلال النصف الثاني من العام الماضي على خلق واقع جديد للمجموعات المسلحة في سوري، وكان الدرس الأهم بالنسبة لها، هو إخضاع جميع فصائل المجموعات المسلحة الموجودة في تلك المنطقة إلى مرجعية أمنية وعسكرية موحدة، والحديث هنا عن 18 فصيلاً أساسياً بينهم بقايا ما يسمى "الجيش الحر"، علماً أن فكرة المرجعية لا صلة لها بآليات العمل الداخلية لهذه الفصائل، كما تقول تلك الوسائل، وأتاح هذا القرار خلق أرضية لما سمّوه "التعاون" مع "جبهة النصرة"، وهنا بيت القصيد، ففي الوقت الذي تسعى تلك الإدارة كاذبة إلى محاربة "النصرة" فإنها عن قصد وسابق إصرار وتصميم تدعمها لتكون تلك المجموعة قادرة على إحداث فارق في الجنوب بعد حشد كل ما يلزم لها من قوى، خاصةَ وأن الاعتماد على الحليف الشمالي لم ينجح في إضفاء أي تأثير رغم مساعي السيطرة على بعض المناطق مثل إدلب والمناطق الشرقية، إلا أنها لم يكن لها أي وزن أو ثقل على الأرض وإن تواجدت عناصرها الإرهابية هناك.

أخيراً، اليوم لم يعد بمقدور "الموك" ومن يدعمها ويعمل تحت إمرتها سوى الاستمرار في عمليات عسكرية موضعية تهدف إلى كسر نتائج عملية الإحباط التي أصابتها من الجنوب وحتى تلك العمليات الموضعية ستفشل حتماً، خاصةً بعد ما ورد في بعض وسائل الإعلام أنه لا يوجد من قادة تلك المجموعات المسلحة المعنيين بمعركة الجنوب من يعتقد بأن الأمور ستتحسن قريباً!!.

عربي برس - ايفين دوبا