دام برس:
بصدمات خارج توقعاتهم، تلقّى مشغلو غرفة عمليات "موك" في الأردن الضربات السورية المتلاحقة في الجبهة الجنوبية منذ إعلان ما سُمي بـ"عاصفة الجنوب" الخميس الفائت. فبعد الضربة القاسية التي وجّهها سلاح الجو السوري لأبرز قادة "جبهة النصرة" والفصائل الحليفة لها خلال اجتماعهم الأمني الهام في سجن غرز في درعا، مودياً - إضافة إلى سحق غالبية الرؤوس الميدانية - بحياة 3 ضباط أردنيين من غرفة العمليات المذكورة، وفق إشارة مراسل محطة "سكاي نيوز"، سدد الجيش السوري هدفاً استخباريا ًآخر في مرمى "موك"، عبر سحق "فرقة خاصة" أرسلتها إلى ريف درعا تضم 38 شيشانياً، في لحظة اجتماعهم مع قادة الفصائل المسلحة، للتنسيق حيال شن هجوم جديد على درعا، بعد نسف وحدات الجيش لكامل الهجمات السابقة، بقيادة متمرسين شيشانيين هذه المرة، إلا أن الرسالة السورية، بعد إبادة خطة الهجوم الجديد في مهدها، وصلت إلى أركان "عمليات" الأردن، ومفادها أن الضربات القاسية التي سددها الجيش السوري مؤخراً بحق ميليشياتها في الجنوب السوري ليست سوى باكورة ما تمّ تجهيزه للمقبل من الأيام.

خبراء عسكريون توقّفوا باهتمام أمام سلسلة الضربات الاستخبارية السورية النوعية التي تخلّلت إنجازات الجيش الميدانية في مطار الثعلة وباقي جبهات المنطقة الجنوبية، وفق تكتيك عسكري لافت، فضرب قادة "عاصفة الجنوب" في مكانهم السري سبقته ضربة نوعية لا تقلّ قساوة، عبر تسديد هدف استخباري آخر للجيش السوري في مرمى عمليات "موك"، تجلّى بسحق رتل مسلّح ضخم عقب رصده في بلدة تل شهاب؛ على الحدود الأردنية - السورية، أودى بحياة ما لا يقل عن 400 مسلّح، بينهم قادة ميدانيون من "جبهة النصرة" و"حركة المثنى" و"الجيش الحر"، وفق معلومات مراسلي وكالات أنباء غربية، وحسب محطة "ان دي آر" الألمانية فإن شخصية عسكرية أردنية التقت يوم السبت الفائت بدبلوماسي ألماني أكدت أن المستجدات الميدانية اللافتة في الجبهة الجنوبية تشير إلى خطة مضادة جهّزتها القيادة العسكرية السورية مع حلفائها بعناية قصوى، كما نقلت تسريبات أمنية تدلّ على أن الجنوب السوري مقبل على مفاجآت "من العيار الثقيل".

ووفق معلومات مصدر مقرب من رئيس جهاز الاستخبارات الروسية ميخائيل فرادكوف، فإن قراراً هاماً اتخذه قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني عقب زيارة وزير الدفاع السوري مؤخراً لطهران، أفضى إلى إنشاء غرفة عمليات مشتركة ضمّت إلى عدد من القادة العسكريين الإيرانيين، ضباطاً نخبويين من الجيش السوري، ومن قيادة حزب الله، بدؤوا العمل كخلية نحل وفق خطط عسكرية تمّت دراستها على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية. وإذ لفت إلى أن إيران بدأت بتدريب آلاف المقاتلين ضمن مجموعات رديفة للجيش السوري، وهو أمر سبق أن أعلنه قائد الحرس الثوري الإيراني محمدعلي جعفري - لم يُغفل المصدر الإشارة إلى التعاون الاستخباري الروسي عبر تمرير معلومات "أمنية" هامة إلى القيادة العسكرية السورية. وربطاً بالأمر، كشف المصدر أن الضربة النوعية التي سددها سلاح الجو السوري ضد اجتماع قادة "عاصفة الجنوب" في سجن غرز في درعا، أتت نتاج معلومات أمنية روسية للقيادة السورية، أعقبت رصد الأقمار الصناعية الروسية لمكان الاجتماع، مرجحاً دخول أسلحة نوعية مُتوّجة بصواريخ روسية "هامة" لم يحدد ماهيتها، لأول مرة في الميدان السوري، على خلفية تحركات عسكرية تركية وأردنية تهدف إلى تدخّل عسكري داخل الأراضي السورية، قد يكون وشيكاً.

وعلى وقع معلومات كشفتها أكثر من صحيفة تركية في الأيام الماضية، أشارت إلى عزم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الدخول هذه المرة بشكل مباشر على خط معارك الشمال السوري، تزامناً مع تشكيل الحكومة التركية الجديدة، في وقت بانت التعزيزات والحشود العسكرية الأردنية المستجدة على الحدود مع سورية مُلحقة بنشر صواريخ أرض - جو مضادة للطائرات، يُجمع أكثر من دبلوماسي غربي على استحقاقات دراماتيكية قادمة على الداخل التركي كما الأردني، على خلفية تجاوز كل الخطوط الحمر في اللعب بالنار السورية، في ظل تواتر معلومات تضمّنها أكثر من تقرير أمني، تشير إلى تغلغل حوالي 16 ألف تركي "داعشي" في مناطق حيوية تركية بانتظار "ساعة الصفر"، للانطلاق بضربات "جهادية" ضد أهداف مدنية أو عسكرية باتت محددة، مُلحقة بـ"القادم السيئ" على الداخل السعودي، ربطاً بغرق صقور العائلة الحاكمة الجدد في الوحول اليمنية، حسب توصيف كارين كنايسل؛ الخبيرة النمساوية في شؤون الشرق الأوسط.
الثبات - ماجدة الحاج