Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 22:16:33
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
القلمون .. تصفية الدفرسوار الإسرائيلي
دام برس : دام برس | القلمون .. تصفية الدفرسوار الإسرائيلي

دام برس:
قد يستغرب البعض وصف القلمون بالدفرسوار "الإسرائيلي"، لكن الوقائع والتداعيات السياسية والعسكرية الاستراتيجية تؤكد أهمية معركة القلمون في سياق الصراع العربي - "الإسرائيلي"، وفي الحرب العالمية على سورية - المقاومة وليس على سورية - الجغرافيا، فكما شكّلت "القصير" انعطافاً إيجابياً لصالح المقاومة في سورية ولبنان، فإن معركة القلمون رسّخت نصر القصير، وأضافت إليه ربحاً استراتيجياً، وحققت النتائج الميدانية والسياسية الآتية:

ميدانياً:

1- أراحت لبنان، والبقاع خصوصاً، من التهديد التكفيري على الحدود الشرقية، وحصرت نوافذ الاتصال والتهديد للبنان عبر نافذة عرسال وجرودها.

2- قطعت طرق الإمداد بين لبنان وسورية (الزبداني - الجرود - ريف دمشق)، وأقامت منطقة عازلة وحزام أمان لحلف المقاومة.

3- أمّنت طريقين أساسيين هما طريق بيروت - دمشق وطريق دمشق - حمص، وتكاد تنجز شريطاً آمناً يمتد من دمشق إلى حمص إلى الساحل السوري مربوطاً بالعمق اللبناني في البقاع.

4- أتاحت لحلف المقاومة تأمين بقعة جغرافية يمكن استخدامها بوجه العدو "الإسرائيلي"، عبر قواعد الصواريخ بعيدة المدى، لحماية الجبهة الجنوبية في لبنان وسورية في منطقة أصعب طبوغرافياً من جنوب لبنان، وأكثر حرية للتحرك العسكري، وتوفير الاستطلاع والرصد بديلاً عن رادار جبل الشيخ الذي تحتله "إسرائيل"، حيث إن المسافة النارية بين القلمون والحدود الفلسطينية في الجولان ولبنان (كريات شمونة) تقدَّر بـ100كلم، وإلى حيفا 150كلم فقط.

5- تجميع الجماعات التكفيرية من "القاعدة" و"داعش" و"النصرة" في بقعة جغرافية محاصَرة ومحدودة المساحة، مع كل تناقضاتها وصراعاتها على السلطة والغنائم، مما سيفجّرها من الداخل؛ كما يحصل الآن بين "داعش" و"النصرة".

أما على الصعيد السياسي، فإن تحرير القلمون مقدمة لاستكمال تحرير عرسال وجرودها من التكفيريين وإعادتها إلى أهلها، ما سيلغي دور قوى "14 آذار" في الداخل السوري، وسيهمّش دورها ووظيفتها عند أسيادها، ويضعف دورها الداخلي، بالإضافة إلى تجفيف منابع الإرهاب الذي يوصل سياراته المفخخة والانتحاريين إلى الداخل اللبناني.

معركة القلمون جاءت في لحظة يحتاج فيها حلف المقاومة، خصوصاً الشعب السوري، إلى جرعة معنويات، بعد الهجوم الشامل الذي قادته تركيا والسعودية وقطر بإشراف أميركي بعد ما سمي "عاصفة الحزم"، ومحاولة تحقيق انتصارات ميدانية وتهديداً للمثلث الذهبي للدولة السورية (دمشق - حلب - الساحل)، الذي مادام أنه بيد النظام والشعب السوري ولم يسقط بيد المشروع الأميركي، فإن كل ما يربحه التكفيريون من الجغرافيا السورية لن يُصرف سياسياً في مرحلة المفاوضات والتسوية السياسية، بل يضيف مآسٍ كثيرة، ودماراً ودماء لا أكثر، وبالتالي فهو معدوم الفائدة بالنسبة إلى الحلف الأميركي - الصهيوني.

استطاعت المقاومة والجيش السوري القيام بمناورة ميدانية حقيقية تحاكي الحرب المقبلة مع العدو "الإسرائيلي" على الجبهتين اللبنانية والسورية، وبدأت بتأسيس منظومة الجيل الثالث من المدارس العسكرية، فبعد منظومة "حرب العصابات" ومنظومة الجيوش النظامية، بدأت مرحلة منظومة الجيش النظامي المتحوّل إلى حرب العصابات، والمقاومة المتحوّلة إلى جيش نظامي، حيث رأينا قدرة المقاتلين على القيام بدور المقاوم والجندي النظامي وفق حاجة المعركة، وتحوّل المجموعة المسلحة إلى كتيبة نظامية، والعكس بالعكس، وهذا ما لا يملكه العدو "الإسرائيل"ي ولا الجيش الأميركي الذي حاول تقليد حلف المقاومة فأنتج الجماعات التكفيرية، لكن ضررها المستقبلي على صانعيها يكاد يساوي ضررها على شعوبها وأمنها، ولن ننتظر كثيراً لنرى إرهابها عندهم.

لقد أصبح العمق الجغرافي والاستراتيجي للجنوب اللبناني في القلمون، والقرار 1701 لن يقيّد المقاومة بعد اليوم، فالقلمون أكثر أماناً وحرية للمقاومة وأهلها، وهي نقطة التقاء القوى العسكرية لحلف المقاومة في سورية ولبنان، لاستعادة سورية وتحريرها من الاحتلال "الإسرائيلي" والتكفيري والتركي، وجواب صريح لكل الداعين إلى إسقاط الدولة السورية بأن ذلك من الأمور الصعبة، وحتى المستحيلة، فمن صمد أربع سنوات يستطيع الصمود 40 سنة، لأن الأعداء جربوا واستنفدوا كل ذخائرهم، أما نحن فعندنا الكثير من الاحتياط والذخائر التي لم تُستخدم، وهذا ما يؤشر إلى قدرتنا على النصر وهزيمة العدو، ويمكن أن تقسّم بعض البلاد العربية الهجينة والضعيفة (لا قدّر الله) وتبقى سورية والعراق ولبنان صخرة الصمود، لإنقاذ الأمة من مشروع التقسيم واستعادة الأراضي المحتلة.
الثبات - د.نسيب حطيط

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2015-05-22 11:16:04   القلمون
نصر استراتيجي يتكلل عندما تكون افراد المقاومه الباسله وجنود الجيش العربي السوري معا بصف واحد
غفران  
  2015-05-22 11:14:32   القلمون
نتمنى ان تكون تصفيه بشكل نهائي كانت مركز الثقل للعدو بارتباطها بشبكة حمص دمشق
عميد  
  2015-05-22 06:45:27   خطوة ممتازة
نبارك لسوريا هذه الخطوة الممتازة , ولكن هذه الخطوة يجب ان تستمر وتستعيد جسر الشغور وتدمر من الخطأ ان يكون الجيش في حالة دفاع فقط , لان الهجوم افضل وسيلة للدفاع
دريد قاسم  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz