دام برس :

استعادت القوات العراقية، اليوم الثلاثاء، السيطرة على المقرات الحكومية في مدينة تكريت شمال بغداد، في إطار العمليات التي تنفذ منذ بداية الشهر الحالي لاستعادة السيطرة عليها من مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"- "داعش".

وقال ضابط برتبة لواء في الجيش العراقي، لوكالة "فرانس برس"، إن "القوات العراقية طهّرت المجمع الحكومي في تكريت ويشمل مبنيي المحافظة ومجلس محافظة صلاح الدين إضافة إلى مستشفى تكريت، ورفعت العلم العراقي فوق هذه المباني" في القسم الجنوبي من المدينة. وأكد أن "الأبنية الحكومية تحت سيطرة قواتنا منذ ليلة أمس" الاثنين.

ومن جهته، قال محافظ صلاح الدين رائد الجبوري، لـ"فرانس برس"، إن "القوات العراقية سيطرت على مبنى محافظة صلاح الدين ورفعت العلم العراقي وعلى مستشفى تكريت التعليمي ومبنى كلية الطب وسجن التسفيرات والوقف السني"، وتقع جميعها في القسم الجنوبي من تكريت.

ويعد التقدم الذي حققته القوات العراقية، الأكبر منذ انطلاق العمليات في الثاني من حزيران الحالي، لتحرير مدينة تكريت (160 كيلومتراً شمالي بغداد). إذ أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن قوات الأمن العراقية والحشد الشعبي شاركت في العملية بعد أن تحدثت بعض الجماعات بأنهم جمدوا عمليات الهجوم رداً على الضربات الجوية الأميركية، بحسب ما نقل بيان صادر عن مكتبه.

وأضاف أن "قواتنا الأمنية وصلت إلى مركز مدينة تكريت وحررت الجانبين الجنوبي والغربي، وتتحرك للسيطرة على كامل المدينة ".

وشاركت قوات من الجيش والشرطة والحشد الشعبي ومقاتلون من أبناء عشائر صلاح الدين في الهجوم، فيما نفذ التحالف الدولي بقيادة واشنطن وقوات عراقية تقديم الدعم الجوي.

من جهته، اكد المتحدث باسم "فيلق بدر" كريم النوري، "سيطرة القوات العراقية على المجمع الحكومي في مدينة تكريت".

ومن جهتها، أعلنت الولايات المتحدة أنها شاركت في العمليات بعد تقديم بغداد ضمانات لتولي القوات الحكومية المهمة الرئيسية في الهجوم.

وبدأ طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن، في 25 من الشهر الحالي، ضربات ضد معاقل المتطرفين في تكريت آخرها الأحد والاثنين، بحسب البنتاغون.

وبعد أن وضع كلا الجانبين غطاءً سياسياً لنشاطهما واصل الفصائل المسلحة والتحالف الدولي لعب دور في العمليات التي تجري في تكريت.

في السياق، أكد الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون، خلال زيارة قام بها لأمس لبغداد، على أنه يتوجب على العراق "وضع الفصائل المسلحة التي تدعم الحكومة تحت سيطرتها".

وأضاف أن "المدنيين الذين نجوا من وحشية داعش يجب أن لا يخشوا من محرريهم".

وتتمتع تكريت بأهمية رمزية واستراتيجية. فهي مسقط رأس الرئيس الأسبق صدام حسين، وفيها ثقل لـ"حزب البعث" المنحل الذي يُعتقد أن بعض قادته في المدينة تعاونوا مع التنظيم. كما تقع على الطريق بين بغداد والموصل، مركز محافظة نينوى في شمال البلاد.

وشهدت الأوضاع الأمنية في بغداد تحسناً كبيراً في أثناء العمليات التي تنفذ ضد مسلحي "داعش" وشاركت في قسم كبير منها فصائل مؤازرة للحكومة.

وفي الحصيلة، قتل خمسة أشخاص على الأقل، واصيب 19 بجروح في هجوم انتحاري بحزام ناسف استهدف مدنيين في التاجي إلى الشمال من بغداد، بحسب مصادر أمنية وطبية.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، الذي غالباً ما ينفذه متطرفون ينتمون إلى تنظيم "داعش" الذي يسيطر على مناطق واسعة في العراق وسوريا.

في غضون ذاك، قال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إن مقاتلي "داعش" قتلوا 37 شخصاً على الأقل في قرية سورية قرب مدينة حماه الليلة الماضية في إطار هجمات يشنها التنظيم في مناطق تسيطر عليها الحكومة في غرب البلاد.

وذكر التلفزيون السوري أن 44 قتيلاً سقطوا وأصيب 21 آخرون في الهجوم على قرية المبعوجة الواقعة على بعد 60 كيلومترا إلى الشرق من مدينة حماه. وقال مصدر عسكري سوري إن الجيش صد الهجوم اليوم الثلاثاء. وقال المرصد الذي يراقب الصراع المستمر منذ أربع سنوات، عبر شبكة من المصادر، إن مقاتلي التنظيم الإرهابي قتلوا عائلات بالكامل وإن بعض الضحايا قتلوا حرقاً.

وتقع المنطقة على بعد نحو 200 كيلومتر عن محافظة الرقة التي تعتبر مركز "دولة الخلافة" التي أعلنها التنظيم وتضم مناطق في سوريا والعراق. والمنطقة جزء من غرب سوريا الذي يسعى الرئيس السوري بشار الأسد إلى تعزيز سيطرته فيه.

وشن متشددو "داعش" هجمات عديدة في مناطق تسيطر عليها الحكومة في محافظتي حماه وحمص، خلال الأسابيع القليلة الماضية، لكنهم فقدوا السيطرة على أراض في شمال وشمال شرق البلاد تحت ضغوط من مقاتلين أكراد تدعمهم غارات جوية تقودها واشنطن.

وقال المصدر العسكري "حاول داعش مهاجمة القرية وتم صد هذا الهجوم وقتل عدد كبير من إرهابيي التنظيم. والآن يفرض الجيش السوري سيطرته على القرية". وأضاف "يقوم التنظيم بمحاولات كثيرة (للتقدم) شرقي حماه. يحاول كثيراً في هذه المنطقة خاصة بعد خسارته في حقل الشاعر" في إشارة إلى حقل للغاز في محافظة حمص أعلنت الحكومة سيطرتها عليه خلال الشهور القليلة الماضية.